الأربعاء، 18 أكتوبر 2017

أروع القصائد في وصف صورة معبرة ( ١١ )


سليل الهزبر

نعم أنا.. أيها الآتي بلا سبب
............ أنا الذي من بقايا العز والنسبِ

أنا الذي من عرين المارد انبجست
............ أيامه.. وغدت سوداء كالوصبِ

قد جئت كاليوم! هل جاءت بشائرنا؟
............ أم أنها ذكريات الأمس لم تُصبِ

من أين قد جئت للآلام تنكؤها؟
............ من أي منفى؟ أم من جحفلِ لجبِ

من أين ترتد أسئلتي ممزقةٌ
...........وتنتهي حرداً في طينة الكُربِ

يا أيها الراحل الآتي على وجع
...........((وليس في راحتي اليمنى سوى تعبي))

ماذا تريد؟ كشف الحساب هنا
...........كشف الحساب وكشف الزور واللغبِ

ماذا ترى؟ يا هزبر الأمس ما فعلتْ
...........بنا الليالي وما أخنتْ على الشهبِ

كنا أسوداً تثير الرعبَ صيحتُنا
...........واليوم صرنا علامات من العجبِ

كنا نقود الورى في كل ملحمة
...........وينبري الثعلب المكار في الهربِ

واليوم صرنا جنوداً في غُزيّته
...........ترمي بنا حيثما شاءت يدُ الجربِ

هُنَّا وهانت بدرب الدرب قامتنا
...........ولم نزل نمتطي دوامة الكذبِ

عذراً أبي.. لا تسلني أين نخوتنا؟
............ أم أين؟ أم.. لا ما عدتُ ابن أبي

بعنا الكرامة في مستنقع أسنٍ
...........لا في الجليد ولا في نخوة اللهبِ

بعنا.. وبعنا.. وعين الثعل ترقبنا
...........تقتات من عرضنا في موسم الطلبِ

ماذا أبي؟ يا لهول العار تسألني
...........عن سحنتي.. عن ضمور الرأس والذنبِ

عن لبدتي في أتون الخزي ينتفها
...........وغدٌ ويقذف بي في ساحة الرهبِ

عذراً أبي.. في حنايا أضلعي لهبٌ
...........يمور كالمرجل الزاوي من الغضبِ

عذراً ففي خاطري ثارات منتقم
...........تثور كالنار في هشٍ من القصبِ

غداً نشب عن طوق الخضوع غداً
...........ونمتطي همّة للعز لم تخبِ

محمد أحمد فقيه ـ صنعاء

_______________


حذارِ أن تصدق

تمهلْ أيها القط تمهّل حذاري أن تصدق ما تمثلْ

أعيذك أن تكون كمن تمادى = حين صدق ما رآه وما تؤوّلْ

فجانبْ ما تراه ودعك منه = فإنك إن علمت الصدق تخجلْ

فإني ناصح لك سوف أهدي = بياني قبل أن تغتر فاقبلْ

فكم خدعتْ قرودٌ حين ظنت = بأن بقاءها أمرٌ منزلْ

وأرض القدس مسكنُها يقينا = وأن جميع من فيها سيُقتلْ

فغرّتهم جموعٌ من جيوشٍ = وقواتٌ لهم في الأرض ترسلْ

فباتوا يضمرون الحقد غدرا = وباتوا يزرعون الأرض حنظلْ

أبادوا كل ما فيها جميلاً = وما رحموا كبيراً قد تكهّلْ

فهاكَ صراخَ ثكلى قد تعالى = وهاك بكاء طفلٍ بات يسألْ

وإنّا حينها أشلاء شتى = نغرّبُ عن رسالتنا ونهزلْ

فدعك أخي من الآهات وامضي = نشق طريقنا فيما نؤمّلْ

نحرر أرضنا من كل بغي = ونصنع أمة للعز تكفلْ

فإما أن نعيش بها بعز = وإما ميتة في الأرض نؤكلْ

أما يكفي سكوتاً كم جرعنا = كؤوس الخزي من ذل تذللْ

أما والله أن هناك يومٌ = يجزع جيشهم ذلاً فيفشلْ

فهاك أخي بشائر كل يوم = من الأقصى ومن لبنان تقبلْ

فمهما اشتدَّ سيف الكفر وطءاً = فإن ظلامه عنا سيرحلْ

يميناً إن يومَ النصر آت = كفلق الصبح حين تراه أقبلْ

محمد حميد الحاج ـ الحديدة

_______________



عندما يستأسد القط!

لم تجد روحي احتمالاً = فهمومي تتوالى

عجباً فالقط أضحى = أسداً صال وجالَ

لحقوق الإنس راعٍ = وهو جلاّد الثكالى!

يدّعي عدلاً وصدقاً = وهو للدمع أسالَ

ويُرى شهماً جسوراً = وبه الإحسان زالَ

كل فعل جاء منه = فأقمْ فيه احتفالا

وإن اغتال بناتٍ = فابتَسمْ لا تُلقِ بالا

ربما يغدون يوماً = بالصناديد حُبالى

وإن اغتال صغاراً = فغداً يغدوا رجالا

فارض – كي ترضيه دوماً = بمآس تتوالى

واجرع الذلَّ مراراً = هكذا ترضي النعالَ

أمتي واحَرّ قلبي = كم تقاسين وبالا

أتذوق الظلم قسراً = ونقاسيه بلا.. لا

أيقود الحر عبدٌ = سِرْ يميناً سِر شمالا؟

أيهانُ الدين جهراً = ونرى المر زلالا؟

عجباً منا رضينا = ألماً فاق الخيالا

أوَمَا كُنّا أسوداً؟ = ألمي يملي السؤالَ

أمتي كنت مناراً = كنت للمجد مثالا

فلم حملتِ ذلاً = ومن القهر جبالا؟

أيها الآساد هُبّوا = وادحروا ظلماً ظلال

كي يعود القط قطاً = اصرخوا: للذل لا.. لا

اليمامة ـ لحج

_______________



زيف على زيف

زيف على زيف يلوح ويبرق
......................... ومزاعمٌ وزخارفٌ وتشدّقُ

وبريق إعلام يريك ضخامة
......................... وجه الضعيف نواجذ تتعملقُ

قط بدا في دار عزّ ناصع
......................... لما استكان أسوده وتفرقوا

فأرته مرآة الغرور بوجهه
......................... وجهاً هزبرياً يضجّ وينطقُ

كذب الغرور عليه إلا أنه
......................... ما زال في عين الكثير يصدقُ

قد سخّر الإعلام في تعظيمه
......................... فأخاف أقزاماً تراه فتلحقُ

وبدا علينا اليوم يزعم أنه
......................... فوق السكون منعم لا يأرقُ

هو وجه أمريكا أطل ليدعي
......................... بأساً يخيف الغاضبين ويفرقُ

هو وجه أمريكا أطل ليدعي
......................... أمناً بأرض الرافدين يصفّقُ

وأنا أرى عينيه تنطق بالأسى
......................... وأراه بالحذر المنغّص يشرقُ

وأرى اضطراب قعوده وكأنما
  ......................... شبحُ الوساوسِ حوله يتحلّقُ

إن كان في الخضراء لم يغمض له
......................... جفن ولم يسكن لنوم مفرقُ

وبها الأمان يحفه ويحوطه
......................... فبغيرها ماذا عساه يلفّقُ

وهو المعذّب بالكآبة والأسى
......................... وخطاه من داء التوجس تحنقُ

ألم الجراح يشل أذرع بأسه
......................... ويدُ الردى توهي قواه وتزهقُ

أنى سيهنأ والعراق عريقة
......................... ولدت شباباً للعلا يتشوقُ

يتوثبون إرادة خطواتها
......................... عزم يهب وهمّة تتدّفقُ

وعقيدة تجلو الطريق بنورها
 ......................... فتلوح غايات ويكشف مغلقُ

شهدت لهم أرض العراق وغرّدتْ
......................... غيد الفرات وخود دجلة صفقوا

وأدوا لأمريكا أمانيها التي
......................... يخفي مساوئها رداء يشفقُ

فبدت لها نذر الهزيمة فارتدت
......................... زي الخداع تصوغه وتلّفِقُ

لتري الجميع نجاح ما جاءت له
......................... وبأن قوتها أشد وأسبقُ

مهلاً فإن أفولها آت وفي
......................... وجه الزمان سوابقٌ تتفتّقُ

وجبين أمتنا يشعُّ بشائراً
......................... بقدوم فجر بالشريعة يشرقُ

أمل إلى أمل يضيء دروبنا
......................... ويدٌ إلى كتف تشدّ فتخرقُ

صادق محمد الطيب ـ حجة

_______________



قناع الزيف

البس قناع الزيف وافعل ما تريد = فالكلَّ أمسى في يديك كما العبيدْ

ثم انزوي عنا بعيداً كي ترى = من ذا سيعرف أصلك الماضي الوئيدْ

والبسْ رداء العزّ واعلن في الورى = أني أنا أسدٌ فهل لي أن أسُودْ

وابعث رياح الذل في كل الوغى = وانهج بهمْ نهْج العبيد بلا قيودْ

عَلّمْهمُ ألا يبيعوا أرضهم = فالأرض رمز للإباء وللخلودْ

من يوم أن ولّتْ مراكب عزنا = خلنا الأعادي واليهود هم الأسودْ

زمن به ذل العزيز وأصبح = الأقصى يئن ويشتكي ظلم اليهودْ

مهلاً بني الإسلام لا لا تخضعوا = فالفجر أقبل بالعتاد وبالجنودْ

والنصر لاح وسوف تشرق شمسه = لتزيل ليلَ الكفر بالنهج السديدْ

سترى ليوث الحق في إقبالها = أُسداً تزمجر بالإباء وبالصمودْ

وترى الفراعنة الطغاة تساقطوا = صرعى على الطرقات ما أحد يحيدْ

وترى النصارى واليهود فلولهم = فَرّتْ أمام الحق والبطل الشهيدْ

وترى الشرائع كلها قد أبطلت = وعلا لواء الحق خفاقاً مجيدْ

فالعدل أشرق في الدنا بضيائه = وأنار بالقرآن ظلمات الوجودْ

والمسلمون بكل أرض سطروا = مجداً عظيماً للمعالي والخلودْ

هُمْ وحّدوا صفاً متيناً واحداً = بثبات عزم لا يكلّ ولا يبيدْ

فمجاهد يرنو إلى قمم العـ = في جنة الفردوس يأبى أن يعودْ

فهي الشهادة بعد شوق قد أتت = لتعيد مجد المسلمين بكل بيدْ

يا من رفعتم للبرية راية = خفّاقة للارتقاء وللصمودْ

صونوا حمى أسد الوغى بنظالكم = وجهادكم لا ترهبوا كيد العبيدْ

الله أكبر يا بلادي كبّري = قد فك قيد الذل والأسد الفريدْ

وغداً يقول وكنتُ أنصتُ قوله: = إن العدالة صرحها صرح مشيدْ

فالليل قد حمل الظلام مولياً = متسربلاً بالزيف والظلم الشديدْ

والفجر أقبل بالضياء متوجاً = يفضح كل كذاب جحودْ

أحمد عبد الرحمن الفقيه ـ الحديدة

_______________



مهازل هذا العصر

أتلهو بنا الأوهام في كل ما نرى = وتسخر منا الترهات وفي ازدرا ؟

فيستسمنُ الأورامَ من زاغ طرفه = يخال سراب البيد نبعاً تفجرا

ويزعمُ عار لُبْسَ ثوب الكرامة = وما فوقه غير المهانة مئزرا

يضجّ بزعم الحاتمية بيننا = ويزهو: (أحب السيف والضيف والقرى)

يُلمّع دعوى عنترية بأسه = ويحمل كراراً إلى الخلف قهقرى

مهازل هذا العصر حيّرتْ النهى = ففيها استوى نجم الثريا مع الثرى

غروراً يرى الهرّ الجبانٌ خياله = بمرآته ليثاً يصول مزمجرا

تضيغم مغروراً ورام يغرّنا = لتمدحه الغوغاء: عشتَ غضنفرا

على الخصم قطٌ، برد سلم دلالهُ = ويعدو علينا ليثَ قمع مكشّرا

فها هم زعامات العروبة زعمهم = يحاكي زئيراً زائف الصوت مفترى

تشدّقُ أشداقٍ دعاوى بطولة = تعرّت وزعم البهرجات تبخرا

يؤدون أدواراً ممسوحة بها = بدا الهر ليثاً والثعيل تنمّرا

فليسوا سوى أصنام جوفاء نُصّبتْ = دمىً حرّكتها الروم يرضون قيصرا

تحركها أيدي اليهود كما تشاء = فقد مات إحساس الإباء وبُعثرا

يمدّون كفّ الود في كل ذلة = إلى مجرم قد عاث سفكاً ودمرا

إلى مدمن قتل الصغار مع النسا = بغزة أو لبنان أبشع ما يُرى

نصافح كفاً لُطخت بدمائنا = بإجرامهم فاقوا (تتاراً) وبربرا

مصافحة الأعداء منهم خيانة = لربًّ ودينٍ ثم شعبٍ بلا مرَا

بصمت مهين قد تجهّم وجههم = به أغمدوا في ظهرنا اليوم خنجرا

على رسلكم إن تخذلوا اليوم فتية = على خط نارٍ فالجهاد تسعّرا

به يحصدون الآن هامَ عدوهم = يعيدون للأذهان بدراً وخيبرا

يخطّون نصراً بالدماء شهادة = يُحاكون زيداً في الثبات وجعفرا

بهذا يكون المجد أنصع صفحة = بِسِفْرِ العلا منه (اقرأوا ما تيسرا)

صالح سعيد المريسي ـ تعز

_______________



بين الحقيقة والخيال

بين الحقيقة والخيال
....... عقل يفكّر في المآلْ

تغدو الحقيقة علقماً
....... إن جازها حسّ الخيالْ

والحلم حين تيقظ
....... وهمٌ يعلق بالمحالْ

من جاب أفق الحالمين
....... رأى الجواب ولا السؤالْ

ورأى الصغير مطاولاً
....... في وهمه شمم الجبالْ

ورأى الحقير يرى الورى
....... بعراً كحبات الرمالْ

ورأى ملايين الرؤى
....... ترمي ذويها بالخبالْ

مرآة أفق الحالمين
....... على الشفاه ذوي السؤالْ

ما كنت شاهد مأثمٍ
....... باع الضمير أو استقالْ

ما كنت تخفين الحقائق
....... إن دعا للحق حالْ

هذي أمامك قطة
....... مهزولة في شرّ حالْ

وأرى بعينك أنها
....... كغضنفر ملك المحالْ

صبراً فما أنصفتني
....... وأتيت عني بالمحالْ

فأنا البصيرةُ حرّة
....... لا أُشترى يوماً بمالْ

لكن مهزلة الهوى
....... وتفاهة الفكر الممالْ

وهروب أبناء العروبة
....... من حقيقة ما يقالْ

أبدى بعين محدثي
....... وهم التخاذل فاستقالْ

ورأى التوافه تعتلى
....... فرمى بكفيه النصالْ

وأتى اللئيم حديثه
....... فأتى يخوّضُ في خبالْ

فأريته شكل الأسود
....... لكي يفيق من الخيالْ

ممدوح عبد الخالق الحميري ـ تعز

_______________



بين عهدين

بين عهد مضى وآخر آتٍ = قد حللنا المسائل المعضلاتِ

وتجلّى الضياء من كل أفقٍ = واستفقنا بعد (المساء) من سباتِ

وتولى الضباب حتى رأينا = بالعيان الحقائق الساطعاتِ

ورؤانا عن الخداع أبانتْ = وعن المضحكات والمبكياتِ

وعن الغرب حين أبدى لقومي = أَفْجَرَ الخلق في أديم التقاةِ!

جعل الغاب للأليفات مأوى = وضواري الوحوش مستأنساتِ!

فإذا الليث مستكين أليفٌ = وإذا سؤره من الطاهراتِ!

وإذا الذئب في المحافل يرعى = (مجلس الأمن) من شرور الطغاةِ

ينصر الحقَّ والضعيفَ ويُعلي = راية العدل في جميع الجهاتِ!

وإذا للأنام قد قام ثعلٌ = صادق النصح من أجلّ الثقاتِ

يتباكى من الصراع ويدعو = لاجتماع يدوم بعد الشتاتِ!

وإذا حيةٌ من الداء ترقي = في عصور حديثة راقياتِ!

هكذا الغرب ماهرٌ يحكم = التمثيل حتى يسود في المعمعاتِ

هكذا الغرب ماهرٌ حين يروي = أنه اليوم صانع المعجزاتِ

أنه السلم والأمان وعدلٌ = ذو مزايا عديدة خالداتِ

فأتى الطبع كاشفاً عن قناع = لوحوش مخيفة كاسراتِ

سال منها لنفط أرضي لعاب = فغزتنا بأحدث القاصفاتِ

وهبونا مع الحضارة وَبْلا = من رصاص فما أمرّ الهباتِ!

دون ذنب يموت مليون طفلٍ = ذاق مُرّ الأسى بأرض الفراتِ

وضحايا الوحوش في كل يومٍ = لا يزالون يُحصدون بالمئاتِ

و (حقوق الأناس) أضحت هراء = و (دعاوى السلام) من الترهاتِ

اسألوا القدس والعراق ستحكي = عن مآسٍ كثيرة شاهداتِ

وليالي الوحوش حُبلى بشرٍّ = سوف تنقض في الزمان المواتي

فخذي الحذر أمتي ولتقولي = في ثبات بمسرح الحادثاتِ

لا لعيشٍ تكون فيه الأفاعي = سيداتي أو الذئاب رعاتي!

عبد الله محمد بارجاء ـ سيؤون

_______________



ألقاً

ارفع رأسك
وافخر..
أنت من الفلوجة!..
مد المجد لكفك كفا
وأمد بالزهر الأبيض
نفح الزهر
وأنت لفحت
ذبل الزهر
وأنت بذلت!
فاق خلوفك أنت.. أريجه!
وانفتحت أبواب المجد الشامخ.. مثلك!
واحترت.. ولست المحتار..
واخترت.. فنعم المختار..
وولجت المجد من الباب الأوسع
كم أحسنت ولوجه!
ألقاً
يا نجم الفلوجة!
ألقاً..
ألقاً.. ألقاً.. ألقاً..
زدنا ألقاً
زدهم قلقاً!
وأحل بطش الباغي..
مـ..ـز.. قـ..ـا!!
وانحر بالتكبير (علوجه)!
في عينيك..
وبين يديك..
قرأت النصر..
فزمجر..
أرعد..
سدد
بدد..
ولى عهد البشر..
فجدد..
عهداً كانت شمس إبائك فيه
تؤز صقيع الخوف
تبيد ثلوجه!
ذرواً..
يا إعصار العزة
لا نال المحتل ـ بدون الذرو ـ خروجه!
فاطرده.. اطرده..
تظل حراً
وامنحني.. من عرقك حبراً!
ولتقبل من دمعي..
دمع السعد العامر قلبي.. حبراً!
خذ من حبر العرق وحبر الدمع.. مزيجه!
واكتب للشعراء جميعاً
بحروفك وحروبك.. شعرا
خلد في ذاكرة المجد
الشامخ دوماً مثلك.. سطرا
ارفع رأسك.. بطل أنت.. من الفلوجة!

مروان المريسي ـ إب

_______________



إلى أين الذهاب؟

امتطيت صهوة قلمي
أمسكت زمامه
وجهته نحو الكتاب
نظر إلي
سألني:
إلى أين الذهاب؟
قلت له: ألا ترى حال أمتي؟
ألا ترى قدر المصاب؟
أمتي تُهان ولا حراك
حاربها الجميع
مزقوها
دمروها
حل الخراب
هذا ابني بلا ثياب
تلك أختي تحت الذئاب
وذاك أخي ألا تراه هناك
ضعيف
عاجز
منهزم
حائر
يطلق صرخاته
تملأ الأكوان
وتعلو السحاب
نظر إليّ محقراً:
ماذا ستفعل كلماتك؟
أمداد تملأ السطور
تضمها الأوراق
ثم.. سيسدل الحجاب
قلت له: هذا سبيلي يا صاح
فيدي لن تخلو من سلاح
هذا سلاحي نزعته من جعبتي
عبأته برصاص كلماتي
شحنته من علو همتي
وامتطيتك أيها القلم
انطلقت بك بين الشعاب
أجوب البلاد
أسمع الآهات
أذوق الآلام
وأخترق الضباب
أذب عن عرض أمتي
حتى أصير إلى التراب
أظنك أدركت الآن يا قلمي
إلى أين الذهاب

محمد عبد المجيد ـ مصر
_______________

📚 انتقاء من مجلة مساء
العدد (٣٧) ذو القعدة ١٤٢٧ هـ

 تحرير : حورية الدعوة