الثلاثاء، 29 نوفمبر 2016

أتستر على أخي .. المدمن

أنا فتاة أبلغ من العمر ٢٥ عاماً ، ولي أخ عمره ١٨ عاماً .. تكمن المشكلة في الصراع الشديد والدائم بين أبي وأخي .

فأبي ليس لديه وسيلة لتأديب أخي سوى الضرب والطرد من البيت.

قبل فترة اكتشفت أن أخي يدخن ، و(يشم) أيضاً ، وذلك عندما وجدت علبة الدخان والشمة مخبأة في الحمام ـ أكرمكم الله.. لقد صعقت ولم أعرف ماذا أفعل؟ فأنا لا أريد أن أخبر أبي حتى لا يستخدم معه أسلوب الضرب ويطرده للشارع وتزداد المشكلة.. ولا أريد أن أصارح أخي خوفاً من أن يستسهل أمر التدخين أمامي, أو يطلب مني مالاً ونحن ليس لدينا أي مال فأبي لم يعودنا على إعطائنا مصروف طوال عمرنا.. حتى أخي لم يعطه يوماً ريالاً واحداً!!

لقد حاولت نصح أبي كثيراً لكنه يعاند ويزداد قسوة علينا.. إنني خائفة على أخي ، وأنا أقوم بالاستيقاظ كل ليلة فجراً لأحل واجباته دون أن يراني أبي ، كما أقوم يتزوير شهادته كل سنة حتى لا يتضح عدد مواد رسوبه ، وأنا غير راضية عن ذلك لكن والله لا أفعله إلا لحماية أخي من الانحراف بسبب قسوة أبي.

أمي أصيبت بمرض في ذكر الطبيب أن له علاقة بحالتها النفسية، تخيلي أن أبي إذا رآنا مستعدين للذهاب لمناسبة وفرحين فإنه يختلق مشكلة من لا شيء ويصرخ ويحرمنا من الخروج، لكني صابرة على الألم وخائفة فقط على أخي.. أرجوكم ماذا أفعل؟

مشاعل ـ مكة


حبيبتي الغالية مشاعل..

قبل أن أبدأ أود أن أقول لك .. أني أحببتك جداً .. نعم والله .. لقد أحببتك من طريقة كلامك الحكيمة ومن حبك لأخيك ولأبيك ومن صبرك ومن تضحياتك الكثيرة .. وشعرت بتعاطف كبير مع فتاة قوية من النادر أن نجد مثلها .. واعذريني لاختصار رسالتك الطويلة..

وتعالي الآن ننظر ما الذي يمكنك فعله :

لا تواجهي أخاك حالياً بالاتهام، بل حاولي الجلوس معه والتحدث معه حول حاله عموماً، مشاعره، ألمه، اكسري الحاجز بينك وبينه ودعيه يتحدث فهذه أول خطوات العلاج..

المشكلة الكبرى حالياً هي .. من أين يأتي بالمال لشراء الدخان والمخدرات الباهظة الثمن؟! إنني أخشى بصدق أن يكون قد انحرف إلى مسار آخر .. وأرجو منك أن تحاولي التحدث معه بكل صراحة في وقت هادئ ومناسب.. وتوقعي أن يقول لك أي شيء لا تتوقعينه.. كوني متماسكة وصبورة.. واستمعي له بهدوء أثناء حديثه.. وإذا اعترف أمامك بالإدمان، فساعديه على تجاوز هذه الأزمة ولا تضخمي الأمر، قولي له أنه يستطيع ترك هذا الماضي خلف ظهره ويتوب توبة صادقة ويبدأ حياة جديدة بإذن الله والفائدة ستعود له قبل غيره ، كما أن هناك عيادات لمعالجة الإدمان بسرية تامة (كمستشفى الأمل) يمكنه أن يلجأ إلى أحدها.

أشعريه بالحب والاهتمام والتقدير، ووضحي له كم تحترمينه وتثقين فيه، فهو يحتاج لذلك بشكل كبير في ظل قسوة الأب، أهدي له هدايا إن استطعت، نظفي ملابسه بعناية.. إلخ.

حاولي أن تنصحيه بطريقة غير مباشرة، قومي بتشغيل شريط مؤثر مثل (قلبي أين ومتى؟) و (قصص لا أنساها) و (دمعة سجين) وغيرها وأحضريها لغرفته وكأنك تريدين الابتعاد عن الإزعاج وسماع الشريط ، عنده.. وأنا متأكدة أنه سينصت ويستمع بإذن الله.. وكرري هذا العمل.. ثم اتركي بعض الأشرطة في غرفته..

حاولي إقناعه بأسلوب هادئ يتسم بالحب بأن لا يتأخر خارج المنزل، ولا تأمريه بذلك أو توضحي عتابك ولومك له، واطلبي منه ذلك لأجلك أنت ولأجل أمك وليس لأجل أبيك.

حاولي تفهم طبيعة شخصية والدك، وما الذي يثير غضبه؟ فهو قد يكون غاضباً لأسباب لا تعرفونها ، ربما بسبب إهماله أو عدم تقديره والجلوس معه أو غير ذلك.. اعرفي أسباب غضبه وابتعدي عنها. حاولوا إسعاده وإرضاءه قدر الإمكان ، واجلسوا معه وقتاً أطول ، واضحكوا معه ، واسألوه عن أحواله دائماً ، وبإذن الله ستتغير طريقة معاملته لكم.

احرصي على الدعاء يشكل متواصل وكل ليلة لأخيك ولأبيك بهداية القلب وصلاح الأخلاق ، واحرصي على صلاة الليل والدعاء في الثلث الأخير بشكل مستمر.

واعلمي يا حبيبتي أن الصبر مفتاح الفرج ، فاستبشري وتفاءلي بالفرج بإذن الله.

◽️◽️

📚 مجلة حياة العدد (٦٢) جمادى الآخرة ١٤٢٦ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

أتمنى الموت لأتزوج من هؤلاء

أنا فتاة أبلغ من العمر ١٨ عاماً، وأحب كثيراً سماع الأشرطة الإسلامية

خصوصاً الأشرطة التي تتحدث عن الجنة، وتلك التي تتحدث عن سير الصحابة وقصص الأنبياء مثل أشرطة د. طارق السويدان.

ولدي أمنية قد تختلف عن بقية الأماني وهي أن يتوفاني الله وأنا بكر كي أتزوج من أحد الصحابة أو أحد الأنبياء عليهم السلام.

وما يحيرني هو.. هل إذا تقدم لي خاطب ورفضته فعلي إثم؟
وإن تزوجت فكيف أحقق هذه الأمنية؟..

أرجو أن توجهوني وجزاكم الله خيراً..

المشتاقة للجنة


حبيبتي المشتاقة إلى الجنة

أعجبني اسمك كثيراً .. وكم هو جميل التزامك وحرصك على الخير .. ويفرحني جداً أن أجد فتيات بمثل سنك بهذه الهمة العالية.. ولكن.. لم تستعجلين الموت يا حبيبة؟

إن الله عز وجل خلق كل شيء بقدر كما أننا لا نعلم ما هو الخير لنا.. فقد يتمنى أحدنا الموت وما زالت أعماله لا توصله إلى المرتبة التي يريدها في الجنة فيحييه الله كي يزيد من الأعمال وترتفع درجته.. وتأكدي بأن الله عز وجل سيكتب لك الخير إن شاء الله..

أما الزواج من أحد الصحابة أو الأنبياء فهذه رغبة جميلة إلا أنها قد لا تكون متاحة..

لأن هؤلاء لهم مراتب عليا في الجنة قد لا نبلغها نحن وقد ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم أن خير القرون هم قرنه ثم الذين يلونهم فالذين يلونهم وهكذا.. واعلمي بأن هناك نساء من السلف الصالح بلغن من الزهد والعبادة مبالغ عظيمة إلا أنهن تزوجن وأنجبن..

فإن تقدم لك زوج صالح ترضين خلقه ودينه فوافقي عليه.. فأنت لا تعلمين قد يكون هذا الزوج سبباً لرفعتك في الدنيا والآخرة فطاعة الزوج تعدل الجهاد في سبيل الله .. وقد تنجبين الأبناء الذين ينفعون الأمة ويقدمون لها الكثير فتكسبين الأجور العظيمة بدل أن تجلسي سنوات تنتظرين الموت فتجدين نفسك وحيدة!

كما أني أود أن أخبرك بأن زوج المرأة المؤمنة في الجنة يكون على هيئة يوسف عليه السلام وجماله وكأخلاق محمد صلى الله عليه وسلم وبطول آدم عليه السلام..

وهذا يحقق ما تريدين.. وتذكري بأنه لا رهبانية في الإسلام ومن سنة الرسول صلى الله عليه وسلم الزواج واتباعك لسنته دليل على حبك له.. أسأل الله لك بأن يثبتك لما يحب ويرضى..

◽️◽️

📚 مجلة حياة العدد (٤٣) ذو القعدة ١٤٢٤هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

انياب المعصية

أنياب المعصية


مشكلة الأخ ( أبو ابتهال ) التي يذكر فيها أنه متزوج وله خمسة أولاد ، ويحضر الكثير من مجالس العلم وحبق الذكر ، وينظر له غيره على أنه مثلٌ وقدوة ولكنه مع ذلك يواقع معصية لا يستطيع الفكاك منها وهي النظر إلى النساء ، وانصراف قلبه إلى ذلك ، وكلما حرص على الابتعاد وعاهد نفسه على ذلك لم يستطع الوفاء ، وانجرف في المآثم مرة أخرى ، وهو يبحث عن الدواء الذي ينتزعه من هذا الداء المهلك .


هل تملك الإرادة ؟!

تمتلئ الحياة الدنيا بالابتلاءات والفتن والمصائب ، جنباً إلى جنب مع الطرائف والأحداث والعجائب ، ولم يكن لحال شخص أن يستقر أبداً طول الدهر فلابد له من تغير وتحول .

حالك يا أخي ليس لغريب عليَّ ولم يدهشني أو يهزني لأنني أعرف كثيراً من الشباب الملتزم ظاهراً يعانون مما تعاني على اختلاف وتنوع المعاصي التي هم عليها .

من المحزن حقاً أن يضحك الإنسان على نفسه ، ولولا أن الله جل جلاله يمهل العبد لكانت العاقبة وخيمة ؛ فضائح تتوالى ويتسامع بها الخبيثون عن الطيبين فتشيع الفاحشة بين المؤمنين وربما كانت العاقبة هلاكاً ودماراً قال الله تعالى : ( ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابة ) .

أخي الحبيب : لا يملك لك أحد من قراء " الأسرة " الكرام حلاً ذهبياً يقدم لك على ورق المجلة ولو خط بماء الذهب . ولو فعلوا ذلك وأنت لا تملك إرادة التغيير لما أفلحوا في إنقاذك وتخليصك من حبائل هذه المعصية ؛ ولذا كان لزاماً عليك أن تبدأ الإصلاح بنفسك :

أولاً : أوجد في نفسك إرادة محفزة للتغيير ، إرادة لا تتراجع عند لحظة الفعل فتخذلك وترجع إلى معصيتك مرة أخرى ، وهذه الإرادة لا توجد بمفردها بل لابد أن يرافقها صبر وتحمل ( والله يحب الصابرين ) وتذكر أنه لولا صبر الشجاع المقاتل عند لحظة المبارزة والقتال لما استطاع أن يتغلب على خصمه وعدوه .

ثانياً : عليك بالمداومة على قراءة القرآن بتدبر وخشوع ، ولو جزء في اليوم وإن استطعت أن تحفظ القرآن كاملاً فهذا حسن ؛ فهو : ( هدى وشفاء ورحمة للمؤمنين ) ، كما وصفه ربنا عز وجل .

ثالثاً : دوام على الصلوات الخمس في جماعة والأفضل أن تبكر إليها وتكون في الصف الأول ، وأن تدخل إلى الصلاة وكأن ملك الموت سينزع روحك بعد الصلاة ! فأقبل عليها بخشوع وسكينة ودافع وساوس الشيطان قدر ما تستطيع .
صلّ الفجر في جماعة وحاول أن تجلس بعد صلاة الفجر تذكر الله حتى تطلع الشمس وتصلي ما شئت ، وتذكر أن الله تعالى قال عن الصلاة : ( تنهى عن الفحشاء والمنكر ) .

رابعاً : لا يقعدك حالك هذا عن حضور مجالس العلم والمنتديات النافعة والمشاركة في الأعمال الدعوية والخيرية وسماع الأشرطة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد قال العلماء : ( حق على من يتعاطون الكؤوس أن ينهي بعضهم بعضاً ) ، فكلنا خطاءون وكلنا ذاك المقصر ولكن السعيد من اتعظ وانتبه من غفلته وفتوره .
من ذا الذي ما ساء قط = ومن له الحسنى فقط

خامساً : ابتعد عن كل ما يثير شهوتك تجاه المرأة من رؤية النساء الحسناوات سواء كان ذلك في مجلة أو على شاشة التلفاز أو نحو ذلك ، وإني أربأ بك أن تكون من المعتكفين على مشاهدة الأفلام عربية كانت أو غربية أو المسلسلات والمسرحيات فإن حصل ذلك فاعلم أنه سم قاتل يجب أن تبتعد عنه .

سادساً : قف مع نفسك قليلاً ، وتذكر لو أن لديك ثلاث بنات مثلاً في غاية الحسن والجمال وإذا برجل يترصد لهن وربما مد حبال المعصية إليهن هل كانت ترضى بذلك ؟ فإن كنت لا ترضى هذا لبناتك فإن الناس لا يرضونه لبناتهم كما قال صلى الله عليه وسلم .

سابعاً : حاول أن تذهب إلى العمرة في شهر رمضان وتعتكف في العشر الأواخر منه وتشرب وتتضلع من ماء زمزم ، هنالك تدعو الله بصدق وتنكسر بين يديه وتسيل دموع الندم على خديك وتناديه وتقول : ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت قلبي على طاعتك ) ، وتناجيه وتعترف بزلاتك بين يديه وتدعوه دعاء المضطر ؛ دعاء ركاب سفينة ماجت وهاجت بهم أمواج البحر فإذا بنصف السفينة قد غرق في الماء وكادوا أن يغرقوا فرفعوا أكف الضراعة إلى الله لينجيهم فأنجاهم سبحانه ( أمن يجيب المضطر إذا دعاه وبكشف السوء )

وختاماً أسأل الله أن يحفظك وينجيك من مهالك المعاصي ويثبت قلبك على طاعته .

طه بن حسين بافضل – حضرموت

**

أينك من فضيحة الآخرة ؟!

قرأت رسالتك مراراً وتأثرت بها كثيراً وآسفني ما وصل إليه حالك أسأل الله لك التوبة النصوح .

أخي في الله : أنت تعلم قبل كل شيء أن النظر سهم مسموم من سهام إبليس فلا تُتبع النظرة بالنظرة ، فلقد ذكرت أن بصرك أوردك المهالك وهذا بدايته تتابع النظرات ، وإليك هذه النصائح التي أسأل من الله أن ينفعك بها :

* لا تنس الدعاء وخاصة في الثلث الأخير من الليل ، ابكِ واخشع وتضرع وارفع شكواك إلى الله بقلب صادق أن يعينك على حفظ بصرك ، فمن حفظ بصره نوّر الله بصيرته .

* عندما تنظر إلى ما حرم الله اصرف نظرك بسرعة ولا تعد النظرة واستعذ بالله من الشيطان الرجيم واذهب من مكانك فوراً ..

* تذكر أن :
كل الحوادث مبدؤها من النظر = ومعظم النار من مستصغر الشرر

* ذكرت في رسالتك أنك تخاف أن يفضحك بصرك في الملأ . لقد خفت من فضيحة الدنيا ولم تخف من فضيحة الآخرة أمام الخلق جميعاً ، فإن كان الله قد سترك في الدنيا فلابد من فضيحة الآخرة ما لم تتب ، أفتخاف أن يراك الناس ولا تخاف من نظر الله إليك فلا تجعل الله أهون الناظرين إليك ..

* لقد وهبك الله زوجة حلالاً فلا تدع الحلال وتذهب للحرام .

* اعلم أن من أهم أسباب طلاق النظر ضعف مبدأ مراقبة الله تعالى ، فلا تنس أن الله يراك ..

* أنجح دواء لغض البصر هو مجاهدة النفس والصبر مع غض البصر ..

وأخيراً أنصحك بسماع شريط السهم المسموم للشيخ إبراهيم الدويش .

أم عبد الرحمن المخلافي – اليمن - تعز

**

انتبه إلى طريقك

الشهوة الميل للجنس الآخر غريزة فطر الله الناس عليها .

فلو كانت هذه الشهوة ضعيفة لقلت رغبة الناس في الزواج ولضعفت العلاقة والألفة والمحبة بين الزوجين ولكثر الطلاق لأتفه الأسباب .. الخ .

فهناك أسرار وحكم لا يعلمها إلا الله عز وجل ، وقد جعل سبحانه هذه الغريزة على مقدار من القوة بحيث يستطيع الرجل السيطرة على نفسه وكبح جماح شهوته .

فتخيل يا أبا ابتهال أنك تقود سيارتك في طريق سوي واضح المعالم إلا أنه يوجد في هذا الطريق حفر ومنحدرات خطيرة قد وضعت أمامها لوحات إرشادية تحذر منها ، ثم قال لك شخص : اترك مقود السيارة ودعها تسير بنفسها ولمدة دقائق فقط !!

لا شك أنك ستقول عنه إنه مجنون ؛ لأنك بعقلك السليم تعرف أن هذه السيارة سوف تنحرف بك عن الطريق السوي وتوقعك في تلك الحفر والمنحدرات التي ربما تنتهي بك إلى الهلاك ، فكذلك هذه النفس تريد من يقودها في طريق هذه الحياة بيقظة وحذر وانتباه .

وقياساً على ذلك : لو كنت تمشي في الشارع فوقع بصرك على امرأة متبرجة فتذكر أن أمامها لوحة إرشادية تقول : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم .. ) الآية . وما وضعت هذه اللوحة أمامها إلا لأنها حفرة في طريقك وربما منحدر سحيق يودي بك إلى الهلاك لا سمح الله .

وهكذا في كل ما حرم الله ، فعليك أن تقود هذه النفس بحذر شديد حتى تصل بها إلى بر الأمان وهو رضى الله والجنة : إن عرضك لمشكلتك دليل على صدق توجهك ورغبتك في التخلص والخروج مما أنت فيه ، فجدد همتك وقوَّ عزيمتك واستعن بالله ولا تعجز ، وتذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم : ( احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة .. ) الحديث .

وأتوجه بندائي للمرأة المسلمة فأقول : اتقي الله في نفسك ، اتقي الله في شباب المسلمين ، لا تكوني عوناً للشيطان عليهم لا تخرجي من بيتك إلا لحاجة ولو خرجت فالتزمي بحجابك الشرعي وإياك وتلك العباءة الخبيثة السافرة ، والله إن إحداكن لتخرج وهي تلبس تلك العباءة التي لا ترضي الله فتعود إلى بيتها وهي تحمل أوزاراً كالجبال على ظهرها – تدري ذلك أو لا تدرِ – لما تحدثه من إفساد لقلوب كثير من الرجال .

وإني والله لأرى المرأة المحتشمة في لبسها فأدعو الله لها من قلبي أن يحفظ لها عفتها ويكثر من أمثالها ،

وأرى المرأة المتبرجة في لبسها ومشيتها فأدعو الله أن يهديها أو يشل أركانها ويقعدها في بيتها حتى ترتاح عيون الرجال منها .

أبو مجاهد – الرياض

**

إجراءات

يقول الله عز وجل : ( إن الله لا يغيّر ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
ويقول عز وجل ( والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً ) .

اعلم أيها الأخ المسلم أن لك في الحياة غاية عظيمة ألا وهي رضى الله عنك والجنة وأن الله عز وجل سيبتليك ببعض الأمور التي ستكون مقياساً لمؤشر الإيمان في قلبك ومن تلك الأمور غض البصر .

ستقول : إنك حاولت ولم تنجح وتغلب الشيطان عليك ، أقول : قبل المحاولات عليك باتخاذ الإجراءات التالية التي إن اتبعتها بدقة فإنك ستنجح حتماً بإذن الله تعالى ألا وهي :

أولاً : استحضر عظمة الله عز وجل في قلبك واستشعر حقيقة عبوديتك لله عز وجل وأنه مالك الملك ، حتى يقشعر بدنك وتدمع عينك .

ثانياً : تذكر دائماً أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إلى الحرام ، فعندما تشعر أنك بمقربة من امرأة أو أنك تقترب من قسم المجلات المليئة بصور النساء ، تذكر أن الله عز وجل ينظر إليك وأن أنفاسك بيديه سبحانه ، فلو شاء لأوقفه ! ، فكيف وبأي وجه تلقاه وأنت تنظر ، وهو يقول : ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) .

ثالثاً : تذكر قبل أن تعصي الله أنك تعصي الله بنعم الله ، والواجب عليك شكره على نعمة البصر ، وشكرها يكون بحفظها عن الحرام ، وأن الذي منحك إياها قادر على سلبها منك ، أفلا تعض .

رابعاً وأخيراً: اعلم أن لغض البصر مكافأة عظيمة من الله عز وجل ، ألا وهي حلاوة تجدها في القلب كلما غضضت بصرك ، وإن كثرة التلفت والنظر تورث البلادة وفراغ القلب ، وإن من أسباب الفراسة غض البصر ، فجاهد نفسك ، ومن ترك شيئاً لله عوضه خيراً منه .

أم عبد الله - المدينة

◽️◽️

📚 مجلة الأسرة العدد (١٢٥) شعبان ١٤٢٤ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

أخي المدلل

لا أروي حكايتي مع شقيقي الوحيد طلباً للحل الذي قد يكون متأخراً الآن ، إنما أردت أن يعتبر بها من يقعون في الخطأ الذي وقع فيه والداي ؛ عسى ولعل أن يستفيد الآباء والأمهات ممن لا يزالون يفرقون بين أبنائهم على أساس الجنس ، ودون تطويل إليكم القصة :

ترتيبي الثالثة بين أخواتي وعمري الآن خمسة وثلاثون عاماً ، كنت أعيش مع أخواتي ووالدي عيشة هانئة ينقصها لهفة الوالدين لإنجاب ولد " ذكر " يحمل اسم والدي – كما كان يردد على مسامعنا – ونحن خمس بنات ، ولا زلت أذكره وهو يقول : الولد لأهله والبنت لزوجها .

أخيراً من الله على والدي بالولد الذكر ، وكانت فرحتهما به لا توصف ، فقد تحول كل الاهتمام وكل الرعاية إليه ، أما أنا وأخواتي الأربع فيبدو أن نصيبنا من الاهتمام والرعاية قد اكتمل وانتهى بإنجاب خالد الذي أعترف لكم الآن أني لا أحبه ولا أكرهه ، فقد لا يكون اللوم الأساسي عليه .. ما زلت أذكر أن والدي نحر خمس خراف لمقدم خالد بينما عقيقة المولود الذكر شاتين كما أعلم .

نشأ خالد مدللاً ، طلباته مجابة ، ولسان حال – بل ومقال – والديّ معه " شبيك لبيك " ، فيكفي أن يؤشر ليجاب طلبه فوراً ، فهو ولد ونحن بنات ، وهذا يكفي لتفضيله علينا بنظر أمي وأبي سامحهم الله ـ عندما كنا نتشاجر معه ـ كما يحصل بين جميع الإخوة يرفع أمرنا فوراً للوالدة أو الوالد فيقفان إلى صفه وينصرانه علينا دون أن يكلفا نفسيهما عناء سؤالنا عما حدث ، فالمسألة منتهية ، هو أخونا الأصغر والوحيد ، وعلينا مراعاته في كل الأحوال ، حتى في المصروف اليومي عندما كنا في المدرسة كان يعطي عشرة ريالات يومياً ، بينما مصروفنا اليومي خمسة ريالات لكل منا : خالد ولد ؛ ويحتاج إلى المال أكثر منكن ، هكذا قال والدي ذات مرة عندما اعترضنا على أن مصروفنا اليومي أقل من أخينا .

وعندما نجح خالد بصعوبة في الثانوية العامة بمساعدة ثلاثة مدرسين خصوصين أهداه والدي سيارة أمريكية جديدة تماماً تليق بمقامه الرفيع . للأسف نشأ خالد اتكالياً ، كسولاً ، سريع الغضب ، لا يتصور أحداً يعارض رأيه ، أو يقف في وجه طلباته ، وهو لا يزال في الجامعة منذ سبع سنين يحاول التخرج من كلية الإدارة دون جدوى ، فوقته مضيع مع " شلة " الأنس في ذهاب وخروج لا ينتهي ، والله أعلم إلى أين يذهب وماذا يصنع ؟ فهو فوق المساءلة لا لشيء إلا لكونه ذكر ، المال يغدق عليه دون حساب ، في الصيف يسافر مع أصحابه لتعلم اللغة الإنكليزية ، كما يزعم ، ونحن نبقى في البيت ننتظر طارق الزواج الذي يخلصنا مما نحن فيه من التفرقة ، والحمد لله فقد تزوجت مؤخراً وأنا الآن سعيدة مع زوجي ، وأم لطفلة ملأت عليّ حياتي وأنستني شيئاً من معاناتي السابقة .

حضرة المستشار :

ربما كان الحل في مثل حالتي متأخراً ، كما ذكرت في بداية رسالتي ، ولكن هل من كلمة توجهها لأمثال والديّ عسى ولعل .. !!

**

الجواب :

يسعدني أولاً أن أقدم لكِ تحية اعتزاز وفخر بالغين ، وذلك لما تتمتعين به من روح طيبة ، وحب للآخرين واهتمام بهم ، فالمسلم أخو المسلم ، ويسعى جاهداً لإصلاحه وتقويمه ونصحه وتوجيهه ، وقد لمست حرصك الشديد لإبداء النصح والتوجيه لغيركِ ، على الرغم من أن الموضوع حسب ما ذكرتِ لا يهمك شخصياً ولكنه يهم الآباء والأمهات والمربين .

لقد جذب انتباهي ، واستقطب اهتمامي ما قرأت في رسالتك حول تعرضك لأسلوب خاطئ في التربية ، كانت نتيجته إلحاق الضرر بك وبأخيك . ومما لا شك فيه أن الأساليب الخاطئة التي ينتهجها بعض الآباء والأمهات – والتي ذكرت منها :

التفرقة في معاملة الأبناء على أساس الجنس – لها آثار نفسية سلبية على الفرد والمجتمع . فالجنس الذكر مفضل في عالمنا العربي على الأنثى في نظر كثير من الناس ، وهذا مخالف للفطرة السليمة وللشرائع السماوية .

فالأسرة تعتبر أحد الأركان الأساسية التي يتفاعل معها الفرد منذ اللحظات الأولى لحياته ، وذلك لأن علاقة الفرد بها علاقة مباشرة ، ولذا فإن بعض العلماء يعتبر الأسرة ، بما فيها من عادات وقيم وتقاليد وثقافة ، لا تقل في تأثيرها على الفرد من تأثير العوامل الوراثية والفسيولوجية ، فالأسرة الواعية تساعد الطفل على تحقيق نموه ونضجه المتكاملين ، كما أنها تمده بالعطف والحنان والرعاية الصحية والإشراف التربوي .

بينما الأسرة غير الواعية ربما تكون عقبة أمام إشباع حاجات الطفل الأساسية ، النفسية والجسمية والاجتماعية ، وعامل مثبط لهمته وعزيمته وخاصة إذا كان يسودها الحرمان والقسوة وسوء المعاملة والجهل والتفرقة في المعاملة والتسلط .

إن جهل بعض الآباء وضعف مستواهم الثقافي والمعرفي ، وجهلهم كذلك بخصائص النمو لدى أبنائهم والأساليب المناسبة في التربية وحاجات أبنائهم النفسية والاجتماعية يمثل عائقاً نحو تحقيق صحة نفسية جيدة لأطفالهم .

ومما يؤسف له أن بعض الآباء والأمهات يركزون اهتمامهم على الحاجات الأولية من تأمين الطعام والشراب والملابس ، ويهملون ركناً أساسياً في حياة الطفل ؛ ألا وهو الحاجات النفسية ( الوجدانية ) والتي منها : الحاجة إلى الحب ، وإلى تقدير واحترام الذات ، واحترام القيم والمثل .

إن التفرقة في معاملة الأطفال هو اتجاه الوالدين وميلهم العاطفي بدرجة شديدة نحو أحد الأبناء وتفضيله على إخوانه والإغداق عليه ، وتلبية متطلباته وحاجاته النفسية والاجتماعية والفسيولوجية ، فيرتكب الآباء بذلك خطأً فادحاً يتجرع مرارته الأبناء جميعهم ومن ضمنهم الابن المفضل ، فالابن المفضل والذي يحظى باهتمام بالغ ، ليس بأحسن حظ من إخوته الآخرين ، فهو ينشأ مدللاً ، اتكالياً على غيره ، ليس لديه القدرة على مجابهة ما يواجهه من مشكلات ، فقد اعتاد الاعتماد على والديه في تلبية طلباته وحاجاته ، وبالتالي تسبب الوالدان في إعاقة ابنهما المدلل ، وأخرجا للمجتمع فرداً يعتمد على الآخرين ، وليس لديه القدرة على الإنتاج ، ولا يفيد المجتمع بأي حال من الأحوال وكذلك بالنسبة للبنت غير المدللة والتي أهملت ولم تحظ بنصيب من الاهتمام ، فهي تنظر إلى والديها وإلى أخيها المدلل نظرة مليئة بالحقد والكراهية لأنهما فضلاه عليها ، فتنشأ البنت غير متكيفة مع أوضاع الأسرة وبالتالي قد تصاب ببعض الأمراض النفسية .

إن الأسلوب الخاطئ في التنشئة له آثار سلبية على جميع الأبناء ، وقد قصّ الله علينا في القرآن الكريم قصة يوسف عليه السلام ، حيث حذرنا الله سبحانه وتعالى من تفضيل بعض الأبناء على الآخرين ، كما فعل النبي يعقوب عليه السلام عندما فضل يوسف وأخيه على باقي إخوته ، فقد كان يحبهما حباً شديداً ، مما جعل إخوة يوسف عليه السلام يحكمون على أبيهم أنه في ضلال مبين .. يقول الله تعالى " لقد كان في يوسف وإخوته آيات للسائلين ، إذ قالوا ليوسف وأخوه أحب إلى أبينا منا ، ونحن عصبة ، إن آبانا لفي ضلال مبين " ، حتى أن حقدهم وكراهيتهم ليوسف قادتهم إلى التخلص منه وذلك بنية قتله ، يقول الله تعالى " اقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً يخل لكم وجه أبيكم ، وتكونوا من بعده قوماً صالحين " .

وهكذا يجب أن يدرك الوالدان أن الأطفال يدركون ويحسون ويتألمون وينتقمون ، كما يحس ويدرك ويتألم وينتقم الكبار .

فالله سبحانه وتعالى قد حملنا أمانة كبيرة سوف نسأل عنها يوم القيامة ، هل حفظناها أم ضيعناها .. ؟

المستشار

◽️◽️

📚 مجلة حياة العدد الثاني جمادى الآخرة ١٤٢١ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


اعتدى علي في طفولتي .. فحطم حياتي

أعاني من مشكلة جعلت الدنيا تضيق بي . . ولم أبح لأحد إلا لمجلتي الحبيبة بعدما اسودت الدنيا في عيني وصرت أفكر في الانتحار والعياذ بالله ..

حيث أنني تعرضت في طفولتي لحادث اعتداء من قبل شخص لدينا في الحي.. لكني مثل بقية الأطفال نسيت الأمر ولم أهتم به بعد ذلك، واستمريت في دراستي كطالبة متفوقة جداً، ثم دخلت الجامعة في قسم صعب ويتطلب جهوداً في الدراسة..

وبلا مقدمات.. بدأت تعود لذاكرتي ذكريات ذلك الحادث الأسود.. وبدأت الصورة تتكرر أمام عيني طوال الليل والنهار.. وتأثرت نفسيتي تماماً حتى لم أعد أستطيع أن أذاكر فهبط مستواي، وأصبحت كثيرة الرسوب.. كما أصبحت أرفض كل من يتقدم إلي لهذا السبب رغم أنهم من خيرة الناس حتى بدأت الشكوك تنتاب عائلتي.. وقد بدأت أفكر حالياً في ترك دراستي..

لقد قرأت في العدد 31 قصة مشابهة فهدأت نفسي قليلاً.. أرجو منكم الرد عليّ سريعاً لكي تنقذوني فأنا في حالة نفسية لا يعلم بها إلا الله وليس لي بعد الله سواكم..

أم الأحزان جميعاً

* *

غاليتي. أعلم جيداً صعوبة ما مررت به، إنه حدث قاسٍ على أي فتاة، وقد استطعت تجاوزه لسنوات طويلة، لكنك فجأة الآن تعودين إليه.. هل تعلمين لماذا؟

لأنك لم تواجهيه.. كل ما هنالك أنك هربت من نفسك، وأغمضت عينيك كي لا تواجهي هذا الحادث، وهذا خطأ لأن الخوف لن ينتزع من نفسك حتى تواجهيه ثم تقضي عليه.

وقد عاد الحادث إلى ذاكرتك بسبب ضغوط الدراسة التي اضطرت عقلك للهروب من الواقع نحو أي فكرة أو خاطرة تبعده عن الواقع المجهد فكانت هذه الحادثة هي الأقوى للتعلق بها.

ولمواجهة هذا الحادث وإلغاء تأثيره من ذاكرتك.. اجلسي في غرفتك وأغلقي عليك الباب ثم تخيلي أنك تقفين أمام ذلك الشخص الذي في ذاكرتك، وخاطبيه بصوت مسموع: (أنت إنسان ظالم.. وسيعاقبك الله يوماً ويعذبك مثلما عذبتني واغتلت طفولتي.. لكنني لن أخاف منك.. فأنت لا شيء.. أنا أقوى منك لأني على حق وأنت على باطل.. لن أتركك تغتال حياتي وتحطمني.. بل سأقف على قدمي بكل قوة لأعيش حياتي وأسأل الله أن يقتص منك..)

خذي نفساً عميقاً.. وقولي كل ما لديك وكل ما تتمنين لو تقولينه له بصدق..

ورددي لنفسك بصوت تسمعينه.. ( أنا قوية ولست وحدي.. الله معي الآن وفي كل لحظة.. وهو يراني.. ويعلم بألمي.. وسيأجرني إن شاء الله.. سأقف على قدمي وسأنجح في حياتي - بإذن الله.. ولن أترك هذا الحادث يدمرني..)، اتركي نفسك تبكين إن أردت لكن أقنعي نفسك حقاً أنك قوية ومتوكلة على الله، ومن يتوكل على الله فهو حسبه، وستجدين راحة نفسية لم تشعري بها من قبل..

واعلمي أن في هذا الابتلاء أعظم الأجر لك إن شاء الله إن صبرت.. فأكثري من قول (حسبي الله ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله) كلما تذكرت ذلك الحادث.. وكثري من الصلاة وذكر الله فإنها تطمئن القلوب..

عزيزتي.. أبعدي عن تفكيرك الأفكار السوداء، واستمري في دراستك ولا تغفلي عن الترويح من نفسك بالهوايات النافعة حتى لا تضيق نفسك من شدة الدراسة والتعب فتهرب نحو الوساوس.. اقرئي الكتب المفيدة والممتعة وتنزهي مع أهلك واشتركي في مناسباتهم الاجتماعية وحبذا لو داومت على الاستماع للقرآن وقراءة الأذكار اليومية فإنها حرز من وساوس الشيطان.

وإذا شعرت أن حالتك لم تتحسن، صارحي أمك بما يعتلج في فؤادك، فإن الكتمان أحياناً يولد شعوراً بالذنب والمسؤولية، وقد يكون في الإفصاح راحة لك. صارحيها بشكل تدريجي، ومهّدي لها، وستقف معك بإذن الله..

أما من ناحية الزواج، فتأكدي أن مثل هذا الحادث ليس مانعاً لك أبداً من الزواج، فقد يرزقك الله الزوج الصالح الذي يسعدك ويعوضك عن أيامك السابقة، والمسألة التي تفكرين بها ليست مصيرية في أي زواج - على العكس مما قد تتوقعين أو تسمعين من الصديقات - فالزوج لن يتأثر بهذا الأمر إذا اتضحت له أخلاقك العالية والتزامك وتفهّم أنه كان هناك سبب أو حادث ما خارج عن إرادتك.

لكن قبل أن تقدمي على الزواج تأكدي أنك استطعت تجاوز هذا الحادث حتى لا يسبب لك ذلك نفوراً من الزوج. ويمكنك اللجوء لطبيبة نفسية صالحة - وركزي على هذه الصفة- إذا شعرت بأن حالتك تزداد سوءاً.

عزيزتي.. ابتسمي للحياة ولا تهتمي بالماضي، وتمني دائماً الأفضل والجئي إلى الله في كل وقت.. والله معك.

◽️◽️

📚 مجلة حياة العدد ٣٥ ربيع الأول ١٤٢٤ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

من فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله : كتابة البسملة على بطاقات الزواج + المؤمن والأخذ بالأسباب


من فتاوى

ابن باز – رحمه الله -


* هل يجوز كتابة البسملة على بطاقات الزواج نظراً لأنها ترمى بعد ذلك في الشوارع أو في سلات المهملات؟

- يشرع كتابة البسملة في البطاقات وغيرها من الرسائل لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر)
ولأنه صلى الله عليه وسلم كان يبدأ رسائله بالتسمية.

ولا يجوز لمن يتسلم البطاقة التي فيها ذكر الله أو آية من القرآن أن يلقيها في المزابل أو القمامات أو يجعلها في محل يرغب عنه، وهكذا الجرائد وأشباهها لا يجوز امتهانها ولا إلقاؤها في القمامات ولا جعلها سفرة للطعام ولا ملفاً للحاجات – لما يكون فيها من ذكر الله عزَّ وجلَّ، والإثم على من فعل ذلك أما الكاتب فليس عليه إثم.


* *

* هل من الممكن ألا يأخذ المؤمن بالأسباب إذا وصل إلى درجة معينة من الإيمان لقوة يقينه؟

ليس الأمر كذلك، بل لابد من الأخذ بالأسباب مهما كان المرء مؤمناً، حتى الرسل عليهم الصلاة والسلام وهم أفضل الخلق وأرفع الناس درجة في الإيمان كانوا يأخذون بالأسباب، وهم أكمل الناس إيماناً وأرجحهم ميزاناً وأكملهم عقولاً، ومع هذا يأخذون بالأسباب،
فالنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد أخذ بالأسباب فحمل السلاح وجعل على رأسه البيضة تقيه السلاح، وظاهر بين درعين أي لبس درعين وهو سيد ولد آدم وأفضل الخلق وأكملهم إيماناً وأكملهم توكلاً على الله عليه الصلاة والسلام، وكان يأكل ويشرب ويجامع النساء ويأخذ بالأسباب،
فلا يجوز تعطيل الأسباب لأي أحد من الناس مع القدرة، بل على كل أحد وإن بلغ القمة في الإيمان أن يأخذ بالأسباب، كما أن أفضل الناس وهم الرسل يأخذون بالأسباب.

◽️◽️

📚 مجلة أسرتنا العدد ٧٥ رجب ١٤٢٧هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


السبت، 26 نوفمبر 2016

【نحن المسلمين】كلمات جميلة مؤثرة


نحنُ المسلمين!

سلوا عنا ديار الشام ورياضها ، والعراق وسوادها ، والأندلس وأرباضها ،

سلوا مصر وواديها ، سلوا الجزيرة وفيافيها ، سلوا الدنيا ومن فيها ، 

سلوا بطاح افريقية ، وربوع العجم ، وسفوح القفقاس ، 

سلوا حفافي الكنج ، وضفاف اللوار ، ووادي الدانوب ، 

سلوا عنا كل أرض في (( الأرض )) ، وكل حي تحت السماء 

إن عندهم جميعاً خبراً من بطولاتنا وتضحياتنا

ومآثرنا ومفاخرنا وعلومنا وفنوننا

نحن المسلمين!




نحن المسلمين !

هل روى رياض المجد إلا دماؤنا؟ هل زانت جنات البطولة إلا أجساد شهدائنا

هل عرفت الدنيا أنبل منا أو أكرم ، أو أرأف أو أرحم ، أو أجل أو أعظم ،
أو أرقى أو أعلم ؟

نحن حملنا المنار الهادي والأرض تتيه في ليل
الجهل وقلنا لأهلها : هذا الطريق !

نحن نصبنا موازين العدل يوم رفعت كل أمة عصا الطغيان

نحن بنينا للعلم داراً يأوي إليها حين شرده الناس عن داره

نحن أعلنّا المساواة يوم كان البشر يعبدون ملوكهم ويؤلهون ساداتهم .

نحن أحيينا القلوب بالإيمان، والعقول بالعلم، والناس كلهم بالحرية والحضارة

نحن المسلمين !




نحن بنينا الكوفة والبصرة والقاهرة وبغداد

نحن أنشأنا حضارة الشام والعراق ومصر والأندلس

نحن شِدنا بيت الحكمة والمدرسة النظامية وجامعة قرطبة والجامع الأزهر

نحن عمرنا الأموي وقبة الصخرة وسر من رأى والزهراء والحمراء ومسجد
السلطان أحمد وتاج محل

نحن علمنا أهل الأرض وكنا الأساتذة وكانوا التلاميذ

نحن المسلمين !




منا أبو بكر وعمر ونور الدين وصلاح الدين وأورنك زيب

منا خالد وطارق وقتيبة وابن القاسم والملك الظاهر

منا البخاري والطبري وابن تيمية وابن القيم وابن حزم وابن خلدو

منا الغزالي وابن رشد وابن سينا والرازي

منا الخليل والجاحظ وأبو حيان

منا أبو تمام والمتنبي والمعري

منا معبد واسحاق وزرياب

منا كل خليفة كان الصورة الحية للمثل البشرية العليا

وكل قائد كان سيفاً من سيوف الله مسلولا

وكل عالم كان من البشر كالعقل من الجسد

منا مائة ألف عظيم وعظيم .

نحن المسلمين !




قوتنا بإيماننا ، وعزنا بديننا ، وثقتنا بربنا

قانوننا قرآننا ، وإمامنا نبينا ، وأميرنا خادمنا

وضعيفنا المحق قوي فينا ، وقوينا عون لضعيفنا

وكلنا إخوان في الله ، سواء أمام الدين .

نحن المسلمين !




نحن المسلمين !

ملكنا فعدلنا ، وبنينا فأعلينا ، وفتحنا فأوغلنا ، وكنا الأقوياء المنصفين ، سننا في الحرب شرائع الرأفة ، وشرعنا في السلم سنن العدل ، فكنا خير الحاكمين ، وسادة الفاتحين

أقمنا حضارة كانت خيراً كلها وبركات ، حضارة روح وجسد ، وفضيلة وسعادة ، فعم نفعها الناس ، وتفيأ ظلالها أهل الأرض جميعاً . وسقيناها (( نحن )) من دمائنا ، وشدناها على جماجم شهدائنا

وهل خلت أرض من شهيد لنا قضى في سبيل الإسلام والسلام ، والإيمان والأمان؟




نحن المسلمين !

هل تحققت المثل البشرية العليا إلا فينا ؟

هل عرف الكون مجمعاً بشرياً ( إلا مجمعنا ) قام على الأخلاق والصدق والإيثار؟

هل اتفق واقع الحياة , وأحلام الفلاسفة وآمال المصلحين ، إلا في صدر الإسلام؟

يوم كان الجريح المسلم يجود بروحه في المعركة يشتهي شربة من ماء فإذا أخذ الكأس رأى جريحاً آخر فآثره على نفسه ومات عطشان .

يوم كانت المرأة المسلمة يموت زوجها وأخوها وأبوها فإذا أخبرت بهم سألت : ما فعل رسول الله ؟ فإذا قيل لها : هو حي ، قالت : كل مصيبة بعده هينة .

يوم كانت العجوز ترد عل عمر وهو على المنبر في الموقف الرسمي وعمر يحكم إحدى عشرة حكومة من حكومات اليوم

يوم كان الواحد منا يحب لأخيه ما يحب لنفسه ويؤثره عليها ولو كان به خصاصة.

وكنا أطهاراً في أجسادنا وأرواحنا ومادتنا والمعنى

وكنا لا نأتي أمراً ولا ندعه ولا نقوم ولا نقعد ولا نذهب ولا نجيء إلا لله

قد أمتنا الشهوات من نفوسنا فكان هوانا تبعاً لما جاء به القرآن

لقد كنا خلاصة البشر وصفوة الإنسانية

وجعلنا حقاً واقعاً ما كان يراه الفلاسفة والمصلحون أملاً بعيداً

نحن المسلمين !




تنظم في مفاخرنا مائة ألياذة وألف شاهنامه

ثم لا تنقضي أمجادنا ولا تفنى ، لأنها لا تعد ولا تحصى

من يعد معاركنا المظفرة الّي خضناها ؟

من يحصي مآثرنا في العلم والفن ؟

من يستقري نابغينا وأبطالنا ؟

إلا الذي يعد نجوم السماء

ويحصي حصى البطحاء

اكتبوا ( على هامش السيرة ) ألف كتاب

و ( على هامش التاريخ ) مثلها ،

وأنشئوا مئة في سيرة كل عظيم

ثم تبقى السيرة ويبقى التاريخ كالأرض العذراء والمنجم البكر ؟




نحن المسلمين !

لسنا أمة كالأمم تربط بينها اللغة ففي كل أمة خيّر وشرير .

ولسنا شعباً كالشعوب يؤلف بينها الدم ففي كل شعب صالح وطالح ، ولكننا جمعية خيرية كبرى

أعضاؤها كل فاضل من كل أمة ، تقي نقي .

تجمع بيننا التقوى إن فصل الدم ، وتوحد بيننا العقيدة إن اختلفت اللغات 

وتدنينا الكعبة إن تناءت بنا الديار

أليس في توجهنا كل يوم خمس مرات إلى هذه الكعبة ، واجتماعنا كل عام مرة في عرفات . رمزاً إلى أن الإسلام قومية جامعة ، مركزها الحجاز العربية وإمامها النبي العربي وكتابها القرآن العربي ؟




نحن المسلمين !

ديننا الفضيلة الظاهرة ، والحق الأبلج

لا حجب ولا أستار ولا خفايا ولا أسرار .

هو واضح وضوح المئذنة . أفليس فيها ذلك المعنى ؟

هل في الدنيا جماعة أو نحلة تكرر مبادئها وتذاع عشر مرات كل يوم

كما تذاع مبادئ ديننا نحن المسلمين ، على ألسنة المؤذنين :

أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله




نحن المسلمين !

لا نهن ولا نحزن ومعنا الله

ونحن نسمع كل يوم ثلاثين مرة هذا النداء العلوي المقدس هذا النشيد القوي :

الله أكبر

البطولة سجية فينا ، وحب التضحية يجري في عروقنا

لا تنال من ذلك صروف الدهر ، ولا تمحوه من نفوسنا أحداث الزمان

لنا الجزيرة التي يشوى على رمالها كل طاغ يطأ ثراها ويعيش أهلها من جحيمها في جنات

لنا الشام وغوطتها التي سقيت بالدم ، لنا فيها الجبل الأشم

لنا العراق لنا ( الرميثة ) وسهول الفرات

لنا فلسطين التي فيها ( جبل النار )

لنا مصر دار العلم والفن ومثابة الإسلام ..

لنا المغرب كله ، لنا ( الريف ) دار البطولات والتضحيات

لنا القسطنطينية ذات المآذن والقباب ، لنا فارس والأفغان والهند وجاوة

لنا كل أرض يتلى فيها القرآن وتصدح مناراتها بالأذان

لنا المستقبل .. المستقبل لنا إن عدنا إلى ديننا

نحن المسلمين !


◽️◽️

📚 كتاب قصص من التاريخ / لفضيلة الشيخ علي الطنطاوي

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »