تطلب المرأة – في جميع أحوالها .. وفي جميع مراحل عمرها - الأمن والحب والسعادة.
ولكن السؤال: كيف سيتحقق لها ذلك؟
سأروي قصة حياتي مختصرة .. لأرى جوانب الأمن .. والسعادة .. والحب :
نشأت في عائلة ثرية جداً، طفولتي سعيدة هانئة .. ولكن في مرحلة المراهقة انتابني شعور بالوحشة والضجر .. شعرت بأن المال والجاه والشهرة وحتى الجمال لا يحقق لي الطمأنينة في نفسي.
كنت أشتري الملابس الغالية فأكون سعيدة للحظات ثم يكون شيئاً عادياً لا إثارة فيه .. تقدم لخطبتي كثير .. أقارب وأباعد فالصفات : جمال ومال ونسب وحسب .. تزوجت زواجاً سعيداً وما زلت لا أشعر بالأمن مع أنني أمتلك الثروة والزوج..
قلت لعلي بعد الإنجاب أشعر بالسعادة التي تبقى ولا تزول سريعاً.
وبعد الإنجاب لا تتغير ، كل شيء عادي روتيني .. سعادة لحظات قليلة ثم يعود كل شيء على ما كان عليه.
أحسست أن هناك شيئاً أفتقده سيحقق لي السعادة الدائمة التي لا تنقطع والأمن المستمر والطمأنينة
ولكن ما هو الشيء الذي أفتقده؟
إن جميع مُتع الدنيا حولي .. فما هو الشيء الذي ينقصني؟
وأين أجد السعادة التي لا تنقطع؟
لقد بحثت في نفسي .. ماذا تريدين؟
وما هو الشيء الذي لم تحصلي عليه بعد؟
فأجابتني …… أريد أن أكون قريبة من الذي بيده السعادة الحقيقية لكي يعطيني إياها ..
لقد عرفت ما تريدينه يا نفسي .. عرفت لماذا أنت مضطربة.
إنك تشعرين بالوحشة لأنك بعيدة عن الله .. فلماذا لا تقتربين منه فتأمني وتشعري بالسعادة الحقيقية .. لقد تداركتني رحمة الله تبارك وتعالى .. وهداني إلى صراطه المستقيم ، أسأل الله لي ولكم الثبات.
كنت في السابق أُصلي متى استيقظت من النوم .. أغلب الصلوات أؤديها بلا خشوع ولا طمأنينة .. ولم أكن أحافظ على الأذكار.
وبعدما حافظت على الصلوات في أوقاتها مجتهدة على أدائها بأكمل وجه وحافظت على الأذكار .. تبدلت حياتي .. اطمأنت نفسي وهدأت روحي .. مسكينة أنت يا روحي .. كم كنت أحرمك من زادك الحقيقي .. كنت أُطعم جسدي بإسراف ولكني أُقتر عليك .. ما أقصر نظري وما أصغر عقلي .. حيث ظننت أني أسعدك بالذهاب والإياب والشراء واللباس والطعام .. فوجدت أنك تسعدين بالقرب من خالقك وبارئك الذي سوف ترجعين إليه.
يقول الله تعالى ﴿يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية﴾
ويقول ﴿ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾
نعم لقد وجدت الطمأنينة فلك الحمد يا رب العالمين.
ويقول الله تعالى ﴿من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون﴾.
نعم لقد وجدت الحياة الطيبة السعيدة فلك الحمد يا رب العالمين ، ولنستمع ماذا يقول ربنا تبارك وتعالى في هذه الآيات ﴿ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا﴾.
ما أكرمك يا ربي وما أرحمك ، تسعدنا في الدنيا إذا كنا مؤمنين نعمل الصالحات وتدخلنا الجنة في الآخرة وأي سعادة بعد هذا ؟!..
إنها السعادة الحقيقية التي لا تنقطع في الدنيا ولا في الآخرة.
وختاماً :
هذه رسالتي لمن يبحث عن السعادة الحقة والأمن والطمأنينة.
◽️◽️
📚 منتقاة من مجلة الأسرة العدد ١١٥
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق