الثلاثاء، 7 مارس 2017

من وحي الفطام


في قاع ذاكرته. صورة أمه الممددة، وهو يناغيها ضاحكاً..!


كيف استعدت لهذا السهد عيناه = طفل على وجهه تمتد بلواه؟

طفل أتى للأسى حبواً وفي يده = جرح الفطام.. وفي عينيه شكواه

نغاؤه آهة بالدمع قد مزجت = أواه من دمعة المحروم أواه

يا أمه.. كفه كانت تداعبها = وكفها خلف سور الموت ترعاه

ترعرع الطفل في أحضان محنته = الهمُّ هدهده، والحزن رباه

يا سيد الشعر لولا الله ما وقفت = دموعنا، فالأسى جمرا جرعناه

أما رأيت جراح الطفل نازفة = حتى غدا الحزن من إحدى سجاياه

يا سيد الشعر لو شاهدت دمعته = وقد تغشَّاه ما قد كان يخشاه

يا سيد الشعر هذا الطفل يشبهني! = ما كان لي أن أقول الشعر لولاه

سقانيَ الحزن كأسا من منابعه = جفت ينابيع أحلامي لسقياه

مضى بيَ الزورق المخروق يلطمه = موج الأسى وحمام الحزن يلقاه

حملت أحلاميَ الصغرى على كتفي = بين الذئاب، وكلٌ فاغرٌ فاه

ودعت أهلي وصحبي حين صافحني = ليل الفطام، وكل الأهل أشباه

يا سيد الشعر شمسي عينها فقئت = والبدر من حزنه غطى محياه

تبكي الثريا على طفل ملامحه = منقوشة بالأسى ، والليل مسراه

حرمانه اغتاله في مهده سلفاً = والحزن في قادم الأيام حياه

مشيت والأرض لا تدري بما حملت = قد أثقل (الهمُّ) طفلاً خف ممشاه

يا سيد الشعر حزني حين يعصف بي = أصيح في هجعة الغافين رباه

رباه.. والنجم يدري أنني رجل = لولا اليقين لما جاءتك نجواه

عيني إليك ببحر الليل سابحة = والقلب بالنور قد شُدت زواياه

إليك أرفع قلباً قُدَّ من ألم = وأنت تعلم يا ربي خفاياه

رباه.. غيض دمي من هول ما عصفت = بيَ الهموم، وقلبي فيك رجواه

إذا ذكرت إلهي هزني أمل = فينتشي القلب إيماناً بمولاه

يا سيد الشعر إن تاهت مراكبنا = فمركبي ، شاطئ الرحمن مرساه

◽️◽️

إبراهيم بن فهد المشيقح
📚 مجلة الأسرة العدد (٨١) ذو الحجة ١٤٢٠ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق