الثلاثاء، 19 أبريل 2016

سخروا مني ... فصحوت !


أهدتني إحدى قريباتي العائدات من أمريكا حقيبة زهرية اللون في منتهى النعومة والرقة

 أكدت لي أنها الفريدة في بلاد الغرب، فهي للتو نزلت في أسواق أمريكا 

مما زاد إعجابي بها وفخري باقتنائها

فرحت أعرضها على أقاربي وصديقاتي لعلمي بما ستحاط به من إعجاب حين يعرفون أصلها

وحينما اشتاقت قلوبنا للتمتع بجمال الطبيعة في ربوع أبها 
قررت أن تكون هذه الحقيبة في معيتي
حتى يكون مظهري محترماً لأني سأقيم في أحد فنادق الخمس نجوم

وبعد وصولنا إلى الفندق أخذت قسطاً من الراحة

ثم بدأت في الاستعداد للخروج

 ولبست الجوربين الأسودين وغطيتهما بحذاء أسود مطاطي
ثم غطيت يديّ بالقفازين الأسودين
 ووضعت العباءة فوق رأسي وتحتها غطاء أسود يلف برأسي من الجبهة إلى الذقن ليغطي الشعر والصدر فيما لو نزلت العباءة على كتفي أثناء ركوب السيارة
 أما الوجه فسدلت عليه غطاءً أسود آخر

 ثم تناولت حقيبتي الجميلة،

 وبعد أن مضينا من غرفتنا
 وتجاوزنا مكتب الاستقبال 

تركت زوجي عند الموظفين واتجهت للباب

 كان الضوء خافتاً لا أكاد أرى طريقي من تحت غطائي..

سمعت أصواتاً..

كلما اقتربت يتأكد لي أنهم أمريكيون..

حاولت التراجع – فأنا خجولة جداً – لأنتظر زوجي وأمضي معه

ولكن لم يعد هناك مجال لذلك 
فهم ينتشرون أمامي جالسين على جانبي الممر..

عندها واصلت سيري بحرج شديد..

أثناء ذلك خطر لي أن الحقيبة في يدي.. حدثت نفسي .. الحمد لله حقيبتهم في يدي سيعلمون أني متحضرة.. زادت ثقتي في نفسي

 ولكن..

ما إن تجاوزتهم ضحك أحدهم
ثم تلت ذلك ضحكاتهم العالية جميعاً..

 تفاجأت كثيراً لذلك.. لماذا يضحكون؟

 ألم يروا الحقيبة في يدي .. إني متحضرة..
 هذه حقيبتهم .. ثم عباءتي.. عباءتي إنها جميلة..
نعم في لحظات ذهول قلتها..

لقد حزنت كثيراً .. تحطمت .. غضباُ ..

عدت إلى صوابي ..

 تذكرت عباءتي.. لم ينظروا لجمالها بل إلى ما عبّرت عنه ..
 تذكرت .. ديني .. إنه الإسلام.. هو ما ضحكوا عليه..

غيرتي على ديني فجّرت ذاكرتي مواقف لبوسنيات يغتصبن..
ضحكة على عباءتي قلبت كياني.. فكيف بانتهاك عرضي؟!!

لا أحد يمكنه أن يتصور ما فعلته هذه الضحكات الساخرة الحاقدة بي ..

لقد كرهت الحقيبة ..
 ذكرتني بضعف عقولنا.. إعجابنا بكل شيء منهم.. 

حقيقة لقد كرهتهم

ورب ضارة نافعة فلقد التزمت بأمر الله في كراهيتهم ..
ويا للأسف لن نكرههم حتى يسخروا منا واحداً واحداً..


حبيبة بنت محمد التميمي / الرياض
📚 مجلة الأسرة العدد (٣١) شوال ١٤١٦ هـ

◽️◽️

أقسم الرئيس بوش اليمين أمام القس "جراهام الابن" الذي أعلن بعد ١١ سبتمبر: ( إن الإسلام ليس فقط مصدر الإرهاب, بل إنه الشيطان نفسه)


( يريدون ليطفؤا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون )

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق