وما أروع لحظات نقضيها في الحرم المكي الشريف..
وما أطيب ذكرياتنا فيه..
لكن رغم الروحانية الرائعة.. نتعرض أحياناً لمواقف طريفة بسبب إهمالنا أو ارتباكنا في الزحام أو عدم قدرتنا على التصرف بشكل صحيح..
"حياة" في هذا التحقيق حاولت الاقتراب من الفتيات لتسمع مواقفهن الطريفة والغريبة في رحاب الحرم الشريف..
جبتك يا عبد المعين تعين!!
تقول أم عبد الله: ذهبت للعمرة مع أهلي وكان معنا أختي وأبناؤها ها فذهبت أنا وابن أختي فهد (١٤ سنة ) معاً وكان نحيف البنية،
وأثناء الطواف تحت الشمس الحارقة أصيب هو بدوار وفوجئت به يقع على الأرض..!!
يا الله .. ماذا أفعل يا فهيدان؟ هل هذا وقته؟
شعرت بالارتباك.. وأمسكت به بقوة وسحبته.. لكن المشكلة الأخرى.. أن إحرامه بدأ ينكشف ويظهر ما لا يجب أن يظهر!!
يا للإحراج أسرعت أعدل من ربط إحرامه وأنا أسحبه ووالله لا أعرف ماذا أفعل من شدة الإحراج..
حاولت أن أوقظه لكن دون جدوى.. فتركته قرب براد ماء وأسرعت اتصل على أختي لتأخذ مصيبتها (ابنها).. الذي أخذته ليعينني فإذا بي أعينه.
حجاج يطيرون!
س.ع . تقول: في الطواف كان بجوارنا طفل صغير مع والدته، حين رأى من يحملون الحجاج الكبار في السن على كراسي خشبية ويطوفون بهم إلا وصرخ.. ماما.. شوفي لرجال يطير!!
عين حارقة في الحرم
موقف غريب ترويه خلود ف. فتقول: بين أوقات الصلوات جلست لتلاوة القرآن، وتعجبت من أخت من إحدى الجنسيات العربية كانت جالسة بقربي ولا تفعل شيئاً سوى النظر إلى الناس. اقتربت منها وبدأت الحديث معها ونبهتها لأهمية استغلال الوقت في قراءة القرآن، فقالت لا أستطيع.. أنا أمية.. فقلت حسناً اذكري الله.. وبدأت اعلمها بعض الأذكار، لكنها كانت منشغلة بالنظر إلى يدي.. وفجأة.. قبضت عليها بشدة.. وقالت لأختها التي بجانبها ( شوفي يديها قد ايش ناعمين!! البنت هذي مترفه ما تعرف شغل المزارع ولا تحصد ولا تطحن!! ) شعرت بخوف شديد وحاولت صرف نظرها عن يدي فأصرت على أن أكشف وجهي لتراني.. ففعلت مجبرة، وعندما نظرت إلي شهقت شهقة قوية وقالت ( يووووه.. أنت جميلة وناعمة.. هل كل البنات هنا مثلك؟ ) ابتسمت محرجة وقمت للصلاة، فإذا بجلدي يهرشني بقوة وبصورة لم أتعودها من قبل.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. وبدأت الحالة تزداد ولما رأتني أختي بدا عليها الخوف وقالت ( خلود! وجهك أحمر ومليان حبوب!! ) والحمد لله أني كنت في الحرم حيث توجهت لماء زمزم واغتسلت وقرأت على نفسي حتى بدأ الاحمرار يخف والبثور تختفي تدريجياً..
ضاعت عباءتي في الزحام!
أمل ع : أثناء الزحام الشديد في الطواف ليلة السابع والعشرين من رمضان فوجئت بفوج قوي يندفع خلفي وأشخاص كثيرون يدوسون على عباءتي فوقعت على الأرض وكدت أداس لولا رحمة الله حيث سحبني زوجي بكل قوة ووقفت ولكن.. بلا عباءة.. لا أعرف أين اختفت تحت الأرض..
والمشكلة أني بسبب الحر الشديد كنت قد ارتديت كماً قصيراً جداً.. فكان شكلي مضحكاً.. طرحة ونقاب.. والذراعان مكشوفان!
كدت أموت من الحرج لولا أن زوجي أسرع، ورمى علي قطعة إحرامه العلوية.. فكنت كأني أرتدي فوطة.. وقطعنا طوافنا حتى أحضر لي زوجي عباءة من السوق..
أسيل س. تعرضت لموقف آخر مع أخيها الصغير: كنت أصاب بهبوط ضغط الدم ما بين فترة وأخرى منذ صغري..
وحين ذهبنا للعمرة ذات مرة قررنا أن نتوزع عند السعي فأذهب أنا مع أخي الصغير وأمي مع أخي الآخر وأبي مع أختي.. وذلك حتى لا نتأخر..
ومع التعب الشديد والعطش حيث كنا صائمين في رمضان.. أصبح تنفسي ثقيلاً.. ثم بدأت أشعر بالدوار.. و.. طب!.. وقعت على الأرض..
حاول أخي الصغير (١٢ سنة ) أن يرفعني أو يسحبني للجهة الجانبية.. فلم يستطع لصغر وضعف جسمه.. فأمسكني من طرف يدي.. (وآنا طبعاً لا أشعر)..
وسحبني وكأني ذبيحة على الأرض.. وحين استيقظت وجدت نفسي في حالة مزرية فقد سكب علي كميات من الماء.. وأكتافي تكاد تتقطع من الألم (بسبب السحب ).. وأخي مرتبك قربي يكاد يبكي..
صورة ابني عطيات!!
تقول نورة: صلت بجانبي أخت من بدو سيناء.. وكانت على ما يبدو امرأة كبيرة في السن وأمية، نصحتها والدتي ألا تتلفت في الصلاة لكنها لم تستجب، واستمرت تتلفت أثناء صلاتها يمنة ويسرة، بل وتنادي ابنتها بصوت عال أثناء الصلاة!!
وبعد الصلاة التفتت إلي قائلة: يبدو أنكم أناس طيبون وتعرفون الدين.. أنا عندي سؤال يا بنتي.. قلت تفضلي.. فقالت أنا معي صورة ابني (عطيات) وهو ما بيخلفشي ( لا ينجب).. معلش أوري صورته لربنا علشان يديه ولاد؟ وأخذت تريني صورة ابنها.. فجحظت عيناي وكدت أنفجر ضاحكة لولا أني راعيت مشاعرها..
فقلت لها.. كلا يا حاجة هذا خطأ.. فهل ربنا عز وجل يجهل من هو (عطيات)؟؟
فقالت: أنا بس بادعي ربنا.. وعايزاه يشوف ابني..!
فوضحت لها الأمر بهدوء وأنا أدعو لها ولذريتها بالعلم النافع..
سُنّة.. سُنّة..
بعد صلاة التراويح وأنا أصلي في الدور الثاني توجهت للحاجز واتكأت عليه وبدأت أتأمل المنظر الروحاني الرائع فإذا بأربعة أخوات بوسنيات يقفن بجانبي ويطبقن ما أفعله تماماً.. فإن قرأت القرآن قرأوا معي وإن وقفت أتأمل فعلوا مثلي..
وعندما ألتفت إليهن قلن بلهجة محببة ( سنة.. سنة ) أي أننا نطبق السنة بتقليدك.. فشعرت بحب كبير لهن وسألت الله أن يزيد المسلمين حباً وأخوة وتمسكاً بدين الله..
ضياع رهوفة
أما منى فتروي قصة ابنة أختها رند.. ذهبنا للعمرة ومعنا أختي وأطفالها.. ( طبعاً كانت أكثر عمرة تعبنا فيها بسببهم).. وبعدما توزعنا.. ووزعنا الأطفال.. شيء مع أمي.. وشيء مع أمهم.. وشيء مع أبوي.. ورهوفة ذات الثلاثة أعوام تركوها معي..
أخدت رهف تبكي ( بلشوني فيها أكثر وحدة تصيح).. وحين رأيت أمي أثناء السعي اشتكيت لها وقررنا اجراء عملية استبدال للبضائع.. لكن أمي أيضاً كانت لا تريدها.. وجرت مفاوضات..
المهم فهمت في النهاية أن أمي ستأأخذ الطفلين.. فهربت بسرعة أكمل السعي..
وكنا قد تواعدنا على الذهاب مباشرة للفندق بعد الانتهاء.. وحين انتهيت وتحللت ذهبت للفندق واغتسلت ونمت.. ولم أصح إلا على صياح أختي وأمي.. أين رهوفة؟.. لا أعرف!..
مع أمي..!
وأمي تقول أنها رفضت أن تأخذها.. وكانت تعتقد أنها معي..
طبعاً أعلنت حالة الطوارئ والكل كان يصرخ علي.. وأنا أبكي..
واستمر البحث عن رهوفة حتى وجدوها في الليل ( بعد ٦ ساعات من ضياعها ) في مركز الأمن سليمة معافاة.. بعدما أغمي على أختي مرتين..
تبرررعوا..!!!
كنا في رمضان وأخي عزوز ذو الأعوام الستة كان معنا وقد أصر أن يكمل صومه.. وكان أسمراً جداً وبنيته نحيفة جداً ووجهه بريء ويثير شفقة كل من يراه بسبب شحوب وجهه وجفاف شفتيه خاصة مع تعب العمرة..
وحين بدأنا السعي شعر بتعب شديد، فطلبنا منه الجلوس ريثما نكمل سعينا.. فجلس وحده على الأرض وذهبنا.. وحين عدنا له بعد حوالي نصف ساعة وجدناه ومعه مجموعة من الأوراق المالية.. ما هذا؟ من أين لك يا عزوز؟
فقال وهو يمسح العرق عن وجهه.. أن الناس كلما مروا كانوا يضعون نقوداً في حضنه ويجرون.. خاصة وأنه كان شاحب الوجه.. وعيناه تدمعان بسبب خوفه من تأخرنا..
ضحكنا كثيراً.. لأن منظره كان بالفعل مثيراً للشفقة.. فقد استطاع خلال نصف ساعة جمع ٤٠٠ ريال ..
وبالطبع أخذنا المال وتبرعنا به في الحرم..
في زمزم!
في العشر الأواخر من رمضان كنت أحب الجلوس في زمزم حيث يمكنني كشف وجهي وقراءة القرآن بكل حرية فلا يوجد رجال في هذا المكان.. وأثناء انهماكي في القراءة، سمعت صوت قراءة ندية بعربية مكسرة جداً، التفت فإذا أخت يبدو من ملامحها أنها أوروبية، وقد تورد خداها من الحر وإذا حجابها يستحي منه حجابي، غطاء وجه ضافي وعباءة عريضة ثقيلة، سلمت عليها وحاورتها، فإذا هي من هولندا!!
وفي زمزم أيضا!!
نزلت مرة - منذ زمن بعيد- إلى بئر زمزم فإذا إحدى الأخوات - غير عربية- وقد بدأت تخلع ملابسها حتى بدأت العورة تظهر وهي في هذه الإثناء تسكب على نفسها من ماء زمزم!!! كلمتها، أن هذه عورة ولا يجوز إظهارها فجاءت الضربة القاضية: هذا كلو حريم ما في مشكلة !!!!
عرفت سبب ضحك الناس
كان أخي في الخامسة تقريباً من عمره.. وأثناء جلوسنا بعد انتهاء العمرة ننتظر حضور والدي من الحلاق.. كان جالساً قرب والدتي مستنداً عليها وهو يبكي لأنه جائع ومتعب..
وكنا نلاحظ أن الناس يمرون قربنا ويبتسمون.. ولم نعرف لماذا..
وحين قمت من مكاني لأحضر بعض الماء وعدت.. عرفت سبب تبسم الناس وضحكهم..
فقد كان أخي جالساً بمنتهى الراحة وهو يرتدي إحرامه.. وقد ظهر ما لا يجب ذكره أثناء استغراقه في البكاء..!
صراع العباءة
أثناء صعودنا للدور الثاني.. كان هناك ازدحام في الدرج.. فأمسكت بعباءة أمي كيلا أضيع عنها.. لكنها كانت تسحب عباءتها بقوة مني.. وأنا ألحق بها وأمسك بشدة وهي تسحب.. وحين وصلنا بصعوبة للدور الثاني.. جريت خلفها وأمسكت يدها وقلت.. ما هذا يمه؟ أنا أمسك عباءتك وأنت تسحبينها هداك الله؟ فإذا بالمرأة تلتفت وهي تنظر إلي باستغراب وضيق.. كانت حاجة إيرانية..
مطاردات بين الصفوف!
أذكر مرة أني وقفت لأصلي مع أمي واخواتي .. وإذا بفتاة أفريقية متسولة معاقة ومتخلفة عقلياً تحبو على أريع، ووجهها - عافانا الله وإياها- مشوه.. وهي تدور بين النساء تتسول.. وحين رأتني أخذت تحبو مسرعة نحوي..
فصرخت وفزعت وهربت منها.. وأمي والنساء حولي يضحكن علي .. وحين رأتني أهرب منها.. استمتعت فأخذت تسرع أكثر نحوي وتخترق الصفوف لتصل إلي.. وأنا أجري وأصرخ والله دون أن أستطيع التحكم بنفسي من شدة الفزع.. وحين رحمتني أمي طلبت من بعض النساء أن يمسكنها ونادين المراقبة لتخرجها من المكان..
وحين بدأت الصلاة كانت عظامي ومفاصلي كلها ترتجف وأنا أتخيل أنها ستهجم علي من الخلف أثناء صلاتي..
نورة ن : بعد وصولنا للحرم وبحد انتهائنا من الطواف جلسنا أنا وأمي مع أخي وزوجته لنصلي عند زمزم.. وبعد الصلاة قام أخي فجأة وأخذ يتلمس حزامه الجلدي وهو فزع.. فقد اكتشف أن مبلغ العشرة آلاف ريال التي كانت معه قد.. سرقت!! فقد تم قطع الحزام بآلة حادة دون أن يشعر في الزحام وسرق المبلغ مع بطاقته الإلكترونية وهويته وغيرها..
وبعد انتهائنا من العمرة جلسنا بحزن في التوسعة وقد أهلكنا الجوع والتعب لا نعرف ماذا نفعل إذ لم يكن معنا حتى عشرة ريالات نشتري بها شاورما تسد جوعنا.. !!
حتى تذكرت أمي أن عليها ( غوايش ) فطلبت من أخي بيعها ريثما يقوم أبي بتحويل مبلغ مالي إلينا..
فأسرعنا نشتري طعاماً ونؤجر شقة نرتاح بها..
احتضار بين يدي الله..
وتحكي ريم عن موقف مؤثر: روت لنا خالتي أنها كانت في صلاة التهجد بالحرم، وكانت بجانبها حاجة في غاية اللطف والهدوء، وكانت كلما انتهت ركعتان التفتت لتقول لي ( ما شاء الله.. قراءتهم جميلة جداً.. لماذا لا يطيلون فيها أكثر؟ ) وكان وجهها محمراً وعيناها تدمعان باستمرار.. وتدعو بدعوات عظيمة أثناء سجودها وتمنيت أن أصلي قربها كل يوم.
قمت لدورات المياه أعزكم الله وحين عدت صار هناك صف كامل بيني وبينها.. وفي نهاية الصلاة سمعنا ضجة ممن حولها وجلبة.. ماذا حصل؟ لقد توفيت الحاجة التي كانت تجلس قربي.. رحمها الله رحمة واسعة..
البلدية.. تزرع الأرجل!!
مدت الأفريقية الصغيرة لي يدها تطلب مالاً وهي لا تقوى على الحراك فهي تبدو مقطوعة الرجلين.. أخذتني الرأفة بها.. وبدأت أبحث عن ريالات في جيبي.. وفجأة جاءت البلدية وبدأت مثيلاتها بالصراخ.. بلدية! بلدية!.. فإذا بهذه المعاقة تخرج لها رجلين (لا أعرف كيف) وتركض كأسرع ما يكون ما شاء الله!!
هذولي ميتات؟
أثناء صلاتي كانت ابنتي ذات الأعوام الثلاث تجلس عند قدمي.. وكان أمامنا مجموعة من الأخوات قد استلقين على الأرض غارقات في النوم بشكل شديد.. حتى أن أفواه بعضهن كانت مفتوحة.. فسألتني ابنتي وأنا أصلي.. (ماما.. هذولي الحريم ميتات؟؟).. كدت أنفجر ضاحكة وأقطع صلاتي لولا أني تماسكت..
جلسة في مكان مميز جداً..!
اخترت صحن الحرم بين صلاة المغرب والعشاء للتلاوة وتأمل البيت العتيق، وكان ذلك وقت إصلاحات زمزم، فاحترت أين أذهب. كلما جلست في مكان قالت لي الأخت المراقبة: هذا مكان صلاة ومرور.. اذهبي لمكان آخر..
وأخيراً وجدت مساحة صغيرة فارغة لا يجلس فيها أحد.. فاستغربت.. ووجدت فيها لفائف بيضاء تبدو كسجادات مطوية أو أكياس اسمنت.. لم أنتبه لها.. فأسرعت وجلست بينها وبدأت أقرأ من مصحفي.. فإذا بالمراقبة تصرخ علي وهي مندهشة.. يا أخت قومي!.. كيف تجلسين بين الجنائز المعدة للصلاة عليها؟!!
* * *
لتضاعفي أجرك في الحرم
هذه النقاط التقطناها لكم من مقال للأخت هدى الدهيشي في مجلة المعالي:
أحب أن أسلط الضوء على بعض العبادات السهلة الميسرة والتي لا تكلف شيئاً ولا تستغرق وقتاً ومع ذلك يغفل عنها الكثيرون علها تكون في تثقيل الميزان:
* التبسم لأخواتي المسلمات وإلقاء السلام عليهن: خاصة المسلمات من الدول الإسلامية البعيدة (غير العربية ) والتي يشكل اختلاف اللغة حاجزاً بيننا وبينهن، فالتبسم وطلاقة الوجه من المعروف الذي يؤجر عليه المسلم ولا ينبغي الاستهانة به ( لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق ) رواه مسلم. فالتبسم هو الكنز الذي لا ينفذ والذي يستطيع المسلم أن ينفقه في استمالة أكبر عدد من قلوب الناس، فقد قال صلى الله عليه وسلم: « إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن يسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق» .
* محاولة التعارف وتجاذب أطراف الحديث مع من هن حولي: من أخواتي المسلمات للتعرف على أحوالهن ويلدانهن وتفقد أوضاعهن. وذلك من باب التباسط وخفض الجناح، وأيضاً ليكون مدخلاً وتمهيداً لما سيأتي ذكره من نقاط. ولكن ينبغي ملاحظة عدم الإسراف في الحديث حتى لا يضيع وقت العبادة ويخدش جلال الزمان والمكان.
* إسداء العون والمساعدة للمسلمات وإبداء روح التعاون والأخوة ولو بلمسات صغيرة مثل:
١ ـ إفساح المكان: هذه السنة المنسية في أفضل مكان لتطبيقها ( الحرم ) وخاصة عند الازدحام، قال تعالى: « يا أيها الذين آمنوا إذا قيل لكم تفسحوا في المجالس فافسحوا يفسح الله لكم..»
٢ ـ إحضار كأس ماء زمزم لمن تحتاج لشربه ويشق عليها القيام لكبر السن أو الانشغال بطفل أو غير ذلك.
٣ ـ مساعدة بعض النساء في السيطرة على أطفالهن في الحرم بالملاعبة أو إسكاته عن البكاء بحلوى أو لعبة.
٤ ـ إذا قمت لأتناول مصحفاً من رف المصاحف أعرض على الجالسات أن أناولهن مصحفاً، أو أعيد مصاحفهن إلى الرف.
٥ ـ قضاء حوائج المسلمات: كالبحث مع أخت عن طفلها الضائع، أو إرشادها على باب معين أو غيره والمشي معها حتى يتضح لها الطريق.
* النصح للمسلمات سواء في أمور الدين أو الدنيا: مع التنبيه لبعض الأخطاء الشرعية ( كالتبرج والكلام أثناء خطبة الجمعة وبعض البدع ..الخ ) بلطف ورفق وأدب وتواضع. وتوزيع المطويات والمنشورات الدعوية بمختلف اللغات.
* احتمال الأذى من المسلمين والمسلمات: حيث يحدث كثيراً في الحرمين الشريفين أن يتعرض المرء لمجموعة من المواقف التي تضايقه أو تزعجه فينبغي ألا يسمح لمثل هذه المواقف أن تنقص أجره أو تفسد عليه عمرته.
* الدعاء للمسلمين والمسلمات: كلما مررت على جمع منهم ورأيت اجتهادهم في أداء المناسك وإنفاقهم في سبيل القدوم لهذه الديار المباركة دعوت الله لهم في سري وفي سجودي أن يتقبل منهم.
* المبادرة بتقديم الشكر الصادق من القلب والدعاء الخالص للقائمات على خدمة الحرمين: من الموظفات والمرشدات وعاملات النظافة. وجبر خواطرهن بالثناء الجميل لأنهن يجدن الكثير من التذمر ولا يجدن إلا القليل ممن يزجي لهن كلمة طيبة.
وبشكل عام.. فعل كل ما يدخل السرور والراحة إلى قلوب اخواني المسلمين، وكل ما يجسد حقيقة التوجيه القرآني: « واخفض جناحك للمؤمنين» ، وكل ما يطهر قلبي من آثار الكبر والعجب والأنانية واحتقار بسطاء وفقراء المسلمين « بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم» .
◽️◽️
📚 مجلة حياة العدد ٦٥ رمضان ١٤٢٦ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق