الخميس، 14 يوليو 2016

تحقيق / لغز بشري.. اسمه التوائم!!

لغز بشري
اسمه التوائم!! 
صور متطابقة.. حياة متقاربة.. وأرواح مختلفة


(( كيف للعين التي شاء الله لها أن تشرق في هذه الحياة وتعيش هذه الدنيا..
فترى منذ طفولتها وفي أول محاولة للتعرف على ما حولها أجمل أخت عاشت معها أجمل وأحلى الذكريات أن تودع ذلك الحب الكبير..؟
كيف للقلب الذي التقى دوماً وفي كل ليلة مع قلب أخت التحما سوياً تحت سقف واحد.. وذكريات حب وشوق عاشت سعيدة دوماً على مر السنين.. أن يودع توءم روحه.. الذي كان معه طوال تلك السنين..؟
كيف لقلبي أنا.. قلب الأخت الذي لا يملك سواك حقاً.. أن يرضى بالرحيل..؟
وفي ليلتنا الأخيرة هذه.. أقفلت باب غرفتنا.. التي ضمتنا سوياً.. ولكنها فقدت عنصراً أساسياً.. ولم يعد أمامي سوى أن أقول.. مرحباً أيها الرحيل..!
غاليتي وحبي الكبير..
يا أختي.. يا رفيقة دربي..
ها أنا الآن.. في لحظة زفافك.. أفرح لفرحتك..
وأشير بأصبعي سعيدة.. هذه أختي.. وقلبي وحبي الغالي..
فهل في الوجود من يملك مثلي أختاً وقلباً وحباً ساطعاً.. على صفحات السنين..؟
لا أضن ذلك... ))

انتهت هذه المقطوعة الشعرية في زفاف التوءمين الرائعتين (ديما وريما) وأطفئت الأنوار لتسيران وسط الحضور مشيعات بنظرات الإعجاب وعيون مبللة بدموع غزيرة.. تأثراً لهذا المشهد الخيالي.. الذي جسد التحام التوأمين في حياتهم حتى أجمل لحظات العمر.. لحظة الزفاف..!
وسحبت منديلاً من الطاولة أمسح قطرات دموعي.. فقد فاضت بي وبكل الحاضرات مشاعر شتى.. بدءا من شكل العروستين البديع اللتين بدتا سبحان الخالق كمرآة تعكس صورة أختها..!
ومن تلك الليلة وأنا لا أكف التفكير بالتوائم.. حياتهم.. دواخلهم.. مشاعرهم.. تعامل الآخرين معهم.. فيا لهم من لغز بشري أبدع الخالق جل علاه في تصويره في أجمل وأحسن تقويم..

التقيت بكثير من التوائم.. لأجمع لكم مواقفهم ورؤاهم.. فتعالوا معي نستمتع
بحل هذا اللغز العجيب..! 

تكرار الدرس
(فاطمة العطاوي – البحرين): كنت متدربة بقسم التربية الخاصة في مدرسة أولاد ابتدائية وأدرس طالبين بنظام جزئي أي ٣ حصص فردية في الأسبوع وهما توائم متشابهة جداً وكانا يحضران إلى غرفة التربية الخاصة قبل أن أطلب أحدهم كل ذلك جعلني أحياناً أعيد نفس الدرس لنفس الطالب أو أوبخ أحدهم على عمل لم يقم به وتوجت كل ذلك بأن كتبت التقرير التشخيصي باسم الأول للثاني والثاني للأول

غش التوائم... غير..!
نور وأنوار ١٩ عاماً/ تحدثنا نور قائلة أنا وأختي متفوقات والحمد لله ولكن مشكلة أختي في الرياضيات فهي لا تصل إلى درجة النجاح فما كان مني إلا أن أستبدل الورقة معها طوال المرحلة الثانوية في مادة الرياضيات وأحل لها الأسئلة التي تصل بها إلى درجة النجاح فقط لا يكشف أمرنا وتعلق أنوار لم نفعل شيئاً خطأ كل التوائم يعمل مثلنا.

عيدية مضاعفة..!
مريم/ كان عندي أخت توءم توفيت ونحن في الابتدائية وأذكر أني كنت خجولة جداً عكسها فكانت في العيد تعيد على الأهل مرتين منتحلة شخصيتي لتحصل على عيدية مضاعفة رغم أنها لا تعطيني المبالغ التي تعطى لها ظناً منهم أنها أنا ولا حتى نصف أو ربع المبلغ ولكن فكتني من السلام والتقبيل.

عقدة التوائم
مشكلة حياتي أننا توءم هكذا قالت جهينة ١٨ عاماً أنا وأختي توءم من كنا صغار نلبس نفس الملابس ونشتري نفس الشيء وكأن ذلك فرض، ولكن منذ أن دخلت الجامعة وأنا لا أشتري أي شيء إلا بعد أن تنتهي أختي من الشراء حتى لا تكون ملابسنا وأغراضنا متشابهة لأني طفشت من ذلك التشابه الذي لا معنى له.

استغلال الفرص
فاطمة وأمينة ١٩ عاماً تحدثنا أمينة تقول عندما كنا في الثانوية طلبت والدتي أن تكون كل واحدة منا في فصل ونحن استغلينا الموضوع فكنا نحل الواجبات في كراس واحد فقط ونتبادله بعد الحصة خاصة أن المدرسات لا يصححن الكراسات فقط يقرأن أو يمررن على الكراسات مرور سريعاً.

أقوى مضاد..!
تحدثنا أم محمد عن أطرف موقف لتوءميها (أنوار وأبرار الحارثي) قائلة: كانتا صغيرتين جداً، تقريباً ٨ شهور.. وقد تعبتا كالعادة سوياً.. ووصف لهن الطبيب مضاداً كل ٨ ساعات، أعطيت أنوار دواءها وحملتها الخادمة لتنام فوضعتها في سرير أختها.. فحملت أنا أنوار مرة أخرى وأعطيتها الدواء مجدداً بدلاً من أبرار.. لتصرخ بي الخادمة هذه أنوار..! ولكن بعد فوات الفوت.. فقد (اندبل) الدواء لأنوار.. اتصلت بالطبيب فطمئنني ونصحني بإرضاعها، قائلاً لا تنسى دواء أبرار..!

حلاوتين
(أنوار وأبرار الحارثي ١٣ سنة) ، نقطة ضعف أمي في التفرقة بيننا هي من الخلف..! فهي لا تستطيع التفريق بيننا.. لذلك عندما تكون إحدانا نائمة أو مشغولة وتعطينا أمي بعض الحلويات.. تأتي أحدانا لتأخذ.. ثم تأتي هي نفسها مرة أخرى لكن تحاول عدم إبداء وجهها فتأخذ الحلوى مضاعفة..!

مصائب قوم عند قوم..!
(منيرة. ع- ٢٤ سنة) أنا وأخي توءم، ولأننا من جنس مختلف فكل شيء فينا مختلف.. أشكالنا.. شخصياتنا.. وليس بيننا تقارب مختلف عن أخوتي.. فأنا لم أشعر ولو ليوم أن أخي نايف توءم لي..!
لكن الطريف في الموضوع أن أخي وسيم جداً جداً وكأنه سبحان الله لجماله فتاة..!! وأنا عكسه تماماً (قالتها ضاحكة وهي تغطي وجهها بكفيها) فبدأ الخطاب بالتوافد كثيراً قياساً على شكل أخي..!
لكني لن أرضى بأحدهم إلا إذا تأكدت أن الشكل عنده لا يهم في مقابل الشخصية.. (إحم.. أهم شي الأخلاق..!!)

حيلة معلمة!
معلمة القرآن تواجه مشكلة في التحقق من شخصياتنا عند تسميع السورة..! فتقع دائما في إشكالية.. لذلك وضعت حلاً عجيباً.. وضعت كرسياً بجانبها.. وقالت لأماني سمعي السورة، ثم أجلستها على الكرسي.. ونادت أختها لتسمع لها.. ثم ارتاحت لأنها تأكدت ووضعت الدرجة المستحقة لكلينا..!

الذنب على الحصان..!
ونحن صغار كنا في مدينة الطائف في أحد المنتزهات، استأجرت إحدانا حصاناً لركوبه والتجوال به.. وفي منتصف الدورة نزلت وذهبت للعب وتركت الحصان، عاد الحصان لصاحبه الهندي فغضب لأني لم أعطه المبلغ.. وبدأ يبحث عني. فوجد أختي الهادئة جالسة بجوار مقاعد أهلي فصب جام غضبه عليها (هاتي فلوس..! انتي ما في كويس..!) فعرفت أختي فوراً أني عملت مصيبة وهي تحملت.. ولكن الطريف هو تعليقي حين وبخني أهلي فقلت (الذنب على الحصان.. ما يفرق بيننا..!)


ما شبعتوا؟؟
(سمر وسحر ١٥ سنة) من عادتنا أن تذهب واحدة منا كل يوم لشراء الفطور من مقصف المدرسة، وذهبنا في أحد الأيام سوياً.. ففوجئنا بعاملة المقصف تشاهدنا متعجبة ثم تنفجر ضاحكة وتقول (كنت دائم أقول لنفسي.. ما شاء الله هالبنت تأكل مرتين ولا تشبع.. ومع ذلك لا يظهر عليها فهي نحيفة جداً.. والآن أدركت أن من يشتري مني توءم وليس بنت وحده..!)

مراقبة التوءم تدهشك..!
(دينا ورنا) في أحد امتحانات التعبير في مادة العربي، كنت وأختي في نفس القاعة وبمقاعد متفرقة جدا بحسب ترتيب الأسماء.. وأقلقتني المراقبة التي ظلت تتردد بيننا لتشاهد ورقتي وورقة أختي، بالأخير قالت مندهشة جدا في نهاية الامتحان.. سبحان الله من يصدق.. لقد كتبن حول نفس الفكرة..! وبنفس التعبير والأسلوب..! والاختلاف طفيف جداً..! وانتهين من الكتابة في نفس الوقت..!

احساس عن بعد..!
(نورة ونوال ٢٨ سنة) في ليلة العيد أحسست بأرق شديد، وشعور بالضيق والقلق.. بسبب تغير مواعيد النوم وازدحام الوقت.. اتصلت بأختي في بيتها وقبل أن أتكلم قالت (يا ربي يا نورة.. أنا متضايقة جداً، نومي متلخبط، وقلقة، ووقتي مزدحم..! وكنت سأتصل بك.. جيد أنك سبقتيني..!)

ليس كل توءم متطابق
(دينا ورنا) لا يشترط في كل التوائم الارتباط والإحساس، فأنا وأختي مرتبطات شعوريا بشكل لا يوصف لكننا مختلفات بالشخصية والتفكير وهذا ما لم يفهمه الكثير من الناس، فيظلون يعاملوننا كشخص واحد، صحيح نستمتع بتطابقنا شكليا وبالإحساس والارتباط لكن أكثر ما يضايقنا التعامل الموحد وعدم التفريق في الشخصيات.. وهذا ما أكدته ( ن وأختها التوءم هـ) وأضافتا: هذا الشيء تسبب حتى في إبخاس حقنا في المدرسة والتطبيق العملي في الجامعة، فنحن نمنح نفس الدرجة بغض النظر عن المستوى فقط لأننا توأم..!
ومن نفس الشعور تعاني حنان وإيمان وتضيفان قائلات: هذا ينشئ أحياناً منافسة غير محمودة بيننا بسبب أن الناس تمتدح ذوق إحدانا وتقول للأخرى لماذا لا تلبسين أو تعملين تسريحة أختك فهي أجمل..! أنا مقتنعة بشكلي ولي أسلوبي وما أراه مناسب.. لكن الناس لا تفهم..!!

حتى المرض!
نعم.. التوءم يتزامن مرضهم.. هكذا تقول روان ورزان ١٨ سنة، فنحن نشعر بأعراض المرض في وقت متقارب وقد بلغت إحدانا صباحاً والأخرى مساءً..!! ،صحيح أن هذا غريب ولكن الأغرب هو شعور ريهام ٣٣ سنة بمخاض أختها ابتسام وهي ليست حامل..!! تقول ريهام: بالطبع ليس نفس شعور وآلام الولادة.. لكن صداع وضيق ومغص ولم ارتح من الآلام إلا بعد أن وضعت مولودها..!

خطأ ليس في وقته!
حنان وإيمان/ بعد زواجنا في الفندق توجهنا للغرف الخاصة في الطابق الأعلى، ودخلت كل منها جناحها.. ليتصل أخي بحنان ويقول.. بدلتوا غرفكم يا فالحات..!! وحصل ما كنا نخشاه فقد تبادلنا الغرف ولم نشعر.. ولكني حز في خاطري أن أختي وضعت بعض الديكورات التي لم تخبرني عنها ورأيتها في غرفتها.. فأول مرة أشعر أن أختي فعلت شيئاً دون أن أعلم.. لكن الحمد لله أن أخي انتبه للخطأ في الوقت المناسب.. وإلا لما استطاع أزواجنا التفريق بيننا..!



أحلى لعبة
نوال ونورة/ أنا وأختي لدينا ثلاثة أطفال، أنا ثلاث أولاد وهي بنت وولدين، يستمتع أطفالنا بأجمل لعبة، فعندما نلبس رداء الصلاة لا يستطيع أحد التفريق بيننا! فيأتون أمامنا ونحن نصلي ويبدؤون اللعبة.. كل واحد يستخرج أمه..! وتحسب النقاط وأقلهم خطأ في استخراج أمه هو الفائز..!!

مقلب
بسمة ٢٦ سنة/ كنت في زيارة أختي في شقتها، انشغلت بإعداد القهوة لجارتها التي ستأتي للزيارة، دق الجرس ففتحت لها وحييتها على أني بدور..! سلمت الجارة وهي متشككة، جلست معها أتكلم وأسألها عن أولادها وظلت تنظر لي بريبة وهي تغالب ضحكتها.. دخلت أختي بدور بالقهوة فصرخت الجارة (يا لئيمة أنتي وأختك..! سويتوها فيني..! الآن تذكرت أن لكِ أخت توءم..!)

تطابق بزيادة..!
ندى ورؤى/ بيننا اتصال في وقت المذاكرة للامتحانات نتمنى أن نتخلص منه..! فهو يؤثر علينا بشكل كبير.. تصوروا لا أستطيع إمساك الكتاب والمذاكرة إلا إذا كانت أختي كذلك..! ولا تستطيع هي الحفظ والاسترجاع ولا الكتابة وأنا نائمة أو متوقفة عن المذاكرة للراحة أو الأكل..!

إلا هذه!
ياسمين وجوري/ خطبت أختي ياسمين قبلي وكنا توءمين متطابقتين في كل شيء وارتباطنا شعورياً بشكل لا يمكن تخيله.. فمررت بحالة انطواء وكآبة وحزن مدتها ٤ أشهر.. فليس أصعب من أن تشعري أن روحك تؤخذ منك وأنت تشاهدينها.!
هكذا كنت أشعر وأختي منشغلة بخطوبتها عني، منذ متى وياسمين لا تستمع لتفاهاتي ولا نتناقش في كل ما يمر علينا من أحداث مهما صغرت!
كان شعوراً قاسياً لم أتخلص منه إلا بعد خطوبتي بعد تلك المدة بفترة يسيرة لكنها كانت طويلة جداً علي ومؤلمه..

تضحية سلبية!!
الهنوف والعنود.. تخرجتا بنسبة مختلفة من الثانوية، فقبلت المتفوقة منهن وبقيت الأخرى لم تقبل.. رفضت الهنوف إكمال دراستها إلا مع العنود..! جلست في البيت فصلا كاملاً حتى تمكنت أختها من التسجيل لاحقاً وأكملت معها المشوار..!

أغرب قصة توءم
لم تستطع الأم الاحتفاظ بولديها التوءم لصعوبة ظروفها المعيشية، واضطرت للتخلي عنهما، فتكفلت برعايتهما عائلتان مختلفتان، وكبر الطفلان وهما لا يعرفان شيئا عن بعضهما.. وبعد ٣٩ سنة من الفراق التقيا مجدداً عام ١٩٧٩م ليكتشفا هذه الحقائق المذهلة:
كلاهما أطلق عليه اسم جيمس، التحق كلاهما بالشرطة بعد التخرج، هوايتهما المشتركة هي النجارة، كل منهما تزوج امرأة تدعى (جين) وأنجب طفلاً سماه (جيمس الآن)
طلقا زوجتيهما في نفس الوقت، وتزوجا كليهما ثانية من امرأة تدعى (بيتي) ولا تتوقف الصدف عند هذا الحد.. فكلاهما يملك كلباً أطلق عليه اسم (توي).. والأغرب أن كليهما يمضي إجازته السنوية على شاطئ البحر..!

مهرجان التوائم
شريهان – مشرفة مهرجانات في إحدى المدن الترفيهية
نقيم في مدينة الملاهي سنوياً كرنفالاً جميلاً يضم التوءم بكل أشكالهم.. ونقيم عدة مسابقات لأكثر توءم متشابه.. ولأجمل زي.. ولأجمل موقف يحكيه التوءم أو ذويهم.. بترشيح من الجمهور بالطبع.. وفي كل عام ينتابني نفس الشعور حين أرى هؤلاء التوءم الذين أبدع الله خلقهم لدرجة مبهرة.. ففي كل مرة ترى فيها توأم تكرر ذكر الله ولا تستطيع القول إنك مللت رؤية التوأم، وأغرب ما رأيته هو أربعة توءم ثلاث أولاد وبنت مع سيدة في الأربعينات قالت إنها انتظرت عشرين عاماً ليكرمها الله بهؤلاء الأبناء دفعة واحدة...!
فسبحانك ربي.


التوائم في الأسرة
لما توجهت بالسؤال للأخصائية الاجتماعية (وجدان السبيعي) عن التوائم قالت:
وجود توءم في الأسرة معناه مضاعفة مسؤولية الوالدين بسبب وجود ضرورة حتمية للعمل المزدوج التربوي. فكل شيء تقوم به الأسرة لابد أن تقوم به لطفلين، فالتغذية لطفلين، والعناية بالنظافة لطفلين. وتحتاج الأم في كثير من الحالات إلى من يعينها على تخطّي الأشهر الأولى أو السنة الأولى التي تكاد تكون أحرج الأوقات ويبدو الأمر أكثر صعوبة إذا كان التوءم بكراً.. وخاصة في الأيام الأولى حيث يسيطر الإرباك على الأم وعدم الاستعداد الأولي للفكرة مضافاً إلى نقص الخبرة ولكن مع مرور الأيام تستطيع الأم أن توجد نظاماً خاصاً في التعامل مع الصغار الجدد.
وفي تربية التوءم يجب أن تتذكر الأسرة أن التوءم ليس وحيداً فهو مع أخ أو أخت فهو يرى أنه طوال الوقت مع آخر، فإذا نادينا واحداً جاء الاثنان سوية لشعورهما بالتضامن القوي وهذه الثنائية تجعل الطفل في غنى عن العلاقات الخارجية التي قد تكون محوراً حياتياً بالنسبة للطفل الأوحد.. لكن الصعوبات تظهر في المستقبل حيث يفكر كل واحد في الاستقلال عن الآخر. ويرفض أن يرتدي الاثنان زياً واحداً كما تعودا لأن كل واحد منهما يرغب أن يشعر بقيمته الذاتية ولذا يبدأن بالتمرد. فهل نسمح لهما بالانفصال؟
إن التوءم إذا لم يتمردوا على واقعهم الثنائي الموحد فهذا يعني أن هذا النمط من العيش المشترك يمسك بخناقهما بقوة والتحرير وسيلة لإعتاقهما وظهور رغباتهما المستقلة وأفكارهما المنفصلة.

ومن الأفضل للأم التي تعنى بتربية التوائم أن:
١ ـ تنادي كل واحد منهما باسمه فهذا يمهد للتعرف على شخصيتهما منذ الطفولة.
٢ ـ بالنسبة للثياب من الأفضل أن لا تكون متشابهة منذ الطفولة وقد يحلو للأم أن تلبس طفليها ثياباً متشابهة ولكن يجب أن تعرف أن الطفل ليس دمية. ومن الأفضل أن تكون ألوان الثياب وتسريحة الشعر مختلفة تماماً.
٣ ـ كثير من الأمهات يضعن التوءم في سرير واحد والتوءم المتشابه الجنس قد لا ينفصلان عن بعضهما عند النوم حتى سنين متأخرة والأصح أن يكون لكل منهما سريره منذ البداية وهذا له أثر نفسي مهم، فبكاء الطفل في سريره بجر إلى بكاء الآخر إذا كانا سوية أما إذا كانا منفصلين فإن الحالة تخف.
٤ ـ إعطاء كل واحد منهما ألعاباً مختلفة منذ الصغر، وترك المجال لهما في أن يكون لكل واحد رغباته وطموحاته المختلفة
٥ ـ تجنبي أن يكون كل اهتمامك بطفل والأب بالطفل الثاني فكلا التوءمين بحاجة إلى الوالدين معاً.

التوائم.. ولغز التشابه 
د. صالح عبد العزيز الكريم
أستاذ علم الأجنة جامعة الملك عبد العزيز
يعيشان معاً في بطن واحد وفي رحم واحد، قد يكونان متشابهين في الصفات أو مختلفين وقد يزيد عددهما عن الاثنين وقد يكونان ذكراً وأنثى أو ذكرين أو أنثيين أو ما اشتملت عليه الأرحام من الذكور والإناث، فإذا خرجا إلى الحياة وكانا من النوع المتطابق أو المتشابه فإنهما يُلفِتا النظر فنقول بكل عفوية إيمانية: (سبحان الله) ما أجمل خلق الله و(سبحان ن يخلق من الشبه ما يشاء وكيف يشاء)، وقد كنتُ في إنجلترا وَوُلِد لصديق لي من الجزائر طفلتان جميلتان توءم متطابقان وقد حاول أن يختبر قدرتي في التمييز بينهما فيلبسهما لباساً متماثلاً ويقول: سأدخل عليك إحداهما لتقول لي اسمها فإذا بي أقول اسم الأخرى وهكذا أفشل في معرفة كل واحدة على حدة فإذا حضرا معاً زاد الإشكال عندي، وعندها استسلمت وقلت: سبحان من لا يعجزه معرفة دقائق الأمور ولو اشتبهت الصور وهاأنذا أكتب مقالاً عنهما بل عن التوائم كلها فيما يخص تعدد المواليد، وأنواع وصور من حياة التوائم والدراسات الحديثة عنها.

تعدد المواليد:
تتميز كثير من الثدييات المشيمية بأنها تضع أكثر من مولود في المرة الواحدة، وتعرف هذه الظاهرة بظاهرة تعدد المواليد، وقد لا تلاحظ في ثدييات أخرى مثل الفيل والحصان والإنسان حيث تضع هذه الثدييات مولوداً واحداً فقط في كل مرة، وتعدد المواليد (تعدد الأجنة) مرتبط بتعدد البويضات التي تفرز من المبيض وبعدد هذه البويضات يكون عدد الأجنة المتكونة حيث يتم إخصاب كل بويضة بحيوان منوي وتتحرك هذه البويضات المخصبة إلى أن تصل إلى الرحم حيث إنها تتوزع على جدار الرحم بانتظام وعلى مسافات متساوية عن بعضها، وعندما تضع أنثى الإنسان أكثر من جنين (مولود) خلال فترة حمل واحد فإن هذه الظاهرة تعرف بالتوائم، وقد وصل أقصى عدد للمواليد في الإنسان أربعة عشر طفلاً لامرأة في إيطاليا، كما وصل في المملكة العربية السعودية إلى سبعة مواليد في منطقة عسير.

التوائم وهي تشمل:

أ ـ التوائم الأخوية (غير المتشابهة)
هذا النوع من التوائم لا تظهر عليه ظاهرة التشابه التام التي تكون في التوائم المتطابقة، ويكفي أن يكون القاسم المشترك في التشابه ما هو موجود بين الإخوة بعضهم بعضاً، لذلك تعرف بالتوائم الأخوية، كما أنها تعرف أيضاً بالتوائم ثنائية البويضة، حيث إن المبيض يفرز بويضتين فيلقح كل بويضة حيوان منوي واحد، وحيث إن بعض السيدات المصابات بالعقم استخدمن بعض الأدوية الخاصة بتنشيط المبيض مثلاً فسبب ذلك لهن إفراز أكثر من بويضة خلال الدورة الواحدة فأدى ذلك إلى حدوث الحمل بأكثر من جنين وفي هذا النوع من التوائم تكون المشيمتان منفصلتين حيث تكون لكل جنين مشيمة خاصة به.

ب ـ التوائم المتشابهة أو المتطابقة:
حيث إن سبب تكوينها هو انقسام البويضة المخصبة إلى خليتين أو في طور متقدم تنقسم الكتلة الخلوية إلى جزئين، ثم تواصل كل خلية نموها إلى أن يتكون الجنين الكامل، ولما كانت التوائم هنا تتكون من بويضة واحدة وحيوان منوي واحد فإن هذه التوائم تتشابه من جميع الوجوه حتى على مستوى جنس التوائم فهي إما ذكوراً أو إناثاً، أما بالنسبة للمشيمة فإنها تكون منفصلة عن بعضها إذا كان انفصال الخليتين عن بعضهما في طور مبكر أو قد تكون المشيمتان ملتحمتين ولكنهما في الأصل منفصلتان من حيث اندماج الدماء، أما إذا كان الانفصال في مرحلة البلاستولا فإن التوائم هنا تكون ذات مشيمة واحدة مشتركة مع احتفاظ كل جنين بغشاء رهل خاص به، وعند حصول الانفصال في مرحلة متأخرة كالتي تحدث للقرص الجرثومي فإن ذلك يؤدي إلى تكوين جنينين بغشاء رهل واحد وكذلك بمشيمة واحدة وفي هذا النوع يمكن ملاحظة تكوين توائم ملتصقة وذلك نتيجة أن الانفصال لم يكن تاما، أو أن جزءاً من جنين يكون محمولاً بجوار جنين الآخر وتعرف هذه التوائم بالتوائم الطفيلية وهي نتيجة عدم اكتمال التكوين في أحد التوأمين.
ج ـ التوائم (الموصلية) أو (السيامية):
إن هذا النوع من التوائم يتبع التوائم المتطابقة الملتصقة وقد سجلت أول حالة لهذا النوع في هذا العصر لطفلين من (سيام) فعرفت بالتوائم السيامية.
هناك العديد من الصور الحياتية للتوائم التي توضح جانب التماثل والتطابق وكذا ظاهرة توارد الخواطر والشعور الواحد لكن هذا لا ينطبق على جميع التوائم، فهناك توائم وعلى الرغم من أنها متطابقة ومتماثلة إلا أنها تسجل اختلافاً في الطباع والشخصية وقد لا تلتقي إلا في الصفات الجسدية خلافاً لما هو معروف من أمر التوائم المتماثلة، فما السر في التشابه الكبير في التوائم المتطابقة عموماً؟



التوائم والحمل 

هناك ثلاثة أسئلة حول التوائم، لها علاقة بالحمل،

أولها: ما هي علاقة حبوب منع الحمل بالتوائم؟
وثانيها: وضع الحمل للتوائم كيف يتم؟
وثالثهما: لماذا الحمل بأطفال الأنابيب يكون توأماً؟

اتضح من عمليات مسح أجريت لمجموعة من التوائم المتطابقة في بريطانيا وكندا واستراليا والولايات المتحدة أن النساء اللاتي كن يتعاطين حبوب منع الحمل لفترة قريبة من الحمل لديهن فرصة لحمل توائم متطابقة أكبر من فرص حمل توائم غير متطابقة، وقد تم عمل هذه الأبحاث في جامعة نيو ساوث ويلز في استراليا بالاشتراك مع رابطة الولادات المتعددة الأطفال في استراليا، وأوضحت الدراسة أن حوالي ٤٠% من التوائم الذين ولدتهم أمهات كن يتعاطين حبوب منع الحمل كانوا توائم متطابقة، كما أظهرت نفس الدراسة أن حوالي ٨٠% من التوائم المولودين في بريطانيا من أمهات استعملن حبوب منع الحمل كانوا توائم متطابقة، ولا شك أن هناك أسباباً فسيولوجية وهرمونية خلف ذلك ليس محل تفصيلها هنا.

أما المرأة الحامل بأكثر من جنين فإنها بلا شك تشعر بانتفاخ زائد بالبطن مع زيادة الإحساس بالحركة ويصاحب ذلك زيادة مطّردة بالوزن، والطبيب المختص غالباً لا يخفى عليه تشخيص التوائم بالفحص الإكلينيكي، وعادة ما توجه الأم طبيا فيما يخص رعاية الحمل التوءم حتى تتجنب المضاعفات المحتملة من إجهاض أو ولادة مبكرة.
كما تنصح بالمواظبة على أخذ مركبات الحديد وحمض الثوليك لتجنب الإصابة بفقر الدم – لا سمح الله – ويتحتم على الأم كذلك إجراء فحص الموجات فوق الصوتية لمتابعة حالة الأجنة (التوائم) ومعالجتها في الوقت المناسب، وعند قرب موعد الوضع (الولادة) فإن نسبة الولادة القيصرية كبيرة مع حمل التوائم، وذلك لاختلاف وضع التوائم داخل الرحم أو لوجود مضاعفات أثناء الولادة، وعادة ما ينزل أحد التوءمين ثم يلحق به الآخر خلال فترة قصيرة.
لكن هناك حالة سجلت لامرأة انجليزية (ترايس سبيكمان) توقفت عندها آلام المخاض تماماً واختفت كل الأعراض التي ترافق المرأة المقبلة على الولادة بعد وضعها لجنينها الأول ولم تعد إليها آلام المخاض من جديد إلا بعد ١٩ يوماً من وضعها الأول.

أما السؤال الثالث وهو ما يخص أطفال الأنابيب وأنه غالباً ما يكون توأماً، فذلك لأن الأطباء يُنشّطون المبيض باستعمال أدوية مثل الكلوميد فيحصل على العديد من البويضات فتخصب خارجياً ثم تعاد منها مجموعة إلى رحم الأم المهيأ فسيولوجيا، ويميل الأطباء إلى مثل هذا الإجراء ضماناً لحصول انغراس البويضات المخصبة في جدار الرحم حيث إن الرحم يعتبرها جسماً غريباً عليه فإذا فشلت بعضها فإن البعض الآخر ينغرس وبالتالي تكون حالة التوائم الأخوية غير المتشابهة.


ميول طِفلَيَّ السياسية

كتبه /
الأب "غير الروحي"
لـ أحمد وفهد

منذ أن رزقني الله طفليّ التوأم وأنا شغوف باكتشاف نوازعهم الفكرية والتعرف على مزاجهم في التعاطي مع التيارات والاتجاهات السياسية السائدة في العالم اليوم.. لأنني قبلتُ وأنا بكامل وعيي (ودون أي ضغوط من أحد) أن أصدق هرطقات أساتذة علم النفس التي تقول أن الطفل قد يحسم بعض خياراته الفكرية والسياسية منذ شهور ولادته الأولى.. لذا بدأت أتأمل في ملامحهم ونظرات عيونهم وحركات أيديهم عن "موقف" واضح من النظام العالمي الجديد، وعن "رأيهم" في السياسات النفطية للرئيس الفنزويلي تشافيز، وعن مدى ضجرهم من الممانعة الدولية تجاه الطموح النووي لكوريا الشمالية.

رغم أن طفلاي يستمتعان الآن بشهرهما العاشر، إلا أنني استطعت اكتشاف نوازع سياسية مذهلة تطغى على كامل سلوكهم اليومي في التعامل مع (الرضّاعة) و (المصاصة) و (السيريلاك)، وتؤثر على مدى اختيارهم للتوقيت المناسب للشروع في استخدام (الحفّاظات).

أحمد (وهو أحد طفليّ وأكثرهم استمتاعاً بالحياة) اكتشفت – بعد طول تأمل – أن عنده نوازع رأسمالية طاغية تتمثل في عدة تجليات.. فهو إذا أراد "شيئاً" يمارس حقه الشرعي في البكاء بشدة دون أن يضع أي اعتبار للعقل الجمعي (نزعة فردانية).. وعندما يتناول وجبة الحليب يُصر على أن يضع رجلاً على رجل وهو بكامل الاسترخاء دون أي احترام للتراتبية العمرية التي يفرضها وجودي أنا كـ رأس للسلطة السياسية في هذا المنزل (تمرد على النظام الأخلاقي السائد).. وهو حين يَفرغ من شُرب الحليب يقوم برمي الرَضّاعة جانباً (استهتار بالمال العام).. إضافة إلى أنه شغوف بالاستمتاع – في أوقات فراغه – بمصّاصته الكوبية (كناية عن السيجار الكوبي).
(أحمد) صارحني ذات يوم – عبر همهمات مشفّرة قمت بترجمتها من الهيروغليفية إلى العربية – وبعد أن قضى لحظات من التأمل وهو يضع مصاصته بجانب فمه، أنه مرتاح لسياسة أوبك النفطية، ومتفائل بدخول منظمة التجارة العالمية إلى الوطن العربي، وهو يتفهم القلق الدولي من مشروع إيران النووي، ويعتقد أن مفهوم (توازن الرعب) هو من مخلفات الحرب الباردة، كما أنه أشار بإيجاز مُتحفظ إلى أهمية الاستقرار السياسي في المنطقة (مُلمحاً إلى تأييده لعملية السلام في الشرق الأوسط).
(أحمد) طفل ذو مزاج برجوازي واضح، فهو لا يحب شرب الحليب إلا إذا أضيف إليه بعض العسل، وهو شغوف بمتابعة الإعلانات التجارية التي تُشبع نزعته الاستهلاكية، كما أنه معجب بـ أرستقراطية مدام (مينشن) في المسلسل الكرتوني (سالي)، ويمقت العبثية والفوضى المسيطرة على حياة الآنسة (فلونا).

أما فهد (وهو طفلي الآخر) فله ميول مختلفة بعض الشيء، حيث أن أي متابع لسلوكه اليومي سيكتشف بسهولة مزاجه الاشتراكي.. فهو على سبيل المثال لا يستخدم سلاح (البكاء) إلا إذا كانت عنده دوافع نبيلة، مثل أن يراني على وشك الخروج من المنزل (نزعة تحررية).. ولا يقفز على نصيب أخيه من البسكوت ولو كان في متناول يده (مؤمن بتوزيع الثروة).. ويُحب النوم على صدري بعد أن يُحيط رقبتي بذراعيه (امتداد للرومانسية الاشتراكية).. ويضحك كثيراً في وجه خادمة المنزل ولا يحاول إتعابها حين تتفرغ لمتابعته (تعاطُف مع الطبقة الكادحة).. كما أنه يرفض تخصيص ألعاب خاصة به وأخرى خاصة بأخيه لأنه يعتقد أن كل الألعاب المتوفرة هي من ممتلكات الأسرة (تأميم الاقتصاد).
(فهد) حكا لي ذات صباح أنه بات مقتنعاً بأن السياسة الاستعمارية الأمريكية هي سبب تعاظم الإرهاب في المنطقة، وأن منظمة التجارة العالمية هي إحدى أدوات الهيمنة الإمبريالية للسيطرة على ثروات العالم الثالث، وهو متفائل بسياسة وزارة العمل في فرض (السعودة) على القطاع الخاص مما سيُسهم في الحد من تضخم البرجوازية المحلية ودفع البروليتاريا (الطبقات الكادحة) للمشاركة في مشاريع التنمية المحلية، كما أنه لا يجد حرجاً في نقد سياسة الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يعتقد أنه بات مرتهناً لأولويات الرأسمالية الفرنسية.
(فهد) طفل ذو مزاج اشتراكي ظاهر، فهو يُحب تناول وعضعضة الخبز اليابس، ويمكن له أن يستعيض عن الحليب ببعض الماء في حال تعرض الأسرة لمأزق اقتصادي، وقد صارحني مرة أنه يفكر جدياً بالانضمام إلى حركات مناهضة العولمة، كما أنه شغوف بمتابعة قناة الجزيرة، ومُعجب بالسلوك العصامي للمناضل (عدنان) ورفيق دربه المتشرد (عبسي) الذيّن كتبا فصول حياتهما في الرواية الكرتونية الشهيرة (عدنان ولينا).

بعد أن اكتشفت هذه النزعات السياسية المذهلة عند طفليّ التوأم، اتخذت قراراً هاماً يصب في مصلحة التوازن الاستراتيجي داخل أسرتنا الموقرة، هو أنني سأمتنع عن إنجاب أي أطفال جدد ما لم يكونوا أعضاءً في (حركة عدم الانحياز).

◽️◽️

📚 مجلة حياة العدد ٦٨ ذو الحجة ١٤٢٦ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق