الخميس، 2 نوفمبر 2017

مطالب من الأمة المحمدية



يقول الكاتب البريطاني المعروف (توماس كارلايل)
في كتابه (الأبطال)

مدافعاً عن نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم:

( من العار أن يصغي أي إنسان متمدن من أبناء هذا الجيل إلى وهم القائلين بأن: دين الإسلام كذب، وأن محمداً لم يكن على حق.
لقد آن لنا أن نحارب هذه الإدعاءات السخيفة المخجلة، فالرسالة التي دعا إليها هذا النبي ظلت سراجاً منيراً أربعة عشر قرناً من الزمان لملايين كثيرة من الناس، فهل من المعقول أن تكون هذه الرسالة التي عاشت عليها هذه الملايين وماتت أكذوبة كاذبة، أو خديعة مخادع؟!
لو أن الكذب والتضليل يروجان عند الخلق هذا الرواج، لأصبحت الحياة سخفاً وعبثاً، وكان الأجدر بها ألا توجد! 
هل رأيتم رجلاً كاذباً يستطيع أن يخلق ديناً، ثم يتعهده بالنشر بهذه الصورة؟!).

إن هدف هذا الكتاب لم يركز فقط على بيان الأصول الفكرية لموقف الغرب من نبي الإسلام. الأهم من ذلك هو وضع تصورات عملية لتغيير ذلك الموقف إلى موقف أكثر إيجابية وعدالة وإنصافاً.

إننا في حاجة إلى أن نتعامل مع العداء الذي يواجهه خير خلق الله في الفكر الغربي بشكل عملي وعاجل.

ونختتم هذه الدراسة بمجموعة من التوصيات التي تنقسم إلى قسمين:
القسم الأول: هي مطالب من الأمة الإسلامية،
والقسم الثاني: هو عبارة عن المطالب التي ينادي الغرب أن يلتزم بها.

* *

التعامل مع العداء:

إن عداء الغرب للنبي محمد صلى الله عليه وسلم هو عداء مفهوم من المنطلقات الفكرية، وإن كان غير مقبول على الإطلاق تحت أي مبرر أو تفسير.

كان هدف هذه الدراسة هو توضيح أهم المعالم الفكرية لمشكلة الغرب مع نبي الإسلام.

فرسول – الله صلوات الله وسلامه عليه – قد جسّد صورة مخالفة تماماً للإنسان عن الصورة التي ارتبط بها المسيحيون مع المسيح  - عليه السلام – كما يصورونه. إنه جسّد إمكانية انتصار الإنسان دون الحاجة لمعجزات، بينما الفكر المسيحي المعاصر في الغرب يرى أهمية المعجزة للهروب من مواجهة الكثير من مصاعب الحياة في الغرب.

إن الأمة الإسلامية تدرك أن الاختلاف سنة كونية، وأن التدافع والتنافس بين الشعوب والأمم يسمح للبشرية بدفع عجلة التقدم إلى الأمام.
ومع ذلك فإن الاختلاف ليس مبرراً للتخاصم بين الشعوب، وإنما هو حافز للتعرف على الآخر، والتكامل معه لما فيه خير الإنسانية.
وعندما يتعدى البعض ويتجاوز خدود التعارف إلى الاعتداء أو الرغبة في الهيمنة، فإن الأمة الإسلامية تتعاون مع الآخرين من العقلاء للدفاع عن مصالحها، وحماية أمتها، والانتصار لرموزها ومقدساتها، ولتحجيم مخاطر الاعتداء، وحفظ الاستقرار والسلام بين شعوب العالم، ومقاومة أسباب الإرهاب وليس فقط مظاهره، ولذلك سميت الأمة الإسلامية – بفضل خالقها ورحمته – أمة وسطاً.

إن الأمة الإسلامية لا تعتدي ابتداء، ولكنها أحياناً تُعادى من قبل قلة من الآخر الذي يسعى إلى إقصاء الأمة وتهميشها؛ بل وإلغائها في بعض الأحيان. لذلك تنتفض الأمة لتقاوم وتدافع عن هويتها، وتحفظ دينها وكرامة رموزها. ولا تخشى الأمة من مواجهة الاعتداء، ولكنها ترغب دائماً في السلام وتجنح إليه، وترفض التظالم مع دول العالم وجميع الأمم والشعوب.

* *

مطالب من الأمة:

إن الأمة الإسلامية بحاجة إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات العملية الفعالة لتغيير واقع النظرة الغربية عن نبي الإسلام، والتصدي للهجمة الإعلامية والفكرية التي تستهدف إهانته صلى الله عليه وسلم.

ومن الوسائل التي يمكن اقتراحها في هذا المجال:

وصف ما يحدث من البعض في الغرب من هجوم على الإسلام ورموزه ب (التطرف الغربي الديني)، وبيان مظاهر هذا التطرف وأدلته، ورموزه الفكرية والعقدية، وكيفية التصدي له.

إيجاد وسائل ضغط شعبي وإعلامي مستمر وفعال لمواجهة هذه الإهانات، والرد عليها بما يناسبها.

تكوين مؤسسات للمجتمع المدني تتولى التنسيق بين الدول وبين العلماء وبين الشعوب في إدارة هذه الحملات، والتعاون بين الجميع من أجل نجاحها. فرسول الله صلى الله عليه وسلم ليس فقط نبي الشعوب، ولكنه رمز عزة الأمة أجمعها؛ بقادتها وسياسيها ومفكريها وعلمائها وشعوبها.
ومن المهم السعي نحو الإعلان عن هذا التكاتف بين الجميع في مواجهة من يسيئون إلى نبي الأمة.

توحيد الجهود الدبلوماسية في حال تبني القادة السياسيين في دولة ما إهانة رموز الإسلام، ويتدرج ذلك من إعلان المواقف الموحدة من دول العالم الإسلامي (57 دولة)، إلى البيانات العامة، ثم استدعاء السفراء، وطرد البعثات الدبلوماسية، وكذلك التهديد بقطع العلاقات، وغيرها من الإجراءات الدبلوماسية المعروفة في هذا الشأن.

تفعيل لجان علمية وفكرية تتخصص في بيان ودراسة أسباب تكرار هذه الحملات العدائية والخلفيات التي تحركها، وإتاحة ذلك لمن يتولون الرد على الإساءات.

الامتناع عن المشاركة في جلسات الحوار أو التفاوض مع كل من يثبت إساءته للإسلام، أو رموزه، أو مقدساته.

منع من يتورط في إهانة خير خلق الله من زيارة أي دولة من الدول الإسلامية، والدول المتعاطفة معها، والإعلان عن أنهم شخصيات غير مرغوب فيها في العالم الإسلامي.

إعداد قائمة سوداء بأسماء وخلفيات من يعرفون بالهجوم على رموز الإسلام تعمداً وتكراراً، ومقاطعتهم على كافة المستويات الفكرية والإعلامية والسياسية.

إعداد دراسات فكرية وسياسية عن جوانب الضعف والخلل في الخلفيات الدينية والعقدية لمن يهاجمون رموز الإسلام، ونشر ذلك عالمياً باللغات المتعددة، وليس باللغة العربية فقط.

استخدام المقاطعة الاقتصادية والثقافية الشعبية كأحد وسائل الضغط العملي، واقتران ذلك بمواقف حكومية ورسمية مشابهة، ضمن ما تسمح به القوانين والاتفاقات الدولية في هذا الشأن.

التصدي للإعلام المضاد بشكل مستمر ومؤثر، والرد على ما يثار من شبهات عن ديننا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم.

تبني كل من يتصف بالإنصاف من مفكري الغرب ومثقفيه ممن يهتمون بأمور العالم الإسلامي, ودعمهم في جهودهم للتصدي للتطرف الديني الغربي المعاصر.

إعداد برامج وثائقية عن تاريخ التطرف الديني في الغرب، ومقارنة ذلك بسماحة العالم الإسلامي تاريخياً وعملياً مع مخالفيه.

...

قائمة الأفكار يمكن أن تكون أطول من ذلك وأكثر فعالية ونضوجاً، ولعل هذه المبادرة أن تكون حافزاً للدعاة والمفكرين والعلماء، ولكل من يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى تجديد فكر المواجهة، واختيار الوسائل المناسبة لذلك، ضمن ما تقره الشريعة الإسلامية، وتغلب فيه المصالح على المفاسد، ويصب في خدمة الأمة والدفاع عن نبيها.

إن الغرب يستخدم معظم هذه الوسائل التي ذكرت أعلاه ضمن حملاته الفكرية والسياسية في مواجهة الأمة الإسلامية ونهضتها المعاصرة. لذلك لا يمكن أن يحتج أحد أن هذه الوسائل غير مقبولة عالمياً أو غير متفقة مع الأعراف الدولية.
إننا هنا لا نبحث بالضرورة عن الصواب أو الخطأ من منظور السياسات الدولية، ولكننا فقط نلزم المخالف بما يعتقد وما يمارس.

الولايات المتحدة ومعظم دول الغرب لديهم قوائم سوداء بمن لا يرحبون بهم في دولهم، وتمارس عدد من دول الغرب الضغوط الاقتصادية على كل من لا يوافقهم في مشروعاتهم للهيمنة، وتعمل المراكز الفكرية الغربية على تشويه كل من يخالف نظم الغرب أو مشروعاته أو تصوراته لمستقبل الإنسانية.
إن ما ذكر سابقاً لا يخرج عن هذه الوسائل، وبالتالي فهي وسائل مشروعة دولياً. ونحن نعاني من ممارستها ضدنا بشكل علني، فلِمَ لا نمارسها نحن بالمثل ضد كل من يهاجمون رموز الأمة؟

* *

مطالب من الغرب:

إن الغرب يتحدث كثيراً في الآونة الأخيرة عن التعايش والحوار، وأهمية تفهم الآخر ونبذ الحلول غير السلمية في العلاقة معه.

ونحن نوافق الغرب على ذلك شريطة أن يقترن هذا الحديث بتصرفات وأفعال من قادة ومفكري الغرب تعكس التزامهم أولاً بما يطالبون الأمة به.

من أجل ذلك نوصي أن تكون رسالتنا إلى الغرب هي كالتالي:

إننا نريد أن يتفهم الغرب أن الأمة الإسلامية تنتصر دائماً لدينها، ولا تقبل إهانة الأنبياء جميعهم، وأهمهم – في نظر الأمة – نبيها صلى الله عليه وسلم. إننا ندعو شعوب العالم أن تشاركنا المناداة بضرورة إيجاد صياغة دولية ومفهوم مشترك ملزم للجميع في مسألة العلاقات بين السياسة الدولية وحريات التعبير واحترام المقدسات.

نريد من الغرب ألا يتخوف من الإسلام أو من أهله، وأن يعي بالمقابل مصادر قوة الأمة الإسلامية الحضارية والعقدية والفكرية التي تستمدها من كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
إننا ندعو العالم أن يشاركنا العدل وإنصاف الآخر ومحبته وتقديره حقاً، وكما يقول أحد علماء الأمة الأجلاء: فلم يوجد في القرآن سورة لخديجة زوج محمد، ولا فاطمة بنت محمد، ولكن وجدت سورة لمريم، وسورة لأسرة المسيح؛ هي سورة آل عمران، وعمران هذا هو والد مريم ﴿إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [آل عمران:33].

نطلب من الغرب أن يترك للمسلمين حريتهم وحقهم في أن يحكموا أنفسهم وفق عقائدهم التي آمنوا بها، ولا يفرض عليهم نظاماً لا يرضونه.
فالاختلاف حق للجميع، والتسامح والحوار ليس مدعاة لفرض المعتقدات على الآخر، أو إجباره على القبول بقواعد ونظم تخالف ما ارتضته الشعوب لنفسها من دين وشريعة. 
إننا لا نقبل من الغرب النظرة الأحادية التي لا تستوعب هذه الأمة الإسلامية، ولا تسمح للشعوب بفسحة التنوع والاختلاف، ولا تسمح بالتعددية الإنسانية.

نعي أن الفهم والتعاون بين الدول والشعوب يجب أن يكون متبادلاً ومشتركاً. بمعنى أنه في الوقت الذي نسعى فيه إلى توضيح صورة الإسلام الحضارية الحقيقية للأمم والشعوب الأخرى، فإننا نطمح ألا يكون ذلك على حساب التنازل عن استحقاقاتنا ولا التفريط في استقلالنا.
الحوار لا يكون إملاءً من طرف قوي على طرف ضعيف لا يسمح له بالاختلاف، فليس هذا حواراً.
إننا نؤمن بالحوار الجاد، والتفاوض مع الغرب في حال الاختلاف، ولكن لا نسمح لأنفسنا كذلك أن نجلس على موائد حوار لا نكون فيها نداً مفاوضاً قوياً، ونسعى إلى تقوية أمتنا لتكون أهلاً للجلوس على موائد الحوار الجاد. 
ونؤمن أن الحوار يجب أن يتركز على نقاط الاختلاف، وليس فقط على عناصر الاتفاق.

نريد من الغرب أن يساهم معنا في محاربة ظواهر الإرهاب المعاصر، إرهاب الأفراد وإرهاب الدول أيضاً، أعمال الإرهاب ومظاهره، وكذلك أسبابه الحقيقية من ظلم واعتداء على الشعوب.
يجب أن تدان كل صور الإرهاب المعاصر، وخصوصاً ما ترتكبه دول عظمى في حق الشعوب. أو كيانات دخيلة في حق شعوب محتلة.
ونطلب من العالم أجمع أن يشاركنا في تجريم قتل الأبرياء العُزَّل الآمنين سواءً من خلال أفعال فردية لا تتفق مع الأديان، أو أعمال عسكرية تخالف قوانين العالم والمعاهدات.

نريد من الغرب أن يتعاون معنا من أجل أن يكون الإعلام العالمي إعلاماً صادقاً موضوعياً، وألا يتحول الإسلام والمسلمون إلى (أعداء) للعالم من أجل إرضاء قلة من المعادين.
يجب أن يتكاتف العالم من أجل ألا توصم الشعوب بصور نمطية كريهة، تحمل معاني العداء وبغض الآخر.
يجب أن يتعاون الجميع من أجل أن تسود روح العدل بين الشعوب.
إن الأمة المسلمة أمة مسالمة، وهي أيضاً أمة قوية بمعتقدها وشعوبها وثرواتها، وهي تمثل شخصاً من بين كل خمسة أشخاص يعيشون في عالم اليوم. فهل يعقل أن يكون 20% من عالم اليوم من دعاة الإرهاب، كما يصورنا البعض؟!

إننا ندعو الغرب إلى نبذ فكرة (صراع الحضارات)، وإلى نبذ فكرة الصراع ابتداء بين الأمم والشعوب، واستبدال ذلك بالمسابقة إلى الخيرات، والتدافع والتنافس الشريف من أجل إسعاد البشرية وسلامتها واستقرارها.
إننا لا نوافق على صراع الحضارات ليس لأننا ضعفاء أو نخشى الانهزام، فهذه الحضارة الإسلامية باقية منتصرة ما بقي الليل والنهار؛ ولكننا لا نوافق على صراع الحضارات ولا نسعى إليه؛ رفقاً بشعوب العالم، ورحمة بالإنسانية من أن تُجرَّ إلى حروب لا نهاية لها.
نحن نريد أن يفهم العالم أننا دعاة سلام من منطلق قوة داخلية لا ينضب، وتأييد رباني لا شك فيه، لسنا دعاة سلام من منطلق ضعف أو مهانة.
إن شواهد الأعوام الأخيرة – وكثير منها مؤلم – يقطع أن الصراع مع أمة الإسلام مكلف ومرهق للجميع.

نريد من عقلاء العالم أن يتحدوا في وقف الاعتداءات على الشعوب المسلمة والمسالمة، وإعطاء الحقوق لأهلها في فلسطين والعراق وكشمير وغيرها من شعوب الأمة.
لقد تسامحت الأمة الإسلامية مع من هاجمها من قبل، ونريد من الغرب – كما يدعو علماء الأمة – أن يتحرر من عقدة الحقد القديمة الموروثة من الحروب التي سماها الغرب (صليبية) ولم نسمها نحن كذلك.
نريد من الغرب أن يتخلى عن نظرة الاستعلاء تجاه هذه الأمة – فالأيام دول – والشرق عائد إلى سيادة الكون، ولا نقبل أن تكون النظرة التي ينظر بها الغرب إلى العالم نظرة السيد إلى عبده.

إذا كان الغرب لا يريد أن نحاكمه بأفعال القلة الطائشة منه، كما يطلب منا مؤخراً في شأن الإساءة إلى نبي الأمة، فيجب أيضاً ألا نُجرَّم نحن بأفعال القلة منا أيضاً التي تخالف إجماع الأمة سواء في الغلو والتطرف، أو في الإفراط والتفريط.
إن هذه الأمة ليست أمة من الغلاة، وليست  أيضاً أمة من الضعفاء. ومن يحكم عليها بأيهما، فهو فاقد للرؤية الصحيحة والثاقبة لحاضر ومستقبل العالم الإسلامي. ومن يتهمنا اليوم بالغلو تسبب بالأمس القريب في معظم فظائع وكوارث القتل والحروب في عالمنا المعاصر، والتي حصدت عشرات الملايين من البشر، وسعت إلى إبادة المخالف في أفران الغاز، ولم يفعل ذلك مسلم على مر التاريخ.

نريد من الغرب أن يساهم معنا في مستقبل أفضل للبشرية، وندعو الغرب إلى التعاون معنا حول الأهداف المشتركة.
إننا لا نريد – ولا نقبل – للبشرية مستقبلاً سوداوياً لا يقوم إلا على مبدأ الصراع؛ ولذلك فإن من أهداف أمتنا أن تستبدل ذهنية الصراع التي تسيطر على واقع اليوم وأحلام – بل كوابيس – الكثيرين في الغد، إلى واقع يجمع بين التناغم والتوازن والسلام:

أن يتحول   الصراع مع الكون   إلى   التناغم مع الكون
أن يتحول   الصراع مع الآخر   إلى   التوازن مع الآخر
أن يتحول   الصراع مع النفس   إلى   السلام مع النفس

نؤكد تحديداً للغرب والشرق والآخر بالعموم أننا نريد أن يعرف العالم أجمع كيف نحب رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأن يتعلم منا كيف أن حرية التعبير لا تتعارض مع احترام مشاعر الآخرين، نريد من الغرب أن يعرف أننا نعشق الحرية الحقة؛ حرية أن نُحِبَّ وأن نُحَبَّ... حرية أن نحترم الآخر وأن يحترمنا الجميع. إن الحرية الحقة أن تلزم نفسك باحترام حريات ومشاعر الآخرين، وهو ما ندعو إليه في عالم اليوم.

ندعو الغرب وباقي العالم غير الإسلامي إلى الوقوف معاً لمواجهة أعداء الإيمان بالأديان، ودعاة الإلحاد في العقيدة والإباحية في السلوك.
ندعوهم أن نقف جبهة واحدة، ضد هؤلاء الذين يريدون دمار البشرية، بدعاواهم المضللة، وسلوكياتهم الغاوية . ﴿أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً * أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الفرقان:43].

ندرك أن الكثير من أبناء الغرب، ومن أبناء الأمة الإسلامية أيضاً يريدون أن تكون التصورات والقناعات التي تخرج عن الأمة الإسلامية مرضية للخارج، وهو ما نتفهمه، ولكن الأهم – في نظرنا – أن تكون هذه القناعات حقيقية وليست متكلفة أو مجاملة، أو منعزلة عن الواقع الثقافي والفكري للأمة الإسلامية.
إن إرضاء الغرب بهذا الشكل خداع لا يليق بالأمة، وهو يفسر أيضاً عدم جدوى الحوارات وتوصيات المؤتمرات العديدة السابقة، التي اهتمت بالصياغة المناسبة للآخر على حساب الحقائق على أرض الواقع.
إن الواقع يجب أن يعبر عن سماحة ديننا، ويجب أن نسعى إلى تغييره لا إلى تزيينه للآخر، حتى لو اضطرت الأمة إلى الانتظار قليلاً أو كثيراً إلى أن يتم إصلاح واقعها حتى نقول ما نفعل، ونفعل ما نقول.

◽️◽️

📚 من كتاب : لماذا يكرهونه؟!
الأصول الفكرية لعلاقة الغرب بنبي الإسلام صلى الله عليه وسلم
د. باسم خفاجي/ المركز العربي للدراسات الإنسانية

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق