الاثنين، 25 أبريل 2016

أختاه هوّني ولا تهوّلي

لا أدري لماذا ابتسمت وأنا أقرأ مقال الأخت نورة هلال في العدد ( ١١٧ ) من " الأسرة " بعنوان ( إلى صديق زوجي ) رغم أن المقال لا يدعو إلى الابتسام .. ربما لأني تذكرت صاحبة لي كانت تعاني التجربة نفسها .

أخيتي نورة .. لست وحدك في هذه المشكلة .. ربما لا أبالغ لو قلت إن ٩٥ % من نسائنا مثلك ذلك أن ( الديوانيات ) و ( المقاهي ) ومتابعة الفضائيات ، وطريقة تعامل المرأة مع زوجها ، أمور لعبت دوراً كبيراً في هروب كثير من الرجال من بيوتهم ناهيك عن طبيعة الرجل وحبه للانطلاق !! خصوصاً إذا لم يجد ما يشده إلى بيته ولا شيء يشد الرجل إلى بيته كزوجته !!

لست هنا لتحليل الأسباب .. ولكنها مجرد همسة في أذنك وأذن كل من تشكو شكواك لعل وعسى أن يوفقنا الله فينفع بها :

لو تأملت في نصوص الكتاب والسنة لعلمت ما للمرأة من تأثير كبير على الرجل !! 

ولو قرأت في سير الصحابيات والصالحات ، لتعجبت أشد العجب من الطريقة التي يعاملن بها أزواجهن .. وكأنهن درسن علم النفس .. أو قرأن في شتى فنون التعامل مع الزوج !! .

وقفت طويلاً وقد أخذ العجب مني كل مأخذ أمام جمل وكلمات قصيرة يقلنها لأزواجهن تفعل فيهم فعل السحر !! وقد صدق الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : " إن من البيان لسحراً "
ومن الطبيعي جداً أن تسأل إحدانا نفسها : ما السر الذي جعلهن يصلن إلى ما وصلن إليه من الرقي والتفاهم في تعاملهن مع أزواجهن ؟ رغم أن بعضهن لا تعرف القراءة والكتابة !

كأني الآن بإحدى النساء تقول بصوت مرتفع : زوجي ليس كزوجها ..
وأنا معك في ذلك ولكن أقول : كوني مثلها يكن زوجك كزوجها ..

وسأخبركم عن سرهن ولكن بعد سطور 

أخيتي نورة : يبدو أنك جرّبت طرقاً شتى مع زوجك ولكنها لم تنفع إلا طريقة واحدة لم تجربيها
وهي أن تفعلي ما يريد هو لا ما تريدين أنت .. نعم أخية .. كوني لزوجك كما يريد يكن لك كما تريدين .. 

وأنت تقولين : فهو يستشهد بصاحبه في كل شيء ، وهذا أمر مؤسف من زوجك ولكن السؤال هنا : ما الذي يدفعه لأن يستشهد بصاحبه وزوجته ؟!
إنه أنتِ .. لماذا تشعرين زوجك وكأنه في دوام رسمي ؟!
إن كان لا يعجبه – ولا أظنه يعجبه ـ سؤالك أياه : أين كنت ؟ مع من ؟ من أين أتيت ؟ فلا تسألي .. الأمر بسيط جداً !! 

إن كان يريدك ألا تسهري بانتظاره .. فافعلي ما يريد .. ماذا ستخسرين ؟! ما دامت الطرق التي جربتها لم تنفع فجربي هذه الطريقة .

أعرف امرأة لها ما يقرب من ستة أعوام تعاني من سهر زوجها خارج المنزل وكثرة استشهاده بصاحبه كزوجك تماماً ، رغم أنها لم تكن تقصر معه في شيء ولا ينقصها شيء من أمور الدنيا إلا في أمر واحد وهو حدة طباعها .. فهي كما نقول بالعامية ( حنانة ) أو ( لا تعرف كيف تأخذ الأمور ببساطة )
وكنت أعلم يقيناً أن سبب هروب زوجها من البيت هو لسانها .. ولكنها لم تكن تعترف ..
 غير أنها تأدبت بعد أن كاد الأمر يصل إلى الطلاق ..

فلما سألتها بعد فترة من الزمن عن حالها ، قالت : 

إنه لم يعد يسهر كالسابق وخفت حدة طباعه ، فسألتها عن السبب
فقالت : إنها لم تعد تهتم كثيراً بخروجه .. إن جاء لقي ما يسره وإن غاب الله يحفظه .. 

وهذا بالضبط ما ينبغي أن تفعليه .. أن تتقبلي كل ما يصدر من زوجك ببساطة .. لا أقول قدسي أخطاءه .. ولكن في مسألة كالسهر يجب عليك أن تتعاملي معها بروية وتعقل .. واحذفي كلمة ( لا أستطيع ) من قاموس حياتك بالمرة .. لأن هروب الرجل من المنزل .. وتصرفاته مع زوجته غالباً سببها الزوجة .

علينا أن نتعلم فن ( التهوين ) وأخذ الحياة ببساطة لا أن نجعلها حياة بـ ( التهويل ) !!
باختصار أخية .. على إحدانا أن تكون قنوعاً راضية .. وهذا لا يعني أن تضعي يدك على خدك وتقولي : ما حيلتي ؟ ولكن ( اعقلها وتوكل ) وهناك طرق عملية كثيرة تناسبك .. الأمر فقط يحتاج امرأة تتمتع بالذكاء والدهاء ! فمثلاً : لا تسهري بانتظاره .. أليس هذا ما يريد ؟! ولو أنك كنت تسقبلينه بالترحاب والحب والحنان .. 

ربما لم يطلب منك أبداً ألا تسهري بانتظاره .. بل ربما ترك السهر من أجلك .. لأنه ومهما بلغت علاقته بصاحبه فإنه سيجد عندك أشياء لن يجدها أبداً عند صاحبه .. فبإمكانك أن تقدمي له الحب والحنان .. وأن تشبعي حاجاته النفسية والجسدية .. أن تشعريه بحاجتك إليه ، أن ترضي غروره بحسن تبعلك له .. وأمور أخرى لا يمكن أن يقدمها له صاحبه أبداً ..

◽️◽️

الجوزاء
📚 مجلة الأسرة العدد (١٢٧)

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق