قصة عجيبة ذكرها الشيخ عبد المحسن الأحمد في إحدى المحاضرات .. قمت بتفريغها وكتابتها بتصرف .. لما فيها من عبر وعظات وكرامات ودروس نتعلمها في حياتنا .. من كان لله كما يريد كان الله له فوق ما بريد ..
هدوء شديد عم المسجد .. قصة أبكت الحضور .. لا تسمع إلا صوت تهليلا أو تكبيرا أو حمداً لله تعالى ..
موقف يعلمنا كيف يكون اليقين بهذا ( القرآن الكريم ) وأن هذا هو ( الحق ) ..
قصة أحدثت ضجة في المستشفى كله ..
المستشفى من أوله إلى آخره .. من صغيره إلى كبيره .. يعلم حالتها ..
امرأة عمرها اثنتان وأربعون سنة في مركز الأمير سلطان لأمراض الجراحة في القلب في المستشفى العسكري بالرياض
غرفة رقم ١٥ عناية الدور الأول
دخلت عمليات القلب .. عُمل لها عملية صمام لصمامين
هي داخلة المستشفى تمشي على أقدامها .. تسمع .. تبصر .. تتكلم
فلما دخلت المستشفى .. ودخلت العمليات .. توقف قلبها في وسط غرفة العمليات لمدة ٣ دقائق و ٢٠ ثانية ..
أخذوا ينعشونها ..
ثلاث دقائق .. الدم لم يصل المخ .. تعطلت .. ماتت خلايا المخ .. انتهى المخ ..
وخلايا المخ هي الخلايا الوحيدة في الجسم التي إذا لم يصلها دم مؤكسج لثوان (تختلف من إنسان لإنسان) لثوانٍ تصل إلى دقيقتين أو ٦٠ ثانية أو ٨٠ ثانية .. تنتهي ما ترجع أبداً ..
خلايا المخ إذا ماتت لا يحييها ولا يعيدها ولا أحد يقدر يرجعها في العالم إلا واحد ( الله ) ..
ما يرجعها إلا واحد ( جل جلاله ) ..
مراكز الدنيا كلها ما ترجعها .. والله لو تبحث بمستشفيات الدنيا ما يعيدها .. إلا .. الذي بدأها وخلقها أول مرة ( سبحانه )
جلست على هذه الحال
خرجت من العملية
لا تبصر .. لا تسمع .. لا تتكلم .. لا تمشي .. لا تتحرك .. لا تحرك طرف ..
وليس لديها أي إحساس بأيّ شي
جثة هامدة على السرير .. تسعة أشهر ..
عملوا لها إشاعة مقطعية .. لايوجد شيئا .. ميتة دماغيا ..
إشاعة مقطعيه ثانية .. لايوجد خلايا .. كلها ضمور ..
إشاعة مقطعية ثالثة .. تخطيط المخ لايوجد ولا نشاط .. خط .. لا يوجد أي خلايا تتحرك .. لا يوجد أي إشارات أن المخ حي
جلست على هذه الحال تسعة أشهر
فتح لها فتحة تنفس في الحنجرة .. باقية على جهاز التنفس
زوجها .. أولادها .. يدخلون عليها .. يقرؤون عليها ويخرجون
ولدها يأتي يقرأ عليها .. دائما تجده يقبل أقدامها وله الشرف
يوم من الأيام .. أحد الزملاء (الساعة الثانية والنصف ليلاً وفي وقت السحر) .. مر على العناية .. سرير رقم ١٤ .. ثم سرير رقم ١٥ غرفة هذه المرأة .. فشاهد أن ولدها منكب عند أقدامها الساعة الثانية والنصف .. يقرأ على أمه .. الولد متأثر ..
الساعة الثانية والنصف
أحبابك أينهم! .. نائمين عندك! .. احمد الله
يتنفسون لوحدهم؟! .. وإلا مشبوك جهاز التنفس!
لوحدهم! .. لا والله .. هو من الله .. فاحمد الله
أنت تنام على جهاز التنفس أو تتنفس! .. الله .. ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾
يقول تذكرت قول الله عز وجل ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾
جئت أواسي الولد (ولد البنت) فسلمت عليه .. فسألني الولد
شاهدوا .. تأملوا .. سؤاله !
قال الولد : ( إذاً .. لن نستطيع محادثة أمي بعد اليوم إلاّ يوم القيامة ؟! )
كلام كبير يا إخوتي ..
فهو يخرج من هنا (القلب) .. ما يخرج من هنا (اللسان) ..
أمي الآن ما نستطيع مشاهدة شفايفها تتكلم معي إلاّ يوم القيامة؟! .. يعني إذاً الدنيا ما فيه؟! .. أفقد الأمل أني أشاهدها تتكلم؟!
فقال له الرجل : من الذي قال لك؟
الشيخ : نحسبه والله حسيبه أن هذا الرجل يتكلم يعلم ما هو الحق الذي هنا (يرفع المصحف ويشير إليه)
الرجل مخاطبا الولد : من هو الذي قال لك؟
الولد : (كلهم يقولونه) .. يعني كلهم يقولون إنها ما تستطيع .. ميت دماغي .. انتهت القضية ..
الرجل : ممتاز ـ كلهم يقولونه ـ ، هؤلاء (كلهم) هل هم الذين خلقوا لها لو خلية واحدة؟!
الولد : لا ..
الرجل : حسناً ، فالذي خلقها ماذا يقول؟!
( الذين ما خلقها قالوا وهم صادقين بناء على علمهم بالطب لايوجد شي .. فحسنا ، فالذي خلقها ماذا يقول؟! )
فصمت الولد..
الرجل : كلهم الذين قالوا لك ، فهل تصدقهم أو تصدق الذي خلقها وخلقهم؟؟!! (يرفع المصحف ويشير إليه)
الولد : ( لا ، فأصدق الذي خلقها وخلقهم )
* *
الشيخ : هذه مشكلتنا .. مشكلة تصديقنا مخروم ﴿ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ ْ﴾
لكن ضع لك موقف يهزه فيتضح لك من هو! .. مؤمن بهذا الكتاب أو لا !
﴿ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ ﴾
فالولد يقول (كلهم) .. حسنا ، فدعنا نشاهد (الله) ماذا يقول في القرآن الكريم
هل الله قال لك تيأس ؟!
أو الله عز وجل قال ﴿ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا ﴾
يا إخوة هذه الأرض ثابتة .. لماذا ثابتة؟! .. اعلم الأصل أن الأرض ترتج ولا تمشي ولا سيارة ولا نبني أي بيت ﴿ جَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِهِمْ ﴾ تنتفض .. ما تستطيع ولا تمشي في سيارتك إلا وتسقط في وادي .. فالله ثبتها .. يقول ﴿ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا ﴾
من الذي جعلك تضع الكرسي ولا يتحرك من مكانه .. من الذي جعل هذه الطاولة ثابتة!
يا أخي .. اعلم .. يجب تعترف من هو (سبحانه) حتى تشعر بقدره وعظمته (جل جلاله)
ليست هي مكتسبات يعني أنك مازلت حيا يجب ثبات في الأرض! .. لا .. وأنك مازلت حيا فيجب أن يكون لديك عين! .. الله أعطاك إياه .. منة من الله .. ﴿ وَمَا بِكُم مِّن نِّعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ﴾
فالله يقول ﴿ أَمَّن جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا ﴾ .. من هو؟! .. ﴿ وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا ﴾ .. الله ..
﴿ وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ ﴾ .. الله ..
﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ﴾ .. تقف بين البحرين تشرب هنا عذب ﴿ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ ﴾ وتمد يدك تشرب ﴿ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ ﴾
﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ﴾ ما تشاهده .. كثافة الماء هنا مختلفة عن كثافة الماء هنا .. درجة الملوحة هنا مختلفة عن درجة الملوحة هنا .. درجة الحرارة هنا مختلفة عن درجة الحرارة هنا ..
أتحداك تحضر كأسا من الماء وتجعل نصفه مالحا والنصف الآخر حلو وتفصل لي بينهما ! .. في كأس وليس في بحر! .. في فنجال ..
﴿ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾
﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾
بما أنك اعترفت أنه هو عمل كل هذه الأشياء الذي قبل ..
أجرى الأرض
وثبت الجبال
وأرساها
وجعل الأرض قرارا
وبين البحرين حاجزا
إذاً .. أنت إذا سألت ﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ يعني طلبك أنت سيكون أصعب من تثبيت الأرض؟! .. لا ..
سيكون أصعب من إرساء هذه الجبال؟! .. لا ..
سيكون أصعب من فصل البحرين؟! .. لا ..
إذاً .. لماذا ما تدعوه؟!
﴿ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ﴾
إنه أي سوء .. ما قال سرطان ، موت دماغي .. أي سوء في العالم .. يكشف السوء
﴿ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ ۗ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ﴾
ماذا قال بعدها
﴿ أَإِلَٰهٌ مَّعَ اللَّهِ ۚ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ﴾
نذكر صاحبي وصديقي .. نذكر العالم كلهم .. لكن .. إذا قيل ادع الله فالإجابة نجدها ...
يا أخي كم من شخص يأتي الآن إلينا من المستشفى يقول : أرجوك تقرأ على مريضي
تقول له : أنا ما أقرأ
يقول : حسنا أخبرنا برقم شيخ
تقول له : لماذا شيخ؟!
يقول : حتى يأتي يقرأ على مريضي
تقول له : الله قال لك احضر شيخ في القرآن؟!
هذا القرآن يا إخوتي (ويشير إلى المصحف) افتح من الفاتحة إلى الناس هل تجد فيه آية قال لك الله فيها احضر أحد؟!
الله طلب منك شرطين فقط
هل تعلمون أننا إن لم نفهم الحق سنتخبط .. ونعاني الكثير ..
الله طلب منك حتى يفرج عنك شرطين .. ما هي؟! .. ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ﴾
تعال أنت وعندك مريضك واحضر سبعين ألف شيخ كلهم رقاة حافظين القرآن بالقراءات ، وأنت تقرأ ، هل أنت أفضل أو هم؟!
نعم يا إخوتي ..
كلهم يقولون يا رب اشف فلان .. وأنت تقول يا رب اشف فلان .. من أقرب للإجابة؟!
أنت .. لأنك أنت المضطر ..
الله لم يقل ـ أمن يجيب الشيخ ـ ولم يقل ـ أمن يجيب الراقي ـ
قال الله تعالى ﴿أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ﴾ .. إذاً ، هذه ما يستطيع عليها الشيطان ، ما يستطيع يفاصلك فيها ، أنت مضطر رغما عنك ما يستطيع يوسوس لك إنك مضطر ولدك أمامك جالس يتلوى.. إذاً .. بأي أمر يستطيع يلعب عليك الشيطان فيه؟!
هذه خمسين في المئة ، إذاً ما هي الخمسين الباقية؟!
( ٥٠% الشرط الأول : المضطر .. و٥٠% الباقية الشرط الثاني : إذا دعاه)
(الشرط الثاني : إذا دعاه) ما قال إذا أَحضِر شخص أو شيخ .. فيحضر الشيطان يقول لك (بما أنك مضطر رغما عني والله لأجعلك تطارد وراء فلان وفلان وفلان حتى تأتي بهم) .. فتكون أنت مضطر ما يقرأ من قلب متوكل على الله وشاك في نفسه يبحث عن شيخ ،
وعندنا واحد شيخ يقرأ لكن ليس بمضطر ،
فما كملنا الشروط فتجد معاناته تستمر ..
* *
فدخل هذا الرجل زميلنا .. دخل الغرفة مع الولد عند المريضة .. يقول وأنا داخل مصدق أن هذا كلام حق (يشير إلى المصحف ويرفعه)
ويا إخوتي مشكلتنا أننا ما نصدق! .. ومشكلتنا أننا نقول مصدقين وما نصدق!
يقول دخلت على المريضة وأنا على يقين مليون في المئة أن الله سينفع بقراءتي الآن .. كيف .. ليس بشرط يا إخوة يشفيها الله أمامي الآن .. والله أنه ينفع بها الله .. يعني أن الله قال ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ﴾ .. ليس بواجب تشاهده أنت .. لكن والله أنها بينفعها .. كله شفاء لأي شي لأي مرض عضوي نفسي أي شي .. إذا كنت أنت على يقين ..
يقول فقرأت عليها الآيات .. فلما قلت (أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك) ناديتها باسمها .. (وأنا ذكرت اسمها في محاضرات أخرى لن أقول اسمها الآن) .. فيقول ذكرت اسم المريضة قلت لها : فلانة !.. فإذا بولدها يشاهدني ! .. والممرضة تشاهدني ! .. يعني ما هذا ! لماذا تناديها ؟!! وهي تسعة أشهر الكل يعلم أنها مريضة! ..
فقرأت الفاتحة (أم الكتاب) .. ثم قرأت قول الله عز وجل ﴿ انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا ﴾
الشيخ : أخبركم الآيات التي قرأها كلها وليست بالترتيب .. لكن .. دعني أقول هذا وأسأل الله أن يذكرني إياه ..
قال إني قرأت عليها قول الله عز وجل ﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ ﴾
والله وأنا أقرأ أتخيل أقوام خرجوا من ديارهم لأن الله بما أنه قالها فهي حق
﴿ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِن دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ ﴾
جالس أتخيل آلاف يخرجون من ديارهم نساء ورجال وشباب وشيب وأطفال
﴿ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ ﴾
حذر الموت أو المرض! .. خرجوا خائفين من الموت
﴿ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ﴾ أول ما قال الله ﴿مُوتُواً﴾ سقطوا ماتوا كلهم ، كلهم ، ليست خلايا مخ فقط .. أو كلى تعطلت .. أو دماء جفت .. أو عروق توقفت .. فكل شيء توقف .. توقفت أعضائهم كلها الأنفاس وخلايا المخ .. سقطوا هم وأبنائهم وشيبهم وشبابهم ونسائهم
﴿ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ﴾
ماتوا .. وأنا جالس فأشاهد أمامي واحدة فقط وليست ألف! .. واحدة! .. فقلت في نفسي : ( يا رب هذه واحدة وليست ألوف ، يا رب ما أطلبك ألوف ، يا رب أسألك أطلبك فقط واحدة "المرأة" )
﴿وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ﴾ .. (ويا رب وأيضا ما ماتت كلها وفقط الدماغ)
﴿ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ ﴾
ثم قاموا .. تحركت الدماء .. رجعت الخلايا .. الكلى بدأت تغسل .. الرئتين جرت فيها النفس..
وأنا أقول (يا رب يا عظيم يا رب يا عظيم) في نفسي أدعو يا رب يا عظيم ألوووف قلت لهم موتوا ثم أحييتهم بسهولة ويسر .. يا رررب إنك تحيي هذه ،
وأنا على هذه الحال .. أقرأ .. أدعو في نفسي .. والولد بجانبي لا يعلم بماذا أفكر فيه..
جلست عند رأسها ثم قرأت قول الله عز وجل ﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ ﴾
تخيلت واحد مر على قرية .. الله لا يكذب جل جلال الله تعالى ربي علوا كبيرا .. لم يقل الله في القرآن شيئا وإلا ويكون
﴿ أَوْ كَالَّذِي مَرَّ عَلَىٰ قَرْيَةٍ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا ﴾
ولا شخص حي هم ونباتاتهم وأنعامهم ميتين
﴿ وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا قَالَ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ﴾
أتخيل الخلايا لرأس المريضة كلها ميتة ، وأتذكر الصورة التي في الإشاعة المقطعية .. أتفكر الآن هو قال أنا يحيي الله قرية ( فيا رب أنا موقن إنك تقدر تحيي الخلايا )
﴿ أَنَّىٰ يُحْيِي هَٰذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا ۖ فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ ﴾
سبحانك .. ما أيسرها على الله ..
﴿ ثُمَّ بَعَثَهُ ۖ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ ۖ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ ﴾
أنا نمت واستيقظت .. لكن .. لم يسبق لي أن أكملت ٢٤ ساعة ، بعض يوم
﴿ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ ﴾
أتذكر أمامي المريضة (هذه تسعة شهور فقط يا رب فإنها بعد لم تكمل مئة عام ، يا ربي أسهل منه)
﴿ بَلْ لَبِثْتَ مِائَةَ عَامٍ فَانْظُرْ إِلَىٰ طَعَامِكَ وَشَرَابِكَ لَمْ يَتَسَنَّهْ ۖ وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ ﴾
الحمار أصبح فتات في الأرض أصبح تراب
﴿ وَلِنَجْعَلَكَ آيَةً لِلنَّاسِ ۖ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ﴾
هو قادر .. هو الذي خلقها أول مرة
﴿ وَانْظُرْ إِلَىٰ حِمَارِكَ﴾ ، ﴿ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ﴾
تركبت الذرات هذه ، والأنسجة ، والخلايا ، وأصبحت عظم ، ثم العظم الثاني والأربطة
﴿ وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ﴾ .. تربطت بالأربطة والأوتار
لما قلت هذه الآية والله وأنا أقرأ ﴿ كَيْفَ نُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ﴾ وأنا أتخيل أن الله الآن دعا هذه الخلايا
﴿ ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا ۚ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ قَالَ أَعْلَمُ ﴾
ما قال أعلم أن الله يحيي الموتى! يشفي المرضى! .. لا .. ﴿ قَالَ أَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
يقول ثم قرأت هذه الآية وقبلها آية ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ﴾
تقوم السماوات والأرض بأمره سبحانه
﴿ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ﴾ .. كم مليار؟ .. ثم إذا دعاكم لكلمة .. أين؟! .. إلى يوم القيامة .. كم مليار؟!
﴿ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ ﴾
تتحرك كل الخلايا
﴿ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ * وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
ثم ختم بهذه الآيات ﴿ انْظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا * وَقَالُوا أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴾
فأقول في نفسي ( يا رب فإنها لم تصبح عظام ورفات بعد ، باقي لحم وباقي الدماء تجري يا رب )
يقول والولد لا يعلم بماذا أفكر فيه .. ﴿ أَإِذَا كُنَّا عِظَامًا وَرُفَاتًا أَإِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقًا جَدِيدًا ﴾ .. ماذا قال الله؟! .. لم يقل الله نعم .. لا .. قال الله ﴿قُلْ كُونُوا حِجَارَةً﴾ شيء أصعب من اللحم والدم! .. لحم ودم سهل .. ﴿كُونُوا حِجَارَةً﴾ شيء أشد ..
﴿ أَوْ حَدِيدًا ﴾ أو شيء أشد من الحجارة! الذي يكسر الحجارة!
﴿ أَوْ حَدِيدًا أَوْ خَلْقًا مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ ﴾ .. تفكر في أصعب خلق العالم!
﴿ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنا ﴾
يقول لك يعني نحن لحم ودم نقول مستحيل يرجعنا الله ، تقول حجارة وحديد!
﴿ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلِ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ ﴾
دائما نشاهد في المستشفى تقول الله قادر .. يقول لك نعم الله قادر لكن.. و"لكن" تمسح الذي قبلها!
﴿ فَسَيُنْغِضُونَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هُوَ ۖ قُلْ عَسَىٰ أَن يَكُونَ قَرِيبًا * يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِن لَّبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا ﴾
* *
يقول : ناديتها .. قلت لها : فلانة .. فكانت المفاجأة .. فتحت عيونها!!
يا فلانة تسمعينني؟! .. (فأشارت برأسها أن نعم) .. فيها جهاز تنفس ما أستطيع أسمع صوتها فالأنبوب هنا تحت الحبال الصوتية ..
قلت تسمعينني يا فلانة؟! .. فتقول نعم!!
الولد كاد أن ينجن من الذهول!!
قلت لها هل ترغبين أن أكمل قراءة القرآن؟! .. فتقول له نعم!!
الولد انكب على وجه أمه جلس يبكي
فقلت دقيقة ابتعد قليلا عن وجهها .. ناديتها : فلانة ارفعي يدك اليمين .. وترفع يدها اليمين!!
ارفعي يدك اليسار .. وترفع يدها اليسار!!
ارفعي قدمك اليسار .. وترفع قدمها اليسار!!
قلت قولي الحمد لله ..
هزت برأسها ، لا تستطيع تخرج صوت فالهواء يخرج ..
الحمد لله
لا إله إلا الله
الولد دموعه تسبق عباراته .. جلس يبكي .. لا يعلم ماذا يفعل .. انكب على أمه يبكي
الولد والرجل سجدوا لله عند السرير شكرا لله تعالى ..
* *
خرج الرجل .. ذهب إلى المناوب الدكتور تاج .. ( موجود إلى الآن بمركز القلب الدكتور تاج الدين جراح قلب)
ذهب إليه قال : يا دكتور تاج ما رأيك بفلانة؟! كيف حالها الآن؟!
الدكتور : يعني الحمد لله الذي أنت تعلم ، الله يلطف بها أو يرحمها ، إنها ميتة
الرجل : تستجيب لكم؟
الدكتور : يا أخي الساعة الثانية والنصف ليلا وها أنت أتيت وتتفلسف علينا ، أرجوك أنا مناوب ومرهق ، ليس لدي وقت ، فليس وقته تمزح معي ، كيف تستجيب لنا !
الرجل : هي الآن تسمع وتستجيب ، الآن فتحت عيونها وتتحرك .. !!
الدكتور بذهول : كيف ؟!!
الرجل : تعال وشاهد ..
خرج الدكتور تاج ..
الممرضة تبكي .. الولد منطرح على أمه يبكي .. فالحمد لله ، الحمد لله ، الله قادر .. نعم والله إنه قادر ﴿الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ﴾
هو الذي قال سبحانه ﴿ بَلَى قَادِرِينَ عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ ﴾
هو الذي قال سبحانه ﴿ أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً ﴾ أنا الذي خلقته كان نطفة قبل أن يكون له عظام وقبل أن تكون له خلايا مخ ، إلى أن قال الله تعالى ﴿ أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى ﴾
جاء الدكتور تاج .. دخل معه الغرفة ..
الرجل : فضلا عند الباب
وإذا بالدكتور تاج هناك يشاهد عند الباب
الرجل للمريضة : فلانة ارفعي يدك اليمين ..
فرفعت له اليمين !!
الرجل : تسمعينني جيدا ؟! ..
قسم بالله يا إخوة الدكتور تاج خر جثى على ركبتيه وقام يبكي ويقول : ( it is unbelievable ـ it is unbelievable )
أقسم بالله يا إخوة الممرضة جنوبية افريقية نصرانية أصبحت تردد نفس الكلمة ( it is unbelievable ـ it is unbelievable )
أمر غير معقول وتبكي وتبكي .. تمسك المريضة وتقبلها .. تكاد أن تجن ..
من الغد .. حضر استشاري العناية المركزة اسمه ( الدكتور أحمد شوقي ويتواجد الآن في مدينة الملك فهد الطبية ) وكاد أن ينجن ..
المستشفى كله انتفض ..
فلانة ؟ .. نعم فلانة !
تسمع الآن ؟ .. نعم !
والممرضات يدخلن ويخرجن من غرفتها ..
فأعدنا لها الإشاعة المقطعية .. المفاجأة .. الضمور الأول ما كأن شيء كان!
الأصل أننا ما عملنا الإشاعة لأن مجرد أنها استجابت فهذا أمر جيد انتهى الأمر .. لكن للتأكيد ..
* *
أراد الله عز وجل بعد أيام أن تخرج لبيتها بسلامة ..
خرجت لبيتها ..
فكان زوجها على اتصال بصاحبنا هذا فقال له : هل تصدق حدث معي موقف اليوم !
ما هو الموقف؟ ..
زوجها : الآن هي التي توقظ أولادها للصلاة.. فجلست أنا وإياها .. أردت سؤالها ( فقط لأشاهد هل الله عز وجل أحيا خلايا جديدة الميتة ، أو خلق خلايا جديدة؟! ) .. فسألتها قلت لها : ( يا فلانة هل تذكرين ذهابنا نحن وإياك للطائف في البر وفقدنا علبة العود بخور ) ؟!
يقول والحقيقة أننا لم نفقدها في الطائف لقد فقدناها في وادي الدواسر لكن أختبرها ..
فكان ردها قالت له ( نعم أذكر لكن ليس بالطائف إنه في وادي الدواسر )
فقلت سبحان الله ﴿ وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ ۚ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَىٰ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾
* *
أين مشكلتنا يا إخوة ، مشكلتنا يا إخوتي أننا نقول هذا القرآن هو حق
لكن هل اتبعنا الكلام الذي فيه وصدقنا فيه ؟!
﴿ هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ ﴾
﴿ إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ﴾
﴿ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ ﴾
﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ﴾
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق