السبت، 21 أبريل 2018

قصة رجل حرسه الله عز وجل وحماه لحسن تربيته



قال الله تعالى {‏مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ‏}‏

أخي المسلم .. أختي المسلمة

اجعل لك خبيئة أعمال تقربك إلى الله

قد تأتيك هبات الله العظيمة .. ورحمات الله المتتالية

فإنك لا تعلم أي من أعمالك تكون سبب سعادتك ونزول رحمات ربك ومنجية لك بإذن الله

مسح دمعة يتيم .. أو سجدة سحر
إطعام جائع .. أو سقيا ماء
تفريج كربة مكروب .. أو كسوة مسكين

أو غيرها من الأعمال الصالحة، ولا تحقر من المعروف شيئاً

{‏فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ}‏

 أكتب لكم قصة عجيبة ذكرها أحد المشائخ
‏📼 في إحدى الأشرطة الاسلامية

قديماً يذكر أن رجلاً في مكة المكرمة له طفلة صغيرة ربّاها (تربية صالحة) وليس لها أحد إلا والديها
في إحدى المرات وهو متجه إلى المسجد الحرام لأداء صلاة الفجر وفي ذلك الظلام الشديد تعرض لأذى من قبل إحدى السيارات المتخصصة بالبناء .. ولولا عناية الله لتعرض للموت ضربته تلك الآلة الحادة الموجودة في السيارة ولسقط ميتاً..
ولكن رحمة الله أوسع وبعناية ورحمة ربه أن حرسه الله عز وجل وحماه من ذلك المكروه، بسبب ماذا؟! .. بسبب حسن تربيته لطفلته..

{‏ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا }‏

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الأربعاء، 18 أبريل 2018

قصة عجيبة لضابط في الجيش أنقذه الله من هلاك محقق


كان أمله منذ الصغر أن يصبح ضابطاً في الجيش..

وكثيراً ما كان يصرح بهذه الأمنية إذا سئل عن الوظيفة التي سيشغلها في المستقبل.. بل كان يطلب من والده إذا ما أخذه إلى السوق ليشتري له ثياباً أن يشتري له بزةً عسكرية.

ويكبر محمد ويشب والهدف ماثل أمام عينيه.

قال له الأستاذ ذات يوم إذا أردت أن تكون ضابطاً فعليك بالجد والاجتهاد.

واستطاع محمد في نهاية المطاف أن يحقق الهدف ويجعل الأمنية واقعاً.

فها هو ينهي دراسته الثانوية وينتسب للكلية الحربية العسكرية.
ويتخرج منها برتبة ملازم.
ثم أخذ يترقى حتى أصبح برتبة نقيب.

لكن هذا كله لم ينسه حبه للصحراء التي عاش فيها مع والده ردحاً من الزمن.

فقد كان والده يُثمِّر أمواله في تربية الماشية.
وكان يرافقها في حلها وترحالها،

وكان محمد يصحبه في رحلاته تلك أيام العطل،

وذات يوم حصل محمد على إجازة طويلة،
يممَّ وجهه فيها إلى عرعر، حيث مسقط رأسه وموطن آبائه وأجداده،

وما هي إلا ساعات حتى كان بين أخوته وأخواته، وأقربائه تقله مع أسرته سيارته الفاخرة، احتفى به الجميع، تناولوا معه طعام العشاء، واحتسى الجميع كؤوس الشاهي، وشربوا القهوة العربية التي ازدان بأباريقها وفناجيلها المجلس.

دام السهر إلى وقت متأخر، فقد كان الوقت فصل شتاء،

سأل أمه عن والده، قالت: هو كما تعلم على الأغلب يكون مع الغنم،

كان مشتاقاً لوالده كثيراً.

وضع في نفسه أن يكون معه في اليوم التالي، قال لها: سأكون عنده غداً بمشيئة الله.

ركب السيارة بمفرده قبيل العصر، انطلق بها والشوق يحدوه إلى رؤيه والده، دخل في الطريق الصحراوية المؤدية إلى ذلك المكان.. كانت صورة الوالد تتراءى له من بعيد حيناً، وتختفي أحياناً.

فجأة وجد نفسه أنه قد ضل الطريق، فقد مرَّ الوقت المحدد للوصول، لكنه لم يصل،

مضى في طريق آخر لكنه لم يعثر على المكان الذي فيه والده،

حاول العودة لكن الليل داهمه هذه المرة

لكنه لم ييأس،

إنه ما زال يسير في طريق يعتقد أنه الطريق المؤدية إلى عرعر،

كان ينظر حوله فلا يرى أحداً، أخذت الرياح تصفر من حوله والجو يكفهر، قال في نفسه: لا شك أن الجو يحمل معه تباشير المطر،

بدأ الجوع والعطش يدب في أوصاله، إذ لم يكن معه طعام ولا شراب وها هو يسير ولكن حتى الآن لم تظهر له أضواء عرعر المتلألأة كما كانت تظهر له من قبل رغم المسافة الطويلة التي قطعها..

سمع صوتاً قوياً لا شك أنه صوت رعد قاصف، تبعه وميض برق خاطف.. ما هي إلا لحظات حتى أخذت قطع الثلج الأبيض تضرب زجاج السيارة الأمامي.. وهاهي تغطي وجه الأرض شيئاً فشيئاً..

نزل من السيارة وقف على سقفها.. نظر يمنة ويسرة، لم يجد شيئاً يدل على أنه سلك المسار الصحيح،

أخذ البرد يلسعه بسياطه، ركب السيارة مرة أخرى وانطلق بها، لكن الثلج لم يبق أثراً يدل على الطريق..

توقف مكانه، أخذ يدعو ويحوقل، إنه الهلاك لا محالة، الثلج لا يزال يهطل بشدة والطريق غير معروفة، والجوع والعطش أخذ منه كل مأخذ..

خطرت له فكرة.. سيترك السيارة وينطلق لوحده هذه المرة قاصداً رؤوس الجبال عساه يرى أثراً لإنسان..

بدأ بالتضرع والدعاء لرب الأرض والسماء..

مضى هائماً على وجهه لا يدري أين يتجه، لسانه وجوارحه جميعها تردد يارب.. يارب

أخذت صور أولاده تلوح أمام ناظريه.. قال في نفسه:
مساكين سيبقون من غير أب لكن: لهم الله.. يا رب إني قد استودعتهم عندك..

تابع سيره تذكر قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ)

أخذ يرفع يديه إلى السماء ويلهج بالدعاء: يارب سلِّم.. يارب سلِّم،

الثلج لا يزال يهطل بكثافة، ثيابه كاد الثلج أن يغطيها، لكنه كل فترة يحاول إبعاد ما علق به،

السيارة أصبحت بعيدة عنه..

الخوف من الموت أخذ يتسلل إلى قلبه والرجفة أخذت تنتشر في جميع أعضائه من شدة البرد،

اللسان فقط هو العضو السليم الذي لا يزال يتحرك دونما وجل ويردد يارب.. يارب،

دموعُ حرَّى كانت تتساقط من عينيه بين الفينة والأخرى،

إنه لا يزال يمشي لأن في وقوفه موت محقق،

قفز إلى ذهنه قوله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)..
أخذ لسانه يتمتم بالدعاء أكثر،

وفجأة سمع صوت سيارة قادمة من بعيد

أرهف سمعه إليها، الحياة بدت تدب في أوصاله مرة أخرى، ها هو الصوت يقترب منه شيئاً فشيئاً،

أخذ يركض باتجاه الصوت ويقول: يارب.. يارب.

ظهر نور السيارة من بعيد
اتجه نحوه وهو يعدو بأقصى سرعته، أخذ يرفع صوته بأعلى طاقته..

رآه سائق السيارة.. سمعه وهو يصرخ.. لا شك أنه قاطع طريق، أو جني من جن هذا المكان، فكر بعدم الوقوف، استشار من معه، أشاروا عليه بالوقوف،

توقفت السيارة ومحمد لا يزال يركض نحوها، إنه لا يكاد يصدق ما يحدث، أخيراً وصل، لسانه لا يفتأ بتكرار الحمد لله .. الحمد لله.

أنزل سائق السيارة زجاج النافذة المجاورة له، سأله أنت إنس أم جان؟ ماذا تريد؟

أجاب: أنا إنسان مسلم من أهل هذه المنطقة انقطعت بي السبل، ولم أعد أعرف الطريق وسيارتي بعيدة هناك،

قال السائق: هيا اركب معنا، ركب محمد معهم وهو يرتجف من شدة البرد وقد أعياه التعب، وهدَّه الجوع والعطش،

وفي السيارة تعرَّف الجميع على محمد وقدَّموا له الطعام والشراب، واستمعوا منه إلى قصته العجيبة التي أنقذه الله من هلاك محقق فيها.

◽️◽️

علي محمد السيد
📚 مجلة الدفاع

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الأحد، 8 أبريل 2018

[ الدعاء بالرزاق ذو القوة المتين ] قصة عجيبة لشاب فقير تغيرت حياته خلال أسبوعين فقط



بسم الله الرحمن الرحيم

أحبتنا في الله

نحييكم بتحية أهل الجنة

فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

الحمد لله القائل جل جلاله ﴿وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي

أحبتي في الله.. كلمة وتذكرة للمؤمنين.. موقفا وقصة قيمة ذكرها أحد الدعاة الى الله تعالى وتم كتابتها بتصرف مع تعديل واضافة تعليقات من غير إخلال بالمعنى العام

أيها الأخوة.. حكاية تستنهض الهمم.. ثمة أمور نصنع بها سعادتنا ونفوز برضى ربنا ..وننال من خيري الدنيا والآخرة

فضل الأعمال الصالحة و عظم أجرها و ثوابها على الرغم من بساطتها وسهولة فعلها

فضل الدعاء مع العمل الصالح ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ

فضل التوكل على الله ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ

ما بين غمضة عين وانتباهتها .. يغير الله من حال إلى حال

اخوتي الكرام.. إليكم من أجمل القصص العجيبة المعبرة والهادفة

قال رب العزة والجلال ﴿وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا

أحد الفضلاء أقرب إلي من إخوتي الأشقاء .. يسكن في مدينة جدة..

أعرف وضع الرجل المادي فهو من أفقر خلق الله .. والله يا إخوة بعد ما قويت علاقتي معه أصبح يفصح عن حاجته لي دونَ الناس، سبحان الله، يقول (أقسم بالله أني أحياناً وأنا عندي عائلة، لا يوجد في جيبي ريالاً واحداً)

دائما أسأله إن كان يريد شيئاً ، أو يحتاج شيئاً
فيقول لا أريد أي شيء جزاك الله خيراُ

والله يا إخوة في كل مرة أذهب لجدة لمحاضرة يدعوني للمبيت في منزله كما لو أن لديه أموالاً، لكنه يذهب للاستلاف فأقول له يا ابن الناس دعك مني .. فيقول لا والله..

ثم لما قويت علاقتي معه قلت له (والرجل أحسبه والله حسيبه أنه يخشى الله ولا أزكي على الله أحد) جعلنا الله وإياكم مِن مَن يخشاه كأنه يراه..
قلت له : أسألك بالله إذا كنت في حاجة أن تخبرني
قال لي نعم ولكن بشرط .. قلت له "موافق"
قال: "وأنت إذا احتجت تطلب مني"
قال الشيخ ضاحكاً مبتسماً: والله يا إخوة إني قلت له "أبشر" وأنا أعرف وضعه وأنّ ليس لديه ما يُمكن أن أطلبه

مرت الأيام فأصبح إذا احتاج مالاً أرسل لي (تكفى حوّل لي ألف ، حول لي خمسمائة و و.. وإن شاء الله سوف أرجعها لك)
فأقول "حاضر إن شاء الله"

مرت الأيام فعلِمت أن هذا الرجل (أحسبه والله حسيبه) لا يترك أمراً فيه رضا الله إلا وسارع فيه..

والله يا إخوة أننا نسير معاً في السيارة فيقول : بالله أوقف السيارة فيذهب للجهة المقابلة من الطّريق ويعطي محتاج،
ثم عند الإشارة إذا رأى أحدهم يدخن –مثلاً- ذهب إليه ناصحاً مذكراً (يا حبيبي ربي معطيك هذي اليدين وغيرك معاق) وهكذا، يضع بصمته أينما حلّ ..

كنا أحد الأيام راجعين من مكة إلى جدة بالسيارة فإذ به يلتفت نحو رجل مرتدي الإحرام ماشٍ على قدميه،
فإذ بصاحبي يقول لي: انتظر دقيقة هل أنت مشغول؟ .. قلت لا، لماذا؟
فذهب يعود بالسيارة بسرعة قائلاً (والله هذا يريد الذهاب الآن ليعتمر فاتركنا نعطيه مائة ريال ليستأجر ما ينقله للحرم المكي ثم يرجع، وأجر عمرته كلها تعود لنا بإذن الله. ربي يشوفنا )

دائماً يكرر هذه الكلمة .. ( ربي يشوفنا ) ..

الشاهد هو أنّ الرجل يعيش كل لحظة مستخدماً إياها في إرضاء الله.

والله حين تأملت حياتي معه فإذ بكل موقف يكون كالسيل الجاري لطاعة الله عز وجل يعمل أو ينفق لمرضاته ولا يتردد.. حين يرى –مثلاً- أحدهم يعصي هناك فكأنه يسأل نفسه: ماذا يرضي ربي؟ هل أذهب وأتركه أو أذهب أتكلم معه وأكسب صفقة ويدخل ميزان حسناتي؟ فيذهب ويتكلم.

المهم يا إخوة أتى إلي وقال لي - باللهجة الحجازية - : (يا أبا مجاهد بالله أدينا دعاء ألزمه في سجودي)

قال الشيخ مبتسماً : (أبشر، والله يا حبيبي ما أعلم لك أعظم من الأدعية التي وصف بها الله سبحانه وتعالى نفسه، فالله سبحانه وتعالى يقول في القرآن (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين)، الله تعالى وصف نفسه (هو الرزاق ذو القوة المتين)
وأنت ساجد قل : يا رزاق يا ذا القوة المتين ارزقني

قال أبشر

والله يا قوم هاتفني قبل نصف ساعة .. لم يمرّ على قصتنا سوى أسبوعين
هاتفني قائلاً : "أبا مجاهد سأبشرك"

قلت "بشر"

قال: والله رزقني الرزاق ذو القوة المتين ☝

قلت اللهم لك الحمد .. كم أعطاك؟!

كم تتوقعون يا إخوة!

الرجل فقير جداً ومرتبه الشهريّ قليل جداً ينتهي –عادةً- خلال عشرة أيام فقط ..
والله لو رأيتم سيارته يا إخوة لتساءلتم كيف يستخدمها!

ليس لديه شيء ورزقه الرزاق ذو القوة المتين، وخلال أسبوعين فقط! كم تخمّنون المبلغ؟

أحد الحضور: عشرة آلاف!

الشيخ: هاتوا أعلى رقم

أحد الحضور: مليون!

(الشيخ مبتسما مازحاً) : هذا فقير يا إخوة لا يملك شيء .. مُباشرةً مليون!

يقول: رزقني الرزاق ذو القوة المتين مليون ومائة وخمس وعشرين ألف ريال

سبحان ربي

قلت كيف! (كنت أظنه يمزح)

قال : والله رزقني، لازمتُ السجود، وأنا لا أملك شيئاً وفقط أعمل لرضا الله وأدعوه

هذا الذي يريده الله .. فقط يريد أن تعمل لرضاه وتدعوه.. مثل موسى وإبراهيم عليهما السلام.. يعملون الصالحات فيدبر أمرهم ربي ربّ العالمين .. ﴿قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ

المهمّ يذكر أنه اتصل عليه أحد القضاة فقال له : عندي صفقة بيني وبينك، أنت عليك التعب والقِسمة بيني وبينك

هناك أرض في جدة ستباع ب ٩٩ مليون لكن الذين يريدون البيعة هم أبناء ورثة غير موجودين
أحدهم قد سافر خارج المملكة العربية السعودية
والبقية أغناهم الله ولا يحتاجون البيع،

القاضي : إذا استطعت فافعل لأني قد حاولت لكني لم أنجح في التواصل معهم
فإنِ استطعت فأحضر لي البائع وموافقتهم جميعاً على البيعة
أما السعي فلنا مليونان ومائتان وخمسون ألفاً، نقسمها بيني وبينك مناصفةً

يقول والله ظللتُ أهاتفهم بلا إجابة .. ثم أصلي ركعتين (يا رزاق هذا والله أول الفرج ياربّ)

أهاتف مراراً ولا يردّ أحد وأصلي وأدعو الله ليلَ نهار،

أقسم بالله حين ردّوا على الهاتف وقالوا لي أنهم موافقون لكن أحد إخوتنا خارج المملكة العربية السعودية!
قال – باللهجة الحجازية – (أدوني رقمه)
أعطاه الرقم .. فهاتفه ولم يرد
فأرسل له رسالة نصية : أسألك بالله ترد (الجوال لا يستقبل كلام عربي فظهر لديه على هيئة مربعات)

فبعد محاولات رد عليه ووافق فجاء بموافقتهم جميعاً .. فباعوا .. وأخذ نصيبه وما كتبه الله له

قال والله العظيم انتقل حالي من ٠ ريال في الحساب .. كُنت أدخل البطاقة فأجد فيها (صفر) .. إلى مليون ومائة وخمس وعشرين ألف

﴿مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ سبحانه

حبيبي الغالي ..

ذق طعم السجود وأنت واضعٌ جبهتك في الأرض، النبيّ صلى الله عليه وسلم في حديث أنس

عن إنس بن مالك رضي الله عنه قال : إني لا آلُو أن أصلي بكم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بنا.
قال ثابت: فكان أنس يصنع شيئاً لا أراكم تصنعونه. كان إذا رفع رأسه من الركوع انتصب قائماً، حتى يقول القائل: قد نسي، وإِذا رفع رأسه من السجدة مكث، حتى يقول القائل: قد نسي.

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أَن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء»


عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «فأما الركوع، فعظموا فيه الرب عز وجل وأما السجود، فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم» رواه مسلم.

**
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا
يا أكرم الاكرمين

الشيخ عبد العزيز العضيبي

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الدال على الخير كفاعله .. انشرها ولك الأجر والثواب إن شاء الله



موضوع ذا صلة:


قصة مؤثرة توبة زامل [ لا أريد أن أشتكي ولا أحكي ولا أبكي لكم بل سأقول لكم كلمة واحدة ]

الجمعة، 6 أبريل 2018

جناح الرحمة (ثقافة الشكر)

جناح الرحمة

ثقافة الشكر

حين تتلقى من شخص مساعدة أو اهتماماً، تجد نفسك –تلقائياً- تقوم بشكره والثناء عليه، وتبذل له ما في وسعك من امتنان، وهكذا يكون رد الجميل، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (من أنعم على رجل نعمة فلم يشكر له فدعا عليه استجيب له).. وقيل: (اشكر المنعم عليك، وأنعم على الشاكر لك تستوجب من ربك الزيادة، ومن أخيك المناصحة).

وقال أحد الحكماء: من أعطي الشكر لم يمنع الزيادة.
وقال آخر: الشكر ثلاث منازل: ضمير القلب، ونشر اللسان، ومكافأة اليد.

الشكر أفضل ما حاولت ملتمساً ... به الزيادة عند الله والناس

إن الشكر داعية الزيادة، والله عز وجل يقول: (ولئن شكرتم لأزيدنكم)،

كما أن الشكر يخلق التواصل بين الأفراد، ويعرف الشخص المشكور أنه أدى عمله وكسب قبول المتلقي، وإلا كيف ندرك أننا قد أحسنا العمل ونلنا وضا الناس؟!

وينبغي أن نعتاد الشكر مقروناً بالدعاء ليتولد لدى الناس السعي لعمل الخير والشعور بالارتياح، وحتى لو ترسَّخ لدينا مفهوم (لا شكر على واجب)، فلا بد أن ندرك أن الذي لا يشكر الناس لا يشكر الله.

وليس أقل من الشكر والشعور بالامتنان حتى لأولئك الذين يملي عليهم الواجب فعله معك! فنشكر عامل النظافة في الشارع وفي دورات المياه العامة، وفي الأسواق والمنتزهات، والسائق والعاملة المنزلية، والخبَّاز والنجار، وسائق الحافلة..

ونشكر إمام المسجد الملتزم بوظيفته، والمعلم القائم بعمله الحريص على تلاميذه، والطبيب الجاد في مهنته الساهر على راحة مرضاه، ورجال الأمن الذين يحرسون بلادنا!!

حقاً لم لا يعتاد أبناؤنا شكر والديهم بعد كل عطاء، ومعلميهم بعد نهاية كل درس: (شكراً يا أستاذ)؟!

حيث أن الملاحظ أن الجيل الحالي اعتاد أن يأخذ دون أن يشكر!! 

ترى ما هو شعورك كمعلم أو موظف أو مدير عام أو رئيس تحرير أو وزير حين يُقال لك: شكراً وعوفيت؟!

وعليه.. لابد من تنمية ثقافة الشكر لدى المجتمع بجميع فئاته، فقد اعتدنا للأسف أن نأخذ دون أن نشكر، ونعطي دون أن نلمس امتنان الآخرين، وهذا خلل سلوكي يحتاج لعلاج، وقد نكون –نحن الآباء والأمهات- سبباً في هذا الخلل، فبعض الآباء يعمد إلى تدريب طفله وهو في سن الرضاع على كيفية البصق والشتم،
ويصفق له حين يتفوه بكلمات بذيئة وهو لا يزال يتعثر بالألفاظ،
وفي الوقت نفسه لم يدربه قط على الشكر والامتنان وتقدير الجميل!

ومثلما يتعلم الصغير تلك السلوكيات الخاطئة بإمكانه أن يتعلم السلوك الحسن.. ولعل كثيراً منا قد لاحظ استياء بعض الآباء والأمهات من المشاكل التي تحصل بين الأطفال وتهجم بعضهم على بعض، وربما يعود السبب –في نظري- إلى أن هؤلاء الآباء أنفسهم لم يعوّدوا أولادهم على كيفية التعامل الحسن ومقابلة المعروف بالامتنان..

وكثيراً ما مررت على مجموعة من الأطفال وهم يتقاذفون الألفاظ النابية ولكنني لم أسمع ذات مرة طفلاً يثني على زميله أو يشكره، رغم أنه غالباً ما يحتاج لخدماته، وكأنه يستهجن هذا التصرف لأنه لم يعتد عليه!

وما نطالب الآباء والمربين به أن يعوّدوا أولادهم حمد ربهم على كل نعمة أو ابتلاء، ويربّوهم على شكر والديهم ومعلميهم وكل صاحب فضل عليهم، كما أن الشكر للوطن يُعبَّر عنه بالمحافظة على ممتلكاته التي هي في الحقيقة ممتلكاتنا جميعاً.

إن الشكر يضفي على الشخص صفات جميلة وبهية ورائعة، وأقصد بذلك الشكر الفعلي الذي يتبع الشعور والقول، ولن يتأتى ذلك دون تربية وتعليم، لنصل إلى الأروع وهي ثقافة الشكر حيث الوصول لهذه المرحلة يجعل أفراد المجتمع في حالة هدوء ودعة دون احتقان، فحين تتوفر لديك ثقافة الشكر ترضى بما قسم الله لك من رزق وتنتفي عنك الغيرة والحسد ممن تفوقوا عليك علماً أو مالاً، وتتلاشى عوامل الغرور والكبرياء على من دونك، وتنقشع غمامة الحزن عن سماء حياتك حين تعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما حصل لك من خير فهو فضل من الله.. حينئذ تصبح بالشكر عابداً متعبداً.. وبالحمد والثناء متمسكاً.. وللعباد أثيراً مفضلاً.. ولنفسك سعيداً راضياً..

ألسنا –حقاً- بحاجة إلى نهج ثقافة الشكر؟!!

رقية الهويريني

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الثلاثاء، 3 أبريل 2018

اللهم اشرح قلب أبي وأمي للصلاة



موقف وقصة معبرة ذكرها الشيخ إبراهيم بن مبارك بوبشيت:

فهذا شاب ألهمه الله السداد ووفقه للصواب وشرح الله قلبه للإيمان بعدما خرجت كلمات صادقة من معلمه الذي حثه وزملائه على الصلاة وعظمتها ومكانتها من الشريعة

فشهد الصلاة وحافظ عليها

وابتلي بوالدين لا يحافظان عليها !!

حتى بدأت الأم تخاف عليه أثناء خروجه للصلاة عموماً وصلاة الفجر خصوصاً، بل كانت تحاول أن تثنيه عن الصلاة ولكنها غرست في قلبه وروحه

وحاول الأب أن يخفف عنها المعاناة حيث قال لها لا تحلي همه : إنها هبة من هبات الصغار.

وتمر الأيام ولم يتحقق ما رجاه الأب

وفي صباح يوم الجمعة لم تسمع الأم أي حس بدخول الابن وقدومه من صلاة الفجر!
قامت فزعة ذهبت إلى غرفته وعند الباب سمعت صوتاً مدوياً يحرك المشاعر، فتحت الباب وإذا بها ترى منظراً عجيباً

يا ترى ما هذا المنظر الذي شاهدته الأم؟

الابن يفع يديه إلى السماء ويردد بلسان ضارع يدعو ويلتجأ إلى الله ويقول [يا رب يا رب اهدِ قلب أبي وأمي للصلاة ..
.. يا رب .. يا رب .. اهدِ قلب أبي وأمي للصلاة]

وقفت الأم وقد تملكها شعور غريب عندما سمعت هذا الدعاء .. اللهم اهدِ قلب أبي وأمي للصلاة .. ذهبت للأب تخبره الخبر وتقول : ثم وانظر واسمع ما يفعل الولد.

ظن الأب أن الابن أحرق نفسه أو يريد إزهاق روحه!!

جاء الأب بنومه وإرضاء لطلب زوجته فقط.
ولما قرب من الغرفة سمع همسات مشوبة بكلمات تحرك المشاعر
فتح باب الغرفة رأى الولد يصلي وليس هذا فحسب بل يدعو الله تعالى ويكرر هذا الدعاء..
اللهم اشرح قلب أبي وأمي للصلاة..

وعندما رأت الأم هذا المنظر الذي أثر فيها سالت منها الدمعة وتحركت منها الهمة وزالت الظلمة فهبت واحتضنت ولدها الصغير.

عند ذلك تحرك إيمان الأب فتبعه دمعات العين وأجهش بالبكاء فاجتمع فيه النور وشرح الله قلبه بتلك الكلمات
فما تمالك الأب نفسه وهو يسمع هذا الدعاء من ابنه الصغير فقام واحتضن ابنه الصغير وضمه إليه ضمة فكانت ساعة الإقبال على الله تعالى ، والأب يقول قد أجاب الله دعاءك يا ولدي .

من تلك اللحظة والأب لم يترك الصلاة في جماعة

والأم أصبحت صديقة مصلاها فسبحان الذي هداهم وبالخير حباهم..

قال الله تعالى ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا

إنه الدعاء .. سهام الليل تقرع أبواب السماء
فإذا جاء النهار بضيائه باتت آثارها وظهرت ثمارها ، 

إنه قرع الباب فالصخر لا يتفتت مرة واحدة
فلا بد من قرعه مراراً

فهنيئاً لك أيها الابن هذه الهمة التي توصل للقمة
وهنيئاً لك أيها المعلم الأجر والثواب.

وهنيئاً لك أيها القارئ أنك سمعت هذه القصة..

وحرس الله تلك اليدين الصغيرتين ، 
اللتين تحملان هم الدعوة إلى الله تعالى 
حيث أمزجت فيها الطفولة بالرجولة والحب والهم، فأين همتنا من همة هذا الصغير؟

وكم يا ترى بذلنا مع أسرنا وذوينا؟
فأسأل الله السلامة والعافية !!

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الاثنين، 2 أبريل 2018

ثمرات ومنافع ابتلاء المؤمن



( إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وأن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فعليه السخط )

( وإذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشرَّ أمسك عنه بذنبه حتى يوافي به يوم القيامة )

الابتلاءات في هذه الدنيا مكفراتٌ للذنوب، حاطةٌ للخطايا، 
تقتضي معرفتها الإنابة إلى الله، والإعراض عن خلقه.

وهي رحمةٌ وهدى وصلواتٌ من المولى الكريم ﴿أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ

وقد ينزل البلاء بالمؤمن والكافر..
والمهتدي والفاسق..
والصالح والطالح..

فمن شكر فقد وفَّي بالحق، ومن كفر فإن الله غنيٌّ عن العالمين ﴿إِنَّا خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا * إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَإِمَّا كَفُورًا

والإنسان عامة يفرح عند ورود النعمة، ويجزع عند حلول المصيبة ﴿فَأَمَّا الْإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ

أما المؤمن فله خصوصية ليست لبقية الناس..
إنه يقف مع كل بلية نزلت به..
ينظر بعين بصيرة .. وفكر ثاقب .. وعقل واعٍ.. 
فيجد مع كل بلاء ثمرة، ومع كل محنة منفعة، ومن هذه الثمرات والمنافع :

١ - إيقاظ النفوس وترقيق القلوب

ومادام الخير فيها مركوزًا، فإنها تتجه إلى الله، ترجو من ه ، وتتضرع إليه
﴿الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ

فالمؤمنون بعد غزوة أحد كانوا مثخنين بالجراح؛ الجسدية منها والنفسية، وبرغم ذلك نهضوا استجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم فأثنى الله عليهم خيرًا.

أما النفوس المريضة فتتخذ من الألم والمصائب ذريعة للتخلف والاعتذار 
وربما لا يكون هناك ألم، وإنما هي لذة الراحة وحب الدنيا ﴿وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لِّي وَلَا تَفْتِنِّي أَلَا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ


٢ - استثارة عناصر المقاومة، وإذكاء نار التحدى، ورفع درجات الاستعداد واليقظة

فيظل المؤمن أبدًا رافعًا شعار "كن مستعدًا" وهو يعلم أن الابتلاء ربما أصابه اليوم أو غدًا..

وتأمل سحرة فرعون عقب إيمانهم وتهديد فرعون لهم، فما لانوا وما جزعوا، وإنما أصروا على الحق الذي آمنوا به واتبعوه، متحدِّين في ذلك الطاغوت.
يقول الله تعالى ﴿قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَىٰ مَا جَاءَنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَٰذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ

وتأمل سيرة بلال على بطحاء مكة وهو يعلن تحديه: "أحد أحد" ، " لو أعلم كلمة هي أغيظ لهم منها لقلتها ".

وانظر إلى عثمان بن مظعون بعدما كان يسير في جوار المشركين آمنًا، إذا به يرد جوارهم، فيناله الأذى، وتُفقأ عينه، فيُعيَّر أنه كان في عز ومنعة، فما تلكأ، وما اهتز، وإنما ثبت وأنشد:
فإن تك عيني أصابها
يد ملحد غي وليس بمهتد
فقد عوض الرحمن منا ثوابه
ومن يرضه الرحمن يا قوم يسعد


٣ - الابتلاءات تعلم المؤمنين ما جهلوا من سنن الدين والحياة

أو تذكرهم بما نسوا من ذلك : " فالمؤمن مهما عظمت بالله صلته لا ينبغي أن يغتر به، أو يحسب الدنيا دانت له، أو يظن قوانينها الثابتة طوع يديه.. كلا فالحذر البالغ، والعمل الدائم هما عدتا المسلم لبلوغ أهدافه المرسومة
ويوم يحسب المسلم أن الأيام كلها كتبت له، وأن شيئًا منها لن يكون عليه، وأن أمجاد الدارين تُنال دون بذل التكاليف الباهظة، فقد سار في طريق الفشل الذريع ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ * وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ


٤ - والابتلاءات تميز الخبيث من الطيب:
فالدعوات إبان امتدادها وانتصارها تغري الكثيرين بالانضواء تحت لوائها، فيختلط المخلص بالمغرض، والأصيل بالدخيل
وهذا الاختلاط مضر أكبر الضرر بسِيَر الرسالات الكبيرة وإنتاجها، ومن مصلحتها الأولى أن تصاب برجّات عنيفة تعزل الخبَث عنها (فقه السيرة للغزالي ص299) .

فالدعوات حال الأمن والرخاء والعافية وامتلاك منابر الدعوة من دون التعرض إلى التضييق أو الأذى والفتنة، ربما دخل فيها ظاهرًا من كان يكيد لها باطنًا، وربما تبوأ ذلك الدَّعيُّ مكانة أو وصل إلى درجة تمكنه من بث بذور الفتنة، أو بذر بذور الشقاق.
يقول الله تعالى ﴿مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ

والفارق بين النموذجين كبير.. فالخبيث يتلكأ ويختلق المعاذير، فقد عاش حياته في رخاء
وهو غير مستعد لأن يستبدل بالرخاء شدة .. ولا باليسر عسرًا .. ولا بالنعمة شظفًا .. ولا بالعافية ضرًا .. ولا بالأمن خوفًا..

أما الطيب فهو النموذج الصالح الذي يؤمن بقوله تعالى ﴿قُل لَّن يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ
وفى هذا تمحيص للصف .. وتثبيت للمؤمنين .. وطرد للأدعياء المنافقين..


٥ - وليعلم الله الذين آمنوا..

فالمؤمن يثبت على إيمانه ويزيد والمنافق ينكص ويحيد

وقد مدح الله المؤمنين في غزوة بدر ونصرهم لما علم من إيمانهم وانكسار قلوبهم بين يديه سبحانه ﴿وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
فالله يحب أن يستخرج عبودية المؤمنين في السراء والضراء، وفيما يحبون وما يكرهون، وفي حال ظفرهم وظفر أعدائهم بهم
فإن ثبتوا على الطاعة والعبودية فيما يحبون وما يكرهون فهم عبيده حقًا
وليسوا كمن يعبد الله على حرف واحد من السراء والنعمة والعافية


٦ - ويتخذ منكم شهداء
فمن فكر في عاقبة المحن، وأنه لو مات في سبيل دينه وعقيدته، فسيكون شهيدًا عند الله تعالى
وينال ما يناله الشهيد من : غفران الذنوب، والأمن من الفزع، والشفاعة لسبعين من أهل بيته، وسكن جنة عرضها السماوات والأرض.. إلخ
فلن تجزع نفسه أو تخور عزيمته، وإنما يُقْدمُ ويصبر.


٧ - وليمحص الله الذين آمنوا
فالتجارب العملية هي التي تربي الإنسان، وهي التي تظهر مدى استعداده الحقيقي لمجابهة القوارع التي تنزل به وبدينه وأمته،
فليست الأماني هي محك الحكم على الإنسان، وإنما هو ميدان العمل والجهاد..
يقول تعالى ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلَإِ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ مِن بَعْدِ مُوسَىٰ إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَّهُمُ ابْعَثْ لَنَا مَلِكًا نُّقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِن كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلَّا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلَّا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِن دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِّنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ
والتمحيص درجة بعد الفرز والتمييز
التمحيص عملية تتم في داخل النفس، وفي مكنون الضمير
إنها عملية كشف لمكنونات الشخصية، وتسليط الضوء على هذه المكنونات
تمهيدًا لإخراج الدخل والدغل والأوشاب
وتركها نقية واضحة مستقرة على الحق بلا غبش ولا ضباب

وكثيرًا ما يجهل الإنسان نفسه ومخابئها ودروبها ومنحنياتها
وكثيرًا ما يجهل حقيقة ضعفها وقوتها، وحقيقة ما استكن فيها من رواسب، لا تظهر إلا بمثير.

ولقد يظن الإنسان في نفسه القدرة والشجاعة والتجرد والخلاص من الشح والحرص، ثم إذا هو يكشف على ضوء التجربة العملية، وفي مواجهة الأحداث الواقعية أن في نفسه عقابيل لم تمحّص، وأنه لم يتهيأ لمثل هذا المستوى من الضغوط، ومن الخير أن يعلم هذا من نفسه، ليعاود المحاولة في سبكها من جديد، على مستوى الضغوط التي تقتضيها طبيعة هذه الدعوة، وعلى مستوى التكاليف التي تقتضيها هذه العقيدة..

وهذا أمر عظيم، ينبغي أن تفطن إليه القيادة الرشيدة للجماعة المسلمة
فلا يجوز أن تضع خططها على أساس ما تسمعه من الرغبات والأماني من أعضائها الدعاة أو الأنصار والمؤيدين
فالرغبة في الشيء شيء، والقيام به وبمتطلباته شيء آخر..


٨ - ويمحق الكافرين..
وهي من أدق الفوائد التي لا يشعر بها أصحاب الدعوات كثيرًا فالله تعالى (إذا أراد أن يهلك أعداءه ويمحقهم، قيض لهم الأسباب التي يستوجبون بها هلاكهم ومحقهم، ومن أعظمها بعد كفرهم بغيهم وطغيانهم، ومبالغتهم في أذى أوليائه، ومحاربتهم، وقتالهم، والتسلط عليهم، فيتمحص بذلك أولياؤه من ذنوبهم وعيوبهم، ويزداد بذلك أعداؤه من أسباب محقهم وهلاكهم)..


٩ - صلاح النفوس وتهذيبها :
فلو بسط الله لعباده النصر كما يبسط لهم الرزق لبغوا، وطغت نفوسهم
ولكنه سبحانه أعلم بعباده ما يصلحهم، وما يفسدهم ﴿أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ
(فلا يصلح عباده إلا السراء والضراء، والشدة والرخاء، والقبض والبسط)
فالخير لا يعلمه إلا الله، ورب محنة انقلبت إلى منحة
وكم من رزية لو فكر في عواقبها صاحبها لعلم أنها هدية ﴿وَاللهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ


١٠ - ومن أعظم ثمرات الابتلاء الحصول على تأييد المؤمنين بعد تأييد الله تعالى
ويكون ذلك بزيادة مستوى الحب والترابط بين أصحاب العمل الإسلامى بل وبين المسلمين جميعًا

وانظر إلى المحن والابتلاءات التي تنزل بالمسلمين في المشارق والمغارب
كيف قاربت بين القلوب .. وألّفت بين النفوس .. (فالمصائب يجمعن المصابينا)

فأصبحنا نرى النصرة بالدعاء للمسلمين في فلسطين والعراق وكشمير والشيشان وغيرها من بلدان المسلمين
وذلك كله بسبب المحنة أو البلية التي نزلت بهذا البلد أو ذاك
فوحدت بين القلوب والمشاعر وإن ظلت الأجساد متباعدة يقول تعالى:
﴿وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

ويكفي من ذلك تعاطف الناس مع الفكرة الإسلامية وتأييدهم لها
تجد ذلك واضحًا في أي انتخابات يخوضها الدعاة إلى الله بقصد الإصلاح والتغيير
فتشعر حينئذ من التفاف الجماهير وهتافاتهم للإسلام ومنهجه وصلاحيته للتطبيق براحة في الضمير، واطمئنان وثقة بنصر الله تعالى وإن تأخر إلا أنه حتميّ الوقوع
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ


١١ - تفجير الطاقات وبروز الكفاءات :
فمن المعلوم أن النفوس تكتسب من الرخاء والعافية الدائمة ركونًا إلى الدنيا

فالرخاء ينسى، والمتاع يلهي، والثراء يطغي
فإذا أراد الله تبارك وتعالى بها خيرًا ذكرها بالابتلاء والشدة
استحياء لها بالألم
والألم خير مهذِّب
وخير مفجّر لينابيع الخير المستكنة
وخير مرْهف للحساسية في الضمائر الحية
وخير موجه إلى ظلال الرحمة التي تنسم على الضعاف المكروبين نسمات الراحة والعافية في ساعات العسرة والضيق لعلهم يضرعون

وانظر كيف كان رسول الله ص يستخرج هذه الينابيع من نفوس أصحابه في مواطن الشدائد
فتبرز الآراء، والتوجيهات
وتبزغ القدرة على العطاء
وتطفو المواهب المستكنة
فتعلن عن نفسها في وضوح

فهذا سلمان يصدع يوم الأحزاب بخندقه
وهذا نعيم بن مسعود يبرز بدهائه وحكمته
وذاك حذيفة يُختار من بين الجموع لرويته وحسن تصرفه
والتاريخ مليء بأمثال هؤلاء..



١٢ - غفران الذنوب وتكفير السيئات
فقد روى الترمذي عن سعد عن أبيه قال : قلت يا رسول الله: أي الناس أشد بلاء؟
قال: الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، يُبتلى الرجل حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبًا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلى على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد وما عليه من خطيئة..


١٣ - التذكير بالله تعالى، وبالرجوع إليه
يقول تعالى ﴿وَبَلَوْنَاهُم بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ
فتوالي الابتلاء سواءً أكان بالخير أم الشر رحمة من الله بالعباد، وتذكير دائم لهم، ووقاية من النسيان المؤدي إلى الاغترار والبوار.

فلعل من ابتُلي بالحسنات أن يشكر
والشكر يقتضي الاعتراف بالمنعم جل جلاله وبفضله وعطائه ومَنِّه
ومن ابتلي بالسيئات عليه أن يصبر، والصبر نصف الإيمان فلا جزع ولا يأس

يقول الإمام البنا (رحمه الله) : وهل تنضج الموهبة، ويصفو الجوهر النقي إلا بين المنحة والمحنة؟
وتلك سنة الله تبارك وتعالى في تنشئة الأفراد وتربية الأمم، وسبيل أصحاب الدعوات، من اصطنَع لنفسه من عباده، وصُنع على يديه من خلقه ليكونوا أئمة يهدون بأمره ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون

وتأمل قصة أصحاب الجنة في القرآن إذ جاء في آخرها ﴿قَالَ أَوْسَطُهُمْ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ لَوْلَا تُسَبِّحُونَ * قَالُوا سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَلَاوَمُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ * عَسَىٰ رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا رَاغِبُونَ
فكان الابتلاء في حقهم رحمة من الله بهم
فلو تركهم وما تآمروا عليه من قطع الخير ومنعه عن الآخرين ولم يبتلهم تذكيرًا لهم ولقلوبهم لضلوا وماتوا على ضلالهم
فكان المنع موجبًا للعطاء بعد ذلك
ورحم الله ابن عطاء حينما قال: ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك.
ولو تفكر المرء في المنع وأسبابه لصار المنع هو عين العطاء..


١٤ - اليقين الجازم أن هذا هو طريق الأنبياء والمرسلين، والدعاة والمصلحين..
وفي قصص القرآن العبرة للدعاة إلى الله من أجل تثبيت القلوب وطمأنة النفوس
فما من نبي إلا أوذي في سبيل دعوته يقول تعالى ﴿وَكُلا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ

فمن أراد التمكين فلا بد من البلاء 
وقد سُئل أحد أئمة المسلمين: أيمكّن المرء أولاً أم يُبتلى؟ 
فقال: لا يمكّن المرء حتى يبتلى".

ولله در الإمام البنا رحمه الله وقد قرأ بعين نافذة وبصر ثاقب صفحات الماضي فصاغ منها نظرته إلى المستقبل، يقول:
لا زالت دعوتكم مجهولة عند كثير من الناس، ويوم يعرفونها ويدركون مراميها وأهدافها، ستلقي منهم خصومة شديدة وعداوة قاسية، وستدخلون بذلك ولا شك في دور التجربة والامتحان، فستُسجنون وتُعتقلون وتُشردون، وتُصادر مصالحكم، وتُعطل أعمالكم، وتُفتش بيوتكم.. وقد يطول بكم الامتحان، ولكن الله وعدكم بعد هذا كله نُصرة المجاهدين، ومثوبة العاملين المحسنين، فهل أنتم مصرون على أن تكونوا أنصار الله؟


١٥ - فتح آفاق جديدة وأماكن جديدة للعمل الإسلامي
فما من دعوة يُضيّق عليها في أرضها ووسط أهلها، إلا والتمست كسب أرض جديدة أفضل مناخًا للعمل والعطاء.

فحينما ضُيِّق على الدعوة الأولى في مكة هاجر المسلمون إلى الحبشة
وهناك أسلم النجاشي
وأمِنَ الناس على دينهم
ونشروا بين الناس كلمة الحق فأسلم خلق كثيرون ..

والحركة الإسلامية المعاصرة ضُيّق عليها في بلادها ووسط أهلها
فهاجر رجالها يلتمسون الأمن في أماكن أخرى، فإذا بدعوتهم الآن تنتشر في أرجاء الأرض.

يقول الإمام البنا في آخر ما كتبه رحمه الله :
ويعود إخوانكم من البعثات العلمية أو من الرحلات التجارية في إنجلترا أو أمريكا أو فرنسا أو غيرها من بلاد الغرب المتهالكة على المادة المتهافتة على الطغيان
فإذا بهم قد أنشأتهم المرحلة نشأة أخرى، وسمعوا ورأوا من حديث الناس هناك عنكم واهتمامكم بشأنكم والتعليق على جهادكم وجهودكم، بما يجعلهم يستشعرون التقصير في حق الدعوة، ويعتزمون بذل الجهد وفوق الجهد في العمل لها والجهاد في سبيلها

ولقد سمعت أحدهم بالأمس القريب يخاطبني في حماسة ويحادثني في قوة وحزم، فيقول:
يا أخي، والله إننا لسنا مجهولين إلا في وطننا، ولا مغموطين إلا في أرضنا
فإذا أراد الناس أن يعرفونا، بل إذا أردنا نحن أن نعرف أنفسنا ومدى تأثير دعوتنا، فعلينا أن نرحل إلي هذه الأقطار، ونجوس خلال تلك الأمصار، ونستمع إلى أهل تلك الديار في مجالسهم الخاصة أو مجامعهم العامة
وسنرى من ذلك العجب العاجب، والقول اللازب

فأقول له: لا بأس عليك فقديمًا قيل: "وزامر الحي لا يحظي بإطراب"، وليس لنبي كرامة في وطنه وبين عشيرته، وسيدرك قومنا بعد ذلك من نحن وماذا نصنع؟
﴿وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ﴾
﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾

📚 مجلة الدعوة- العدد ٨٢

============

 حورية الدعوة : يقول العلامة السعدي رحمه الله : إذا عطفنا النظر إلى الطواريء البشرية التي لا بد لكل عبد منها، وهي المصيبات التي تعتري العباد : من الأمراض المتنوعة وموت الأحبة وفقد الأموال ونقصها ووقوع المكاره بمن تحب وزوال المحاب، وغيرها من أنواع المصائب، دقيقها وجليلها

رأيت المؤمن حقا قد تلقّاها بقوة وصبر واحتساب .. وقد قام لها بارتقاب الأجر والثواب..
وعلم أنها تقدير العزيز العليم .. وأنها اقضيته صدرت من الرب الرحيم..

فهان عليه أمرها .. وخفت عليه وطأتها .. فإنه إذا فكر فيما فيها من الآلام الشاقة قابلها بما تتضمنه من تكفير السيئات وتكثير الحسنات ورفعة الدرجات والتخلق بأخلاق الكرام والقوة والشجاعة..

وإذا أنهكت بدنه وماله رآها مصلحة لقلبه وروحه .. فإن صلاح القلوب بالشكر لله على نعمائه والصبر على بلائه، وانتظار الفرج من الله إذا ألمّت الملمات، واللجوء إلى الله عند جميع المزعجات المقلقات..

فأقل الأحوال عند هذا المؤمن أن تتقابل عنده المصائب والمحّاب والأفراح والأتراح، وقد تصل الحال بخواص المؤمنين إلى أن أفراحهم ومسراتهم عند المصيبات تزيد على ما يحصل فيها من الحزن والكدر الذي جبلت عليه النفوس)

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »