حين سأل الأب لماذا يا بني؟
بني فلذة كبدي ... ريحانة فؤادي ... وبصري الذي أبصر به
قبل أن أكتب عنك ولك فكرت مراراً لئلا أظلمك ... وها أنا الآن أكتب لك ثانية عندما مزقت قلبي بتمزيقك ولا مبالاتك بمشاعري ...
بني.... لم تزل في قلبي شمعة أمل في أن تعود إلي بني بعد أن تركتني وحيداً ورميتني تخلصاً مني في دار رعاية المسنين ..
جلست مع نفسي كثيراً أتذكر .. هل يا ترى أزعجتك يوماً بكلمة؟
أم هل قصرت معك في شيء؟
أم في يوم من الأيام رديت طلبك؟
حاولت أن أجد مبرراً لجفائك وقسوتك نحوي وأنا الذي كنت فرحاً جداً بخروجك للدنيا ..
فرحت بك كثيراً وأوليتك عناية فائقة وحققت لك كل ما تمنيته ...
وعقلي وفكري وعمري سخرته لك ... ربيتك تربية إسلامية .. زرعت في قلبك حب الخير
وعندما أصبحت شاباً يافعاً لم تعرف مدى فرحتي بك .. كنت أراك دائماً أنك سوف تكون الابن البار الذي سيتحدث الناس عنه في مجالسهم .. كنت أحسبك ستصبح لي خير ابن بعدما بذلت كل طاقتي لرعايتك والاهتمام بك ...
ترى لماذا هدمت كل ما بنيته منذ ولادتك وحتى أصبحت الآن شاباً عاقلاً ... تتقلب في النعيم وأنا والدك الذي لم أقصر يوماً معك تجعلني أموت شوقاً إليك وحزناً عليك ...
اعلم بني بأنك مهما فعلت لتجعل صورتك تفارقني بسبب عقوقك فلن تستطيع أبداً فإن صورتك لا تفارق خيالي .. ما زلت نبض قلبي.. ونور عيني ... أنا لا أطلب المستحيل فقط أريد أن أرى وجهك ... وأضمك لصدري... أريد أن أرى ابتسامتك.... فهل يا ترى ستحقق ما أتمناه؟؟!!!
◽️◽️
أسماء الهمامي – الرياض
📚 مجلة حياة العدد (٧٠) صفر ١٤٢٧ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق