الأحد، 6 نوفمبر 2016

بعض من الوفاء


امرأة فاضلة تزوجت رجلاً صواماً أعانها على الطاعة والعبادة

وفي برهة من الزمن قليلة انطفأت أنوار السعادة بينهما فقد أتى على الزوج هادم اللذات ومفرق الجماعات وهو يرفل في ثياب صحته وشبابه .

وبقيت تلك الأرملة الشابة تعاني الوحدة وبعد الأنيس .

وتطاولت بها الليالي والأيام حتى ساق الله لها رجلاً شاباً يفوق الأول وسامة وبهاء ووفرة مال وحسن مظهر ، لكنه خالي الوفاض من أمر الدين ،

ومن عجائب ما يذكر للقراء أن زوجها الثاني كان يأتي بأموال منها إلى جهة خيرية على أنها تبرعات عامة
وهي إنما كانت تبني مسجداً بأموالها الخاصة لزوجها الأول .

وتكرر مجيء الرجل مرات وهو يوصل المال ، حتى إذا اكتمل المسجد بدأت في أعمال بر أخرى للزوج الأول من إجراء ماء أو مساهمة في صدقة !

فكانت مضرب المثل في الزوجة الوفية .


وحتى لا تغضب النساء من عدم وفاء الرجال لهن ، ها هو عبد السلام بن رغبان يرثي زوجته بأبيات جميلة :
قـل لمـن كـان وجهـهـا كضـيـاء ال ... شـمــس فـــي حـسـنــه وبــــدر مـنـيــر
كنتِ زين الأحياء إذ كنتِ فيهم ... ولــقــد صــــرتِ زيــــن أهــــل الـقـبــور
بأبي أنـتِ فـي الحيـاة وفـي المـو ... ت وتحـت الـثـرى ويــوم النـشـور


وقال كمال الدين الأدهمي يرثي زوجته :
عــيــونــي لا تـــجـــف مــــــن الــبــكـــاء ... وقــلـــبـــي لا يــــكــــف عــــــــن الـــعـــنـــاء
وحـزنـي لا يـخـف بـرغـم صـبـري ... ومــــــــن لــــــــي بـالـتــصــبُّــر والــــعـــــزاء
ولـــم أحـــزن عـلــى أحـــد كـحـزنـي ... على " قدسية " امرأتي الضياء


وأعظم من ذلك كله وفاء النبي صلى الله عليه وسلم لزوجته خديجة – رضي الله عنها – 
حتى إنه ليستقبل صويحباتها ويكرمهن وفاء لحقها – رضي الله عنها – فقد ورد عند الحاكم عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه أكرم عجوزاً دخلت عليه ، فقيل له في ذلك فقال : " إنها كانت تأتينا أيام خديجة .. وإن كرم العهد من الدين " .
والبعض اليوم يقول لزوجته .. عليك بالموت حتى أرثيك فأنت زين أهل القبور !

عبد الملك بن محمد القاسم

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق