الثلاثاء، 19 أبريل 2016

تحقيق / خدمة الوجبات السّريعة (اتصل نصل)


تحقيق
إعداد / سارة بنت محمد الخضير


خدمة الوجبات السّريعة (اتصل نصل)


اتّصل بالمطعم ..
وستصل سيارة الإسعاف !


تلوث الوجبات ، وانعدام النظافة ، تزيد حالات التسمُّم وأمراض المعدة




قبل كتابتي هذا التحقيق بيومين، كنت جالسة أعدّ بعض الأوراق الخاصة بالتحقيق، واستهلك هذا الجلوس الكثير من الوقت والجهد، تبعاً لذلك شعرت بجوع يقرص معدتي، وبحاجتي إلى طعام (خفيف) و(سريع) ولأن البيت (فارغ) سواء ممن يعدّ لي الأكل بهذه المواصفات! أو من المقليات والمقرمشات السريعة.. قررت أن أرفع سماعة الهاتف وأطلب ما يسكن معدتي ويعيدني للتركيز على التحقيق..

وبسبب التوقيت، وجدت أن أكثر المطاعم المعروفة والخاصة بالوجبات السريعة إما مشغولة الرقم أو قد يستغرق توصيل الطلب أكثر من ساعة!

تذكرت حينها المطعم الصغير في الطريق للبيت ووجباته الخفيفة، اتصلت.. وصلني الطلب خلال نصف ساعة تقريباً.. كان (ساندويتشاً) بالدجاج والخضار..

هذا ما (كان) عليه الساندويتش، بينما ما رأيته كان عبارة عن خليط غامض معجون بصلصة غارقة بالبهارات والمتبلات..

أكلت النصف فقط، وأنا أدفع الجوع ما استطعت، تناولت علبة من (السفن أب) ثم زجاجة (بيرة) بالتفاح.. وأيضاً لم أستطع إخفاء إحساسي بانعدام هضم الجزء اليسير الذي أكلته..

كانت 3 ساعات فقط، وابتدأت السيمفونية في أمعائي، مزيج من المغص المتقطع والمتصل.. الآم كالسكاكين أسفل بطني وأعلاه، وحالات أترك لخيالاتكم وتجاربكم السابقة تصورها! أما بقية قصتي الباقية فيرويها إسعاف المستوصف الذي بتّ ليلتي تلك فيه، والطبيبة المصرية الطيبة تردد فوق رأسي:
(لما أنتِ بقى صحافية وكاتبة وإنسانة واعية، بتهببي الأكل من مكان مش موثوق ليه؟؟!!)


(المطعم) و(المطاعم) و(الوجبات السريعة).. كلمات منذ صغرنا ونحن متعلقون بها جداً.. لأسباب لا نستطيع أن نعددها بطريقة عشوائية..

ولو استطعنا تعداد أسباب انتشار المطاعم وانتشار الإقبال عليها وانتشار الطلب منها لاستطعنا أيضاً خلق موازنة بين شراهة الطلب وبين قوة وإغراء العرض..


لكن.. هذه جولة سريعة على طاولات ومقاعد المطاعم والمقاهي.. وعلى أرقام الطلبات للتوصيل المنزلي، وعلى قصص وحكايات ومواقف متنوعة.. تروونها أنتم بأنفسكم:


هدية فوق الطلب!
ندوش – الشرقية: ببساطة طلبت معجنات من أشهر مطعم معجنات بالبلد، فتحتها لأنني من النوع الذي يفتش قبل الأكل، وكانت المفاجأة! أطلت عليّ تلك السيدة السوداء الكريهة (زوجة الصرصور) فوق الطلب! رميت الصحن كاملاً بالطبع..
وأقول لكم شيئاً ولا تستغربوا.. لقد عدنا نطلب من ذات المحل بعد شهر!! وكأنه (ما في البلد غيرها الولد!)


تسمم محترم!
فاطمة بودي – الدمام: موقف حصل لبنت خالتي، كانت مدمنة على الوجبات السريعة (الفاست فود) وتطلب من مطعم مشهور تقريباً يومياً، وكان اليوم المشؤوم عندما طلبت وجبة وبعدها مباشرة انقلبت رأساً على عقب (استفراغ وما إلى ذلك . .) نقلت إلى المستشفى.. لقد كانت نزلة معوية حادة لدرجة أن الماء لا يستقر في معدتها. . (تسمم محترم). . اشتكت عند وزارة التجارة والصحة وإلى اليوم لا حياة لمن تنادي.


مطاعم الكليات حدث ولا حرج!
إيمان- الطائف: اشتهرت كليتي بأن الكافتيريا أو البوفيه فيها من أقذر وأسوأ الأماكن التي تقدم الطعام البائت والفاسد والمتسخ في العالم!
لدرجة أن قسم الشكاوى في موقع الكلية على الإنترنت يعج بقصص لا تصدق عن فلانة أنها تسممت وتلك وجدت الحشرات الميتة والقاذورات في طعامها، وإهمال العاملات هناك للنظافة وعشرات...، بل ربما مئات حالات التسمم في الكلية من هذه الكافتيريا، ما رأيته بنفسي هو رؤيتي لقط مسكين ميت في هذه الكافتيريا وكان تعليق الجميع أنه لابد أنه تناول من طعامهم وتسمم! فحتى الحيوان لم تستحمل معدته هذا الطعام..
والمؤلم أن البنات في الكلية مضطرات للشراء؛ فالقوانين الجائرة تمنع إحضار الطعام من الخارج والكلية ترفض التعاقد مع مطعم (محترم) وصحي يمدنا بالطعام الجيد.


مفاجأة داخل السبانخ!
جيهان.. في إحدى المرات ونحن بالكلية الجميلة اشترينا فطيرة سبانخ (يمممممم لذيذة) مقلية بالزيت المهم، لما بدأت بالأكل وجدت بداخلها (شعرة) سوداء قصيرة وسميكة وانقلبت (كبدي) رأس على عقب!
قلت لصديقتي: يبدو أنها شعرة (شارب)!!
(يخ شيء مقرف)!


أزمة عائلة.. في سفر!
رؤى السليمان.. كان أفراد العائلة في طريقهم من الشرقية إلى الرياض، بعد إجازة جميلة، ختموها بغداء في أحد أشهر مطاعم البيتزا، لكن للأسف، لم تكن نهاية موفقة أبداً منذ بداية الطريق شعر أحد الأبناء بألم شديد في بطنه، تبعه غثيان وقيء شديدان، بعدها انتقلت العدوى لأخيه الأصغر، ومن ثم أخواته، وهكذا (ابتلشت) الأم بأبنائها طوال الأربع ساعات!


اجمع تربح!
سهى- الرياض: أحد أشهر مطاعم الأكل الشامي في الرياض، تكررت لي معه نفس الطريقة المقززة، في الأولى كنت في أول أيام زواجي! (أيام الحياء من الزوج والخجل والدلع!) ذهبنا للمطعم وطلبنا الطعام وكانت في التبولة ذبابة ميتة! لم أستطع الكلام ولا التعبير عما بداخلي أمام الزوج وإفساد دلع العروسة!
في المرة الثانية كنت في حفلة في بيت صديقتي المتخرجة حديثاً؛ فوجدت ذبابة أيضاً في الطعام الذي كان بكل فخر من ذلك المطعم نفسه! (الذبابة بداخل حشوة الطعام وليست فوقه وإلا قلت ربما هي ليست من المطعم).
في المرة الثالثة كنت عند أهلي واحتفل بمولودي الأول فقررت (تعشية) أهلي من أي مكان يريدون وأصروا على الطلب من هذا المطعم! ولأن سعره غالٍ رفضت أن أفصح لهم عن تقززي منه خوفاً من أن يقولوا أنت (تستخسرين فينا)!! وطلبت على مضض ووجدت أختي أجزاء من ذبابة..
عندها لم أحتمل أكثر، وشهرت في هذا المطعم ما استطعت!! لأني أعرف أن الشكوى الرسمية لن تكون مفيدة! تعليق أختي كان مضحكاً، حيث قالت (يبدو أنك يا سهى لم تفهمي الموضوع! هذا المطعم يمكن وضع مسابقة لأكثر من يجمع ذباب من عندهم ويربح!)


كعكة إسمنت!
منال.. محل حلويات شهير ومعروف في منطقتي، مررت ليلة العيد (وهي ليلة يفترض أن يكون فيها سوق الطلب كبيراً)
(وليس هناك طعام بائت أو فاسد فالكل يطلب)، على هذا المحل وأخذت كعكة صغيرة جداً بسعر مرتفع، نحو المئة ريال.. ولكني كنت مضطرة لأني وعدت إخوتي الصغار وأطفال العائلة بها..
كانت الكعكة يابسة جداً ويبدو واضحاً أنها ليست طازجة، الكريمة كثيفة وثقيلة جداً، ولونها غامق (دليل كثرة الدهن) قطعتها للصغار وقدمتها وتناولت جزءاً صغيراً لم أستطع ابتلاعه، يابس جداً وكأنه قطعة إسمنت!
وأثناء تقطيعي الكعكة لاحظت أنها تتفتت بسرعة وهذا يدل أيضاً على أنها ليست طازجة وبالداخل بدأت تظهر لي البقع الملونة! يا سلام! أخذت البقية وتوجهت للمحل ووضعتها على طاولة المحاسب والمحل مزدحم بالناس، وقلت تفضل يا أستاذ، تذوق كعكتكم اللذيذة!
اصفر لونه واحمر واخضر وشعرت بأنه يكاد يسقط من مكانه، استدعى المدير وقال تفضلي وسنعطيك كعكة بديلة هدية من المحل وعلى ذوقك!
رفضت ذلك وقلت أنا أريد صحتي ولن أخسرها بسبب كعكة ليست طازجة من محل حلويات فاشل! خرجت ورأيت الجميع يترك الشراء ويخرج من المحل!



أجزاء الذباب وتلوث الطعام أصبحت جزءاً طبيعياً مما يقدم لك في المطاعم!



العزيمة المأساوية
نورة.. موقفي لا أنساه ولا أستطيع إخفاءه؛ لقد كان من أصعب أيامي، قررت دعوة كل صديقاتي القديمات للعشاء في أحد أشهر وأرقى مطاعم الرياض (في شارع التحلية)؛ حجزت من وقت باكر وأعددت كل شيء، وطلبت تقريباً ثلاثة أرباع ما يوجد لديهم على القائمة رغبة في إكرام صديقاتي، تناولنا الطعام اللذيذ.. وجاء وقت الحلويات نهاية العشاء، طلبت العديد من الأنواع ومن بينها فطيرة التفاح، تناولت السكين وقطعتها لأجد الصرصار الضخم المتجزء بداخلها!!
يا الله أصابني الدوار ولا أدري ماذا أفعل!!
أنا أعرف أني لم أدعهن في بيتي وليس من شأني أن المطعم قذر، ويعتمد فقط على السمعة وليس المصداقية والنظافة.
وأستطيع إخبارهن لكني أبداً ما استطعت ذلك وشعرت بحرج شديد مع رغبة باستفراغ كل ما أكلته، استأذنت وخرجت لدورة المياه وأفرغت معدتي – أكرمكم الله – وعدت أتكلم مع المدير وأريته الفطيرة التي كانت معي، كذبني وبدأ برفع صوته بطريقة مستفزة، تركته وعدت لصديقاتي لا أستطيع الحديث ولا الضحك، لم أصدق أن الوقت حان وعدت للبيت وشعرت بتوعك شديد، المصيبة أن إحدى الصديقات أخبرتني بعد مدة أن إحداهن شعرت بنفس الشيء (يبدو أنها أكلت مما أكلت منه)، واتصلت بالبقية وأخبروها أنهم على ما يرام. لكني أبداً لن أعود إلى ذلك المطعم ولا لدعوة صديقاتي في أي مكان إلا بيتي وطعام من صنع يدي.



الشكوى للبلديات أو الوزارات المعنية لم تعد ذات جدوى.. الطريقة الأمثل هي : التشهير!



النظافة الأكيدة!
رنا.. كنت في السوق، والمطاعم داخل الأسواق مكان خصب لهذا التحقيق على فكرة! وجدت أن طاولاته وكراسيه تكاد تئن من أكداس القذارة والأوساخ، جاء العامل وزاد القذارة بدلاً من أن كانت في بقعة واحدة أخذ منشفة رطبة ونشر الوسخ على الطاولة كلها والمقاعد! وقال تفضلوا اجلسوا!!
أحضرت الطلب وحاولت مسح الطاولة بمنديل معقم؛ بعد انتهائي من الأكل جاء نفس العامل وبنفس فوطته القذرة وأعاد نشر بقع الأكل في كل مكان!! هذه طريقته السحرية في التلميع والتنظيف!!


ليس الأكل فقط! انتبهوا!
مها.. قبل فترة جاءني تحذير على الإيميل من أماكن اللعب الخاصة بالأطفال داخل المطاعم يحذر صاحبها مما فيها من قاذورات وتسمم يمكن يصيب الأطفال الصغار منها..
كان الإيميل يتحدث عن أماكن الكور الصغيرة التي يحبها الصغار في المطاعم، وقال إن أحدهم دخل يبحث عن طفله داخلها ولم يتحمل الرائحة ووجد قاذورات وبقايا طعام متعفن، بالإضافة لقيء – أعزكم الله – وذهبت بعد أيام من قراءتي الإيميل إلى أحد المطاعم السريعة المشهورة جداً، وتذكرت الإيميل وذهبت للمكان الذي يلعب فيه الصغار، ويا للهول! وجدت ليس فقط بقايا طعام بل أيضاً قاذورات الأطفال - أجلكم الله - وعلباً وأكياساً فارغة، بالإضافة إلى الرائحة الشنيعة التي يتحملها الأطفال لأنهم مشغولون باللعب، حدثت أحد العاملين فتظاهر بأنه لا يفهم ما أقول.. كتبت الكلام في ورقة ووضعته في صندوق اقتراحات وجدته بجوار الباب وأنا متأكدة أن ذلك الصندوق لا يفتح أبداً.


اتصل ولن نصل!
زهور.. من (أفشل) المواقف التي (ورطني) فيها المطعم هو أنني تعودت الطلب من أحد المطاعم القريبة من بيتي، وكانوا يوصلون لي الطعام بسرعة وطعامهم لذيذ ونظيف، زارتني صديقة فجأة ولم يكن زوجي موجوداً يومها ولم يكن عندي ما أستطيع تجهيزه لعشاء سريع، قررت أن أطلب منهم وكانت الساعة نحو التاسعة والنصف مساء تأخر الطلب ساعة وساعتين وأكثر وأنا أتصل بهم ويخبرونني بأنه في الطريق!
بالنهاية.. وصل الطلب الساعة الواحدة إلا ربع ليلاً!! وزوج صديقتي عند الباب وهي تستعد للخروج!


بالطريقة الصحيحة
مشاري.. حدثت لي قصة انتشرت في مواقع الإنترنت والمجموعات البريدية، وهي حالة تسمم كبيرة لي ولأطفالي وأطفال أختي الذين كانوا معي، حيث ذهبنا لأحد المطاعم المشهورة بمدينة الرياض لتناول وجبة خفيفة، وبعد عودتنا بدأت النزلات المعوية وحالات التعب التي وصلت للجفاف بسبب كثرة الإسهال والاستفراغ أكرمكم الله، أخذت معي التقارير الطبية التي تفيد بأنها حالة تسمم بجرثومة السالمونيلا التي توجد في اللحوم النيئة وغير المطبوخة جيداً، توجهت للبلدية وقدمت شكوى وبالفعل في نفس اليوم خرجت دورية لتفتيش المطعم وتمّ إغلاقه وكتبت عليه لوحة (مغلق من قبل البلدية لمخالفة شروط النظافة) وذهبت للمطعم وصورت فريق البلدية يقوم بتحرير مخالفة المطعم والعمال يخرجون منه والناس تخرج دون طلب، وقمت بنشرها.. بعد أسبوعين فتح المطعم مرة أخرى بعد أن سدد المخالفة.
ولكني لا أفكر أبداً في العودة له أو الترويج لطعامه مهما كان جيداً.


استقصاء
محمد .. من عادتي أني لا أثق في المطاعم أبداً، ولا أحب تناول الطعام فيها لكني مضطر لها لسبب وجيه جداً وهو أني (عزوبي) وأهلي أيضاً ليسوا من سكان المنطقة، المهم أصر أحد الزملاء على دعوتي للعشاء في أحد المطاعم العادية (ليست مشهورة وغالية وليست غير معروفة) ومنذ اللحظة التي دخلت فيها ورأيت عامل (الشاورما) يمسح عرقه من جبينه، ثم يتناول بنفس اليد الخبزة ويحشوها باللحم وأنا أشعر بالدوار!!
دخلت للمطعم وطلبنا الأكل، انتظرنا قليلاً واستأذنت صديقي وكأني سأذهب لدورة المياه، لكني كعادتي ذهبت للمطبخ الداخلي، أول منظر قابلني كان غاية في البشاعة، عامل يقوم بتقطيع السلطة التي بدت خضرواتها شبه فاسدة باهتة اللون ورخوة، وأصبع يده السبابة ملفوف بقطعة قماش كبيرة وقذرة، قلت له ما بها يدك؟ قال لا شيء، أصررت عليه فقال جرح بالسكين من التقطيع!! فتح لي الشاش وليته لم يفعل، لقد كان جرحاً متقيحاً ومقززا جداً، وهو يقطع السلطة النيئة ويقدمها للناس!! تأكل من هذا الصديد!!
خرجت ورأسي يدور.. قلت لصديقي نخرج الآن مستحيل أن أتناول طعاماً هنا ولو رشفة ماء.


قهوة بنكهة المرض
سعاد .. تعودت أخذ قهـوتي صباحاً قبل التوجه لعملي من مقهى صغير على الطريق، كان الجو بارداً جداً وطلبت قهـوتي المعتادة ووجدت أن الذي يعد القهـوة يسعل سعالاً شديداً رأيته بعيني يأخذ كوب القهوة الورقي ويسعل بشدة وهو قريب من فمه!! ثم يمسح رذاذ سعاله بيده الأخرى ويكمل تعبئة الكوب بالقهوة!!
تركت له قهـوته ولم أدفع حتى المبلغ.


إدمان!
أم فهد .. أعتقد والله أعلم أن معدي الوجبات السريعة يضعون في كل وجباتهم مخدراً!! إدمان أبنائي على هذا النوع من الطعام شيء يفوق الخيال! يأكلونها في كل وقت، يطلبون نوعين وأكثر ويضعونها في الثلاجة حتى يأكلوها في أي وقت!
تسمموا ومرضوا عشرات المرات ولم ينفعهم، حاولت إعداد ما لذ وطاب لهم في المنزل ولم يأكلوه! لا يروق لهم إلا أكل المطاعم الذي أبصم لكم أنه بالإضافة للمخدر لا يحتوي أي شيء من الطعام الحقيقي! مجرد أصباغ وطعام فاسد متبل بالبهارات التي تغطي أي نكهة حقيقية للطعام الصحي!
ألاحظ والكل يلاحظ أن أجسادهم هزيلة وكثيراً، ما يصابون بالأمراض فهم قليلو المناعة، بالإضافة إلى السمنة المفاجئة والتي يصعب التحكم بها عند بعضهم الآخر.


إنه ليس مجرد طعام سريع!
قرأنا وسمعنا كلاماً كثيراً يماثل ما سبق، الطعام الجاهز نتفق كثيراً على أنه غير صحي، لكن ماذا عن تأثير هذه الأطعمة نفسياً واجتماعياً؟ أهو مجرد غذاء ولا نحتاج إلى إعطاء الموضوع أهمية أكبر!
الحقيقة أن (ثقافة) الأكل الجاهز لم تعد ثقافة غير منتشرة، الكل يطلب من المطاعم ويتناول أكله يومياً في المطاعم، ومن أسباب هذا الانتشار، تغير أساليب الحياة وساعات العمل والراحة؛ فبينما كان الناس يعودون إلى بيوتهم قبل العشاء وتجتمع الأسرة كلها على وجبة واحدة يسمرون بعدها قليلاً ثم يذهب كل منهم إلى فراشه، صار الناس يتأخرون كثيراً بالنوم ويبدؤون سهراتهم بعد صلاة العشاء، وانشغل الوالدان، وصار طبيعياً أن يعمل ويدرس كل من في البيت لساعات طويلة خارجاً. وضعفت العلاقات الأسرية، وأتيح للشباب وخصوصاً المراهقين مزيد من الحرية في التنقل والتجوال، وتوفرت القوة الشرائية لهم بشكل لم يسبق له مثيل، وكثر عدد الوافدين للعمل دون اصطحاب عوائلهم، هذه الأمور كلها إضافة إلى الدعايات والحملات الترويجية في وسائل الإعلان المختلفة، أدت إلى انتشار عادة الأكل في المطاعم وخاصة تلك التي تقدم الوجبات السريعة.
لنأخذ مثلاً دراسة ظهرت أخيراً تتحدث عن العلاقة بين الوجبات السريعة والإدمان! وعلاقتها أيضاً بالاكتئاب والخمول والتعود على الكسل وحب العزلة..




هل أصبح الأكل الجاهز فعلاً فرداً من العائلة؟ وجزءاً لا يتجزأ من حياتنا اليومية؟



دراسة حديثة:
الوجبات السريعة إدمان!
حذر علماء مختصون من أن الوجبات السريعة الدسمة والغنية بالدهون قد تسبب الإدمان بنفس الطريقة التي تسببها المخدرات وخصوصاً الهيروين.
وتوصل الباحثون في جامعة برينستون البريطانية إلى هذه الاكتشافات المثيرة للجدل في بحث بين أن الإفراط في الأكل ليس بسبب نقص الإرادة والسيطرة على النفس وإنما بسبب عوامل إدمان معينة.
ويرى الخبراء أنه إذا ما ثبتت صحة هذه النتائج بأن جسم الإنسان يصبح مدمناً على الدهون والسكر؛ فإن ذلك قد يساعد في تفسير معدلات البدانة المتزايدة في العالم الغربي.
ووجد الباحثون أثناء دراساتهم على الفئران أن الحيوانات التي أطعمت غذاء يحتوي 25 في المئة على سكر، أصيبت بحالة من القلق والاضطراب عند إزالة السكر وأظهروا عدداً من الأعراض كالارتعاش واصطكاك الأسنان وهي نفس الأعراض التي تصيب الإنسان عند انقطاعه عن النيكوتين أو المورفين.
ويعتقد العلماء أن الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون تنشط إفراز كيماويات السرور والنشوة في الدماغ التي تعرف باسم (الأفيونات)؛ ما يعني أن بعض الحيوانات وحتى البشر قد يصبحون أكثر اعتماداً على السكريات والطعام الحلو، موضحين أن الدماغ في هذه الحالة أصبح مدمناً على أفيوناته نفسها بنفس مبدأ الإدمان على المخدرات، كما يُعتقد أن السيطرة على الشهية تتم من خلال نظام معقّد من الهرمونات ومواد أخرى ينتجها الجسم.
وأظهرت الدراسة الجديدة التي سجلتها مجلة (نيوساينتست) العلمية أن الكميات الكبيرة من السكر والدهون الموجودة في وجبة واحدة من الأطعمة السريعة قد تخل بهذا النظام وتسبب الإفراط في نشاطه وتزيد إفراز مادة (جالانين) الدماغية المحفزة للأكل كما يصبح الإنسان البدين أكثر مقاومة لهرمون (لبتين) الذي تفرزه الخلايا الدهنية لكبح الشهية وإرسال إشارات الشبع إلى الدماغ.


 من جانب واقعي
توجهت بهذه الدراسة للعديد من الصديقات القارئات.. ما الذي حصلنا عليه؟ لنتابع..




كل دراسة جديدة جول الوجبات السريعة تتفق شكلاً ومضموناً على أن ما نأكله منها عبارة عن كل شيء عدا الطعام الحقيقي!
 إنها نفايات بنكهات مختلفة!



دراسة تطبيقية على نفسي!
ريما .. انتشر في الإنترنت فيلم وثائقي عرض على أحد القنوات العلمية الفضائية قام به شاب تطوع من نفسه لإجراء تجربة عن الوجبات السريعة وخاصة من مطعم ماكدونالدز الأمريكي الشهير، حيث عمل التحاليل قبل وحفظها، ثم قام بتناول وجباته يومياً من المطعم وبعد أقل من شهر ذهب للتحليل وصعق من النتيجة!
لقد كانت صحته الجسمية في طريقها للانهيار تقريباً، وجسده أشبه ما يكون بجسد الرجل العجوز! أيضاً الأعراض النفسية التي ظهرت عليه لم تكن عادية، قرأت الكلام وشاهدت الفيديو وتأثرت جداً وقررت فعل ما فعله، إلا أنني لم أصمد كما صمد، تغير وزني.. وصحة بشرتي وشعري تغيرت.. أيضاً انعزالي في الطعام خاصة حين أحضر من الجامعة وأتناول وجبتي لوحدي ثم أنام بكثرة وأنهض لأتناول وجبة أخرى وحدي، ثم أذاكر وأسهر لأتناول وجبة أخرى وحدي، افتقدت فعلاً طعام البيت والجلوس مع العائلة وعادات الأكل الصحية، هذه التجربة التي قمت بها لا أقول إنها ناجحة وعلمية وبمعايير محددة، لكني على الأقل حين امتنع عن هذه الوجبات فلدي سبب وجيه وتجربة حقيقية، وليس كلاماً أردده وأنا لا أطبقه ولا أدري إلى أي درجة هو صحيح ومؤثر.


تقرير مخيف!
نونا .. أشتكي من نحافة غير طبيعية، وضعف للشهية إلا بوجود البيبسي! الذي لا أستغني عنه أبداً؛ فبه أبدأ يومي!
وأشربه سواء مع الأكل أو من دونه، وأصبحت أساوم أمي في الأكل عليه! إذا توافر لي البيبسي أكلت وإن لم يتوفر لا آكل أبداً!!
وحتى إن (اشتهيت) الأكل فلا أرغب إلا بشيء من (برا) أي من مطعم، بعد فترة أصبت بدوار وضعف في النظر، وأحياناً إغماء متكرر، زرت أكثر من طبيب وقالوا مشاكل في المعدة وغيرهم قال فقر دم (أنيميا).
ذهبت لمعالج طب بديل، عمل لي تحاليل شاملة وكتب تقريراً سلمه لوالدتي وصار هذا التقرير أعجوبة يقرؤها كل الناس!
لقد كتب في التقرير أن حالة الفتاة يرثى لها! إنها تعتبر مدمنة، دمها محشو بمواد سامة، معدتها لم تعد تتقبل سوى الطعام السيئ وغير الطازج والفاسد! ستنتهي وظائف كليتها وكبدها في غضون سنوات قليلة وهي في ريعان الشباب! عظامها هشة وأعصابها ستتلف قريباً! أسنانها آيلة للسقوط وشعرها سيسقط تباعاً!! معدل ذكائها وتركيزها سيتراجع! مناعتها منخفضة! وغيره الكثير من الكلام المرعب!
قال لوالدتي إن كلامه صادق وصحيح وليس فقط يخيفني، لا أدري لماذا شعرت بالخوف من كلامه ربما لأنه مختص وكنت بحاجة إلى مثل هذه الصدمة، استعملت معه برنامجاً لتصفية الجسم من السموم، وابتعدت تماماً عن الوجبات السريعة، وآمل ألا يكون الوقت قد فات.. لكني بالفعل لا أستطيع منع نفسي من رغبتي بمكافأة صغيرة عبارة عن وجبة (سوبر سايز) جزاء التزامي بهذا البرنامج المعقد!!


احترس.. (البرغر) يدمر الصحة ويسبب الوفاة!
يؤكد الدكتور محسن الألفي أستاذ طب الأطفال بجامعة عين شمس في بحث له أن الدارسين قد توصلوا أخيراً إلى أن تكرار تناول الأطفال للوجبات السريعة بما تحتويه من كميات كبيرة من الدهون ومكسبات الطعم يؤثر في كيمياء المخ ويسلبهم الإرادة؛ فيصبح قرار التوقف عن هذه الوجبات في غاية الصعوبة تماماً مثلما تفعل السجائر وعقاقير الإدمان!
إن تحذيراً مثل: ((احترس.. البرغر يدمر الصحة ويسبب الوفاة)) قد تجده قريباً على علب الوجبات السريعة.. بعدما اشتهرت به علب السجائر.. فقطع الهامبورجر والدجاج + البطاطس المفعمة بالدهون ومكسبات الطعم + كوب المياه الغازية.. أصبحت تتصدر قائمة الاتهام التي أعلنها خبراء التغذية والصحة في مختلف دول العالم..
وقد أظهرت الأبحاث أن الكثير من هذه الوجبات تعمل على تنشيط الجين الخاص بالسمنة بصورة مرضية! وقد تنبهت إلى هذا الخطر أكثر من ٢٠ ولاية أمريكية ومنعت طلاب المدارس من تناول هذه الوجبات؛ لوجود علاقة بينها وبين الإصابة بالأنيميا وفقر الدم وارتفاع نسبة الكوليسترول. ووجود علاقة بين مشروبات (الصودا) التي عادة ما تكون مصاحبة لهذه المأكولات والإصابة بهشاشة العظام، فضلاً عن أنها تتسبب في عسر الهضم عند تناولها مع الطعام.


سباق التسمم!!
كشف اختصاصي التغذية الإكلينيكية في مدينة الملك فهد الطبية الاختصاصي محمد باجحزر أن عدد حالات التسمم الغذائي المسجلة في مختلف المناطق بلغ ٢٦٧٠٧ حالات، خلال عامي ( ١٤٢٥ و ١٤٢٦ ).
وتصدرت مدينة الرياض قائمة حالات التسمم بعد أن سجلت فيها ٣٣٣٦ حالة خلال الفترة نفسها، مشيراً إلى وجود أعداد لم تسجل ولم يتم التبليغ عنها رسمياً ولم تدخل ضمن الإحصائيات التابعة للوزارة.
وشدد الاختصاصي على ضرورة أخذ الحيطة والحذر في أول أيام السفر والانتقال من مكان إلى آخر والتي تشهد زيادة في القابلية للتعرض للتسمم الغذائي والسبب يرجع لانخفاض مستوى المناعة لدى الإنسان وما يصاحبه من تغيرات مناخية وجغرافية مما يعرض الجهاز المناعي لأنواع غير معتادة من الميكروبات، وفي هذا الوقت يجب تناول المضادات الحيوية الطبيعية كالثوم والبصل.
وعن الأغذية ودرجة تعرضها للتلف خلال فترة الصيف وقابليتها للتلوث الميكروبي يقول باجحزر إن الحليب ومشتقاته تحتل الصدارة ومن ثم اللحوم والدواجن ومنتجاتها، وهي الأغذية الأكثر تسبباً بالتسمم الغذائي ويرجع ذلك لتوافر البروتين بشكل مرتفع فيها والذي يعد اللبنة الأساسية التي تحتاجها البكتيريا للنمو؛ لذا يجب التشديد على العناية بهذه الأطعمة أثناء التحضير لها، وتوفير الحفظ الجيد لها وتجنب استهلاكها في حال عدم التأكد من صلاحيتها، مشيراً إلى أن ما يحتاج إلى الطبخ منها يجب أن يحرص على توزيع الحرارة على جميع أجزائها، واستهلاكها بوقت لا يعطي الفرصة للميكروبات الانتقال أو النمو.


حقائق غذائية
سمر السكيت/ متخصصة بالتغذية: للوجبات السريعة عدة أضرار يذكر منها على سبيل المثال لا الحصر الأضرار الصحية كاحتوائها على كميات كبيرة من الدهون، ومن صحح سعرات حرارية عالية، فقرها في العناصر الغذائية المفيدة، مثل الفيتامينات والأملاح والمعادن الضرورية كالكالسيوم والحديد، وبسبب مذاقها المميز؛ فهي تجذب الصغار والمراهقين بالإضافة لتكثيف الإعلان عنها والهدايا المرافقة لها وتقديم خدمة التوصيل المنزلي، ودورها في تغيير رتابة الحياة اليومية والأطعمة الاعتيادية.


كيف أتعامل مع التسمم.. والأكل الجاهز عموماً؟
للتسمم الغذائي من الأكل خصوصاً أعراض واضحة كارتفاع الحرارة والمغص والقيء والإسهال، وفي هذه الحالة ينصح فوراً بالتوجه إلى الطبيب لعمل اللازم، وكثرة تناول السوائل حتى لا يتسبب بالجفاف، بالإضافة إلى التثقيف الصحي والتوعية سواء بالأضرار أو الوقاية من التسمم أو التعود على الأكل الجاهز..
وهنا بعض النصائح بالنسبة إلى طلب الأكل الجاهز:
يفضل عند طلب البيتزا اختيار الأنواع التي تحوي كميات أكبر من الخضار وأقل من اللحوم والأجبان وأن تكون القاعدة رفيعة للتقليل من السعرات الحرارية.
في حالة الأكل في مطاعم البرجر، يفضل طلب الحجم الصغير ويفضل المشوي بدلاً من المقلي، وتجنب البطاطس المقلية، واستبدال المشروبات الغازية بقطعة من الفاكهة وكأس من العصير الطازج غير المحلى.
اختيار السلطات التي تحتوي على الخضروات الطازجة والبعد عن الإضافات الدسمة مثل المايونيز والخبز المحمص والبقوليات.
اختيار الحلويات التي تعتمد على الفاكهة الطازجة مثل سلطة الفواكه أو اختيار الحلويات ذات الحجم الصغير لتقليل كمية السعرات الحرارية فيها.



٢٦.٧٠٧ حالات تسمم من المطاعم في المملكة خلال عام واحد فقط!

ஜ 


اللقمة الأخيرة!
أشبعناكم هنا تحذيرات ودراسات ومخاطر! ولكننا بالفعل لن نغفل أن الأكل من المطاعم والطلب الجاهز أصبح يوفر الكثير من الجهد والوقت وليس المال بالطبع! ولا نستطيع أيضاً أن نفعل أنه أصبح جزءاً من الحياة المعاصرة. لكن إيجاد البدائل، كطهي أطعمة منزلية جاهزة، والتصميم على البعد قدر الإمكان عن الوجبات السريعة والوعي الصحي بفوائد الأغذية الصحية.. كلها توفر علينا الكثير من المتاعب..
وشيء مهم..
أن ثقافة تناول الطعام بالخارج، أو الحصول عليه جاهزاً عن طريق الطلب أصبحت شائعة ومعروفة، لكنك أنت بنفسك تستطيعين التقليل من هذا الشيء أو جعله أمراً محتماً.. كما أنك تستطيعين التوعية ليس فقط من باب الصحة، بل من باب الثقافة المجتمعية والحصول على حدٍ متوسط من الحفاظ على التقاليد والعادات والحرص على ألا تطغى على نمط حياتك حتى لا تكون جزءاً أساسياً منه..
آملين للجميع بصحة دائمة.. وثقافة غذائية عالية.. ووجبات هنيئة.


ما الذي تقوله الطبيبة؟ وقد يفاجئك!
تقول الدكتورة عادلة البابطين (طبيبة نساء وولادة) :
تأتي إليّ الكثير من الفتيات تشتكي من عدم انتظام الدورة الشهرية، أو من تأخر الحمل (بسبب تكيس المبايض).. وأيضاً الكثير من الفتيات يشكو من اضطراب هرموني يسبب لها مشاكل جمة كالسمنة ونمو الشعر في أماكن غير معتادة،بالإضافة إلى البلوغ السريع والملاحظ على فتيات من عمر ٩ أو ١٠ سنوات، كل هذه الأشياء تحدث بسبب الهرمونات التي تحقن بها الحيوانات التي نتناولها في طعامنا، كالدجاج والأغنام والأبقار.. فهي تحقن بالهرمونات لتسريع نموها وإعدادها للبيع، وتحقن بالهرمونات لإنتاج الحليب بغزارة، وحتى مع الطهي والإعداد فهذا لا يغير من تأثير الهرمونات شيئاً، الفتاة كتركيبة جسمية تتأثر بتكثيف الهرمون أكثر من الرجل، ويؤثر هذا في وظائف جسمها، ومن ثم يؤثر كما ذكرنا سابقاً في الدورة الشهرية والحمل وخلافه..
ولا أنسى تذكيركم بأن الأطعمة الجاهزة والأكلات السريعة لا تحتوي وبشهادة أصحابها أنفسهم إلا على نسبة قليلة من اللحوم الحقيقية؛ ففي غالبيتها هي عبارة عن تجميع لأحشاء الحيوانات بالإضافة للتوابل والنكهات والمصنعات الغذائية لإضفاء النكهة المميزة لها.

◽️◽️

📚 مجلة حياة العدد (٩٩) رجب ١٤٢٩ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق