الثلاثاء، 7 مارس 2017

طفلي يحرجني!

يعاني كثير من الآباء والأمهات عند ذهابهم إلى مكان عام مع أطفالهم من إلحاحهم الزائد في الحصول على أشياء يحبونها – مثل الحلوى والألعاب-
أو قضاء وقت أطول في مكان ما – مثل الحديقة أو الملاهي –

وعندما يرفض الوالدان طلب طفلهما لأي سبب فإن الطفل غالباً ما يلجأ إلى التذمر ورفع الصوت، فإن لم يستجب لطلبه فإنه قد يلجأ للبكاء، وبعض الأطفال يبدأ في الصراخ والعويل، وأحياناً قد يتمدد على الأرض ويرفض مرافقة والديه إلى المكان الذي يريدانه.

التذمر وما يرافقهما من تصرفات تعد ردة فعل طبيعية عندما يرفض الوالدان طلب طفلهما، ولكنها أحياناً تتحول إلى وسائل ضغط يمارسها الطفل عليهما حتى يرضخا لرغبته.

الطفل ورغباته:

من الطبيعي أن يشعر الطفل بعدم الرضا عندما يرفض والداه تحقيق طلباته – خاصة عندما تعرض أمامه بشكل مغر، مثل الحلوى في الأسواق المركزية حيث تمتلئ بها الرفوف، أو الألعاب المعروضة أمام المحلات– 

والتعبير عن عدم الرضا أمر فطري يبدأ مع الطفل منذ الأشهر الأولى، مثل بكاء الرضيع عندما تضعه أمه في السرير حتى تستمر في احتضانه أو حمله.

عندما تستجيب الأم لرغبة الطفل بتحقيق رغبته ليتوقف عن البكاء، تجعل الطفل يتمادى فلا يرضى بعد ذلك إلا بالاستجابة السريعة لمطالبه، وعندما يكبر وتنمو معه هذه العادة التي تحقق له ما يريد، فإنه قد يستخدمها كوسيلة للضغط على والديه، خاصة عندما يقدم له الوالدان الطريقة المُثلى على طبق من ذهب.

في كثير من الأحيان يقول الوالدان لطفلهما عندما يرفع صوته أو يبكي في مكان عام: (لا تفشلنا أمام الناس)، عندها يعلم الطفل أنه أمسك بنقطة الضعف التي يخشاها والداه! ولذلك يزداد صراخاً ويتمدد على الأرض حتى يلفت أنظار الناس ليجبر والديه على الاستجابة لطلبه.

كونا مستعدين:

من الضروري أن يتفق الوالدان مع طفلهما قبل الخروج من المنزل على ما يمكنه شراؤه من السوق، أو الوقت الذي يمكن قضاؤه في اللعب.. من الطبيعي أن يحاول الطفل ثنيهما عن موقفهما.. عندها يمكن للوالدين تذكيره بهدوء بأنهما اتفقا معه على أمر محدد لا يمكنه المطالبة بأكثر منه.. بعض الأطفال يستجيب لتوجيهات والديه، وإن كان على مضض.. وفي مثل هذه الحالة يفضل سرعة الابتعاد عن المكان الذي توجد به المغريات التي يصعب على الطفل مقاومة رغبة الحصول عليها.

لكن بعض الأطفال يتمادى في الطلب ناسياً أو متناسياً الاتفاق بينه وبين والديه – ويستخدم سلاح الإحراج لعلمه بنقطة الضعف تلك؛ حيث يبدأ في الصراخ والعويل والتمدد أرضاً ورفض مصاحبتهما، في مثل هذه الحالة يجب على الوالدين ألا يرضخا لطلبه؛ حيث إن تحقيق طلب مثل هذا يعد (مكافأة) له على سلوك خاطئ مما يساهم في ترسيخ ذلك السلوك عنده، حيث يلجأ للسلوك نفسه عندما يريد الحصول على شيء يظن أن والديه لن يوافقا عليه (سلمياً)..

قد يظن الوالدان أن الاستجابة للطفل في مثل هذا الموقف وتهديده بقولهما: (انتظر حتى نعود إلى المنزل) سيردعه في تلك اللحظة أو مستقبلاً ويثنيه عن اللجوء لمثل هذه السلوكيات.. ولكنهما في حقيقة الأمر يزيدان هذا السلوك رسوخاً، حيث يؤكدان له أنهما لا يستطيعان معالجة الأمر أمام الناس.. كما أن الطفل غالباً ما يقبل بتحقيق (مؤكد) لطلبه مقابل عقوبة (غير مؤكدة) بعد الرجوع إلى المنزل، خاصة إن كان الوالدان ممَّن ينسى أو يتغاضى بعدما تهدأ أعصابهما فلا يحاسبان الطفل.

ما الحرج؟!

عندما يصرخ الطفل أو يبكي أو يتمدد على الأرض يشعر الوالدان أنهما أصبحا محط أنظار الناس، وهذا مكمن رئيس لمشاعر الإحراج التي يخشيان منها.. قد يلتفت بعض المارة عندما يسمعون صوتاً عالياً – سواء من صغير أو كبير– ولكن ليس معنى ذلك أن الناس ينتقصون والدي الطفل عندما يمارس مثل هذه الأفعال، والدليل أن الوالدين تمر عليهما مواقف عديدة مشابهة ولا يشعران –ربما– إلا بالتعاطف مع والدي الطفل الذي يحاول الضغط عليهما.

والطريف أن بعض النساء يشعرن بالحرج أكثر من الرجال، مع أنهن – في حقيقة الأمر– يتمتعن بفرصة إخفاء هويتهن أكثر من الرجال.. فالمرأة المحجبة حجاباً كاملاً يصعب على المقربين منها معرفة هويتها إلا من خلال معرفتهم بأطفالها أو زوجها، بينما يكون التعرف على هوية الرجل أسهل.. ولكن في الحالين يجب على الوالدين أن يوازنا بين وضع الاستجابة والرضوخ الذي يجعل الطفل أكثر عناداً وتشبثاً بمواقفه المزعجة مستقبلاً، وبين معالجة الأمر بهدوء حتى لا يتكرر مثل هذا السلوك..

كيف نتعامل مع هذه المواقف؟

من المهم التعامل مع هذه السلوكيات منذ الصغر حتى لا تترسخ في شخصية الطفل.. وعندما يذهب الوالدان إلى أحد الأسواق مثلاً ويمارس طفلهما أحد أساليب الضغط تلك، فيجب عليهما ما يلي:

*تذكر أن ليس في الأمر حرج حقيقي! فغالباً ما تكون في مكان عام لا يعرفك فيه أحد.. وإن كنت تشعر ببعض الحرج رغم ذلك، فإن تحمله الآن في بدايته خير من الاضطرار للتعامل معه طوال سنوات نمو طفلك وأثناء مراهقته..

*حاول التحكم في مشاعرك فلا تنفعل ولا ترفع صوتك على طفلك، لأن ذلك يشعره بأنك ابتدأت تستجيب لطريقته في إدارة المشكلة التي توشك أن تواجهها.

*عندما يبدأ الطفل في الصراخ أو البكاء أو التمدد على الأرض، اجلس بجانبه وأنت هادئ الأعصاب حتى يشعر أنه لم ينجح في تعطيلك عن التسوق.

*يمكن للأب أن يطلب من والدة الطفل أن تذهب مع بقية الأطفال لإتمام التسوق بينما ينتظر هو مع الطفل 
حتى يتوقف عن سلوكياته تلك.

*سيحاول الطفل المساومة بعد قليل من انتظارك بجواره كأن يتنازل عن بعض مطالبه، أو يؤجل وقت الحصول عليها! ارفض تلك العروض تماماً.

*عندما يشعر الطفل أن استراتيجيته في إدارة المشكلة لم تفلح فإنه سيحاول حفظ ماء وجهه بطلب شيء يسير، مثل قوله: (احملني) أو (ساعدني على النهوض) أو (أريد الذهاب إلى أمي)، وهنا لا بأس من الاستجابة مع قليل من الثناء على تعديله سلوكه.

*لا تطلب منه الاعتذار في لحظتها لأنه مشحون بمشاعر الهزيمة والفشل في الحصول على ما كان يريد، ويمكن تأجيل ذلك إلى وقت لاحق بعد العودة إلى المنزل.

*إن كان الطفل في الخامسة أو أكبر فينبغي تنبيهه في وقت مناسب وبأسلوب هادئ أن ما عمله في السوق سلوك غير مقبول، وأنه سيحرم من بعض المزايا لو كرر هذا الأمر.

◽️◽️

د. محمد بن عبد العزيز الشريم
📚 مجلة الأسرة العدد (١٥٠) رمضان ١٤٢٦ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

لا تنسي فضل أمك

حين تمادت البنت في الكلام مع والدتها –معترضة على قوانين البيت، ومتمردة على ما يزعجها-، حاولتْ أمها تذكيرها بما تقدمه لها من حب وتضحية وتفهّم وعطاء بلا حدود –لتسكن وتعلم أنها بخير ونعمة وإن عانت من بعض المنغّصات-، وبدل أن ترضى البنت وتقنع راعني أن قالت لأمها: (أنت تقومين بواجبك نحوي من العطاء ولم تفعلي أي شيء مميّز، فكل الآباء والأمهات يحبون أولادهم ويبذلون الغالي والرخيص من أجلهم، فما الجديد الذي قدّمته لي؟ وبم تمنّين عليّ؟).

دهشت وانزعجت إلاّ أنّي تنبّهت لأمر مهمّ: لقد فقد العطاء قيمته لدى الأبناء لأن البذل والتضحية مشهد يتكرر كل يوم ومن جميع الأمهات نحو أولادهنّ، وبذلك صار العطاء نهجاً عاماً فظنه الأبناء حقاً لهم ولا يجوز لوالديهم التقصير فيه!.

ولْنجار قليلاً هذه البنت المخطئة ونفترض أن عطاء الوالدين عام ومتكرر، فهل يزهد الابن فيما أولته أمه إيّاه من الحب والرعاية؟ :

جعل الله لأكثر البشر (وللحيوانات أيضاً) سمعاً وبصراً أفلا نشكره إذن لأنه أعطانا ما أعطى الجميع ولم يخصنا بشيء متفرد؟! هل يصحّ أن نقول: (السمع والبصر أصل في تكوين كل مخلوق) فإذن لا ضير ألاّ نكبرهما وألاّ نشعر بعظمهما وأهميتهما في تسهيل حياتنا؟ هل هذا المنطق مقبول شرعاً؟


وإذا أحسنت إليك صديقتك فأعارتك دفترها.
كلّما تغيّبتِ- لتنقلي ما فاتك من الدروس، فهل ينفي التكرار فضلها ويمحق عملها؟ وهل من المقبول عرفاً: ألاّ تقدّري صنيعها ولا تشكريها؟ فأين الوفاء أين المروءة؟


كيف يظن الأبناء أنّ ما تقدمه أمهم واجب مفروض عليها؟!
فالشرع أوجب عليها أموراً محددة (إطعامهم وتنظيفهم وصيانة فطرتهم وتعليمهم أمور دينهم...) ولكن الأم تقوم بأكثر من ذلك بكثير وتتطوع بما لم يُفرَض عليها؛ فهي تعمل على خدمة صغيرها ليل نهار وعلى تحقيق رغباته، وتُؤْثِرُهُ على نفسها وتعطيه وقتها بلا حساب وتقطع أكلها وتصحو من أعماق نومها من أجله، وتنفق عليه ما يصلها من مال، وإذا مرض نسيت الدنيا وما فيها من شدة قلقها، وتكون مستعدّة لِتَهَبَهُ كليتها إذا احتاجها، وتتحمّلَ عنه الآلام والأحزان، وتنسى آمالها وطموحها في سبيل أن ينجح في مناحي الحياة ويتفوّق... فَمَنْ أوجبَ على الأم كل هذا؟

إنها المحبّة الصادقة. أفلا يحقّ للأم أَنْ تُذَكّرَ أبناءها بحقها عليهم إذا نسوا فضلها أو جحدوا تضحيتها؟

إني أرى تذكيرهم واجباً عليها، لكيلا يظنّوا أنّ تَفَضُّلَ والديهم عليهم أمر طبيعي كما رأت هذه البنت، فإذا تذكّروا قدّروا واحترموا وتحمّلوا وبذلوا، وكان عوناً لهم على تجنب العقوق المفضي إلى النار.

◽️◽️

عابدة المؤيد العظم
📚 مجلة الأسرة العدد (١٧٦) ذو القعدة ١٤٢٨هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

أمي إكسير حياتي

أمي.. لا أدري لولاك كيف ستصبح هذه الدنيا وتمسي في عيني؟!

أسيكون للكون مذاق ولون ورائحة وأهازيج صادحة وأعياد قائمة، ووئام، وترابط ورحمة وأمن وأمان نلمسه في الحياة أم سيكون للكون وجه آخر لن أطيق!!

قسوتك حنان، وعتابك حنان، وصمتك حديث يُسِرُ أعماقي، وعطفك ظمأ لا تفتأ تطلبه روحي..

أمي.. كم تمنيت على الله لو تُعمرين مليون عام حتى وإن كنت ستبلغين من العمر عتيّا وتضعفين وتهرمين وتعلوك تجاعيد الزمن وشحوبه فيكفيني أن أسمع صوتك الذي ما أن أُرهف سمعي إليه حتّى تتراقص الدماء في أوردتي وشراييني ويتسارع نبض قلبي وتطول أنفاسي وتلين مفاصلي وعظامي بالعطف والشفقة تجاهك..

أنت سرّ إشراقة هذا الوجود في عمري، وأنت الوداعة والروعة والحب الحقيقي والإخلاص والتضحيات والسرور الدائم المُقيم لا العاجل العابر..

أنت سلاحي الوحيد الذي أنازل به الهمّ والحزن والعبرات وأمسح بأحاسيسك الدافئة دمعاتي المنحدرة وأنسى بلمساتك الناعمة ذكرياتي المتعبة وألمي ووجعي الخفي وآهاتي الطويلة العريضة..

أنت من يقطن أوطان قلبي ويروي واحاته اليانعة بهمساته وضحكاته ودعواته الصادقة وعطائه اللامحدود وأنت دوماً وأبداً غاليتي قريبتي وصديقتي وصندوق علانيتي وسرّي..

فما أن أراك تضحكين حتى أسمع العالم على جراحاته ومآسيه يضحك ويجلجل متناسياً وغير آبه ببؤسه وأتراحه.. وما أن أراك قوية صامدة أمام النوبات والأزمات حتّى يهتز إجلالي وتعظيمي أمام رجاحتك وثباتك فتقتحم الراحة والطمأنينة أغوار نفسي فلا أخشى بعدها الخوف والقلق والاضطراب والهلع ولا أكترث بما قد يكون من ألم –أو لا يكون- وبما أنك ركن العزة والقوة في زمني فدول الأيام لا تُحتسب من عمري بل وتهون!!

أمي.. لا حد من حدود الدهر قد يقف أمام تيار حبي إليك أو يتجرأ على صده فحاجتي إليك دائمة ظمأ منذ مهدى وإلى طفولتي وطيشي ونضجي وبلا ريب إلى مماتي..

أنا لا أملّ ولا أتذمّر منك في أي حالة تكونين (عصبية مفرطة، عتب جارح، صمت مطبق، غضب محموم، أو حنان متدفّق) في كل حالاتك أستعذبك وأكنُّ لك الإكبار والخضوع والمودة، وأشعر بالعجز عن إيفائك ولو جزء الجزء من حقك إزائي وإزاء رعايتك وعطائك وبذلك السّخاء الواسع.. فأنت دنياي كلها حلوها ومرها، أوّلها وآخرها، أدناها وأقصاها، ظلامها ونورها وما أشرق عليه الشمس والقمر والأفلاك وأغربت..

أحبك أمي يا إكسير حياتي..

◽️◽️

حنان بنت محمد الثويني
📚 مجلة الأسرة العدد (١٧٦) ذو القعدة ١٤٢٨هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الضحك يقوي القلب

الأبحاث العلمية :

الضحك يقوي القلب


ابتسمي وتفاءلي واضحكي ليس فقط لأن التفاؤل من طبيعة المؤمنين بل لأن الضحك يقوّي القلب أيضاً.

ففي دراستين منفصلتين تبين أن الحزن يحطم القلوب، والضحك يحميها ويقويها،

في جامعة جونزهوبكنز أجرى فريق بحثي دراسة سريرية أكدت أن الأخبار السيئة تفطر القلوب، فبعد فحص عدد من المرضى – معظمهم من النساء- يعانون من أعراض شبيهة بأعراض الأزمة القلبية كألم الصدر وضيق التنفس وهبوط القلب تبين أنهم مروا بصدمة عاطفية حادة كوفاة قريب أو التعرض للسطو المسلح.
هرمونات التوتر كالأدرينالين والنور أدرينالين ارتفعت في دم هؤلاء بنسبة ما بين ٧ إلى ٣٧ ضعفاً عما يوجد لدى المصابين بنوبة قلبية.
وأكد الباحثون أن هرمونات التوتر لها أثر سام على القلب، ورغم أنهم لا يعرفون كيف تؤثر هرمونات التوتر على القلب إلا أنهم يشيرون إلى احتمال تسببها في تقلص الشريان التاجي.

وفي جامعة ميرلاند قال باحثون: إن الضحك على مواقف الحياة أفضل طريقة لضمان قلب قويّ، وأن الأشخاص الذين يضحكون بصوت عال وينظرون إلى الجانب المضحك من الحياة أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب من أولئك الذين لا يتمتعون بروح الفكاهة.
وتعدّ هذه الدراسة التي قدمت للمؤتمر السنوي بجمعية أمراض القلب الأمريكية أول دراسة تتناول العلاقة بين الضحك وأمراض القلب.
وقال رئيس فريق الباحثين بالدراسة البروفيسور مايكل ميلر: العلماء يجهلون سبب قيام الضحك بحماية القلب ولكنهم يعرفون أن الإجهاد العضلي يضعف الأنسجة التي تبطن جدران الأوعية الدموية. وينصح ميلر بإجراء تمارين للضحك مثل قراءة كتب فكاهية أو الاستماع للنكات وأن تكون أكثر مرحاً في مواجهة الحياة.

◽️◽️

📚 مجلة الأسرة العدد (١٥٨)
جمادى الأولى ١٤٢٧ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

من وحي الفطام


في قاع ذاكرته. صورة أمه الممددة، وهو يناغيها ضاحكاً..!


كيف استعدت لهذا السهد عيناه = طفل على وجهه تمتد بلواه؟

طفل أتى للأسى حبواً وفي يده = جرح الفطام.. وفي عينيه شكواه

نغاؤه آهة بالدمع قد مزجت = أواه من دمعة المحروم أواه

يا أمه.. كفه كانت تداعبها = وكفها خلف سور الموت ترعاه

ترعرع الطفل في أحضان محنته = الهمُّ هدهده، والحزن رباه

يا سيد الشعر لولا الله ما وقفت = دموعنا، فالأسى جمرا جرعناه

أما رأيت جراح الطفل نازفة = حتى غدا الحزن من إحدى سجاياه

يا سيد الشعر لو شاهدت دمعته = وقد تغشَّاه ما قد كان يخشاه

يا سيد الشعر هذا الطفل يشبهني! = ما كان لي أن أقول الشعر لولاه

سقانيَ الحزن كأسا من منابعه = جفت ينابيع أحلامي لسقياه

مضى بيَ الزورق المخروق يلطمه = موج الأسى وحمام الحزن يلقاه

حملت أحلاميَ الصغرى على كتفي = بين الذئاب، وكلٌ فاغرٌ فاه

ودعت أهلي وصحبي حين صافحني = ليل الفطام، وكل الأهل أشباه

يا سيد الشعر شمسي عينها فقئت = والبدر من حزنه غطى محياه

تبكي الثريا على طفل ملامحه = منقوشة بالأسى ، والليل مسراه

حرمانه اغتاله في مهده سلفاً = والحزن في قادم الأيام حياه

مشيت والأرض لا تدري بما حملت = قد أثقل (الهمُّ) طفلاً خف ممشاه

يا سيد الشعر حزني حين يعصف بي = أصيح في هجعة الغافين رباه

رباه.. والنجم يدري أنني رجل = لولا اليقين لما جاءتك نجواه

عيني إليك ببحر الليل سابحة = والقلب بالنور قد شُدت زواياه

إليك أرفع قلباً قُدَّ من ألم = وأنت تعلم يا ربي خفاياه

رباه.. غيض دمي من هول ما عصفت = بيَ الهموم، وقلبي فيك رجواه

إذا ذكرت إلهي هزني أمل = فينتشي القلب إيماناً بمولاه

يا سيد الشعر إن تاهت مراكبنا = فمركبي ، شاطئ الرحمن مرساه

◽️◽️

إبراهيم بن فهد المشيقح
📚 مجلة الأسرة العدد (٨١) ذو الحجة ١٤٢٠ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »