في قاع ذاكرته. صورة أمه الممددة، وهو يناغيها ضاحكاً..!
كيف استعدت لهذا السهد عيناه = طفل على وجهه تمتد بلواه؟
طفل أتى للأسى حبواً وفي يده = جرح الفطام.. وفي عينيه شكواه
نغاؤه آهة بالدمع قد مزجت = أواه من دمعة المحروم أواه
يا أمه.. كفه كانت تداعبها = وكفها خلف سور الموت ترعاه
ترعرع الطفل في أحضان محنته = الهمُّ هدهده، والحزن رباه
يا سيد الشعر لولا الله ما وقفت = دموعنا، فالأسى جمرا جرعناه
أما رأيت جراح الطفل نازفة = حتى غدا الحزن من إحدى سجاياه
يا سيد الشعر لو شاهدت دمعته = وقد تغشَّاه ما قد كان يخشاه
يا سيد الشعر هذا الطفل يشبهني! = ما كان لي أن أقول الشعر لولاه
سقانيَ الحزن كأسا من منابعه = جفت ينابيع أحلامي لسقياه
مضى بيَ الزورق المخروق يلطمه = موج الأسى وحمام الحزن يلقاه
حملت أحلاميَ الصغرى على كتفي = بين الذئاب، وكلٌ فاغرٌ فاه
ودعت أهلي وصحبي حين صافحني = ليل الفطام، وكل الأهل أشباه
يا سيد الشعر شمسي عينها فقئت = والبدر من حزنه غطى محياه
تبكي الثريا على طفل ملامحه = منقوشة بالأسى ، والليل مسراه
حرمانه اغتاله في مهده سلفاً = والحزن في قادم الأيام حياه
مشيت والأرض لا تدري بما حملت = قد أثقل (الهمُّ) طفلاً خف ممشاه
يا سيد الشعر حزني حين يعصف بي = أصيح في هجعة الغافين رباه
رباه.. والنجم يدري أنني رجل = لولا اليقين لما جاءتك نجواه
عيني إليك ببحر الليل سابحة = والقلب بالنور قد شُدت زواياه
إليك أرفع قلباً قُدَّ من ألم = وأنت تعلم يا ربي خفاياه
رباه.. غيض دمي من هول ما عصفت = بيَ الهموم، وقلبي فيك رجواه
إذا ذكرت إلهي هزني أمل = فينتشي القلب إيماناً بمولاه
يا سيد الشعر إن تاهت مراكبنا = فمركبي ، شاطئ الرحمن مرساه
◽️◽️
إبراهيم بن فهد المشيقح
📚 مجلة الأسرة العدد (٨١) ذو الحجة ١٤٢٠ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق