الخميس، 28 فبراير 2019

رجال من الصين .. كيف يصلون الفجر ؟!

جلس الداعية أمام الشيخ يحكي له تجربته الدعوية
ومن حوله مجموعة من جنود الكتيبة الصينية المشاركة في حرب الخليج الثالثة..

وكان الشيخ قد أطرق برأسه إلى الأرض ليصغي باهتمام 
والداعية يحدثه قائلاً:

لقد قدم هؤلاء للمشاركة في عمليات المساندة في شمال المملكة وكان لزاماً علينا نحن الدعاة إلى الله أن ندعوهم إلى الإسلام ونخرجهم من ظلمات الشرك والظلام ومن عبادة بوذا وكونفوشيوس وغيرهما من الأصنام إلى عبادة الله العزيز العلام.

وقد وفقنا الله سبحانه وتعالى في مهمتنا فأسلم عدد لا بأس به من هؤلاء وصرنا نعلمهم أركان الإسلام وندرسهم واجباته وبدأوا في أداة الصلوات في أوقاتها بعيداً عن قادتهم وكبرائهم..

ولكن المشكلة واجهتهم في صلاة الفجر فعندما علم قادتهم بتجمعهم في خيمة واحدة ليتناوبوا السهر كي لا تفوتهم صلاة الفجر فرقوهم بين الخيام..

فأخذ كل منهم ساعته المنبهة معه لكنها صودرت منه وكلما وجدوا طريقة للاستيقاظ قبيل الفجر لأداء الصلاة في وقتها حاربهم هؤلاء القادة وسدوا عليهم المنافذ والأبواب .. وفجأة توصلوا لطريقة المتحدث للاستيقاظ..!

وإذا بالشيخ ينظر باهتمام أكثر للداعية المتحدث وللجند المحيطين حوله الذين ينظرون إليه بإكبار وإجلال، وواصل الداعية كلامه قائلاً: " لقد قرر كل واحد من هؤلاء شرب كميات كبيرة من الماء قبيل النوم لكي يستيقظ للذهاب للخلاء ومن ثم ينظر إلى ساعته ويعلم كم بقي من الزمن لصلاة الفجر فإن قارب الوقت انتظر وصلى وإلا شرب كمية أخرى من الماء..

ومع تكرار التجربة مراراً قدَّرَ هؤلاء الكميات المناسبة التي تجعلهم يستيقظون في وقت يكاد يقترب من وقت الفجر، وصار كل منهم يؤدي صلاة الفجر في وقتها ... وعندها نظر الداعية إلى وجه الشيخ فإذا عيناه تذرفان "..

هؤلاء حديثو عهد بإسلام وبلغ حبه في قلوبهم إلى هذه الدرجة، لماذا يا ترى؟!
لأنهم عرفوا الجاهلية وفسادها ومن ثم علموا الإسلام وسعادته فتمسكوا به..

فأين نحن من هؤلاء ؟!!

◽️◽️

سعيد القحطاني
📚 مجلة الأسرة العدد (١٥٢)

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الأربعاء، 20 فبراير 2019

(١٨) نصيحة لأمهات التلاميذ الجدد فقط


مع بداية العام الدراسي تنتاب الأمهات – لا سيما اللاتي يدخلن أطفالهن المدرسة لأول مرة – حالات من القلق والارتباك .. ولا يعرفن ما تتطلبه تلك المرحلة من حياة الطفل..

هذه السطور تساعد أمهات التلاميذ الجدد على التكيف مع مناخ المدرسة ومساعدة أبنائهن على النجاح .. فقط راعي الجوانب والاعتبارات التالية :


١ ـ قد تلاحظين في الأسابيع الأولى تغيراً في عادات طفلك اليومية .. كنظام نومه وطعامه وغير ذلك .. وهذا أمر طبيعي لا ينبغي أن يزعجك.


٢ ـ أخبري طفلك أن التحاقه بالمدرسة مكافأة له .. وأن تفوقه فيها سيعقبه مكافآت أخرى.


٣ ـ المدرسة والمعلمة ليستا من أدوات العقاب التي تهددين بها طفلك .. فالمعلمون يبذلون قصارى جهدهم ليزرعوا في طفلك حب المدرسة والعلم .. وعليك أن تساعديهم في هذا .. فلا تهددي طفلك بأنك ستخبرين المعلم أو المعلمة إذا أخطأ .. أو تشعريه بأن المدرسة أراحتك منه.


٤ ـ احذري أن تضربي طفلك إذا رفض يوماً الذهاب إلى المدرسة .. فذلك يجعل من المدرسة في ذهنه قريناً للعقاب .. وقد يكون سبباً في كرهه للمدارس للأبد .. وإذا حدث ذلك يوماً أخبري المدرسة وهي تشاركك الحل.


٥ ـ النوم احتياج مهم لطفلك يتوقف عليه مستوى انتباهه وتحصيله في الفصل وتفاعله مع معلميه .. فاحرصي أن ينال قسطاً مناسباً من النوم.


٦ ـ يفترض أن يعتمد ابنك على نفسه في تناول طعامه .. وارتداء ملابسه وقضاء حاجته .. فإذا كان يعاني من أي مشكلة في هذا الصدد .. أخبري معلميه ليأخذوا ذلك في الاعتبار.


٧ ـ وجبة الإفطار وجبة أساسية .. فاحرصي على إمداد طفلك بها .. على أن تتضمن عناصر غذائية رئيسية مناسبة لسنه .. وابعدي عن الأطعمة المحتوية على مكسبات اللون والطعم .. وإذا احتجت لمساعدة في معرفة الوجبة الغذائية النموذجية لا تترددي في الاتصال بالمدرسة.


٨ ـ لا داعي لأن تعطي طفلك ما يزيد على ريال أو اثنين فقط .. وإن كان من الأفضل عدم إعطائه أي نقود ما دمت  قد زودته بوجبته الغذائية .. فوجود نقود كثيرة في يد طفلك يصعّب المهمة عليك وعلى المدرسة في ضبط سلوكه الغذائي .. فقد لا يستطيع تناول وجبة الغداء لكثرة ما تناوله من الحلوى.


٩ ـ تحرص المدرسة على أن تعلّم طفلك الآداب الإسلامية في السلوك اليومي والمجال الأول لتطبيق ما يتعلمه هو منزلك .. فساعديه أن يطبّق عندك ما تعلمه في المدرسة.


١٠ ـ قد يكون طفلك كثير الحركة والنشاط .. وإذا كان هذا يسعدك باعتباره دليلاً على حسن صحته .. إلا أنه قد يكون عائقاً أمام انضباطه في الفصل وحسن تحصيله .. عليك أن تعلمي طفلك حسن الاستماع إلى معلمته والالتزام بآداب الحوار فلا يقاطع معلمه ولا يسب زميلاً ولا يثير الضوضاء في الفصل.


١١ ـ الواجب المدرسي شق أساسي من العملية التعليمية .. فاحرصي أن يؤديه طفلك بنفسه وفي موعد ومكان مناسبين .. وأن يقتصر دورك على الإرشاد والإشراف فقط.


١٢ ـ احرصي على متابعة ما درسه طفلك وتفقدي حقيبته بين حين وآخر .. وأظهري أمامه اهتماماً بذلك وتقديراً منك لما يبذله من جهد.


١٣ ـ قدّمي لطفلك هدية رمزية كلما شعرت أنه حقق تقدماً في دراسته وجاءتك شهاداته بتقديرات ترضين عنها.


١٤ ـ اشتري لطفلك الأدوات المدرسية اللازمة .. وجددي ما ينفد منها من أقلام الرصاص والمحايات وألوان الرسم .. إالخ .. ثم اجعلي هذه الأدوات في صندوق يزينه طفلك ويعيد إليه تلك الأدوات فور الانتهاء من استخدامها .. وعلّميه أن يخبرك بما انتهى من الأدوات حتى تشتري له بدلاً عنها .. وشاوري معلمته فيما يلزمه من هذه الأدوات واشركيه معك في شرائها.


١٥ ـ يختلف الأطفال فيما بينهم في طريقة إنجاز الواجب المدرسي .. فبعضهم يبدأ فيه بمجرد العودة من المدرسة وبعضهم يفضل تأجيله في المساء وبعضهم يفضل حل الواجب في غرفته فيما يفضل آخرون حله في غرفة المعيشة .. اسشيري طفلك في طريقة حل الواجب .. وضعي له برنامجاً يومياً للمذاكرة يتضمن قواعد صارمة مثل عدم مشاهدة التلفاز أو سماع الراديو أثناء حل الواجب وعدم اللعب قبل الانتهاء من حل الواجب المدرسي.


١٦ ـ اجعلي  من الواجب المدرسي وسيلة لتعليم طفلك كيف يعتمد على نفسه ويتحمل المسؤولية .. وهذا يتوقف على حجم مشاركتك في حل هذا الواجب .. فكلما زادت مشاركتك كلما اعتمد الطفل عليك وقلّت ثقته في نفسه .. فأنت مجرد مرشدة له لحل الواجب .. لكن لا تحلّيه بنفسك.


١٧ ـ احتفظي في بيتك بنسخة من الوسائل التعليمية المدرسية كالحروف المغناطيسية والأدوات الرياضية .. فهي تجعل التعليم لطفلك أكثر حيوية ومتعة.


١٨ ـ اجعلي من الواجب المدرسي لطفلك شأناً عائلياً .. فلا تستأثري بالإشراف على طفلك أو تتركي الأمر كاملاً لأبيه .. بل اشتركا معاً في متابعة طفلكما في مسيرته المدرسية وأدائه لواجبه .. حتى يشعر الطفل أنه محل اهتمام وأن الأسرة تعمل كفريق عمل واحد.

◽️◽️

📚 مجلة الأسرة العدد (٦٢) جمادى الأولى ١٤١٩ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

إعدام .. ثم إمام .. !!


الذين عاشوا في أفغانستان بين المجاهدين يجمعون حصيلة كبيرة من التجارب التي تحتاج إلى أسفار ربما يفرغ بعض المطلعين لتسطيرها في مستقبل الأيام – إن شاء الله - .

وكلما جلست مع مجموعة من المجاهدين سرد عليك أحدهم قصة عجيبة فيها دلالات واضحة على الإصرار والتضحية سعياً وراء تحقيق النصر أو الشهادة. ويسري هذا على الجميع منهم، كالقادة الكبار والقادة في الداخل وأفراد المجاهدين من الأفغان وغيرهم من المسلمين.

ومعظم الروايات عجيبة تستحق التقدير؛ ومنها أن شاباً عربياً دخل مجاهداً في الداخل فأسرته مجموعة من الأفغان، ورموه بما هو ليس أهلاً له، حيث ظنوا أنه إنما جاء إلى هناك لإثارة الفتنة وتغيير الدين!
فحكموا عليه بالإعدام!!

فحمد الله الشاب ودعاه أن يتقبله من الشهداء والصالحين، وحاول معهم بلطف يحدثهم عن تقوى الله وما ينتظر التائبين من الثواب، وقرأ عليهم بعض آيات من كتاب الله وبعض أحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فكان جزاؤه أن خفف عليه حكم الإعدام بالسجن المؤبد.

فحمد الله الشاب ودعاه أن يلهمه الصبر في قضاء بقية حياته في السجن، ورأى أنها فرصة يدعو إلى الله تعالى داخل السجن، ولكنه لم يترك سجانيه بل واصل معهم الدعوة إلى الله وشرح وظيفة المسلم في الحياة والغرض منها، وذكرهم بالجنة ونعيمها والنار ولهيبها، ونبههم إلى مغبة الظلم ومصير الظالمين، فكان جزاؤه أن خفف عليه حكم السجن المؤبد بخمس وعشرين سنة.

فحمد الله الشاب ودعاه أن يعينه على قضاء هذه المدة في السجن وأن يجعلها له خيراً من وجوده خارج السجن، وواصل موعظته للسجانين يعطيهم مما أعطاه الله من العلم والحكمة ويرد على أسئلتهم التي بدأت تصل إليه، ويجتمع ببعض رجالهم في حل مسائل ترد إليهم من إخوانهم المجاهدين والمقيمين، فكان جزاؤه أن خفف عليه حكم السجن من خمس وعشرين سنة إلى عشر سنين.

فحمد الله الشاب وأثنى عليه ورضي بأن يبقي عشر سنين في السجن إن أمد الله في عمره ما دام سيستطيع التأثير على أحبابه، فواصل مسيرته معهم، وواصلوا جلساتهم العلمية معه، بل بدا جزء منهم يتتلمذ على يديه، ويقضي معه الساعات الطوال يستفيد من علمه، حتى صدر الحكم عليه بإطلاق سراحه على أن يبقى بينهم ويعلمهم ويهديهم إلى الحق هداية دلالة وإرشاد.

فواصل معهم التوجيه وعقد الحلقات وانتشر في البلد فأحبه الناس وتعلقوا به. فصدر القرار بتعيينه إماماً عليهم يؤمهم في الصلاة ويلقي عليهم الدروس، ويخطب بهم بين الفينة والأخرى.

وهكذا تحول الحال من الحكم بالإعدام إلى القرار بأن يكون هذا المحكوم هو الإمام.

وهذه قصة شاب لا يزال في الساحة يجاهد في سبيل الله، يبتغي رضوانه ويتطلع إلى عزة دينه ورفعة أمته. وأحسبه كذلك، وهو نموذج لشباب – نحسبهم من الصادقين – بدأوا الآن يجنون ثمار الصبر والمعاناة، كان الله في عونهم، وكان الله في عون الجميع.

◽️◽️

📚 من كتاب الجهاد والمجاهدون في أفغانستان: وقفات تقويم
للمؤلف د/ علي بن إبراهيم النملة

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »