أحبتنا في الله
نحييكم بتحية أهل الجنة
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته
الحمد لله القائل جل جلاله ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي﴾
أحبتي في الله.. كلمة وتذكرة للمؤمنين.. موقفا وقصة قيمة ذكرها أحد الدعاة الى الله تعالى وتم كتابتها بتصرف مع تعديل واضافة تعليقات من غير إخلال بالمعنى العام
أيها الأخوة.. حكاية تستنهض الهمم.. ثمة أمور نصنع بها سعادتنا ونفوز برضى ربنا ..وننال من خيري الدنيا والآخرة
فضل الأعمال الصالحة و عظم أجرها و ثوابها على الرغم من بساطتها وسهولة فعلها
فضل الدعاء مع العمل الصالح ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ﴾
فضل التوكل على الله ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ﴾
ما بين غمضة عين وانتباهتها .. يغير الله من حال إلى حال
اخوتي الكرام.. إليكم من أجمل القصص العجيبة المعبرة والهادفة
قال رب العزة والجلال ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾
أحد الفضلاء أقرب إلي من إخوتي الأشقاء .. يسكن في مدينة جدة..
أعرف وضع الرجل المادي فهو من أفقر خلق الله .. والله يا إخوة بعد ما قويت علاقتي معه أصبح يفصح عن حاجته لي دونَ الناس، سبحان الله، يقول (أقسم بالله أني أحياناً وأنا عندي عائلة، لا يوجد في جيبي ريالاً واحداً)
دائما أسأله إن كان يريد شيئاً ، أو يحتاج شيئاً
فيقول لا أريد أي شيء جزاك الله خيراُ
والله يا إخوة في كل مرة أذهب لجدة لمحاضرة يدعوني للمبيت في منزله كما لو أن لديه أموالاً، لكنه يذهب للاستلاف فأقول له يا ابن الناس دعك مني .. فيقول لا والله..
ثم لما قويت علاقتي معه قلت له (والرجل أحسبه والله حسيبه أنه يخشى الله ولا أزكي على الله أحد) جعلنا الله وإياكم مِن مَن يخشاه كأنه يراه..
قلت له : أسألك بالله إذا كنت في حاجة أن تخبرني
قال لي نعم ولكن بشرط .. قلت له "موافق"
قال: "وأنت إذا احتجت تطلب مني"
قال الشيخ ضاحكاً مبتسماً: والله يا إخوة إني قلت له "أبشر" وأنا أعرف وضعه وأنّ ليس لديه ما يُمكن أن أطلبه
مرت الأيام فأصبح إذا احتاج مالاً أرسل لي (تكفى حوّل لي ألف ، حول لي خمسمائة و و.. وإن شاء الله سوف أرجعها لك)
فأقول "حاضر إن شاء الله"
مرت الأيام فعلِمت أن هذا الرجل (أحسبه والله حسيبه) لا يترك أمراً فيه رضا الله إلا وسارع فيه..
والله يا إخوة أننا نسير معاً في السيارة فيقول : بالله أوقف السيارة فيذهب للجهة المقابلة من الطّريق ويعطي محتاج،
ثم عند الإشارة إذا رأى أحدهم يدخن –مثلاً- ذهب إليه ناصحاً مذكراً (يا حبيبي ربي معطيك هذي اليدين وغيرك معاق) وهكذا، يضع بصمته أينما حلّ ..
كنا أحد الأيام راجعين من مكة إلى جدة بالسيارة فإذ به يلتفت نحو رجل مرتدي الإحرام ماشٍ على قدميه،
فإذ بصاحبي يقول لي: انتظر دقيقة هل أنت مشغول؟ .. قلت لا، لماذا؟
فذهب يعود بالسيارة بسرعة قائلاً (والله هذا يريد الذهاب الآن ليعتمر فاتركنا نعطيه مائة ريال ليستأجر ما ينقله للحرم المكي ثم يرجع، وأجر عمرته كلها تعود لنا بإذن الله. ربي يشوفنا )
دائماً يكرر هذه الكلمة .. ( ربي يشوفنا ) ..
الشاهد هو أنّ الرجل يعيش كل لحظة مستخدماً إياها في إرضاء الله.
والله حين تأملت حياتي معه فإذ بكل موقف يكون كالسيل الجاري لطاعة الله عز وجل يعمل أو ينفق لمرضاته ولا يتردد.. حين يرى –مثلاً- أحدهم يعصي هناك فكأنه يسأل نفسه: ماذا يرضي ربي؟ هل أذهب وأتركه أو أذهب أتكلم معه وأكسب صفقة ويدخل ميزان حسناتي؟ فيذهب ويتكلم.
المهم يا إخوة أتى إلي وقال لي - باللهجة الحجازية - : (يا أبا مجاهد بالله أدينا دعاء ألزمه في سجودي)
قال الشيخ مبتسماً : (أبشر، والله يا حبيبي ما أعلم لك أعظم من الأدعية التي وصف بها الله سبحانه وتعالى نفسه، فالله سبحانه وتعالى يقول في القرآن (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، الله تعالى وصف نفسه (هو الرزاق ذو القوة المتين)
وأنت ساجد قل : يا رزاق يا ذا القوة المتين ارزقني
قال أبشر
والله يا قوم هاتفني قبل نصف ساعة .. لم يمرّ على قصتنا سوى أسبوعين
هاتفني قائلاً : "أبا مجاهد سأبشرك"
قلت "بشر"
قال: والله رزقني الرزاق ذو القوة المتين ☝
قلت اللهم لك الحمد .. كم أعطاك؟!
كم تتوقعون يا إخوة!
الرجل فقير جداً ومرتبه الشهريّ قليل جداً ينتهي –عادةً- خلال عشرة أيام فقط ..
والله لو رأيتم سيارته يا إخوة لتساءلتم كيف يستخدمها!
ليس لديه شيء ورزقه الرزاق ذو القوة المتين، وخلال أسبوعين فقط! كم تخمّنون المبلغ؟
أحد الحضور: عشرة آلاف!
الشيخ: هاتوا أعلى رقم
أحد الحضور: مليون!
(الشيخ مبتسما مازحاً) : هذا فقير يا إخوة لا يملك شيء .. مُباشرةً مليون!
يقول: رزقني الرزاق ذو القوة المتين مليون ومائة وخمس وعشرين ألف ريال
سبحان ربي
قلت كيف! (كنت أظنه يمزح)
قال : والله رزقني، لازمتُ السجود، وأنا لا أملك شيئاً وفقط أعمل لرضا الله وأدعوه
هذا الذي يريده الله .. فقط يريد أن تعمل لرضاه وتدعوه.. مثل موسى وإبراهيم عليهما السلام.. يعملون الصالحات فيدبر أمرهم ربي ربّ العالمين .. ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ﴾
المهمّ يذكر أنه اتصل عليه أحد القضاة فقال له : عندي صفقة بيني وبينك، أنت عليك التعب والقِسمة بيني وبينك
هناك أرض في جدة ستباع ب ٩٩ مليون لكن الذين يريدون البيعة هم أبناء ورثة غير موجودين
أحدهم قد سافر خارج المملكة العربية السعودية
والبقية أغناهم الله ولا يحتاجون البيع،
القاضي : إذا استطعت فافعل لأني قد حاولت لكني لم أنجح في التواصل معهم
فإنِ استطعت فأحضر لي البائع وموافقتهم جميعاً على البيعة
أما السعي فلنا مليونان ومائتان وخمسون ألفاً، نقسمها بيني وبينك مناصفةً
يقول والله ظللتُ أهاتفهم بلا إجابة .. ثم أصلي ركعتين (يا رزاق هذا والله أول الفرج ياربّ)
أهاتف مراراً ولا يردّ أحد وأصلي وأدعو الله ليلَ نهار،
أقسم بالله حين ردّوا على الهاتف وقالوا لي أنهم موافقون لكن أحد إخوتنا خارج المملكة العربية السعودية!
قال – باللهجة الحجازية – (أدوني رقمه)
أعطاه الرقم .. فهاتفه ولم يرد
فأرسل له رسالة نصية : أسألك بالله ترد (الجوال لا يستقبل كلام عربي فظهر لديه على هيئة مربعات)
فبعد محاولات رد عليه ووافق فجاء بموافقتهم جميعاً .. فباعوا .. وأخذ نصيبه وما كتبه الله له
قال والله العظيم انتقل حالي من ٠ ريال في الحساب .. كُنت أدخل البطاقة فأجد فيها (صفر) .. إلى مليون ومائة وخمس وعشرين ألف
﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ﴾ سبحانه
حبيبي الغالي ..
ذق طعم السجود وأنت واضعٌ جبهتك في الأرض، النبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث أنس
عن إنس بن مالك رضي الله عنه قال : إني لا آلُو أن أصلي بكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا.
قال ثابت: فكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه. كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائماً، حتى يقول القائل: قد نسي، وإِذا رفع رأسه من السجدة مكث، حتى يقول القائل: قد نسي.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء»
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فأما الركوع، فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم» رواه مسلم.
**