لقد أتى على العالم الإسلامي حين من الدهر وهو مستخف بالقوة المعنوية فهو لا يحتفل بها، ولا يحتفظ بها أو بالبقية منها ولا يغذيها، حتى نضب معينها في قلبه،
فلما خاض العالم الإسلامي المعارك التي تحتاج إلى الإيمان والصبر والثبات وتحمل الشدائد
لجأ إلى القوة المعنوية في نفسه وجدها كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئاً
هنالك عرف أنه قد جنى على نفسه جناية عظيمة بإهمال هذه القوة المعنوية وتضييعها
وبحث في جعبته فلم يجد شيئاً يسد مكانها ويغني غناءها.
والقرآن وسيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسنته قوتان عظيمتان تستطيعان أن تشعلا في العالم الإسلامي نار الحماسة والإيمان وتجعل من أمة ناعسة منخذلة أمة ملتهبة حماساً وغيرة وحنقاً على النُظم الجائرة.
إن علة العالم الإسلامي هي الرضا بالحياة الدنيا والاطمئنان بها والارتياح إلى الأوضاع فلا يقلقه فساد ولا يبهجه منكر ولا يهمه سوى الطعام والشراب.
ولكن بتأثير القرآن والسيرة يحدث في القلب صراعاً
بين الإيمان والنفاق
وبين راحة الجسم ونعيم القلب
وبين حياة البطالة وموت الشهادة
صراع أحدثه كل نبي في وقته ولا يصلح ولن يصلح العالم إلا بالإسلام شاءوا أم أبوا بالطيب أو بالقوة، لن يصلح إلا الإسلام
هناك تتجدد ذكرى بلال وعمّار وصهيب ومصعب وأنس
هناك تفوح رائحة الجنة ويولد الإسلام إلى العالم عالم جديد لا يشبه العالم القديم في شيء..
◽️◽️
📚 من كتاب " ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين"
للشيخ أبو الحسن الندوي
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق