السبت، 30 أبريل 2016

قصص رائعــة من الأشرطـة النافعــة (٣/٣)

١٢ ـ مع القرآن الكريم

كثيرون هم الذين حرموا الخيرية التي دل عليها حديث النبي صلى الله عليه وسلم في قوله : 
( خيركم من تعلم القرآن وعلمه ) 

وكثيرون هم الذين وقعوا في هجر القرآن بأنواعه منشغلين بأمور الدنيا وعلائقها .

وبين أيدينا مجموعة من القصص التي تعكس علاقة بعض الناس بكتاب الله إقبالاً أو إعراضاً ؛ عسى الله أن يجعل فيها موعظة وعبرة :

* كنا ذات يوم في مجلس ومعنا شيخ في السبعين من عمره ، كان يجلس في ركن المجلس ووالله إن لوجهه لنوراً من الطاعة وما كنت أعرفه من قبل .

سألت : من هذا الرجل ؟

قالوا : هذا فلان ، معلم الناس القرآن ... تخرّج عليه من حفظة القرآن ومن تعلمه أكثر من ثلاثمائة نفس .

رأيت الرجل وهو جالس في المجلس تتحرك شفتيه بالقرآن ، فقالوا : شُغْلُه الشاغل القرآن ، له في بلده أرض يزرعها ، فإذا ابتدأ يزرع استعاذ وبسمل وافتتح البقرة ، فو الله ما ينتهي من أرضه إلا وقد ختم القرآن .

" إصلاح القلوب " عبد الله العبدلي



* يحكي لي أحد المشايخ – وكانت له عناية بحفظ كتاب الله – أنه كان في مسابقة وظيفية ؛ قال : فأتاني سؤال في التاريخ عن أسباب النصر .. لا يجيب عليه إلا من درس التاريخ وعرفه .

فاستحضرت سورة الأنفال فاستطعت أن أسطر اثني عشر سبباً من أسباب النصر
 كلها استنبطتها من هذه السورة .

" حفظ القرآن الكريم " محمد الدويش



* في أحد المساجد جاءني أخ يقوم بتحفيظ كتاب الله للأولاد مخبراً بأمر محزن ؛ قال : كان عندي طالب رزقه الله حافظة قوية في القرآن ، حفظ سبعة عشر جزءاً سنة واحدة ، وفي نفسي أن يختم كتاب الله في مثل هذا الوقت من العام المقبل .

جاءني والده هذا الأسبوع فقال : يا أستاذ ، جاءتني ورقة من المدرسة أن ابني ضعيف في الرياضيات ، وأريد إخراجه من الحلقة ليدرس الرياضيات .

قلت له : لا تخرجه ، ولكن نجعله يدرس في يومين ويحفظ في أربعة أيام

قال : ما تكفي

قلت : ثلاثة أيام للرياضيات وثلاثة للقرآن

قال : ما يكفي

قلت : أربعة أيام للرياضيات ويومان للقرآن ، بالله عليك لا تحرم ولدك فقد رزقه الله حافظة قوية للقرآن ، 
وأسأل الله ألا يأتي مثل هذا الوقت من العام القادم إلا وقد حفظ القرآن 

قال : ما تكفي يا أستاذ

قلت : أنت ماذا تريد ؟

قال : أقول إما رياضيات وإما قرآن

قلت له : وماذا تختار ؟

قال : الرياضيات .. وانتزعه كأنه انتزع جزءاً من قلبي لأنني أعلم أن سبعة عشر جزءاً ستتفلت .

" حق الولد على الوالد " عبد الله العبدلي



* كان في إحدى القرى ساحر يحضر المصحف ثم يربطه بخيط من سورة " يس " ، ثم يربط الخيط بمفتاح ، ثم يرفعه ويجعل المصحف معلقاً بالخيط ، وبعد أن يقرأ طلسماً ما .. يقول للمصحف : در يميناً ، فيدور بحركة سريعة عجيبة دون تحكم منه ، ثم يقول : در يساراً فيحدث مثل ذلك .

وكاد الناس يفتنون به لكثرة ما رأوا ذلك مع اعتقادهم أن الشياطين لا تمس المصاحف 

علمت به وأنا في الثانوية العامة آنذاك ، فذهبت إليه متحدياً ومعي أحد الإخوة
فلما أحضر المصحف وربطه بالخيط من سورة " يس " وعلقه بالمفتاح ناديت صاحبي ، وقلت له : اجلس في الجانب الآخر واقرأ آية الكرسي ورددها .. وجلست أنا في الجانب المقابل وقرأت آية الكرسي 

فلما انتهى الساحر من طلسمه قال للمصحف : در يميناً فلم يتحرك ..
 فأعاد قراءة الطلسم وقال للمصحف : در يساراً فلم يتحرك ..

فعرق الرجل وأخزاه الله أمام الناس وسقطت هيبته.

" الصارم البتار " وحيد بالي شريط رقم ٤



* حدثني أحد الإخوة أن شخصاً حاملاً لشهادة الماجستير في دولة عربية لا يعرف قراءة سورة الزلزلة.

" حفظ القرآن الكريم " محمد الدويش



* حدثني أحد الصالحين أثق به قال :

كان هناك رجل صالح عابد فاضل من أهل الطائف نزل إلى مكة محرماً مع بعض صحبه ، فوصلوا بعد انقضاء صلاة العشاء ، فتقدم يصلي بهم في الحرم محرماً .. فقرأ سورة الضحى .. فلما بلغ قول الله تعالى : " وللأخرة خيرٌ لك من الأولى " شهق ،
فلما قرأ " ولسوف يعطيك ربك فترضى " سقط فمات رحمه الله.

" تجديد الهمة " الفراج



١٣ ـ صدق اللجوء إلى الله تعالى

ما أعظم ذلك الشعور بالطمأنينة الذي خص الله به المؤمنين عندما علموا أن لهم ربّاً رحيماً فرفعوا إليه الأكف يدعون ويبتهلون 

وما أعظم حرمان أولئك المساكين الذين يطرقون أبواب الخلق وينسون باب خالقهم ومولاهم إلا إن طردهم أهل الدنيا .

وهذه جملة من القصص لأناس صدقوا اللجوء إلى الله فما ردهم سبحانه وتعالى .. عسى الله أن ينفع بها كل من كانت له حاجة ولم ينزلها إلى الآن بخالقه ومولاه :

* وقع أحد الناس في ضائقة وكان مبتلى بمس ، واشتد عليه الخطب حتى آلمه وأقلقه

فذهب إلى أحد طلاب العلم شاكياً وقال : والله يا شيخ لقد عظم علي البلاء وإني أصبحت مضطراً ، فهل يرخص لي في إنسان ساحر أو كاهن يفك عني هذا البلاء ؟

كان يتكلم بحرقة وألم وشدة ، فوفَّق الله طالب العلم إلى كلام شرح الله به صدر هذا الرجل ..
ثم قال له : إني لأرجو الله عز وجل أن يفرج عنك كربك إذا استعنت بأمرين : أحدهما الصبر ، والثاني الصلاة .

يقول الرجل المبتلى بعد مدة لطالب العلم : قمت من عندك فصليت لله ركعتين .. أحسست أنني مكروب قد أحاطت بي الخطوب فاستعذت بالله واستجرت .. وإذا بي في صلاتي في السجود أحس بحرارة شديدة في قدمي ، ما سلمت إلا وكأن لم يكن بي من بأس .

" رسالة إلى مضطر " محمد الشنقيطي



* أذكر رجلاً مرة تنكدت عليه وظيفته فبقي في حزن ، وشاء الله أني لقيته يوماً وقد اصفر لونه ونحل جسمه وهو في حزن وألم .

جاءني يسألني عن بعض من يتوسط له في حاجته قال : هل رأيت فلاناً ؟

قلت : ما رأيته ، كيف موضوعك ؟

قال : والله ما انحلت ، وأنا أبحث عن فلان حتى يكلم فلاناً ليحلها

قلت له : لا ، هناك من يحل لك الموضوع ويكفيك همَّك 

قال : يؤثر على فلان ؛ رئيس الإدارة ؟
قلت : نعم يؤثر

قال : تعرفه ؟
قلت : نعم أعرفه

قال : تستطيع أن تكلمه ؟
قلت : نعم أكلمه وتستطيع أن تكلمه أنت

قال : أنت كلّمه جزيت خيراً
قلت : ما يحتاج

قال : من ؟

قلت : الله 

قال : هه !

قلت : هو الله عز وجل ؛ اتق الله عز وجل .. لو قلت لك فلان من البشر قلت هيا ، فلما قلتُ لك : الله قلتَ : هه ؟! إنك لم تعرفه في هذه المواقف .. وكان له ثلاثة أشهر لم تحل مشكلته .

فخرج وقد قلت له : جرب دعوة الأسحار ، ألست مظلوماً وقد ضاع حق من حقوقك ؟
قال : نعم
قلت : قم في السحر كأنك ترى الله واشتكِ كل ما عندك .

شاء الله بعد أسبوع واجهته وإذا بوجهه مستبشر .. كان يبحث عن وظيفة .
قال : قمتُ من مجلسِك ولم أبحث حتى عن ذلك الرجل الذي كنت أوسّطه ، وعلمت أني محتاج إلى هذا الكلام فمضيت إلى البيت .. ومن توفيق الله أنني قمت من السحر كأن شخصاً أقامني .. فصليت ودعوت الله ولُذْتُ به كأنني أراه 
وأصبح الصباح وقلت : أريد أن أذهب إلى المكان الفلاني ؛ الذي فيه حاجته 
وإذا بشيء في داخلي يدعوني للذهاب من طريق في خارج المدينة لا حاجة لي فيه .. فذهبت ومررت على إدارة معينة لم أر مانعاً من السؤال فيها كأن شخصاً يسوقني 
فدخلت على رئيس تلك الإدارة ، وإذا به يقوم من مقعده ويرحب بي ويقعدني بجواره ويسأل عن أحوالي 
فقلتُ : والله موضوعي كذا وكذا ..
فقال : وين يا شيخ ؛ نبحث عن أمثالك .
وخيَّره بين وظيفتين أعلى مما كان يطمع فيه ، وقال له : اذهب الآن إلى مدير التوظيف وقل له : أرسلني أبو فلان ويقول لك أعطني وظيفة رقم كذا .

يقول : فقمت وأنا لا أكاد أصدق ، وإذا بهمي قد فرج .. وانتهت معاملتي في ثلاثة أيام ، وزملائي قد تعيَّنوا قبلي بعشرة أيام ما انتهت معاملاتهم .


* ذكرتُ القصة السابقة لرجل كان مسؤولاً وبقبضته مجرم ، وسَّع للمجرم النطاق حتى يقبض بواسطته على مجرمين آخرين .. ففر المجرم عنه .

يقول وهو من الصالحين : بحثنا عنه بشتى الوسائل فما وجدنا له أثراً

وأُعطيت لنا مهلة أسبوع

فتذكرت القصة في ليلة جمعة ، فنزلت إلى المسجد النبوي وصليت ما شاء الله
وأخذت أدعو الله وأبتهل وقلت : لن أخرج إلا بعد طلوع الشمس .

يقول : وأثناء ذلك كأن هاتفاً بجواري يقول : قم ، لقد جاء الرجل 

فجلست حتى طلعت الشمس وصليت ثم خرجت وعندي إحساس أن الرجل قد انتهى أمره

فلما جئت الإدارة وإذا الرجل موجود قد سلَّم نفسه

يقول الحارس : جاء وقت السحر فسلم نفسه حتى أنه – الحارس – بهت فقال له : أنت فلان ؟
قال : نعم
قال : ما تريد ؟
قال : أسلم نفسي

وكان باقي يوم واحد على انتهاء المهلة .

" الاعتصام بالله " محمد الشنقيطي



* شاب صغير في السن هداه الله وكان بيته مليئاً بالمنكرات والمعاصي

وكان أبوه لا يعرف القبلة ، فأراد أن يدعوه إلى الله فلم يستجب له أبوه ..

فأتى إلى إمام المسجد يبكي عنده ويقول : إن أبي يعصي الله ولا يعرف الصلاة ، وقد حاولت دعوته فلم يستجب لي فماذا أفعل ؟

قال : إذا كنت في الثلث الأخير من الليل فتوضأ وضوءك للصلاة ، ثم صل لله ركعتين ، ثم ادعوا الله عز وجل أن يهدي أباك .. 

فكان الشاب يفعل هذا الفعل كل ليلة .

وفي إحدى الليالي قام الشاب يصلي في الليل ، فدخل الأب المنزل بعد فترة عصيان ولا أحد يدري به ، دخل والناس نيام فسمع صوت بكاء في إحدى الغرف ، اقترب منها ينظر فإذا ابنه الصغير يبكي ، دنى منه ليسمع ما يقوله ، فسمعه يقول وقد رفع يديه إلى الله :

اللهم اهد أبي ، اللهم اشرح صدر أبي للإسلام ، اللهم افتح قلب أبي للهداية .

فانتفض الأب لما سمع هذا الكلام واقشعر جسده وخرج من الغرفة فاغتسل ، ثم رجع والابن على حاله ، فصلى بجانب ابنه ورفع يديه والابن يدعو :

اللهم اهد أبي .. والأب يقول آمين

اللهم افتح قلب أبي للهداية .. والأب بقول : آمين

فبكى الأب وبكى الابن .

فلما انقضت الصلاة التفت الابن فإذا أبوه يبكي فحضنه فتعانقا يبكيان إلى الصباح

 وكانت بداية هداية للأب .

" ساعات الندم " نبيل العوضي



* جاءتني مريضة عرفت بعد الرقية أنها مسحورة سحراً شديداً ، فقد كان يخيل لها أشباح في المنام واليقظة ، أعطيتها أشرطة لبعض الآيات وطلبت أن تداوم على السماع عليها وسيبطل السحر في مكانه إن شاء الله .

قال أهلها : هل من طريقة لمعرفة مكان السحر ؟

قلت : نعم

قالوا : ما هي ؟

قلت : الدعاء والتضرع إلى الله في الثلث الأخير من الليل وفي السجود ..

فذهبوا بها وقامت المريضة بالدعاء والسجود والتضرع كما قالوا لي .
ورأت في المنام من أخذ بيدها وذهب بها إلى مكان في البيت ودلها على مكان السحر المدفون

وفي الصباح أخبرت أهلها وذهبوا إلى نفس المكان فوجدوا السحر وأخرجوه وأبطلوه وشفيت الفتاة والحمد لله .

" الصارم البتار – الإصابة بالعين " وحيد بالي شريط ٦



* أعرف رجلاُ كنت معه وهو في السبعين من عمره ، حدثني وهو في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم أنه كان مبتلى بشرب الخمر والعياذ بالله وعمره في الخامسة عشرة حتى بلغ الأربعين من عمره

 فدخل يوماً على طبيب فوجد أن الخمر قد استنفذت جسمه والعياذ بالله 

فقال له الطبيب : يا فلان لا دواء لك إلا الذي كنت فيه
ووقف الطبيب عاجزاً حائراً .

يقول لي بلسانه : فلما قال لي الطبيب ذلك كأنني انتبهت من المنام فقلت له : أليس عندك علاج ؟

قال : ليس عندي علاج 

فقلت : بل العلاج موجود والدواء موجود !!

ونزلت من ساعتي وأعلنتها توبة لله وصليت في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، قم انطلقت إلى بيتي ولبست إحرامي تائباً إلى الله .. ثم مضيت إلى مكة على مسيرة ثلاثة أيام 

فوصلت مكة في ظلمة الليل قبل السحر

فلما فرغت من عمرتي جئت والتجأت إلى الله وبكيت وتضرعت وقلت : يا رب إما أن تشفيني وإما أن تقبض روحي وأنا تائب .

قال : فشعرت في نفسي بأن شيئاً يحدثني أن أشرب زمزم . فذهبت إليها وأخذت دلواً – كانت زمزم بالدلو أيامها – ومن الجوع شربته كاملاً – وقد أعطاه الله بسطة في الجسم حتى عند كبره – فلما شربت هذا الدلو إذا بباطني يتقلب ، فشعرت بالقيء فانطلقت ، فلم أشعر عند باب إبراهيم وقد قذفتُ ما في بطني ، وإذا بها قطع من الدم مظلمة سوداء داكنة .. فلما قذفتها شعرت براحة عظيمة .

قال : فشعرت بعظمة الله جل جلاله وأيقنت أن من التجأ إليه لا يخيب ، وأن بيديه سبحانه من الخير ما لا يخطر على بال .

فرجعت مرة ثانية بيقين أعظم وإيمان أكثر فدعوت وابتهلت وسألت الله وبكيت وقلت : يا رب إما أن تشفيني وإما أن تميتني على هذه التوبة .

قال : فإذا نفسي تحدثني بزمزم مرة ثانية فشربت الدلو مرة ثانية وحصل لي ما حصل في المرة الأولى ، فانطلقت حتى بلغت الباب فقذفت فإذا بالذي قذفته أهون من الذي قبله .

ورجعت مرة ثالثة بإيمان ويقين أكثر فدعوت وابتهلت فأحسست أنني أحب الشرب فنزلت وشربت من زمزم ، فتحرَّك بطني فقذفت فإذا هو ماء أصفر كأنه غسل من بدني .
قال : فشعرت براحة غريبة ما شعرت بها منذ أن بلغت ،

ثم رجعت ودعوت الله وابتهلت إليه فألقى الله عليَّ السكينة فنمت وما استيقظت إلا على أذان الفجر .. فقلت : والله لا أفارق هذا البيت ثلاثة أيام .. فما زال يبكي ويسأل الله العفو والعافية ويشرب من زمزم .

قال : ثم رجعت إلى المدينة ، ولما استقر بي المقام أتيت إلى الطبيب المداوي
فنظر في وجهي فإذا به قد استنار من الهداية .

فلما كشف عليَّ اضطربت يده وهو لا يصدق ما يرى
ثم قال : يا عبد الله ، إن الله قد أعطاك ؛ أي شيئاً غير ممكن في عرف الأطباء .

ثم استقام من ساعته ثلاثين عاماً

يقول : وأنا أحدثك اليوم صائماً وأنتظر من الله حسن الخاتمة .. وقد توفي رحمه الله على خير .

" السعادة " محمد الشنقيطي



١٤ ـ نوادر

بين الفينة والأخرى تتوق النفس لسماع خبر طريف ، أو قصة باسمة تعيد للنفس خفتها وأنسها .. ومن بين قصص الأشرطة كانت هذه القصص الطريفة :

* يقول أحد الدعاة : ذهبنا إلى منطقة من المناطق في جنوب شرق آسيا ، والناس هناك ما تنبت لهم لحى ، فلما رأوا لحانا ما كان همهم إلا النظر إليها والمسح عليها ، وكلٌ منهم يدعونا ليزوجنا بابنته هدية حتى تأتي بابن من أصلابنا له لحية .

قال : وعندهم واحد في القرية له في لحيته شعرتان ، فيجلسونه في أحسن مكان وطوال جلوسه يمسح على هاتين الشعرتين ويقول : هذه سنة حبيبي صلى الله عليه وسلم .. وهم يغبطونه على هاتين الشعرتين غبطة شديدة ، فلما جئناهم ورأوا لحانا ما عادوا ينظرون إليه.

" إصلاح القلوب " عبد الله العبدلي



* يذكرون أن رجلاُ أخذ ( اللفة ) مسرعاً فانكسر ( العكس ) وطاح الكفر وتناثرت ( الصواميل ) ، فأتى ليركَّب ( الاستبنة ) فإذا ( الصواميل ) كلها متكسرة .

وكان واقفاً عند مبنى دار مستشفى المجانين ، وإذا واحد يطل عليه منه ثم قال له : ليش أنت واقف حاير هكذا ؟
قال : انقطمت الصواميل وايش أصلح ؟
قال : معك استبنة ؟
قال : نعم لكن ما فيه صواميل
قال : يا أخي فك من كل كفر صامولة وركب الاستبنة
قال : والله ممتاز ، ومن وين جبت هذى المعلومات ؟
قال : هذه دار مجانين بس ما هي محل أغبياء .

" حاول وأنت الحكم " البريك



* كان من أمانينا أن ترى المشاهير : ( عبد الله عبد ربه ) ذو الرجل الذهبية .. أول ما تعرفت عليه مسكت رجله فقلت : يا عبد الله رجلك سمرا ؟!

ودخلت السوق في جدة أشتري أغراض لمعرض عندي ، وصليت الظهر مع تاجر مليونير ثم قلت له : يا أبو فلان ، والله إن الشيطان خبيث .. يوم كبَّرت جاءني وذهب بي إلى المستودعات في ( كيلو ١٠ ) – منطقة في مدينة جدة – وأنت إيش سوى فيك ؟ ..
قال : والله ( يا بويه ) إنت شيطانك طيّب ، أنا شالني وداني ( هونج كونج ) .

" حاولنا فوجدنا النتيجة " الجبيلان



* ذهبنا سنة ٧٧ تقريباً للحج مع جامعة الإمام محمد بن سعود ، وكان معنا الأخ الشاعر عبد الرحمن العشماوي

ركبنا الباص وانطلقنا ، ثم توقفنا في منطقة القصيم لتناول الغداء ، وكان الغداء ( كبسة ) وكانت باردة جداً .. فلما أكلناها أصابنا ( المغص ) بما فينا الطباخ والشاعر عبد الرحمن ..
تحوّل هذا المغص إلى إسهال ، فكان الباص يتوقف بعد هنيهة وأخرى وينطلق القوم إلى الخلاء ..

فقال عبد الرحمن العشماوي قصيدة من وحي هذا الواقع الأليم :

نادى المنادي صائحاً أين الخـلا *** فتململ الركب الجريح من البلـى 
سالت بطون رفاقنـا وتخاجلـوا *** أن يشتكوا ولمثلهـم أن يخجـلا 
لكن وقد طفح الإنـاء وأوشكـت *** عربـات داخلهـم بـأن تتحـولا 
يا سائـق الأتوبيـس إن رفاقنـا *** يرجـون منـك الآن تتمـهـلا 
فالرعد يقصف في البطون وخوفنا *** أن يرسل الرعد المزمجر وابـلا 
صرخوا بصوت واحد قف ها هنا *** إنـا تحملنـا بــلاءً مثـقـلا 
يتوقـف الأتوبيـس ثـم تراهـم *** يتقاذفـون بـلا هـوادة للخـلا 
لو أنهم يبقـون فـي أتوبيسهـم *** لرأيـت يـا للهول أمـراً هائـلا 
كلماتهـم مخنوقـة ، آهاتـهـم *** مسموعـة يتململـون تملمـلا 
يبقى كئيب الوجه فـي كرسيـه *** فـإذا توجـه للخـلاء تهـلـلا

" التوازن والاعتدال " عصام البشير



* نزل سعودي في مطار باكستان فنادى أحدهم قائلاً : يا رفيق ، يا رفيق ..

فأجابه غاضباً : أسكت ، أنت هنا رفيق ، أنا هنا باكستاني .

" ابتسم فأنت في جدة " الجبيلان



* كان معنا أخ قال كلمة جميلة ؛ قال : الشاب المسلم يسعى للكأس ، ولكن ليس كأس العالم وإنما كأسٍ من معين .

" معالم على الطريق " عادل الكلباني



١٥ ـ التوبة

لأمر التوبة سر عظيم يعرفه التائبون المقبلون على الله ؛ أمر يجعل دمعة العين قريبة ، وحس العلاقة بالله مرهفاً ، وسرٌ يجعل التائب بادي الانكسار ولكنه عظيم القدرة على رغبات نفسه ، ظاهر الحزن ولكن له قلب برقص سعادة وسروراً بين يدي مولاه وخالقه الذي اصطفاه لمنزلة التوبة العظيمة التي حرم منها الكثير بإعراضهم عن الخير والذكر .

نسرد فيما يلي بعض قصص التوبة عسى أن ينفع الله بها من أراد صلاح نفسه ودعوة غيره :

* يقول الشيخ محمد المختار الشنقيطي : أذكر رجلاً قبل عشر سنوات كان راتبه قرابة عشرة آلاف ريال من عمل ربوي ، ولم يكن المبلغ بسيطاً وقتئذ.

جاءه رجل صالح فذكّره وخوفه بالله ، فتأثر الرجل وترك عمله الربوي وهو في مرتبة عالية ..
واللهِ دخلَ في قلبه الخيرُ والصلاح ، وعوَّضه الله حتى إن دخله الآن في اليوم الواحد لا يقل عن مليون ريال ، ناهيك عن البركة التي وضعها الله في ماله .. وهو مشهور جداً بالجود والكرم والخير .. وأذكر أنني أراه قبل الأذان الأول في المسجد.

" ساعات ثمينة " محمد الشنقيطي



* شاب كان يقف مع فتاة بالشارع ، فأتاه من ينصحه فهربت الفتاة ، وأخذ الناصح يذكَّره بالموت وفجأته والساعة وهولها .. فإذا به يبكي

يقول الداعية : فلما انتهيت من الحديث أخذت رقم هاتفه وأعطيته رقمي ثم افترقنا

وبعد أسبوعين كنت أقلب في أوراقي فوجدت رقمه فاتصلت عليه في الصباح مسلماً
وسألته : يا فلان أتعرفني ؟
 فقال : وكيف لا أعرف الصوت الذي كان سبباً في هدايتي ..

فقلت : الحمد لله كيف حالك ؟
فقال : منذ تلك الكلمات وأنا بخير وفي سعادة .. أصلي وأذكر الله تعالى ..

 فقلت : لا بد أن أزورك اليوم وسآتيك بعد العصر .
قال حيّاك الله 

وعندما حان الموعد جاءني ضيوف فأخروني إلى الليل ولكني قلت : لا بد أن أزوره ..

طرقت الباب فخرج لي شيخ كبير فقلت له : أين فلان ؟ 

قال : من تريد ؟!
قلت : فلان ..

قال : من ؟! 
قلت : فلان

قال : للتوَّ قد دفناه في المقبرة

قلت : لا يمكن ؛ قد كلّمته اليوم في الصباح

قال : صلى الظهر ثم نام وقال : أيقظوني لصلاة العصر .. فجئنا نوقظه وإذا هو جثة وقد فاضت روحه إلى بارئها .

يقول : فبكيت

قال : من أنت ؟ 
قلت : تعرفت على ابنك قبل أسبوعين

قال : أنت الذي كلمته .. دعني أقبل رأسك .. دعني أقبل الرأس الذي أنقذ ابني من النار .. فقبّل رأسي.

" التائبون " نبيل العوضي



* جاءني أحد الشعراء وكان يلحن كلمات الأغاني الماجنة للمغنين ، ثم تاب من سنين
جاءني منذ أيام يقول : إنني أحمد الله على التوبة والهداية ، ولكنني أحزن عندما أرى بعض شباب المسلمين وقد انطلت عليه هذه الكلمات .

ترك لي قبل سفره إلى بلده ورقة وطلب أن أنسب الكلام له .. إنه أخوكم التائب محمد بن مبارك الضرير ، غنّى له فهد بن سعيد التائب إلى الله ما يقارب من ثمانين أغنية ..
يقول : لقد تعرَّضت منذ أن هداني الله لعدة مواقف .. في أحد محلات الأقمشة مرة وجدت فتاتين تتغامزان منذ دخلت المحل ، فلما خرجت اقتربت مني إحداهما وهي تقول بصوت عالٍ : ( اسمها من ثلاث حروف وهي عذابي وغربالي ) ؛ وهو بيت من قصيدة غناها لي فهد بن سعيد وكأنها تقول : إنني عرفتك .
وفي موقف ثانٍ على سور مقبرة العود في الرياض وجدت مكتوباً شطر بيت من قصيدة لي غناها فهد بن سعيد : ( حسبي الله على اللي لا ح قلبي البري ) ، ومكتوب بين قوسين ( يا روحي يا أهل الوادي ) ومن فوري أحضرت بخاخاً ومسحت العبارة .
وعلى سور الجوازات في أحد المناطق وجدت مكتوباً : محمد الضرير + أبو خالد يا هوى لبال يا قبلة أهل الوادي .. فطمستها

ثم يعقب فيقول : إن كل ذلك وأشياء أخرى لا تحضرني الآن تعتصرني ألماً ، جعلتني أدرك أن ما عملته لم يقتصر أذاه وإثمه علينا فقط ، وإنما وصل تأثيره على عقول الشباب السذج من بنين وبنات حتى أصبح له تأثير السحر .. وأسأل الله أن يغفر لي ذنبي والأخ فهد بن سعيد وجميع المسلمين ، وألا يعاملنا بما نحن أهله ، ويعاملنا بما هو أهله ؛ هو أهل التقوى وأهل المغفرة.

" بصراحة مع الشباب " ندوة ، والمتحدث : صالح الحمودي



* شاب كان مغرماً بالأغاني والطرب ، أحب مغنية حباً شديداً حتى أولع بها .. كان له جار شيخ يعظه كل فترة ويذكره.

يقول الشيخ : فكان يبكي ولكنه سرعان ما يعود إلى ماضيه ومعاصيه

وظل على هذه الحال فترة طويلة حتى نصحته ذات يوم فبكى وعاهد الله على التوبة

وفي اليوم الثاني جاءني بأشرطة الأغاني – وفيها أشرطة تلك المغنية – وقال : يا فلان ، خذ هذه الأشرطة واحرقها .

سألته : ما الذي جرى ؟

فقال لي : عندما نصحتني وذهبت إلى البيت أخذت أفكر في كلامك حتى نمت في الليل ، ورأيت في المنام أنني كنت على شاطئ البحر ، فإذا برجل يأتيني يقول لي : يا فلان .. أتعرف المطربة فلانة ؟
قلت : نعم ..
قال : أتحبها ؟
قلت : نعم أعشقها
قال : اذهب فإنها في المكان الفلاني
قال : فركضت ركضاً سريعاً إلى تلك المطربة فإذا برجل يأخذ بيدي .. التفت فإذا برجل وسيم وجهه كالقمر .. وإذا به يقرأ عليَّ قوله تعالى : ( أفمن يمشي مُكبّاً على وجهه أهدى أمّن يمشي سويّاً على صراط مستقيم )
وإذا به يردد الآية بترتيل وأنا أردد وأرتل معه .. حتى استيقظت من نومي فإذا بي أبكي وأردد الآية بترتيل ..
حتى دخلت أمي علي فنظرت إلى حالي وأخذت تبكي معي وأنا أبكي وأردد الآية.

" التائبون " نبيل العوضي



* أحد الشباب في جدة ، اسمه محمد فوزي الغزالي صاحب ( بيت العود السعودي ) .. عنده مصنع كامل لصناعة العود وتعليم العزف على الآلات الموسيقية .

جاءه من نصحه وكان في نفسه كراهية لهذا الأمر
فتاب إلى الله ..

واحد من الأعواد التي كان ينتجها مُطعَّم بالعاج أراني له صورة يباع بـ ٥٣٠٠٠ ريال .. جمعوا كل الأعواد والآلات الموسيقية فكسروها وأحرقوها بالبنزين وهو يقول : اللهم تب علي ، اللهم تب علي ، اللهم تب علي.

" حاول وأنت الحكم " سعد البريك



* شاب أسرف على نفسه بالمعاصي ، يعاشر النساء ويشرب الخمر ويسمع الغناء ويترك الصلاة 

ضاقت عليه الدنيا بما رحبت ولم يصل إلى السعادة التي يريدها ..

سافر لزيارة أخيه في بلد آخر ، وكان أخوه صالحاً فرحب به خاصة بعدما علم بما أصابه من ضيق وضنك ، وبات عنده تلك الليلة.

في صلاة الفجر جاءه صاحب لأخيه يوقظه فقال له : أغرب عن وجهي

انصرف الرجل وبقي الشاب يفكر في كلمات سمعها منه : يا فلان جرب الصلاة ، جرب الراحة في الصلاة فلن تخسر شيئاً ، جرب الركوع ، جرب السجود ، جرب القرآن ، جرب أن تقف بين يدي الله تعالى .. ألا تريد السعادة والراحة.
يقول : أخذت أفكر في كلماته ثم قمت فاغتسلت من الجنابة وتوضأت وذهبت إلى بيت الله وأخذت أصلي .. فلم أشعر بالسعادة منذ زمن طويل إلا لما خررت ساجداً بين يدي الله .

ثم مكثت بعدها يوماً عند أخي ثم عدت إلى أمي في البلد الأول وأقبلت عليها أبكي 
قالت : ما شأنك ؟ ما الذي غيرك ؟
قلت لها : يا أماه تبت إلى الله جل وعلا ، أنبت إليه تعالى

قال من يروي عنه : بعد أيام جاء إلى أمه فقال : أريد أن أطلب منك طلباً وأرجو ألا تردي طلبي ..
 قالت : ما هو ؟
قال : أريد أن أذهب إلى الجهاد في سبيل الله ، أريد أن أقتل شهيداً في سبيل الله

قالت : يا بني ما رددتك وأنت تسافر إلى المعصية فهل أردك وأنت تسافر إلى الطاعة ، اذهب يا بني حيثما تشاء.

وفي يوم جمعة وكان في المعركة جاءت طائرة فرمت بالصواريخ فأصابت صاحبه ، ففاضت روحه إلى الله بين يديه ، فحفر له قبراً ودفنه ثم رفع يديه وقال : اللهم ، اللهم ، اللهم إني أسألك ألا تغرب علي شمس اليوم حتى تقبلني شهيداً عندك يا الله .. 

يقول : ثم أنزل صاحبه فإذا بغارة .. تحرك من مكانه فإذا بشظية تأتيه وإذا ينفسه تفيض إلى بارئها.

" التائبون " نبيل العوضي



* كانت المرأة تكره زوجها جداً ، وتتضايق من بيته وتراه بمنظر مرعب كأنه وحش مفترس ..

فذهب بها إلى أحد المعالجين بالقرآن ، بعد القراءة نطق الجني وقال : إنه جاء عن طريق السحر ومهمته التفريق بينهما.

ضربه المعالج وتردد الزوج على المعالج بزوجته شهراً فلم يخرج الجني

وأخيراً طلب الجني من الزوج أن يطلق زوجته ولو طلقة واحدة وهو يخرج منها .. وللأسف لبَّى الزوج الطلب فطلقها ثم راجعها فشفيت أسبوعاً ثم عاودها الجني

جاء بها الزوج فقرأت عليها ودار الحوار التالي :

- ما اسمك ؟ قال : ذكوان

- ما ديانتك ؟ قال : نصراني

- لماذا دخلت فيها ؟ قال : للتفريق بينها وبين زوجها

- فقلت : سأعرض عليك أمراً إن قبلته وإلا فلك الخيار

- قال : لا تتعب نفسك ، لن أخرج منها ؛ لقد ذهب بها إلى فلان وفلان

- قلت : أنا لم أطلب منك الخروج

- قال : فماذا تريد ؟
- قلت : أنا أعرض عليك الإسلام ، فإن قبلته وإلا فلا إكراه في الدين . ثم عرضت عليه الإسلام وبينت له مزاياه ومثالب النصرانية ..

وبعد مناقشة طويلة قال : أسلمت .. أسلمت

- قلت : أحقيقة أم تخادعنا ؟

قال : أنت لا تستطيع أن تجبرني ولكنني أسلمت من قلبي ، ولكنني أرى أمامي الآن مجموعة من الجن النصارى يهددوني وأخاف أن يقتلوني

- قلت : هذا أمر سهل لو تبين لنا أنك أسلمت من قلبك أعطيناك سلاحاً قوياً لا يستطيعون معه الاقتراب منك

- قال : أعطنيه الآن ..

قلت : لا ، حتى تتم الجلسة

- قال : ماذا تريد بعد ؟

قلت : إن كنت أسلمت حقاً فمن تمام توبتك ترك الظلم وتخرج من المرأة

- قال : نعم أسلمت ، ولكن كيف أتخلص من الساحر ؟

- قلت : هذا سهل ؛ إن وافقتنا أعطيناك ما تتخلص به من الساحر ..

قال : نعم ..

- قلت : أين مكان السحر ؟

- قال : في الحوش ( فناء بيت المرأة ) ، ولا أستطيع تحديد المكان بالضبط لأن هناك جنياً موكلاً به ، وكلما عرف مكانه نقله إلى مكان آخر داخل الحوش

- قلت : من كم سنة تعمل مع الساحر ؟

قال : عشر سنين أو عشرين – نسي المحاضر – وقد دخلت في ثلاث نساء قبل هذه ( وقص علينا قصصهن )

- فلما تبينت صدقه قلت : خذ سلاحك الذي وعدناك : آية الكرسي ؛ كلما اقترب منك جني اقرأها فيفر عنك بعد الصوت .. هل تحفظها ؟

- قال : نعم بسبب كثرة تكرار المرأة لها .. ولكن كيف أتخلص من الساحر ؟

- قلت : الآن تخرج وتتجه إلى مكة وتعيش هناك وسط الجن المؤمنين 

- قال : ولكن هل سيقبلني الله بعد كل هذه المعاصي ؟ لقد عذبت هذه المرأة كثيراً وعذبت النساء اللاتي دخلت فيهن قبلها

- قلت : نعم ؛ يقول الله تعالى " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً " .. الآية.

- فبكى ثم قال : إذا خرجت من المرأة فاطلبوا منها أن تسامحني عن تعذيبي لها
ثم عاهد الله وخرج ..

ثم قرأت بعض الآيات على ماء وأعطيت الرجل وامرأته ليرشه مكان السحر في الحوش

ثم أرسل لي الرجل بعد مدة وقال : إن زوجته بخير والحمد لله.

" الصارم البتار في التحدي للسحرة الأشرار " وحيد بالي شريط ١



* كان رجل من العصاة يغشى حدود الله في البلد الحرام
وكان رجل من الأخيار يذكره بالله دائماً ويقول له : يا أخي اتق الله ، يا أخي خاف الله .

وفي يوم من الأيام ذكّره بالله فما التفت إليه .. ورد عليه رداً سيئاً

فما كان من ذلك الرجل الصالح إلا أن استعجل وقال له : إذن لا يغفر الله لمثلك – لشدة ما وجد من غلاظة الجواب – فلما قال هذه المقالة انتبه ذلك العاصي وقال : الله لا يغفر بي؟! الله لا يغفر لي؟! سأريك أيغفر الله لي أم لا يغفر ؟

وبنقل الثقات يقولون : اعتمر من التنعيم وطاف طوافه فمات بين الركن والمقام.

" التوبة " محمد الشنقيطي



* يحدثني أحد المشايخ في أفغانستان يقول : شباب ذاهبون إلى جبهة القتال وكان أحدهم متأخراً عنهم ، سألته لم لا تمش معهم مسرعاً ؟

قال : اسأل الله أن يغفر لي ويتوب علي ؛ فأنا وضعي لا يسمح لي بالإسراع

تنهد فقلت له : ولماذا يا أخي ؟

قال : لقد كنت في المخدرات وجربت جميع أنواعها ، وعندما تاب الله عليَّ لم أجد مجالاً أنشغل فيه عن جلساء السوء إلا الجهاد في سبيل الله.

" حاول وأنت الحكم " البريك



١٦ ـ من أخبار العلماء

كان العلماء وما زالوا شموس هداية للناس ينشرون العلم ويقتفون أثر النبي صلى الله عليه وسلم ، فإذا بهم قدوات حية تسير بين الناس وتقرب لهم حياة السلف الصالح .

وهكذا كان شأن العلماء على امتداد تاريخ الإسلام .. وحتى هذا الزمان .
فكم من عالم تناقل الناس اسمه وعلمه ، وجهلوا حاله وأخباره التي تعد نوادر للمسلمين أن يفخروا بها وينتهجوا أثرها .
وقد رأيت أن أبدأ هنا بذكر أخبار بعض هؤلاء العلماء المعاصرين أداءاً لحقهم واقتداءاً بسيرتهم :

* يقول الشيخ محمد الشنقيطي :

" أذكر رجلاً كان في ضعف وضيق حال ؛ كان يذهب ويسعى لوالده فإذا جاء بالأجرة في يومه جاء ووضعها على الطاولة ويستحي أن يمد يده لأبيه ، فلما سألته وقلت له لم ؟
قال : أستحي أن أرفع يدي على يد أبي فتكون منة على والدي .

قال ( يحكي وهو عالم من العلماء ) : كنت لما أضع المال بين يديه يدعو الله ويقول : اللهم ارزق ابني القرآن واجعله من أهله.

فبلغ أكثر من عشرين عاماً وهو تائه في الأعمال ، حتى شاء الله يوماً وهو راجع من عمله أن يلتقي بعالم كان عمدة للفتوى في بلده .. فقال : أي بني ، ما هذا الذي أنت فيه ؟

قال : ما ترى .. أسعى في الرزق

قال : هل لك أن تجعل لي يوماً من أسبوعك ؟

قال : نعم ، ونعمت عيني بذلك

فما زال يتردد على ذلك العالم حتى جاء اليوم الذي يناقش فيه رسالة في الدكتوراه في تفسير القرآن العظيم

فلما دعي إلى المناقشة وجلس
 إذا بشيخه وأستاذه يقوم له مهابة وإجلالاً لما كان فيه من العلم .. وقال : تفضل يا شيخ فلان ..

فجلس يبكي

فقال له : تبكي ونحن نريد أن نجلك ؟!!

قال : ذكرت دعوة أبي رحمه الله ".

" رحمة الضعفاء " محمد الشنقيطي



* يقول الشيخ الطحان :

" ذكر لي بعض إخواننا عن شيخنا الصالح عبد الرحمن زين العابدين قصة عن شيخ الإسلام الشيخ مصطفى صبري عليه رحمة الله ( ت ١٣٧٣ هـ ) ، وكان شيخ الإسلام والمسلمين في آخر خلافة إسلامية انقضت ، وهاجر من تركيا بعد سيطرة الكماليين عليها.

هاجر إلى بلاد الشام ثم إلى مصر وعاش غريباً فريداً حتى لقي ربه.

عندما كان في بيروت جاءه بعض أصحابه ليسأله ، وهو في الحقيقة يريد أن يعطيه ، فجاءه في ليلة عيد الفطر وقال : تعلم أنني صاحب مكانة ووجاهة وجئت إلى هنا مهاجراً وسيدخل علي العيد وليس عندي شيء ، فأريد أن تعطيني خمس ليرات ذهبية لأتوسع بها في يوم العيد وأصون وجهي أمام الناس.

يقول هذا الشخص : نظرت إلى الشيخ وقد احمر وجهه وبدأت الدموع تسيل من عينيه كالمطر وهو يلتوي كالحية.

فقلت : أخبرني ماذا عندك ، لم تفعل هكذا ؟

فقال : يفرج الله

قلت : علمت حالك 

فقال الشيخ : سترنا الله في الدنيا ونسأله أن يسترنا في الآخرة ؛ والله ما عندي شيء أتعشاه في هذه الليلة فضلاً عن شيء أفطر به يوم العيد.

فقال : ما جئت لأسألك ؛ أنا عندي عشر ليرات ذهبية وعلمت أنه سيدخل عليك العيد وهذا حالك بقرائن الأحوال ، أتابعك من أيام .. وهذه خمس ليرات نقسم العشرة بيني وبينك 

فقال الشيخ : لا آخذها

قلت : ولله إن لم تأخذها قتلت نفسي – وأخرج مسدساً ووضعه على جبينه – أنت شيخ الإسلام ويدخل عليك العيد وما عندك طعام تأكله ؟!

يقول : حتى أخذها . وقلت له ليسهل عليه الأخذ : هي قرض ليست هدية ؛ فإذا أيسرت ترد ، وإلا فالله يسامحك ".

" منزلة الحياء في شريعتنا الغراء " عبد الرحيم الطحان



* أجاب الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي عن سؤال عن والده رحمه الله بما مختصره :

" الله شهيد عن كل ما أحدث به أنني رأيته وسمعته ؛ أشهد شهادة لله أنه ما كانت الدنيا تزن عنده شيئاً

ومن أعظم ما وجدت فيه أنه لما انصرف قلبه عن الدنيا بارك الله له في علمه

فكان رحمه الله لا يبالي بقليل المال ولا كثيره ، ويأتيه الراتب والله قد لا يمضي نصف الشهر إلا ويقترض رحمه الله : هذه مائة لفلان وهذه لفلان .. فيفرق ماله .. كنت أتولى بعض صدقاته فهذا شيء رأيته ؛ ما يبقى من راتبه شيء.

ذات مرة كانت له مزرعة حفر فيها بئراً بمائة ألف ريال ، فلما انتهى الحفر جاء الحافر ليقول له إن البئر ليس فيها ماء – وهذه مصيبة عظيمة – فقال هذا الرجل يريد أن يهون على الوالد : إن شاء الله مستقبلاً الماء سيكثر .. يريد أن يمهد للخبر.
فقال له الوالد : حسبك ، والله يا بني لو ذهبت هذه المزرعة كلها إني راضي عن الله.

كان رحمه الله في المزرعة كثيراً ما يوصيني أن أتصدق بثمر البستان ، وأذكر أنه لا يأخذ من هذه المزرعة إلا قدر ما يحتاج لاستصلاحها
فكنتً أستعين بعد الله برجل من خيار من عرفتهم ديناً واستقامة ، حافظاً لكتاب الله ، وكان زميل الوالد في طلب العلم ؛ كان هذا الرجل يعرف الأيتام والأرامل وكان يتولى الصدقات
فلنا تولى صدقات الوالد توفي الوالد رحمه الله قبله ، فأكثر من مرة يراه في مرائي ( جمع رؤيا ؛ وهي ما يراه الإنسان أثناء نومه ) في بساتين خضراء فيها ثمار عجيبة ، وتارة في جنة ومزارع كما يقول لي ، وهذا من عاجل البشرى والحمد لله.

مما رأيته في العلم أنه كان رحمه الله لا يتكلم في مسألة إلا وهو يعلمها ، وشيء لا يعلمه لو أتى الخلق على أن يدفعوه للتكلم فيه لا يتكلم فيه بحرف واحد ؛ يقول : هذا شيء لا أعلمه .. ولا يستحي أمام الناس في العامة أو الخاصة.

وكان لا يضيع وقته ولا يرضى لأحد أن يضيع وقته في القيل والقال ، وهذا معروف حتى بين الجماعة إن خرجوا في نزهة ، فإذا وجدهم في علم ومذاكرة جلس معهم ، وإذا كان غير ذلك انتحى ناحية ، وقل أن يخرج في نزهة إلا ومعه الكتاب ، فإذا رآهم على ذكر الله جلس معهم ، وإن رأى غيبة أو نميمة نصح ، فإن لم ينتصح انسحب وجلس تحت شجرة حتى يطيب خواطرهم فيتغدى أو يجيب الوليمة ثم ينصرف رحمه الله راشداً.

كان شديداً في علمه لا يسمح لجاهل أن يستطيل في العلم ، فكان إذا جاء العقلاني يدخل عقله في النصوص السمعية إذا بذلك الوالد الأليف القريب من الناس ينقلب كالأسد ولا يجامل الكبير ولا الصغير ويقول له : اسكت ، هذا شيء لا علم لك به ولا تخض فيما لا علم لك به.

ولو كان من أعلى الناس يتكلم في الدين أو الشرع بدون بينة ولا علم يرد عليه في وجهه ولا يسمح لأحد أن يتكلم في حضرته بعلم لا يحسنه .. وهكذا لو جاء الطالب يبحث ويتنطع السؤال في الأمور الغيبية : ( كيف يحدث هذا وكيف يقع .. ) كان رحمه الله يتغير.

ومن عجائب ما كان يفعله في التفسير ، كان إذا فسر وقيل له : لم ختمت الآية بقوله تعالى : ( والله عليم حكيم ) أو غيره ؟ يمنع من هذا ويقول : ( لا يُسئل عمّا يفعل وهم يُسئلون ) ولا يمكن للناقص أن يدرك الحكمة التي ختم الله عز وجل بها الآية على هذا الوجه ، إنما يقول : من الفوائد المستفادة كذا .. نعم ، ولا نجزم بأنها الحكمة.

كان رحمه الله يحب طالب العلم الصادق ، ويفتخر به ويعطيه من وقته وجهده ، ولا يحب من طالب العلم الكسل ولا الخمول ولا السأم ولا الملالة.

كان له درس بعد الفجر في التفسير ، ودرس بعد الظهر في صحيح البخاري ،
 ودرس بعد المغرب في السنن والصحاح . وقد ختم رحمه الله سنن الترمذي وابن ماجه وأبي داود ، وكذلك ختم موطأ مالك ،

وبعد العشاء درس في الصحيحين .. فكان طيلة هذه الأوقات يضحي ويبذل في العلم ، لكن أن تأتي وتشتكي له الضعف أو الخور من طلب العلم تنزل من عينيه.

وربما طرأت مسألة فآتيه بعد العشاء وهو مجهد فأسأله – وكان في آخر عمره له منهج معي – فما كان يفتيني وإنما يقول لي : هذه المكتبة ، اذهب وائتني بكتاب كذا ثم اقرأ من كذا إلى كذا .. فإذا قرأت يقول لي : ماذا تفهم ؟ .. كأنه يعود على أن الإنسان يتهيأ للاستفادة من الكتب مباشرة ..

كان رحمه الله آتيه بالكتاب والكتابين والثلاثة والأربعة ، وهو مجهد منهك بعد العشاء واليوم كله دروس ، فآتيه بالكتاب فيقول لي : لا ، اذهب هذا ما يكفي ، اذهب إلى كتاب كذا وائتني بشرح كذا ورد كذا .. أنا بنفسي أمل وأتعب وأجد نوعاً من الثقل ومع ذلك الرجل لا يتعب ، وأقول له : انتهيت اكتفيت .. فيقول لي : لا ، حتى تنتهي ".

" فضل العلم ومتعلمه " محمد الشنقيطي



* لقد فجعنا بحادثة تفجير راح ضحيتها الشيخ إحسان إلهي ظهير ، وراح كذلك اثنا عشر عالماً من علماء أهل السنة ، وبلغ عدد المصابين ما يربو على مائة جريح .

نبذة عن الشيخ : من أجَلَّ علماء العالم الإسلامي ، من باكستان ، معروف بالدعوة إلى الله والجهاد في سبيله والتأليف ، ذو غيرة على الدين خاصة في مجال العقيدة ، له مواقف محمودة في رد شبهات أهل البدع والملل الضالة ، وإثبات تناقضات تلك الفرق . ومن كتبه : الشيعة والقرآن ، والقاديانية.

كان منذ أيام قليلة ( كان ذلك عام ١٤٠٧ هـ ) واقفاً يخطب في مؤتمر بمدينة لاهور بباكستان ، وبينما هو كذلك إذ انفجرت حوله قنبلة قد رتب لتفجيرها من قبل ، من قِبَل أعداء الدين الذين كشف أسرار مذاهبهم الباطلة مستدلاً عليهم في ذلك بمؤلفاتهم.
وفي تلك اللحظة – لحظة الانفجار – مات عدد ممن كانوا حوله ، وأصيب رحمه الله بجراحات بالغة ، فنقل فوراً من لاهور إلى مدينة الرياض ليتلقى عناية مركزة في واحد من اكبر مستشفياتها ، وما هي إلا ساعات حتى فاضت روحه إلى بارئها شهيداً إن شاء الله ، فصُلي عليه في الجامع الكبير ودفن في المدينة المنورة رحمه الله رحمة واسعة.

ذكر أحد الذين شاهدوا والده وهو يصلي في الجامع الكبير ؛ رآه بعد أن صلى رجلاً طاعناً في السن يرفع يديه ترتجفان رهبة ودعاءً ورجاءً لله ، ودموعه تتساقط على وجنتيه وهو يدعو بالأردية : الحمد لله الذي جعل موته على هذه الحالة.

" مقتل الشيخ إحسان إلهي ظهير " البريك



* سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب حفيد إمام الدعوة ، فعل به العثمانيون فعلى ما فعلت بأحد مثله ؛ جعلوه في فوهة المدفع ثم أوقدوا هذا المدفع وجعلوا أجزاءه تتطاير وأشلاءه تتناثر .. لمَّا قام إمام الدعوة وكفَّرَهم بباطلهم وبدعهم وقبورهم وضلالهم.

" مقتل الشيخ إحسان إلهي ظهير " البريك


◽️◽️

📚 كتاب قصص رائعة من الأشرطة النافعة
جمع وإعداد محمد بن يحي مفرح

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

👇

📥 للتحميل : ↓
عرض الموضوع كملف وورد 
لمن يريد الانتفاع منه:

http://saaid.net/gesah/113.htm


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق