انتشر في هذا العصر السحر والسحرة واستقطابهم لعدد كبير من ضعيفي الإيمان وقلة الوازع الديني بحجة علاجهم من أمر ما،
وحرصاً منا على تقديم كل ما مفيد للقراء بادرت – مجلة شباب – والتقت بالداعية
الشيخ/ علي بن محمد آل ياسين إمام جامع الحبابي بحي المنصورة بالرياض
والمشرف على دار العلاج بالرقية الشرعية في الرياض
والباحث المتخصص في الرقية الشرعية،
والباحث المتخصص في الرقية الشرعية،
وقد حاورناه في عدة جوانب من أبرزها: الرقية الشرعية، ما هي؟ وطرق علاجها،
من جانبه تطرق الشيخ: آل يا سين إلى عدة جوانب من أبرزها النشاطات الدعوية التي قام بها بمسجد الحي، وعن استغلال الإجازة الصيفية من قبل الشباب استغلالاً مفيداً،
وتحدث أيضاً عن عدة جوانب تهم التوبة، وأيضا عن المرأة وعن حالها في هذا الزمن.
والأسئلة طرحت كالتالي:
* فضيلة الشيخ ما الرقية؟
- الرقية عرفها أهل العلم بتعريفات لعل من أشملها وأفضلها (هي ما يرقى به من القرآن والأدعية النبوية أو الدعاء المشروع دفعا للبلاء أو طلبا للشفاء من فاطر الأرض والسماء) فالرقية قد تكون من القرآن وهي أفضل الرقى، ويأتي في المرتبة الثانية ما كان من الهدي النبوي، أو رقية توافرت فيها شروط الرقية وضوابطها فهي المرتبة الثالثة فأفضل منها الرقى القرآنية والنبوية لأنها من الوحي، والرقية قد تكون دفعا للبلاء أي رقية وقائية، وهو ما كان يفعله النبي عليه الصلاة والسلام عند نومه من قراءة المعوذات على نفسه أو ما كان يعوذ به الحسن والحسين (أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة) أو قد تكون رقية علاجية طلباً للشفاء، وهذا كثير ومعلوم كرقية جبريل للرسول عليه الصلاة والسلام كما في رواية مسلم، أو رقيته للمرضى كما ثبت في البخاري وغيره.
* أيهما أفضل أن يرقي المريض نفسه أو يطلبها من غيره؟
- الذي يتأمل السنة يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم رقى ورقي، ولكنه لم يسترق، بل ثبت في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أن أقواما من أمته يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب، فلما سئل عنهم قال (هم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون) فأول أمر تميزوا به أنهم لا يطلبون الرقية من غيرهم، فهذا هو الأولى والأسلم للتوحيد والتوكل والأنفع للمريض، قال تعالى ﴿ أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ﴾ فالمريض هو المضطر وليس الراقي خاصة أن الرقية سهلة ميسرة وكل يستطيع أن يأخذ بها فالفاتحة رقية وكل يعرفها وآية الكرسي والمعوذات، بل أي آية في كتاب الله يجوز أن يرقى بها لثبوت الحديث بذلك، لذلك ذهب جمع من أهل العلم إلى كراهة الاسترقاء (وهو طلب الرقية من الغير) لما تقدم بيانه ولأدلة أخرى ليس هنا مجال بسطها، وبعض أهل العلم قال لا بأس أن يطلب المحتاج الرقية من أهل الخير والصلاح والعلم لأدلة جمعوا بينها وبين أدلة من قال بالكراهة، لكن الأولى هو رقيته لنفسه وأهله.
* ما مدى تأثير العين؟
- العين حق كما ثبت في الأحاديث الصحيحة، وتأثير العين يتفاوت، فهي تسبب أي شيء بدأ بالأعراض البسيطة كالحرارة والبرودة وانتهاء بالموت، ففي بعض روايات حديث إصابة سهل بن حنيف بالعين أتى فيها أن الرسول عليه الصلاة والسلام وضع يده بين ثديي سهل وقال (اللهم أذهب عنه حرها وبردها ووصبها)، يقصد بذلك العين، وتسبب الأمراض العضوية لما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبناء جعفر عليهم نحافة شديدة قال: ما لي أرى أجسام بني أخي صارعة (أي نحيفة) تصيبهم الحاجة؟ فردت أسماء بنت عميس رضي الله عنها: لا ولكن العين تسرع إليهم، فبينت أن سبب هذه العلة العضوية هي العين، وقد تسبب العين الموت لقوله عليه الصلاة والسلام (العين تدخل الرجل القبر والجمل القدر)، بل قد تكون العين سببا لبعض الأمراض النفسية في الحديث (إن العين لتولع بالرجل حتى يتردى من الحالق) أي أنه قد تسبب له وضعا نفسيا يجعله يصعد فيلقي نفسه من أعلى البنيان.
* ما علاج العين؟
- علاج العين بأمرين:
الأول: إذا عرف العائن فيأخذ منه غسلا وردت صفته في حديث سهل بن حنيف عندما أصيب بالعين أن يقوم العائن بالوضوء في إناء بحيث يعود الماء المستعمل في نفس الإناء ثم يصب على المعيون فيبرأ بإذن الله، وهذا ما فعل لسهل رضي الله عنه فقام يمشي وليس به بأس.
والعلاج الآخر: إذا لم يعرف العائن هو الرقية الشرعية لما ثبت في الصحيح أن عائشة رضي الله عنها تقول (أمر أو أمرني رسول الله أن استرقي من العين، وفي رواية مسلم كان يأمرني أن أسترقي من العين)
وحديث الجارية التي في وجهها سفعة (بقعة في الوجه لونها يخالف باقي الوجه) فقال الرسول عليه الصلاة والسلام (استرقوا لها فإن بها النظرة) قال أهل العلم: أي بها عين من الجن،
ومن أفضل ما يرقى به المعوذتان للحديث الصحيح (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الجان وعين الإنسان، فلما نزلت المعوذتان أخذ بهما وترك ما سواهما) وغيرها من الرقى القرآنية والنبوية.
* كيف نتقي السحر؟
- أولا: تقوية النفس بالإيمان، وتجريد التوحيد لله، وإخراج خوف ما سوى الله من القلب، وإرساء عقيدة أن النفع والضر بيد الله وحده، قال تعالى ﴿ وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله ﴾ ويقول سبحانه ﴿ وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو، وإن يردك بخير فلا راد لفضله ﴾ ، فمن كان عبدا لله، قائما بأمر الله، صارفا الخشية كلها لله، تناوله قوله تعالى ﴿ أليس الله بكاف عبده ﴾ فيا من تريد الحفظ التام، والكفاية التامة، عليك بالعبودية التامة، فإن من حقق العبودية ليس للشيطان والسحرة سبيل عليه، قال سبحانه ﴿ إن عبادي ليس لك عليهم سلطان ﴾ بل إن كثيراً من السحرة، قاتلهم الله، يصرحون أن سحرهم لا يؤثر إلا في ضعاف الإيمان، وأصحاب النفوس الضعيفة.
ثانيا: المحافظة على أذكار الصباح والمساء، فإن ذلك من أعظم أسباب الوقاية من السحر، تمنعه قبل وقوعه، وتدفعه وتعالجه بعد وقوعه.
إخواني إن تقصيرنا في ذكر الرحمن، وغفلتنا عن سنة النبي العدنان عليه أفضل الصلاة والسلام، سبب تسلط الجن والشيطان، إن غفلتنا عن أسباب الحفظ المتمثلة في المنهج النبوي اليومي سبب ما أصابنا من بلاء، روى أحمد وغيره في حديث طويل عن المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه جاء فيه (وآمركم أن تذكروا الله تعالى، فإن مثل ذلك كمثل رجل خرج العدو في إثره سراعا، حتى إذا أتى على حصن حصين فأحرز نفسه منهم، كذلك العبد لا يحرز نفسه من الشيطان إلا بذكر الله) إنه الحصن الحصين من المس والسحر والعين ذكر الله جل جلاه.
ثالثا: أكل سبع تمرات عجوة على الريق صباحا لما رواه البخاري ومسلم عن الرسول صلى الله عليه وسلم (من تصبح سبع تمرات عجوة لم يضره ذلك اليوم سم ولا سحر)، واختلف أهل العلم هل ذلك مستمر إلى يوم القيامة، أو أنه خاص بزمن الرسول عليه الصلاة والسلام، وهل هو لتمر العجوة خاص، أو يشمل تمر المدينة؟ علق على ذلك سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله قائلا: الصواب أنه علاج مستمر إلى يوم القيامة لإطلاق الحديث الشريف، والصواب أيضاً أن ذلك ليس خاصا بتمر العجوة بل يعم جميع تمر المدينة، لقوله صلى الله عليه وسلم في رواية مسلم (مما بين لابتيها)، وقال غفر الله له: وأرجو أن يعم ذلك جميع أنواع التمر.
فنحمده سبحانه على تيسيره، فلا يشترط أن يكون تمر العجوة كما شدد في ذلك بعض الناس، واستغل بعضهم ذلك بالمغالاة في سعره، بل يشمل جميع تمر المدينة، وإذا تعسر الحصول على تمر المدينة، فمطلق التمر يكفي بإذن الله جل وعلا.
* كيفية علاج السحر؟
- الذي يتأمل قصة سحر المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ويقف على الأحاديث التي فصلت ذلك يجد أن علاج السحر مرتبط بتلف المواد، فالرسول عليه الصلاة والسلام لم يشف حتى استخرج سحره وأتلف،
ومادة السحر تنقسم إلى قسمين: مواد خارج الجسد؛ كالآثار والطلاسم والعقد المدفونة أو المحفوظة فهي لابد من التوصل إليها بالطرق الشرعية ثم تتلف بالطرق المناسبة..
والقسم الثاني مواد داخل الجسد؛ مواد مأكولة أو مشروبة أو مدهونة أو أبخرة فهذه لابد من إخراجها من الجسد بالطرق المناسبة بالقيء إذا كانت في المعدة أو بالملينات إذا كانت انتقلت إلى مكان آخر أو بالحجامة إذا كانت تلك المواد انتقلت إلى الرأس أو الأكتاف أو مكان يمكن أن يحجم فيه
المهم هو إخراج تلك المواد من الجسد والكلام يطول في هذا الباب
وأيضا مما يعالج به خاصة إذا لم يتوصل إلى مواد السحر إذا كانت خارج الجسد أو لم يستطع إخراجها من داخل لجسد:
* فمن تلك الأدوية النافعة الرقية الشرعية.
* ومن الأدوية النافعة تمر العجوة، وفد تقدم الحديث عنه في عندما تحدثت عن أسباب الوقاية من السحر.
* ومن العلاجات النافعة العسل، لما رواه البخاري عنه عليه الصلاة والسلام (الشفاء في ثلاث: شربة عسل، وشرطة محجم، وكية نار، وأنهى أمتي عن الكي).
* ومن الأدوية النافعة الحبة السوداء ، لما رواه البخاري عنه صلى الله عليه وسلم (عليكم بهذه الحبة السوداء فإن فيها شفاء من كل داء، إلا السام، أي الموت).
* ومن الأدوية النافعة زيت الزيتون، لما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام (ائتدموا بالزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة).
* ومن العلاجات النافعة ماء زمزم، لما ثبت عنه عليه الصلاة والسلام (خير ماء على وجه الأرض، ماء زمزم، فيه طعم الطعم، وشفاء السقم).
* ومن العلاجات النافعة عشبة السنا ، قال عليه الصلاة والسلام (لو أن شيئا كان فيه شفاء من الموت لكان السنا) وهو عشبة ملينة وأفضله السنا المكي.
ومن الأدوية النافعة القسط الهندي، لما رواه البخاري عنه عليه الصلاة والسلام (عليكم بهذا العود الهندي، فإن فيه سبعة أشفية، يستعط به من العذرة ويلد به من ذات الجنب)، والقسط معروف عند العطارين والعشابين، وقد ذكر ابن حجر في الفتح طريقة مناسبة لاستخدامه، لكن أرى أنه من الأفضل سؤال أهل الاختصاص عن الطريقة المناسبة للاستفادة من هذا الدواء النافع.
* ومن العلاجات النافعة النشرة الجائزة، وهي أنواع لعل من أفضلها ما ذكره وهب ابن منبه، وأفتى به سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، رحمه الله، وهي أن يأخذ المسحور سبع ورقات من السدر الأخضر الطري، فيطحنها ويخلطها مع ماء كثير يكفي للاغتسال به، ويقرأ فيها، آية الكرسي، سورة الكافرون، الإخلاص، الفلق، الناس، وآيات السحر في سورة الأعراف، ويونس، وطه، ثم بعد ذلك يشرب بعض الشيء، ويغتسل بالباقي، وبذلك يزول الداء بإذن الله تعالى، وإن احتاج لاستعماله مرتين أو أكثر فلا بأس حتى يزول الداء بإذن الله.
* بدأنا نسمع من يجيز علاج السحر بالسحر، ما رأيكم في ذلك؟
- إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم ليعبد العباد لرب العباد، قال سبحانه ﴿ وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ﴾ وهذه هي دعوة الرسل أجمعين ﴿ ولقد بعثنا في كل أمة رسولا أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ﴾ والشيطان يدعو إلى ضد ذلك يدعو إلى الكفر والشرك، ومن جنوده في ذلك السحرة الذي التقى وإياهم على هذا الهدف ألا وهو الكفر بالله، وأيضا الشيطان لا يكتفي بكفر الساحر فقط بل يستخدمه كأداة قذرة نجسة لتكفير الناس وإخراجهم من دائرة التوحيد حتى ينغمسوا في مستنقع الكفر العفن، لذلك فليعلم أن الشياطين حتى تحل السحر عن المسحور لابد أن تقدم لها التنازلات الكفرية والقرابين الشركية حتى تقوم بذلك، فلابد من الكفر سواء من المريض أو الساحر، وهذا ما عرفناه وأخبرنا به السحرة التائبون.
لذلك فلعلم أخي الفاضل أن حل السحر بالسحر لا يجوز ويخشى أن يجر إلى الكفر، لذلك نهى الشارع الحكيم عن إتيان الساحر والكاهن والعراف للحديث الصحيح (من أتى كاهنا أو عرافا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين ليلة) هذا مجرد السؤال، أما إن صدقه فهو الكفر والضلال، قال عليه الصلاة والسلام (من أتى عرافا أو كاهنا – وفي رواية أو ساحرا فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)
وقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال (هي من عمل الشيطان)،
وقد سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النشرة فقال (هي من عمل الشيطان)،
ومن أفتى بذلك فليعلم أنه قدح في الشرع سواء قصد أو ذلك أو لم يقصده، فالشرع نهى عن إتيان الساحر ومن سأله لم تقبل صلاته أربعين يوما ومن صدقه كفر، وبين أن حده ضربه بالسيف ثم بعد ذلك يجيز لك أن تذهب إليه؟؟!!!
وعندي تساؤل أوجهه إلى من يجيز الذهاب إلى السحرة لحل السحر: لو علمت عن وجود ساحر خبيث يفسد في الأرض ولا يصلح قد عاث في الأرض كفرا وخبثا وفسادا، فهل ترفع أمره إلى الجهات المختصة أم تدل عليه أحد المرضى؟
* نسمع عن بعض الممارسات التي يقوم بها بعض المعالجين كالخنق والضرب والكهرباء والرقية الجماعية، فهل هذه الممارسات مشروعة؟
- أخي الفاضل إن المتأمل للسنة النبوية يجد أن الرقية الشرعية وردت بكيفيات محددة ليس فيها تلك الممارسات، فلم يرد أو يثبت عن المصطفى أنه خنق من عالجه أو ضربه أو رقى بالرقية الجماعية مع إمكانية ذلك، فعدم فعله له يدل على عدم مشروعيته، ومن يستدل بفعل ابن تيمية، رحمه الله، على جواز الضرب فنقول: العبرة بهدي المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه هو من تعبدنا الله باتباع هديه بآبائنا هو وأمهاتنا، ومن يستدل بفعل ابن تيمية فنقول له تنزلا: إذا بلغت علم وتمكن وفراسة وورع ابن تيمية فاضرب، وقد صدرت الفتاوى من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بعدم مشروعية تلك الممارسات، وعدوها من المخالفات في الرقية الشرعية.
* الشباب مقبلون على إجازة صيفية طويلة، فما نصيحتكم لهم؟
- أقول:
إن الشباب والفراغ والجدة = مفسدة للمرء أي مفسدة
تجمعت الثلاث فإن لم يكن عون من الله كانت الهلكة.
أخي الشاب/ إن هذه الإجازة هي من عمرك الذي سوف تسأل عنه في ذلك اليوم العظيم.
أخي الشاب/ إن هذه الدقائق هي قطعة منك، وجزء من كلك، فأنت أيام إن ذهب يوم ذهب بعضك.
أخي الشاب/ هذه الساعات ترحل عنك محملة وشاهدة، محملة بما عملته فيها، وشاهدة بما أودعته فيها، فاتق الله ولا تظهر القبائح في يوم الفضائح.
أخي الشاب/ اجعل الله نصب عينيك في كل شاردة وواردة واحرص ألا يجدك حيث نهاك ولا يفتقدك حيث أمرك، احرص أن يراك ربك في حلق الذكر وما أكثرها، أو طلب العلم وما أيسره، محاضرات هنا وهناك، ودروس علمية انتشرت في كل مكان، ودورات حفظ القرآن المكثفة أو مراجعة الحفظ في أكثر المساجد والجوامع، والمراكز الصيفية الهادفة، والمخيمات الدعوية المباركة، والدورات العلمية التقنية والفنية المفعلة، اتق الله يا رعاك الله لا يراك ربك فيما يسخطه ويغضبه فتكون الحسرات في الدنيا وفي العرصات، وضع أمام ناظريك هذه الآية
﴿ ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى قال رب لِمَ حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى ﴾ .
* شاب يقول أريد أن أتوب، فما تقول له؟
- أقول له: أبشر فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له قال تعالى ﴿ قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ﴾
إنه الفلاح في الدنيا والآخرة ﴿ وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون ﴾
أبشر ببشارة والله إنها تكفيك إنها محبة الرحمن ﴿ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ﴾
أبشر بمغفرة الذنوب ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾
أبشر ببشارة والله إنها تكفيك إنها محبة الرحمن ﴿ إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين ﴾
أبشر بمغفرة الذنوب ﴿ وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى ﴾
بل أعظم ذلك السيئات تبدل إلى حسنات ﴿ إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ﴾
بل إنها السعادة في الدنيا والآخرة في الدنيا ﴿ من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) وفي الآخرة ﴿ ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون ﴾
إنها الجنة، إنها السعادة الأبدية والراحة السرمدية في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر ﴿ وأزلفت الجنة للمتقين غير بعيد هذا ما توعدون لكل أواب حفيظ ﴾
فماذا تنتظر بعد هذا ؟؟!!
* الذي يتأمل حال الأمة يحترق قلبه لما أصاب الأمة، ما تعليقكم حفظكم الله؟
- ليس هناك أبلغ من قوله تعالى ﴿ أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم ﴾ إن ما أصاب الأمة هو بسبب أبنائها؛ ابتعدوا عن مصدر العز والمجد والتمكين وسعادة الدنيا والآخرة (كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم) إن الأمة تنال الرفعة بقدر ما تمسكت بدينها قالها عمر رضي الله عنه (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام مهما ابتغينا العزة في غيره أضلنا الله) قال عليه الصلاة والسلام (إذا تبايعتم بالعينة وتبعتم أذناب البقر ورضيتم بالزرع وتركتم الجهاد سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم) إذا هذا الداء وهذا الدواء، فهل من طبيب ماهر يضع الدواء على الداء فيكون الشفاء بإذن فاطر الأرض والسماء.
* المرأة المسلمة تواجه هجمة شرسة من أعداء الدين ما تقولون في ذلك؟
- إنها الحرب على الإسلام، ومن بوابة أخرى من بوابة أم الرجال وصانعة الأبطال بنت الكرام ومنتجة الإعلام،
بم يتهمونها وماذا ينقمون عليها؟
ينقمون عليها العفاف والحياء والطهر والصفاء، ينقمون عليها أنها حفظت دينها وصانت عرضها وسترت نفسها،
ماذا يريدون منها؟
أن تنزل من عليائها وتترك عرشها،
بمن يريدونها تقتدي وعلى خطى من تسير؟
يريدونها أن تسير على خطا المتحررات عفوا المتحللات، وتتلطخ في وحل الساقطات، وتنغمس في مستنقعات الهالكات،
وسؤال أوجهه لمن اغتر أو اغترت بالقوم: من تريد أن تكون قدوة أمك أو أختك أو زوجك أو ابنتك؟
عارضة الأزياء الفلانية، أو المطربة المتهتكة، أو المتحررة السافرة المسترجلة،
هل هؤلاء هم القدوات أم أمهات المؤمنين، والطاهرات والعفيفات؟
إنني أدعوك للتأمل في هذه العبارات التي أطلقتها تلك الأديبة الغربية بعد أن سمعت تلك المحاضرة عن مكانة المرأة في الإسلام عن مكانة الأم والزوجة والأخت والبنت فصرخت بها ( إن كانت مكانة المرأة في الإسلام كما تقول فخذوني أعيش عندكم ستة أشهر ثم اقتلوني، ثم قالت: إن المرأة الغربية تُرى معززة وهي مهانة، ترى مكرمة وهي محتقرة، يقدمونها قبلهم في الزيارة وعند الركوب في السيارة لكنهم يسيؤون لها في المقابل إساءات لا تغتفر، يكفي واحدة من سيئاتهم أن البنت إذا بلغت مبلغ النساء أخذ أبوها بيدها ثم ألقاها في الشارع وقال لها: اذهبي فتكسبي ليس لك مكان عندي، فتذهب المسكينة تصارع الحياة وحدها فلم يبالوا أعاشت بكدها أم بثديها ) .
انتهى كلامها وهو رد لكل من يريد للدرة المكنونة والجوهرة المصونة أن تخرج من قصرها وتنزل من عليائها.
* *
المواقف كثيرة لكن لعلي أذكر موقفين:
الموقف الأول:
كان في أحد البلاد العربية استضفت فيها لإلقاء بعض المحاضرات والدورات، فأخبرت أن هناك فتاة فقدت بصرها فجأة وأن الأطباء في حيرة من حالتها، فهي لا تعاني من أي علل عضوية والرقاة اختلفوا في حالتها فمنهم من يقول أنها مسحورة وآخر أنها معيونة وثالث أنها ممسوسة.
الموقف الأول:
كان في أحد البلاد العربية استضفت فيها لإلقاء بعض المحاضرات والدورات، فأخبرت أن هناك فتاة فقدت بصرها فجأة وأن الأطباء في حيرة من حالتها، فهي لا تعاني من أي علل عضوية والرقاة اختلفوا في حالتها فمنهم من يقول أنها مسحورة وآخر أنها معيونة وثالث أنها ممسوسة.
فطلب مني أحد الفضلاء الوقوف على حالتها، فأتوا بها إليّ فرأيتها ووقفت على حالتها، وبعد ربع ساعة قلت لهم: بإذن الله غداً صباحاً سوف تستيقظ وهي مبصرة سليمة بإذن الله.
وفعلاً في اليوم التالي اتصل أهلها وهم في فرح شديد فقد استيقظت الفتاة سليمة مبصرة، وكادت هذه الحادثة أن تسبب فتنة بي من عامة الناس، بل حتى بعض طلبة العلم في ذلك البلد.
وكنت حينها مستضافاً في لقاءات مباشرة في الإذاعة حول الرقية والسحر والعين وضغطوا عليّ في ذكر هذه الحادثة، فرفضت لأن الناس لا يعلمون حقيقة الأمر، فأذكر ذلك وأنا أحث الرقاة على عدم الاستعجال في التشخيص وإن كان فيكون بعلم وخبرة وتمكن وبعد مناقشة عميقة لحالة المريض فالتشخيص السليم نصف العلاج، ببساطة البنت لم تكن تعاني من أي علة روحية (مس أو سحر أو عين) كانت تعاني من علة نفسية وهي نوع من أنواع الهستيريا، بسبب صدمة تعرضت لها، عرفت ذلك بعد مناقشتي وسؤالي عن أسباب إصابتها ولو تحدثت عنها لطال الحديث.
الموقف الثاني:
الموقف الثاني:
فتى أتى أهله به إليّ فخفت من شكله، كان جلداً على عظم في عنقه ورم سرطاني مثل الكرة،
فأخبروني أن المستشفى قال: لقد فعلنا ما بأيدينا من علاجات وجرعات كيميائية ولكن بلا فائدة،
وقالوا لأهله إن الرأي الطبي أنه لا يعيش طويلاً،
فقلت لهم: الآجال بيد رب العالمين والرقية الشرعية شفاء إذا توافرت شروطها وانتفت موانعها،
وطال الحديث معهم حول تصحيح العقيدة والتوبة وغير ذلك من توجيهات، ومن ثم أعطيتهم البرنامج العلاجي الذي استمروا عليه قرابة الأربعة أشهر،
لاحظنا منذ الشهر الثاني أن الورم السرطاني بدأ يضمر حتى اختفى وبدأت صحة الولد تعود إليه حتى عاد أفضل مما كان،
وبعد أربعة أشهر ذهبوا به إلى المستشفى فذهلوا من بقائه حياً،
والأعجب أنهم فحصوه فلم يجدوا خلية سرطانية فقالوا: كيف عالجتموه؟ قالوا لهم: بكلام الله.
نعم بكلام الله، فلو كان بأبيات شعرية أو نصوص أدبية ما انتفع، ولكنه كلام الله ﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خساراً ﴾ .
وأخيراً لا يسعني إلا أن أتقدم بالشكر إلى المجلة الغراء مجلة الشباب على دعمها المستمر للدعوة وبثها رسالة توعوية مباركة.
◽️◽️
📚 مجلة شباب العدد (٩١) جمادى الآخرة ١٤٢٧ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
استفيدوا ايهاالمسلمون بمثل هذا العلاج المشروع،اسال الله عزوجل ان يجعل لكم هذافى موازينكم يوم القيامة.
ردحذف