السبت، 26 يناير 2019

دعاء السلف أن يبلغهم رمضان قبله بستة أشهر


‏أشهر قليلة ويشرف على الدنيا هلال ‎رمضان المبارك 🌙

رسولنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم كان
 يدعي قبله بشهور أن يبلغه رمضان

وكذا السلف قبله بستة أشهر أن يبلغهم رمضان
ويتقبل أعمالهم برمضانهم الماضي.

‏وصيتنا ..

ووصية شيخنا ‎ابن باز رحمه الله تعالى

( فوصيتي
لكل مؤمن ولكل مؤمنة
الضراعة إلى الله عز وجل ودعاءه بصدق وإخلاص
أن يبلغه هذا الشهر الكريم
وأن يعينه على صيامه وقيامه
إيماناً واحتساباً )

نسأل الله أن يبلغنا واياكم شهر رمضان ويعيننا على صيامه وقيامه ويكتبنا فيه من المقبولين.

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الثلاثاء، 22 يناير 2019

تغريدات عن آبائهم ومواقفهم المؤثرة



عالم ‎الوالدين مع أبنائهم
مليء بالمواقف والألوان

ليس هناك أكثر 🌸 محبة وأصدق وأخلص 🌸
من حبّ الوالدين

(من أُعطي حظه من الرفق فقد أُعطي حظه من الخير)

تذهب كل هموم الدنيا عنا
 بمجرد أن نرى ابتسامتهما ورضاهما عنا🌴

مواقف مؤثرة تروى بلسان أصحابها :


توكاف :
في الثالثة عشر من عمري صلّيت الظهر في أقل من دقيقة، وبعد السلام التفتّ لأجد والدي - رحمه الله - يقف عند باب الحجرة بابتسامة وسؤال: "اش الحاجة اللي بتفوت الإنسان وهو يتكلّم مع قاضي الحاجات؟"

كان هذا السؤال فقط طريقته في إرشادي، ومن حينها كل صلاة تذكّرني به سيّد الأحباب.


الرد وتعليقات على تغريدة توكاف :


‏د. عبد الاله الحيزان
"اش الحاجة اللي بتفوت الإنسان وهو يتكلّم مع قاضي الحاجات؟"
عندما يتحدث الكبار
تأتي الحكمة في ثوب النصيحة بلسان المحبة
رحم الله والديك ووالدينا أجمعين


هِندعبدالله :
تذكرت ابوي الله يرحمه وهو قبل يروح يأذن لصلاة الفجر يقولنا شوفوا من تبون يضحك الله ولا الشيطان
اذا تبون الله يضحك قوموا صلوا
واذا تبون الشيطان يفرح كملوا نوم ،
وهذي اللي خلتنا دايم نبي الله يضحك والشيطان يُغلب♥️♥️.


د. منصور القطري :
سكب الابنُ القهوة للضيوف فانسكبت منه على الأرض .. فلم يغضب الأب ولم يصرخ بل أبتسم وقال : وللأرض من كأس الكرامِ نصيبُ..
تربية تعزز الثقة بالنفس ..
رحم الله والديك


‏‏سَحـابُ الرّيـاض :
ذكرت أبي قبل وفاته بعام دخل من العشاء فوجدني لم أصل بعد، فقال عليه شآبيب رحمته:
"صلِ يا سارة وألحقيها بما يسد خِلالها، ولا تفوتي فضل التبكير والنافلة"، ثم استشهد بالثوب الخرق المرقع على فضل النافلة وكان يحب التوجيه بالمثل
واليوم كلما غفلت عن العشا بدا لي ويده على مقبض الباب إلا صوته


حنين🍭 :
تذكرت عمر رضي الله عنه لما شاف وضوء رجل ناقص قاله شوف وضوئي وعلمني ايش الغلط💘


أ/ مرام :
مع أنه الصلاة فرض لا يتطلب مؤديه المدح والثناء لكن دائما والدي رحمة الله عليه لما يمر أثناء ما أصلي يثني علي ويمتدح بلهحة سعيدة💔 صرت أتعمد أحيانا أصلي في مكان منكشف حتى يراني وأسعده


إبراهيم سعد عسيري :
رحمهم الله جيل صفوة حياتهم طيبة كلها ذكر وتسبيح وحمد وتهليل وتكبير
إن خرجوا من البيت ذكروا الله وإن دخلوا كذلك
ذكر دائم هكذا كان حال والدي ووالدتي رحمهما الله وجميع موتى المسلمين/كان حريصين على صلاتنا / أذكر أمي رحمها الله تذكر اسم الله وهي تطبخ وهي تفتح آنية الأكل والطبخ ذكرا دائم.

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الاثنين، 14 يناير 2019

💎 كنز المعوذتين 💎

‏‏
💎 كنز المعوذتين 💎

اليهود سحروا النبي ﷺ
سحره لبيد بن الأعصم .. فتعالج ﷺ بالمعوذتين..
وضع السحر في مشط كان يسرح به شعره.. وجعل في قاع بئر منتنة.

استخرج الصحابة السحر .. وكان ﷺ قد أتعبه هذا السحر .. فصار يصلي ويدعو الله،
ثم دعا.
ثم دعا.

فأرشده الله أن علاجه في المعوذتين.

◽️◽️


💎 كنز المعوذتين 💎

بسبب غفلتنا عن المعوذتين وإهمالنا لهما انتشرت في البيوت الأمراض النفسية
والإكتئاب .. وتمكن الشيطان .. وقوي السحر والحسد والعين.

المعوذتان فيهما حماية من:
شر ما خلق
شر الغاسق
شر النفاثات
شر الحاسد
شر الوسواس.

كلها شرور خفية لا يستطيع دفعها إلا ربها.

◽️◽️


💎 كنز المعوذتين 💎

قال ﷺ: (ما تعوذ متعوذ بمثلها).

وأخبر ﷺ أن من قرأ بهما حين يصبح وحين يمسي ثلاثا : (كفته من كل شيء).

هل انتبهتم:
من كل شيء !!
(كل شيء) يعني:

الشياطين - السوام - الأمراض - حوادث السيارات - اللصوص - المفسدين لك ولأبنائك...

◽️◽️


‏💎 كنز المعوذتين 💎

قال ابن باز ( رحمه الله ) .
قراءة المعوذتين صباحاً ومساءً ثـلاث مرات من أسباب السـلامة من السِّحـر وغيره

فتاوى نور على الدرب (٢٩٥/٣)

إذا :
نحن بحاجة ماسة للعناية بهاتين السورتين الجليلتين..
وأن نعتصم بالله عن طريقهما.. وأن نتواصى بهما
وأن نعلمها أولادنا

◽️◽️


‏💎 كنز المعوذتين 💎

قال ابن القيم عن الحكمة من قرائتهما بعد الصلاة

في هذا سر عظيم في استدفاع الشرور من الصلاة إلى الصلاة.

( زاد المعاد)

ابن كثير:
أنفع مايستعمل لإذهاب السحر ما أنزل الله على رسوله في ذهاب ذلك .
وهما المعوذتان وآية الكرسي فإنها مطردة للشيطان..

◽️◽️


‏💎كنز المعوذتين 💎

عن أبي سعيد كان النبي ﷺ يتعوذ من الجآن وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان ..  فلما نزلتا أخذ بهما وترك ماسواهما.
"صححه الألباني

ابن القيم:
لا يستغني عنهما أحد قط، ولهما تأثير خاص في دفع السحر والعين، وسائر الشرور ،،

◽️◽️


مجموعة تغريدات [ رقية وشفاء ]
الحساب الرسمي لموقع رقية وشفاء بإشراف الشيخ الراقي مسفر العصيمي

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

[ الحسد ] وأثره السلبي على المجتمعات

‏▪

في زحمة الحياة نتفاجأ ببعض الأخلاق الغريبة التي لها أثر سلبي على المجتمعات.

وحديثنا اليوم عن خلقٍ من أخلاق إبليس .. خلقٌ يدمر القلوب، يفسد العلاقات بين الأقارب والأصدقاء.. إنه ‎الحسد.


‏🔺️ الحسدُ هو أولُ ذنبٌ عُصي الله به في السماء .. فلما أمر الله الملائكة أن يسجدوا لآدم سجدوا إلا إبليس حسد واستكبر.

🔺 الحسد هو أولُ ذنبٍ عُصي الله به في الأرض في القصة التي حصلت بين ابني آدم وقربا قرباناً فتقبلُ الله من أحدهما ولم يتقبل من الآخر فقام وقتله.


ولعل من أغرب صور الحسد ما جرى من إخوة يوسف حينما عزموا على قتله ورموه في البئر حتى جرت له بعد ذلك ألواناً من المحن والبلايا حتى نصره الله في عاقبة الأمر.

الحسد أيها الكرام هو داء كبير وقديم.


‏‏👈🏻‎ الحسد هو تمني زوال النعمة عن الغير .. ولهذا يعتبر الحاسد عدو للنعم .. لأنه يكره النعمة التي اختارها الله لك.

الحسد من أخلاق اليهود..

قال تعالى:
﴿ وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ 


‏🔺 الحسد يسبب الغيبة والطعن في الآخرين
وكفى بذلك شراً .. فالحاسد يريد تقليل قدرك فلا يقدرُ إلا بالغيبة في المجالس حتى يسقطك من أعين الناس.
 ولكن هيهات فمن رفعه الله فلن يقدر أحد على إسقاطه

إن من الجميل أن نتعرف على الأسباب التي توقع في الحسد لكي نتجنبها 👇


فمن أسباب الحسد :

🔺 حب الدنيا والتنافسُ فيها والخلل ليس في حب الدنيا فكلنا نحبها
 ولكن الخلل في أن نحسد الآخرين ونتمنى زوال النعم التي لديهم بسبب مادخل في قلوبنا عليهم

🔺 ضعف الإيمان
لأن من ضعف دينه ساء قلبه
وقوة الإيمان لها دور كبير في محبة الخير للآخرين والفرح بما يحصلون عليه


ومن أسباب الحسد :

🔺 عدم الرضا بالحال التي يعيشها الحاسد فهو متطلع دائماً إلى ما عند غيره وليس عنده قناعة بما لديه
يقول_الله_تعالى: ﴿ ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض 
ومن وصايا نبينا
انظروا إلى من هو أسفل منكم ولاتنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لاتزدروا نعمة الله عليكم


‏‏‏إن من صورِ الحسدِ في مجتمعنا :

🔺 الحسد بين التجار في تجارتهم ومشاريعهم وغيابُ مفهومِ التنافسِ الشريف.

🔺 وهناك الحسد بين الموظفين حينما يتميزُ أحدهم بمرتبة أو بشهادة أو بمكرمة من القائد أو المسئول في تلك الجهة.


‏🔺 وهناك الحسدُ حتى في صفوف الصالحين من الدعاة وطلاب العلم وحفاظ القرآن..

 فهذا ربما حسد صاحبه لأنه أكثر تميزاً منه في الأسلوب أو الحفظ أو العلم..
أو لأنه محبوبٌ ومشهورٌ أكثر منه..
وهذا لا يُستغرب  لأن الشيطان يجري في ابن آدم مجرى الدم.


‏ومن صور الحسد ما يكون بين النساء ولعل هذا من أكثر الصور وأقواها أثراً..

🔺 فهذه تحسد صديقتها لأنها موظفة وهي لم يحالفها الحظ.

🔺 وهذه ربما تحسد أختها لأنها سافرت لتلك الدولة وهي لم تسافر..
وهذه تحسدُ صاحبتها لأن زوجها قدم لها هدية ثمينة.


‏🔺 وهذه ربما حسدت جارتها؛ لأن لها أولادٌ بررة وهي لم تُرزق بأولاد.

وهكذا تتكرر صور الحسد في بعض المجتمعات وكما قيل: ماخلا جسدٌ من حسد ولكن الكريمَ يخفيه ويجاهد نفسه على تطهير قلبه وأما اللئيمُ فيبديه وربما أضر بالآخرين.


‏👌🏻 إن مما يجب التنبيهُ عليه أن هناك ارتباطٌ بين الحسد وبين الإصابة بالعين .. والعين حق كما قال النبي

🔺 والعين هي نظرة إعجاب تخرج من الشخص ولم يقترن معها ذكر الله وربما أصابت المعيون والمحسود ببعض الضرر حتى قال النبي : " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ". رواه مسلم.


ولعل أكثرنا قد سمع بقصةٍ عن العين وبعضنا ربما لازال يعاني هو أو زوجته أو ولده من أثر الإصابة بالعين.

👌🏻 والعينُ لها علاقة بالحسد..
لأن الحاسدَ حينما رأى تلك النعمة عليك
انطلقت من نفسه شرارة سُمّية وربما أصابت المحسود بالضرر.


‏▪

وأخيراً ..

 نقولُ لكل مؤمن..
اتق الله  .. واذكرِ الله حينما ترى على أخيك نعمةً من الله من مالٍ أو جمالٍ أو جاهٍ أو تميز أو غيرها من النعم.

حرامٌ عليك أيها الناظر أن تضرَ الآخرين بسببِ نظراتك الحاقدةِ والحاسدةِ.

◽️◽️

مجموعة تغريدات [ رقية وشفاء ]
الحساب الرسمي لموقع رقية وشفاء بإشراف الشيخ الراقي مسفر العصيمي

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

الأحد، 13 يناير 2019

لا أدري من أطيع

عادت الفتاة الصغيرة من المدرسة، وبعد وصولها إلى البيت لاحظت الأم أن ابنتها قد انتابها الحزن، فاستوضحت من الفتاة عن سبب ذلك الحزن.

فقالت: ( أماه إن مدرّستي هددتني بالطرد من المدرسة بسبب هذه الملابس الطويلة التي ألبسها ).

الأم: ولكنها الملابس التي يريدها الله يا ابنتي.

الفتاة نعم يا أماه ... ولكن المدرّسة لا تريد.

الأم: حسناً يا ابنتي، المدرّسة لا تريد، والله يريد، فمن تطيعين؟
أتطيعين الله الذي أو جدك وصورك، وأنعم عليك؟
أم تطيعين مخلوقة لا تملك لنفسها نفعاً ولا ضراً؟

فقالت الفتاة: بل أطيع الله.

فقالت الأم: أحسنت يا ابنتي وأصبت.

وفي اليوم التالي ... ذهبت تلك الفتاة بالثياب الطويلة ... وعندما رأتها معلمتها أخذت تؤنبها بقسوة فلم تستطع تلك الصغيرة أن تتحمل ذلك التأنيب مصحوباً بنظرات صديقاتها إليها فما كان منها إلا أن انفجرت بالبكاء ... ثم هتفت تلك الصغيرة بكلمات كبيرة في معناها ... قليلة في عددها:
والله لا أدري من أطيع؟ أنت أم هو؟

فتساءلت المدرّسة: ومن هو؟

فقالت الفتاة : الله، أطيعك أنت فألبس ما تريدين وأعصيه هو، أم أطيعه وأعصيك؟ سأطيعه سبحانه وليكن ما يكون.

يالها من كلمات خرجت من ذلك الفم الصغير كلمات أظهرت الولاء المطلق لله تعالى وأكدت تلك الصغيرة الالتزام والطاعة لأوامر الواحد القهار

... ولكن ...
هل سكتت عنها المعلمة؟

لقد طلبت المعلمة استدعاء أم تلك الطفلة ... فماذا تريد منها؟

وجاءت الأم ...

فقالت المعلمة للأم: ( لقد وعظتني ابنتك أعظم موعظة سمعتها في حياتي )

نعم لقد اتعظت المعلمة من تلميذتها الصغيرة.
المعلمة التي درست التربية وأخذت قسطاً من العلم.
المعلمة التي لم يمنعها علمها أن تأخذ الموعظة من صغيرة قد تكون في سن بناتها.

فتحية لتلك المعلمة
وتحية لتلك الفتاة الصغيرة التي تلقت التربية الإسلامية وتمسكت بها.
وتحية للأم التي زرعت في ابنتها حب الله ورسوله.

 الأم التي علمت ابنتها حب الله ورسوله.

فيا أيتها الأمهات المسلمات: بين أيديكن أطفالكن وهم كالعجين تستطعن تشكيلهم كيفما شئتن فأسرعن بتشكيلهم التشكيل الذي يرضي الله ورسوله.
علمنهم الصلاة ...
علمنهم طاعة الله تعالى ...
علمنهم الثبات على الحق ...
علمنهم كل ذلك قبل وصولهم سن المراهقة .

فإن فاتتهم التربية وهم في مرحلة الصغر، فإنكن ستندمن أشد الندم لضياع الأبناء عند الكبر.

وهذه الفتاة لم تكن في عصر الصحابة ... ولا التابعين.
... إنما في العصر الحديث ...

وهذا مما يدل على أننا باستطاعتنا أن نوجد أمثال تلك الفتاة.

الفتاة التقية الجريئة على إظهار الحق والتي لا تخشى في الله لومة لائم.

فيا أختي المؤمنة ... ها هي ابنتك بين يديك.
فاسقيها بماء التقوى والصلاح وأصلحي لها بيئتها طاردةً عنها الطفيليات والحشرات الضاره.

وها هي الأيام أمامك ...
فانظري ماذا تفعلين بالأمانة التي أودعها لديك رب السموات والأرض!!

 ◽️◽️

📚 من كتيب مواقف نسائية مشرقة
تأليف نجيب خالد العامر

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

قصص طبية يرويها لنا الطبيب الداعية عبد الله العثمان


* تنويه : الموضوع يحتوي على قصص
مؤثرة جدا

__ 


سؤال لو سمحت :

هل فكرت يوماً في دخول المستشفى طواعية وتأملت في غرف المرضى وحال أهلها ؟!

هل دخلت يوماً إلى غرفة العمليات استغرقت لحظتها الرهيبة ؟!

هل عشت ساعات عصيبة في غرفة الإنعاش مع رجل يقارع الموت ؟!

هل جربت المكوث يوماً في قسم الطوارئ والإسعافات لترى عجائب مقادير الله في خلقه ؟!


إذاً
ضع يدك في يدنا لندخل هذا العالم الغريب ! ..


الطبيب الداعية : عبد الله بن أحمد العثمان
استشاري وأستاذ مشارك جراحة العظام
وممثل المملكة في كبرى جمعيات العظام العالمية
يروي لنا قصصا طبية :


﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ 


حكم المنيّة في البريّة جاري = ما هذه الدنيا بدار قرارِ
اقضوا مآربكم سراعاً إنما = أعماركم سفر من الأسفارِ
وتراكضوا خيل السباق وبادروا = أن تُسترد فإنهن عوار
ودعوا الإقامة تحت ظل زائلٍ = أنتم على سفر بهذي الدارِ


في غرفة الطوارئ :

مريض أصيب في حادث سيارة .. الحادث كان شنيع جداً أدى إلى إغماء شديدة وتوقف القلب والرئتين .. فبدؤوا الأطباء بإنعاش هذا الولد الشاب بكل ما يستطيعون من جهد إنعاش القلب والرئتين، الصعق الكهربائي، إعطائه الأدوية يريدون قلبه يتحرك ولو نبضة واحدة ولكن لا يوجد شيئا سبحان الله العظيم .. قدر الله سبحانه وتعالى له الوفاة .. فبعد ثلاثين دقيقة وكان لدي معرفة الأطباء يستمرون فترة معينة حتى يشير إليهم المسؤول عن الإنعاش بالتوقف حتى ما يؤذون الميت وإن كانت فيه حياة تكون واضحة ببعض العلامات .. توفي هذا الشاب بذلك الحادث الفظيع فبدؤوا البحث عن هوية ذلك الشاب حتى يعرفون من هو؟! وكيف يتصلون على أهله؟! يخبرون ما حوله حتى يأخذوا ذلك الشاب بعد أن توفاه الله سبحانه وتعالى .. فوجدوا اسمه وبطاقة عنده " بطاقة الأحوال " وعرفوا عن طريق البدالة رقم والده..

الطبيب المصري المعالج حقيقة كان متحرك في الاتصال بوالديه لإخبارهم لما حصل لابنهم فأعطى زميلنا التلفون وقال له: لو سمحت اتصل فيهم وأنت سعودي وتستطيع التفاهم مع أبناء جلدتك وقل لهم ما حصل..

يقول زميلنا: فاتصلت بوالده .. رد والده أنت فلان قال نعم . قلت ولدك فلان ابن فلان قال نعم. قال حصل له حادث سيارة بسيط وهو الآن منوّم في المستشفى وفي العناية المركزة فهو يريدك تأتي حتى تنظر إليه .. ففجع الوالد: هاه ماذا حصل؟! عساه بخير وو؟! قلت له ما صار له شيئا لكن أنت تعال للمستشفى وان شاء الله تعرف مقدار الحادث وغيره وان شاء الله إن الأمر كله خير بس أنت تعال .. و حقيقة هذه طريقة مناسبة حتى ما يُفجع الوالد أو الأهل بما يحصل لهم من حوادث أو من مصائب..

أتى الأب على عجل يا إخوة وفي عينه دموع لا تنقطع .. فقد رأينا سابقا حوادث كثرة لسيارات ورأينا والدين أم وأب يحضرون إلى الطوارئ وحتى بعد علمهم بوقع المصيبة والوفاة يبكون لكن ليست بهذه الكمية من الدموع والبكاء وأيضا إلى الآن بعد ما يعرف هل هو مات أو لا! دموع وبكاء ونحيب أين ولدي؟ أين العناية المركزة؟ أين الدكتور فلان الذي أخبرنا عن ولدي؟ .. فجاء الدكتور حاول يطمئنه يذكره بالله قبل أن يذهب به إلى ابنه .. ولكن أبداً هو في بكاء شديد جداً ونحيب فأسمع منه كلمات وتمتمات: ولدي الوحيد على ٧ بنات ولدي الوحيد الذي كنت أتمناه على ٧ بنات اللهم لك الحمد يا رب اللهم لك يا رب ولدي الوحيد على ٧ بنات ويرددها .. فيقول الدكتور فسيحان الله العظيم اختار الله ولده على ٧ بنات وجئت فجلسته على الكرسي في الطوارئ وجلست أذكره بالله أقرأ عليه بعض الأحاديث والآيات وهذا واجب كل طبيب مسلم في هذه المواقف أن يكون معد نفسه لأمثال هذه المواقف لأنه لا بد في يوم من الأيام تدريب أو أيام حياته الطبية سوف يواجه بمثل هذه المصائب فلابد أن يدرب نفسه على تطمين الأهل تذكيرهم بالله سبحانه وتعالى عند وقوع المصائب و يفضل حقيقة حفظ آيات وأحاديث تذكر بعظم من يصبر ويحتسب عند وقوع المصيبة عند الوهلة الأولى..
يقول الطبيب: وفي هذه الأثناء وبعد مرور نصف ساعة والأب لا يستطيع الحراك ما يستطيع أن يقف لأنه علم من كثرة كلام الطبيب أن الابن قد توفى أقول له اذكر الله يا ابن الناس فيقول الحمد لله على كل حال لله ما أعطى ولله ما أخذ فهو يبكي بكاء وكلماته بسيطة جداً : اللهم لك الحمد والشكر يا رب اللهم لك الحمد والشكر ولد على ٧ بنات يقول هذه الكلمات التي كنت أسمعها منه: كنت أتمنى أن ربي يضع فيك الصلاح ويضع فيك خلفة لي وأن تكون لي عضدي وأن وأن .. ولكن لك الحمد يا رب لك الحمد يا رب ويرجع يشكر الله سبحانه وتعالى ويحمده على ما أصابه .. يقول الطبيب حتى أنا رقيت مع صوته أنا أبكي معه ومتعاطف معه وفجأة انفتح باب الطوارئ ودخل شاب يافع طويل ينظر لذلك الرجل الكبير في السن في الطوارئ ويبكي والأب رفع نظره ونظر هذا الشاب وقام يبكي وما استطاع أن يقف على رجليه، والابن يقرب منه والأب يبكي والابن يبكي يقول منظر عجيب جداً الجميع يبكون والأب ما يستطيع يقف رجوله ما قدرت تحمله! إلى أن جاءه ولده وانكبّ عليه وجعلوا يبكون مع بعض .. قلت ما هي السالفة؟! من هذا؟! .. والأب يقول: ابن على ٧ بنات الوحيد على ٧ بنات ويبكون وينظرون إلي..
يقول: وبعد أن هدأت العاصفة وهدأ البكاء والنحيب وذلك الأب والابن: الحمد لله اللهم لك الحمد يا رب .. نطق الابن وقال: هذا يا والدي صاحب الخيام مستأجرين الخيام منه فقال أعطنا ضمان أنك بتجيب الخيام فأخذ مني بطاقة الأحوال فحطها في جيبه وخرج فيها وصار له الحادث ولما فتشوا وجدوا بطاقة أحوال هذا فرفعوها فظنوا أنه هو المعني بالوفاة أو بالحادث .. فاتصلوا وأخبروا الأب وهذا ما حصل..
فسبحان الله العظيم يعني ما كانت غلطة أحد ولا شي لكن هذا الذي حصل لكن كانت فيها عبرة كبيرة جداً للجميع للأب صبره ودعاءه وحمداً لله سبحانه وتعالى، كان فيه عبرة للابن أن الله سبحانه وتعالى أنعم عليه بحياة جديدة كما يقولون لعله وعسى بعدما علم ما حصل لصاحبه أو لصاحب الخيام أنه يتوب ويعود إلى الله سبحانه وتعالى ويذكره سبحانه وتعالى في كل صغيرة وفي كل كبيرة لعله إن كان على معصية أن يتركها وإن كان على طاعة فليزداد من هذه الطاعات لأن العمر قصير وما تدري كيف تأتيه المنية قد تأتي بين لحظات بسيطة جداً يعني أقرب للإنسان من شراك نعله .. يقول العبرة لي أنا كطبيب يعني أني ما أتعجل وحتى أتحرّى وفي نفس الوقت دموع الوالدين أثرت فيني كثير جداً حتى أني بدأت أنا أبكي وبدأت أتذكر أبنائي وأهلي وما أنعم الله سبحانه وتعالى بي من نعمة الأولاد والأبناء الذي عندي يقول وسبحان الله العظيم أمور وخواطر كثيرة جداً كانت تجول في خاطري من تلك الحادثة والله أعلم..



على أعتاب البرزخ :

رجل كبير في السن أُحضر إلى مستشفى الطوارئ المركزي وهو يعاني من سكرات الموت .. بدأ النبض يقل عنده تدريجياً حتى وصل إلى الإغماء ثم بدأ يتوقف عنده التنفس .. فبدأ الأطباء في الطوارئ بإنعاش القلب والرئتين بالطريقة المعهودة، عملوا مساج للقلب وتنفيس للرئتين ثم أعطوه الأدوية المناسبة لإنعاش القلب تدريجياً شعورا كأنه فيه حركة في عضلات القلب من خلال الجهاز الذي يوضع على صدر المريض ويراقب فيه دقات القلب .. بدأت النبضات تعود إليه من جديد فرحوا الأطباء كلهم الحاضرين لإنعاش هذا الرجل الشيخ الكبير في السن ومعروف لدى أصحاب المستشفى عُرف عنه بالخير والصلاح والتقى ومسجده كان يرتاد إليه الكثير من الناس حيث هو أصلاً إمام مسجد كانت تغسل فيه الموتى في مسجده فبدأ الناس أو الأطباء يستبشرون خير بأن قلبه بدأ ينبض من جديد وبدأت ترتفع النبضات: عشرين ثلاثين أربعين ستين بدأ يتنفس بدأ يأخذ نفس لوحده .. رفعوا عنه الكمامة لما شعروا أنه بدأ يفيق وبدأ ينظر للناس يسار يمين خلف كأنه يستغرب لماذا هم مجتمعين حوله بهذه الطريقة! .. لما أفاق إفاقة جيدة، رُفعت الكمامة عن فمه " كمامة الهواء والأكسجين " أول شي نطق فيه: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله ثم سبحان الله العظيم ما لبث مليّاً إلا وبدأت النبضات تتناقص تدريجياً: سبعين ستين خمسين أربعين والأطباء حوله يحاولون يعطونه الأدوية يحاولون يعطونه منشطات القلب يحاولون بكل الطرق، ينعشون قلبه من جديد ما فيه استجابة! .. بدأ النفس عنده يضيق ويقل .. توقفت الرئتين من التنفس وبدأ قلبه صفر كما وضح من خلال جهاز السيطرة أو الذي يراقب دقات القلب .. عادوا من جديد بنفس الطريقة إنعاش القلب والرئتين، تنفيس للرئتين، وصلة الكمامة، إعطاؤه الأدوية، مساج القلب، بنفس الطريقة خمس ضربات مساج القلب وتنفيسه واحدة للرئة: واحد اثنين ثلاثة أربع خمس أعطونا نفخة هواء وهكذا مرات عديدة وأعطوه كل الأدوية المنشطة لعضلات القلب بشكل متكرر ما استجاب! أعطوه حتى وصلوا إلى الصعق الكهربائي حتى انتعش قلبه من جديد وعادت دقات قلبه إلى وضعها الطبيعي سبعين إلى ثمانين في هذا الوضع، وعادت رئتيه إلى العمل من جديد يتنفس تنفس طبيعي وأفاق من جديد ونظر لمن حوله صار ينظر إليهم كلهم يلتفت ذات اليمين وذات الشمال وكأنه يشير برفع الكمامة عن فمه فرُفعت الكمامة ونظر ثم رفع سبابته وقال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله وتوقف القلب مرة ثانية سبحان الله العظيم .. أعادوا الكرة للمرة الثالثة ولكن هذه المرة لم يكن هناك فائدة من مساج القلب أو إنعاش الرئتين لكن أعطى للجميع من حضر تلك الحادثة عبرة وعظة بكت منها العيون أن الله سبحانه وتعالى يثبت الذين آمنوا بالقول الثابت، ثبت ذلك الرجل أمام الجميع بشهادة الجميع بشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .. نسأله سبحانه وتعالى لنا وله جنة الخلد أجمعين..



شجاعة لا نظير لها :

طفل عمره ٦ سنوات أحضره والده في الطوارئ يشتكي من شكوى غريبة: ( تجمع لصديد تحت الظفر ) وفي العادة هذا التجمع الصديدي يكون مؤلم الآلام شديدة لدى الصغير والكبير.
وفي الغالب يأتي المريض وهو يشتكي من ألم شديد جداً ولا يرضى حتى أن أحداً يفحصه من شدة الألم لو تلمسه يبتعد من شدة الألم .. ووالد الطفل هذا كان دائماً التشجيع له في كل حركة دائماًَ يذكره: أنت رجال، لا تفشلنا أمام الدكاترة، خلك رجال .. الخ دائماً هذه كلماته تشجيعية بشكل عجيب جداً وكأن هذا ليس بطفل كأنه رجلا وكان الطفل ما يبكي فجئنا ففحصناه لمسنا ظفره نعرف إن فيه صديد فبياض الصديد واضح تحت الظفر وبسببه ارتفع الظفر، يعني لو كان موجود عند أي واحد فينا بكاء قد يصل إلى آخر الدار! لكن هذا ما كان يبكي! فقلنا لا يكون هذا الطفل مريض بأمراض أخرى! ما لاحظنا أنه يحس ويشعر بالألم لما تلمسه في مناطق أخرى ويتفاعل مع الألم لكن الظاهر أنه كنموذج صخراً بسبب تشجيع هذا الأب .. فقلنا للأب: خيراً إن شاء الله إن ولدك لديه صديد تحت الظفر يحتاج إلى عملية لإخراج هذا الصديد من تحت الظفر. قال: توكلوا على الله اعملوها. قلنا إن شاء الله..
فوقّع الوالد على العملية وما يتعلق بها قال الوالد: ما هي هذه؟! قلت هذه لا بد من تخدير عام ونأخذه إلى غرفة العمليات وننظف... الخ
قال لالالا ما يحتاج. قلنا ما هو الذي ما يحتاج؟!! قال ما يحتاج لا تخدير عام ولا تدخلونه للمستشفى اعملوها الآن في الطوارئ واتركوني آخذ ولدي وأمشي .. جئنا ننصحه ونذكره لا بد أن يتخدر لأن هذا الولد ما يتحمل فتحة المشرط في جلده وبمنطقة حساسة وفيها صديد وغيره. قال لالالا ما تعرفون ولدي هذا، هذا ولدي رجال تربيتي وأنا أعرفه وعلى خبر منه صح ولاّ لا يا ولد؟ الولد يهز رأسه وكلمات تنبئ على أنه رجل ليس بولد.
قلنا خير إن شاء الله إذا أنت رفضت التخدير العام طيب لعلنا نعطيه إبرتين في طرف الإصبع يسمى " التخدير الموضعي ".
قال ولا هذه يحتاج .. فأخذنا ننصحه ولكن قال أبداً ما يحتاج أنتم تعملون له العملية أوأنا أخذه وأعملها له في البيت نذهب نحمّي تلك السكين ونطلعها من تحت ظفره! .. فكرنا لو تركناه هو وأبوه ممكن يؤذي الطفل ولو أجريناه في المستشفى تحت التعقيم والتنظيف والأمور هذه كلها لعلنا نصل وإياه إلى حل جيد، لو حتى بدأ يبكي الطفل يعني أبوه يتحمل معه آثار البكاء فقلنا طيب ادخلوا معنا إلى غرفة العمليات الصغرى
فدخلوا قلنا أنت امسك يد ولدك. قال ما يحتاج .. قلنا تمسكها غصب عليك امسك يده حتى لا يحركها وأيضا يمكن المشرط يجرح أماكن لا نريدها تنجرح .. وافق على أنه يمسك ولده، مسك اليد عقمنا نظفنا بالمواد المطهرة وجاءت لحظة المشرط رَفعتُ المشرط أنظر إلى الولد أريده يخاف أريده يتحرك أريده يسحب يده يقول آه يقول انتبهوا لا تجرحوني كما كثير من الناس لما نجي نشيل الغرزة: انتهبوا لا تجرحوني وما شابه ذلك من الكلمات .. هذا الولد الشجاع الذي لم أرى في حياتي شجاعة بمثل شجاعته لم يتحرك! .. أخذنا المشرط فتحنا المنطقة رفعنا الظفر بواسطة الملقط فتحنا فيه كل مكان الصديد، عصّرنا الظفر وأنا ما أطالع إلى وجهه لأني نريد نخلص العملية بسرعة وأتركه يأخذه والده. ودخلنا فتيلة صغيرة جداً جداً يعني أقل من ثلاث أرباع ملم حتى تبقي الجرح مفتوح حتى باقي الصديد يخرج في المستقبل حتى ما يتجمع من جديد في هذا المكان ولم يتحرك ذلك الطفل لكن لما التفتُّ عليه وجدت عيونه تدمع لأن الألم لا بد له من ذلك، عيونه تدمع وهو ساكت ما يتحرك..
وحتى الدمع أبوه ما يريده يدمع فالتفت عليه أبوه وقال له: أفا على الرجال ما ظننتك كذا جبان أو لست برجال ... الخ! فجف الدمع حتى الدمع جف من عينه .. لفينا له إصبعه أخرجناه وقلنا لأبوه مبروك عليك هذا الفارس الهُمام الذي نسأله سبحانه وتعالى أن يخدم الإسلام والمسلمين..



بكَّاء في الإنعاش :

قصة ذلك الشاب يدرس في جامعة البترول والمعادن كان في السنة الثالثة في بدراسته الجامعية .. شاب نشط الكل ينظر إليه والديه وأهله على أنه سوف يتخرج بإذن الله عن قريب وسوف يكون عون لوالديه في مشاغل الدنيا كلها ..
كان على درجة من الصلاح ما عرف عنه إلا كل خير قراءته للقرآن الكريم، تعبداً لله سبحانه وتعالى، صلاة، زكاة، صيام، قيام ليل،
كان معروفاً عنه بالصلاح كان كل أصحابه يذكرون عنه أنه كثير الابتسامة وكثير العبادة وكان يحب سماع القرآن الكريم..

ذلك الشاب خرج في طريق عادي بسرعة معقولة لكن قدر الله سبحانه وتعالى له حادث في الطريق انكسر فيه فخذه فقط
انتقل إلى أحد المستشفيات الخاصة وبعد عدة أيام من السجال والذهاب والإياب والتردد في إجراء التدخل الجراحي نُقل إلى المستشفى عندنا
فأخبرناه أنه لا بد لك من العملية وأن العملية هذه ضرورية وتثبيت كسر الفخذ وذلك بواسطة سيخ داخلي يوضع داخل الفخذ ويثبت بشيء من فوق ومن أسفل الفخذ .. وافق ووافق أهله على العملية .. أجريت له العملية بالطريقة المعتادة وهذه العملية شائعة يعني كل أسبوع تُجرى في المنطقة الشرقية ١٠ حالات بمثل هذه وفي المملكة قد يكون ٤٠ أو ٥٠ حالة فالعملية شائعة وما تحصل منها أي مشاكل إلا في النادر القليل في أقل من ١ في الألف أن تحصل له هذه المشكلة كما التي حصلت لهذا الشاب .. لماذا هذا الشاب؟ علمه عند ربي سبحانه وتعالى يختار من يشاء..

فهذا الشاب في اليوم الأول بعد العملية وقد زاره أصحابه وبدؤوا يتكلمون معه وكان نشطا ويتكلم معهم ويذكرهم بالله أكثر من أنهم هم يذكروه!
وهو يثبتهم وهم أصلا حاضرين حتى يثبتونه ويقولون له أنت ما فيك إلا الخير وان شاء الله معافى وسوف ترجع. قال الحمد الله على قضاء الله وقدره وأنا بحمد الله طيب ومعافى والحمد الله أجريت لي العملية، ودائماً بين كلمة وأخرى يذكر الله سبحانه وتعالى وكان دائماً سؤاله: كيف أصلي وكيف أتوضأ وكيف القبلة ... الخ ؟!
وسبحان الله العظيم ومع مرور الصباح وجدنا الرجل يتغير بدأ عليه بعض التعرق وبدأ يكون شاحب الوجه وبدأ يتكلم بكلام مفهوم ولكنه بطيء فكأننا شعرنا أنه يأخذ النفس بسرعة فقسنا له سرعة التنفس وجدناها أنها سريعة جداً نبضات القلب سريعة خشينا أن الأمر فيه سوء بدأنا بإجراء الفحوصات الطبية المعهودة من أخذ كمية الأكسجين في الدم عن طريق شريانه الذي في اليد وجدنا نسبة الأكسجين في الدم قليلة جداً حدود ٦٠ % والمفروض أنها تكون تقريبا ٩٥ – ٩٧ % فتأكدنا أن هذا الرجل الأكسجين يدخل إلى الرئتين لكنه ما يصل إلى الدم فإذاً فيه مشكلة في الرئتين! .. أجرينا له فوراً أشعة على الصدر فوجدنا المشكلة! جلطة أثرت على الرئتين في الجهتين وكمية كبيرة جداً منتشرة في كل أطراف الرئتين، رئتيه بدل أن تكون سود من كثرة الهواء ظهرت بيضاء وهذا البياض معناه أنه فيه انسداد في الحويصلات الهوائية بسبب هذه الجلطة .. الجلطة مصدرها عرف أنه من منطقة الكسر لأنها جلطة دهنية انتقلت من منطقة الكسر هذا الأمر معروف طبياً لكنه نادر الحدوث عند الشباب لكن سبحان الله العظيم قدر الله وما شاء فعل أن يكون ذلك الشاب واحد من هؤلاء المصابين ومعروف كذلك عندنا طبياً أن ٥٠ % منهم ما يستطيعون ينظفون هذه الجلطة من الرئتين وتكون نهايتهم نهاية المطاف الوفاة ونسأل الله سبحانه وتعالى السلامة..

أخبرنا ذلك الشاب أنه لا بد من إجراء تنفس صناعي أو تنفس عن طريق الأنبوبة ولا بد أن يُخدّر حتى ما ينازع أنبوبة التنفيس ثم يوضع له الأنبوب داخل الحلق مما يوصل الهواء بكميات جيدة إلى الرئتين تحت ضغط معين حتى لعل وعسى تنفتح الحويصلات الهوائية ويقل أثر الجلطة 
وهذه الطريقة المعتادة ويُعطى مواد طبية أخرى تقلل من أثر الجلطة وكل هذا معروف ومعمول به بالطرق المتبعة العلمية
قال فإذاً سوف أغيب عن الوعي؟!! .. قلنا نعم لا بد أن تغيب عن الوعي نأخذك الآن للعناية المركزة فطبعا هو صاحي الآن ويسمع كل هذا الكلام فذكر الله سبحانه وتعالى ذكراً كثيراً قبل أن يغيب عن الوعي وخاصة أنه حس داخل نفسه أنه قد لا يفيق!
وطبعا صعبة أنك تقول له أنك لا تفيق حتى لا تأثر على نفسته ولكن يمكن نقول له: أذكر الله، أكثر من ذكره سبحانه وتعالى، خلّك قريب من الله سبحانه وتعالى عاد الأمور فيها خطورة فيها كذا لعله يفهم منها المغزى! .. لكن أهله ووالديه توضح لهم كل ما يحصل..
وافق وكان ما عنده خيار مسكين فوضعت له الأنبوبة وبدأ في تخديره تدريجياً وشل حركة العضلات لئلا ينازع أنبوب التنفيس لأنه مؤذي أنبوب التنفس هذا وأخذناه للعناية المركزة .. أعطيناه الأكسجين بكميات كبيرة .. أعطيناه الأكسجين مضغوط ولكن ليس بقوة حتى لا يفجر مناطق معينة في الرئتين .. ضغط ١ ، ٢ ، ٣ ، ٤ ، ٦ وبعد ذلك والأكسجين تعطيه ٥٠ ، ٦٠ ، ٧٠ إلى ١٠٠ % ومع ذلك رئتيه ما تريد أن تستجيب أول يوم ، ثاني يوم، ثالث يوم، جلس عشرة أيام في العناية المركزة .. وهذه القضايا يعني بالنسبة لنا كأطباء نرى أن مثل هؤلاء شيء قريب منها في العناية المركزة بشكل معروف وملحوظ عندنا ما كانت حقيقة تؤثر علينا فينا هذه الحالات ما نقول لتبلد الحس لكن بكثرة ما نرى من هذه الحوادث لكن ذلك الشاب حقيقة كان منظره عجيب ..

يحضر والده دائماً للعناية المركزة للاطمئنان على حالته ويسأل الصغير والكبير وما قصر والده، ما ترك أحد إلا ليسأله عنه: شوفوا له أي حل أي طريقة أذهب به إلى أي مكان لو أخسر دمي لو أخسر لو أخسر كل ما أملك لكن تنقذون لي ولدي! ، طبعا ليس في يد الأطباء ولا في يد أي أحد ما يستطيع أحد يقدم له أكثر مما قدم. حاول الوالد أذهب به: إلى المستشفى العسكري في المستشفى الفلاني قلنا يا والد كل هذا الأمر أعطيناه ما عندنا وما استطعنا فعله لكن ما عندك إلا الدعاء له .. فبدأ يستسلم للأمر الواقع وبدأ يدعو له هو ووالدته وجميع أهله .. العجيب كان والده يحضر المسجل ويضع له شريط قرآن ويُخيّل لي وأظن والعلم عند الله سبحانه وتعالى أن هذا الشريط بالذات كان يحب سماعه دائماً ذلك الشاب الصالح بصوت هذا المقرئ فكان إذا سمع القرآن تدمع عينيه وهو تحت التخدير! تخرج الدموع من عينيه! وكأنه يحس بقراءة القرآن تتلى عليه! فكنا نعجب من حاله! كان لا يسمعنا ولا يجاوب معنا ولا مع والديه لكن إذا سمع القرآن تدمع عينيه .. قد يكون أن كمية الدواء المخدر تقل منها في لحظات معينة فيبدأ في الإحساس ولذلك تدمع عينيه لكن الشاهد كنت أرى بعض التعابير على وجهه عند قراءة القرآن أو عند تلاوته يُقرأ عند رأسه .. في اليوم العاشر توفاه الله سبحانه وتعالى بعدما نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً مات على ذكر الله قبل أن يوضع في أنبوب التنفس والله أعلم..



كيف أذكر الله ..

شاب كان يحب رعي الإبل فاشترى بعض منها وتركها في البر وبدأ كل فترة وأخرى يذهب إلى منطقة البرية يتفقد إبله
وكان رغم ما هو مولع بالإبل إلا كان كثير ذكر الله سبحانه وتعالى دائماً يسبّح ويحمد الله تعالى ويقرأ القرآن لسانه رطبا بذكر الله نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا .. كان الرجل تعرفت عليه في الحرم وحكى لي قصته العجيبة هذه فيقول:
خرجت ذات يوم أتفقد الإبل في طريق المطار الجديد كان الطريق لم ينتهي بعد فهو في فترة الإنشاء .. ذهبت عند وقت العصر تفقدت الإبل وشربت من حليبها ثم أردت الرجوع قبيل المغرب وأنا في طريق العودة نظرت أمامي دون سابق إنذار كومة مركبّة وسط الشارع من الاسفلت طبعا لونه أسود والطريق أسود والوقت عند المغرب ولا انتبت لهذه الكمية من الاسفلت الموضوعة حاولت أن أهدئ السرعة ولكني ما استطعت فاضطررت أن أضرب فيها فاصطدمت بهذه الكمية من الاسفلت..
الحادث بحد ذاته بالنسبة له بسيط لكن وجد نفسه ينزف دما! .. يتفقد مصدر الدم ظن من جبته أو من مناطق جسمه ولكن وجد الدم بكمية كثيرة نظر إلى جزء من لسانه مقطوع شعر أن لسانه ثقيل ما يستطيع يتكلم فخاف أنه لو سقط ليبلع الدم وليس يستطيع يضمّد لسانه لا يستطيع أحد يُخرج لسانه ويمسكه أو يضمده عن النزف يقول: خرجت وأنا مذهول ما أدري ماذا أفعل؟! ما أدري أين أذهب! السيارة الآن ما تتحرك وأنا في طريق بري ولوحدي فخرجت من السيارة وقد تكسرت الزجاج الأمامية وأنا في مصيبة ولكن ذلك اللسان الذي جلس ينزف دما بكمية كثيرة جداً أيقنت أني هالك لا محالة إلا أن ينجيني الله سبحانه وتعالى..
خرجت بدأت أسير قليلا قليلا وأنا مثقل بالألم من قطع اللسان والنزيف وبدأ يكون علي الإعياء والتعب وبدأت أشعر بالدوخة .. فجأة نظرت إلى كأنه ظل أحدا من بعيد كأنهم جماعة يسيرون كأنهم عمال هنود يسيرون في الطريق يكملون طريقهم وبيني وبين عن الطرق العام مسافة يمكن تتجاوز ٤ كم حاولت أن أؤشر لهم ولما نظروا إلي ونحن عند المغرب وواحد يخرج الدم من فمه وبكميات كثيرة خافوا ظنوا أني جني فهربوا كل واحد سلك جهة بمفرده قلت إنا لله وإنا إليه راجعون وأنا ما كنت أتوقع أن أصل إلى الشارع العام .. كملت طريقي شعرت بخطاي بدأت تكون ثقيلة مرة أسحب رجل ومرة أنزل رجل شعرت أن قواي بدأت تخور وبدأت أذكر الله سبحانه وتعالى وأكثر من ذكره سبحانه وتعالى وبدأت أتذكر الأيام الخوالي! وماذا فعلت فيها؟ وماذا قدمت من حياتي؟ وكيف أقدم على الله وبأي شيء؟ ما هي الذنوب التي عملتها طيلة هذه السنوات؟! ... الخ بدأت أستعيد شريط حياتي من طفولتي إلى هذه اللحظة التي أنا فيها تذكرت بناتي .. " وهو سبحان الله العظيم جميع الذي لديه بنات وليس أولاد " .. فيقول: بدأت أتذكر من الذي يرعاهم من بعدي وكذلك زوجتي وحتى الإبل حنّيت عليه سوف أترك الإبل لمن؟! وغيرها .. وأنا أسير وأسير وأتوقع أني أسقط بأي لحظة من كثرة التعب و سبحان الله العظيم في هذه الأثناء حضرت سيارة نجدة سائرة فقط في الطريق العام وأرادت أن تدخل في الشارع الفرعي شارع المطار الجديد تتفقد أو تنظر ما هو الموجود ، من أرسلها!! الله سبحانه وتعالى أعلم !...
أشّرت لها وأنا ملقى على الأرض والحمد الله لحقوا علي وأنا ممدد على الأرض .. أخذوني أحاول أن أتكلم أول مرة أكتشف الآن أن لساني ما قدر ينطق بالكلمات لأني حاولت أن أتكلم ما استطعت أن أقولهم شيئا فأخرجت بطاقة في جيبي تبيّن أني عسكري وأني أريد المستشفى العكسري حتى أتعالج فيه ففهموا قصدي أخذوني بسرعة وحتى هم ما عرفوا ماذا سيفعلون بي لا أحد يعرف يضمد اللسان ولا أحد يوقف نزيف من اللسان وليس هو جرح خارجي تربط الإصبع أو الرجل ولكنه لسانا .. وصلت إلى المستشفى العسكري فوصلت إلى الطوارئ كتبت لهم بعض الكلمات حتى يتصلوا بأصحابي وأهلي .. جاء إلي الطبيب الذي سوف يخيط لساني وجلس يرسم لي رسم يشرح لي لكن ما قدرت أفهم طبعا أعطوني سوائل وبدأت أرجع قليلا إلى الوعي وأنتبه وأعرف الذين حولي أحاول أن أؤشر لهم ورسم لي لساني متعلق على جزء بسيط جداً وينقطع بالكامل ولما رسم لي انفجعت شعرت بحجم المشكلة في لساني! وقال لي سوف أدخل للعملية الآن وربما تطول وما ندري هل تنجح أو لا وترجع تتكلم أو لا ... الخ ... فبدأت أشعر الآن بنعمة اللسان هل من المعقول ما أتكلم وأنا كنت أتكلم في كل مكان وفي كل مجلس وأتكلم يسار ويمين وعلى فلان وعلان والآن ما أستطيع أتكلم! فبعد ذلك تذكرت ولا أستطيع أذكر الله سبحانه وتعالى أنا كثير الذكر بالله .. الخ كل هذه الأمور المشاعر بدأت تدور في بالي وهو يشرح لي الدكتور وبدأت ما أفكر في كلام الدكتور بقدر أني أفكر في حالي! كيف سوف أتصل في عيالي؟! كيف أبنصحهم؟! كيف أبشرح لهم وأكلم زوجتي وكيف أبطلب رغباتي الشخصية وكيف عملي أين أذهب؟! .. الخ وأنا من غير لسان و سبحان الله فقط نعمة واحدة " نعمة اللسان " كل هذه الهواجس مرت على رأسي والدكتور يقول ترى أبخيّط لسانك وما ندري هل تنجح العملية وتقدر تتكلم أو خلاص هذه آخر مرة يكون لك فيها لسان!..
يقول اضطررت أن أوافق على العملية ليس لدي خيارات ووقعت لهم على الأوراق ووافقت .. أخذوني إلى غرفة العمليات .. بعد ذلك يقولوا الأطباء لي أنه طالت العملية وهم يخيطون لي هذا اللسان فجلسوا يخيطون بدقة وكذا حتى يحاولون أنه يرجع إلى طبيعته الأولى .. خرجت من العملية .. أفقت من البنج وبدأت أعرف الذين حولي .. أشعر لأول مرة أن لساني مثل الطابوق أو العلبة، داخل حلقي قد تورّم لا أعرف أبلع حتى ريقي أشعر بالألم عند بلع الريق ولا أقدر أخرج لساني من الورم فشعرت أنه إحساس ليس بالحقيقة ولكن هذا ما أشعر به لساني قد تورّم ولا أعرف أتكلم .. فحاولت أتكلم من الحلق أو من آخر اللسان لكن ما استطاع أن يخرج مني شيئا أنا لله وإنا إليه راجعون .. بعد كل هذه الأزمة النفسية وكل ما مرت علي إلا أن أرجع إلى ذكر الله سبحانه وتعالى وألجأ إليه وأسأله العون وتخفيف مصابي وأدعو الله سبحانه وتعالى بصالح أعمالي .. وما هي والحمد لله إلا أسابيع مرت علي في هذه المعاناة في المستشفى ومع الأهل والناس كلهم يحضرون يطمئنوني إلا الحمد الله بدأت أنطق بعض الكلمات وسبحان الله كأني طفل يتعلّم ويحضرون لي كلمات من طرف اللسان ومن الحلق يحاولون بي أن أنطق وأنا أنظر إليهم وأضحك كأني طفل في بداية تعلم النطق لكن سبحان الله العظيم وبتوفيق من الله سبحانه وتعالى مرت علي ٦ أشهر تقريبا بدأت أُخرِج كل الكلمات بشكلها الصحيح وشكلها السليم وحمدت الله سبحانه وتعالى حمداً كثيراً على أن أعاد لي لساني وهو جزء بسيط من ما أنعمه الله سبحانه وتعالى على خلقه وفي خلقه شؤون .. فألزمت نفسي بأن أعود إلى أكثر بما كنت عليه من كثرة ذكر الله سبحانه وتعالى والثناء عليه..
قال الشيخ: والحمد الله وكما عرفت عنه أن لسانه لا يزال رطبا من ذكر الله سبحانه وتعالى..



داعية في المستشفى

قصة مازن .. مازن عجيب جداً شاب أردني تخرج من ثانويات المملكة وخرج بعدها إلى الأردن .. تخرج بعد ذلك طبيب بيطري وعاد إلى السعودية للعمل .. رجل متزن، قارئ لكتاب الله، مصلي، محافظ على صلاته، يؤدي عمله بكل نشاط وبكل أمانة .. قدر الله سبحانه وتعالى له حادث سيارة فظيع أدى إلى بعض الكسور وكدمات وضربات عند مفصل الوركين وغيبوبة .. الغيبوبة لمّا تكون مع بعض الكسور تكوّن كلس أكثر بكثير من الكلس العادي حتى أنه يكاد يؤذي المريض أكثر مما يفيده لمنطقة الكسور منطقة الوركين وهذا ما حصل لمازن .. تجمّع هذا الكلس بكميات كبيرة جداً لكنه كان بعد أن أفاق من الوعي كان يستطيع المشي بصعوبة جداً وكان وعيه ليس بالكامل يعني يعرف من حوله، يتكلم، كلماته جمل مقطعة وليست جمل كاملة مفيدة، وهذا شي يحصل مع ضربات الدماغ لكن مع الوقت يتحسن شيئا شيئا..
شيء وحيد سبحان الله العظيم عند مازن كان جيد ولم يفقد مسكه للقلم كان يمسك القلم ويستطيع الكتابة وكنت ما ترى عليه إلا ذكر الله سبحانه وتعالى لسانه رطبا بذكر الله دائماً يحمد الله ويشكره، دائماً يسبح ويستغفر، يهلل ويكبّر، دائماً آية الكرسي على لسانه وفواتح وخواتيم سورة البقرة، دائماً قارئ للفاتحة، دائماً قارئ للمعوذات، سبحان الله العظيم تعجب عندما تأتيه كطبيب تزور هذا المريض فيذكرك وجهه بالله وجهه نورا دائما يذكر الله سبحانه وتعالى .. تحضر إليه وتتكلم معه في أمور أخرى تجده يقطع في الجمل لا يستطيع أن يصف الكلمات حتى يخرج كلمات مفيدة لكن آية الكرسي يعطيك إياها كاملة! الفاتحة والمعوذات يقرأها بالكامل فكنت أستغرب منه! .. ومع مرور الأيام وبقاءه في المستشفى وطال بقاءه معنا في المستشفى وتعلمه للكتابة من جديد بدأ يكتب في ورق خارجي بعض الآيات والأحاديث التي تفيد المسلم في حياته مثل أذكار الصباح والمساء، بعض الأدعية صار يكتبها في ورق يتذكّر هذه الأمور ذاكرته جيدة في هذه الأمور سبحان الله العظيم
ولما بدأ في الكتابة صار يكتبها كل يوم كلها آيات وأحاديث ما كان هذا فقط همّه؟!
كنت أستغرب ما هي هذه الورقات التي يكتبها! ما هوهم هذا الرجل كيف يعمل؟ .. فكان يدعو بمن حوله .. يزحف على كرسيه المتحرك يخرج إلى جاره فيعطيه هذه الورقات " اقرأ اقرأ ما فيه تلفزيون اقرأ هذه أفضل من مازن إلى أخيه إذا قرأت يكون حالك أفضل .... " كلمات بهذه الطريقة .. سبحانه الله العظيم همته عالية رغم الإعاقة إذاّ الإعاقة ليست الجسمية التي نراها هي الإعاقة التي كانت تحصل في قلوبنا التي تحصل في جوارحنا وتعاطفنا مع أحوال المجتمع هنا الإعاقة الحقيقية .. حقيقة كنت أراه وأنظر أنا المعوّق وليس هو!..
بدأ يخرج في خارج غرفته صار يعطي جيرانه في الغرف الورقات .. يجلس ليلتان أو ثلاثة أو أربعة حتى يكتب ورقة صغيرة وأنت تستطيع
كتابتها في ساعة وهو همه أن ينهي تلك الورقة كي يعطيها لشخص جديد .. ثم بدأ يكتب في كرتونة كبيرة الآيات والأحاديث .. خرج بكرسيه المتحرك بمساعدة أهله ومن حوله قال سوف أذهب للمصلى فيعرف أن في المستشفى مصلى، ذهب إلى المصلى وصلى هو وإيانا إحدى الصلوات وكانت الظهر وعلّق الكرتونة في المصلى يريد أن كل من يأتي للمصلى يقرأ الآيات الأحاديث التي فيها أذكار الصباح والمساء والتي تذكر بالله سبحانه وتعالى والتي تحث على الصبر عند المصائب كل كتاباته بهذه الطريقة .. الشاهد أنه خرج وكنت معجب فيه إعجاباً عجيب جداً بهذا الولد الشاب كنت أريد أن أساعده بكل طريقة أستطيع بها .. قبل أن يخرج أهدى لي بعض الورقات لي ولزوجتي قال هذه لك ولأم أنس! حتى يريد ما ينصحني أنا فقط يصلحني ويصلح بيتي لعلها تصبر على الطبيب وعلى ما يعانيه الطبيب وغيره وكلمات جميلة جداً وإن كانت في بعض منها الغير التناسق .. ومرت الأيام سيحان الله العظيم وأنا ما زلت أتذكر ذلك الشاب .. وفي يوم من الأيام أتاني أخي قال لي أنا موقف السيارة عند الإشارة وحضر لي واحدا وكأنه أعرجا وطرق علي نافذة السيارة ففتحت له: نعم! قال لو سمحت خذ هذه الورقات. وإذا بها نفس ورقات المستشفى!.. بدأ يكتب هذه الورقات في البيت ويخرج إلى الشارع يوزعها للناس الذين عند الإشارات .. هل نظرتوا إلى هم مثل هذا؟! هل نظرتوا إلى إنسان يحمل هم الدعوة مثل هذا الشخص؟! همه سبحان الله العظيم عجيب جداً ما يريد أن يحده حدود في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى. تضعه في المستشفى يدعو وتضعه في البيت يدعو وتضعه في كل مكان يدعو إلى الله سبحانه وتعالى وهكذا يجب أن يكون الداعية! يقول ابن تيمية ( أنا جنتي في صدري أينما ذهبت فهي معي أنا سجني خلوة ونفيي سياحة وقتلي شهادة )
والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 
هكذا يجب أن يكون المسلم دائماً وأبداً يدعو إلى الله سبحانه وتعالى في كل مكان وفي أي زمان وعلى أي حال ما تحده حدود ولا ضروف ولا مرض ولا أي شيئا فهو داعية في سمته في التزامه في كلماته في أخلاقه في أفعاله هكذا يجب أن يكون الداعية والله أعلم..

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »