زوجي دمث مرح إذا دخل المنزل يهب الكبير قبل الصغير ليحتضنوه .
مثالي مع أولاده .
وأنا عكسه جادة في كل شيء وكثيراً ما انتقدني في أسلوبي وتعاملي معه .
كان يتمنى أن يراني مبتسمة وبكامل زينتي عند دخوله المنزل فكنت لا أسمع له كلاماً
حتى قال لي ذات مرة أرجوك أنا أخاف على نفسي أن أقع في الحرام وتكونين أنت السبب ،
فقلت له : الله سيحاسبك والنار ما خلقها الله عبثاً .
يئس زوجي من تعاملي وبدأ يتوعدني بالزواج
فقلت له كما يردد النساء صاحبات الأفكار البسيطة : والله لو تزوجت علي يستحيل أن أجلس عندك .
لم تفدني توسلاته لإصلاح الأمور
وعندما تأكد زوجي أن الجبل ممكن يتغير والطبع مكانك سر . تزوج بأخرى .
فكانت صفعة قوية .. جن جنوني أثرها ، وحتى لا أخسر زوجي وأكون أحسن من الثانية وبفعل الغيرة التي بدأت تجلجل في نفسي . بدأت ( أتكشخ ) لزوجي وألبس أرقى الثياب وبدأ مكياجي يلمع وعطري يفوح وما أن يدخل المنزل حتى أستقبله مهللة ومزغردة .
وزوجي يقول الزوجة تغيرت يا ناس . شجعني على ذلك وأقسم أن هذا التعامل مني لو كان موجوداً سابقاً لما أقدم على الزواج .
لم يدم ذلك طويلاً حتى أصبحت أسمع كلام النساء مثل قولهن : كيف تحترمين زوجاً وطأ على رأسك وتزوج غيرك ؟
وأخريات يقلن : أنتِ مسكينة ، كيف تحبين وتقدرين زوجاً أهانك وداس على كرامتك ؟
وهذا الكلام ولد لدي إحساساً وشعوراً بأن زوجي ظلمني فبدأت أهمله ولا أهتم به وأستقبله ببرود وأختلق معه المشكلات كأن أقول له : أنت تحب الأخرى أكثر مني ، أو لو كنت تحبني ما تزوجت علي .
وللحق فإن زوجي بعد زواجه أعطانا صورة نادرة للاحترام والمثالية حتى أني أقول له كل مرة :
هذا الاحترام الزائد دليل ظلمك لي فضميرك يؤنبك لزواجك علي .
قدر الله ومرض زوجي ولم يترك مستشفى إلا وطرقه وأخيراً سافر إلى ألمانيا وما زال هناك يعالج .
ومما حز في نفسي أن إخواني الذين كنت آخذ برأيهم وكانوا يشحنوني ضد زوجي حتى أوقعوني معه في مواقف صعبة لم يراعوا ظروفي ومشاعري في ظل غياب رجل البيت ، فعندما طلبت منهم أن يصطحبوا ابني معهم في رحلتهم العائلية السياحية مع أبنائهم رفضوا وقالوا ما لنا دخل بأولاد الناس رغم أني السباقة إلى مساعدتهم سواءً في زواجهم أو ظروفهم .
فعلاً الرجال معادن والظروف هي التي تجعل الإنسان يكتشف الحقيقة .
بكل ألم وحرقة أبكي على زوجي ، ذلك الأمل المشرق الذي اقتبست منه الصدق والإخلاص .
سامحني يا زوجي ، متى تأتي إلينا سليماً ؟ لن يحول بيني وبين والد أبنائي أحد من البشر .
وسأظل أنتظرك معلماً وموجهاً حتى ولو تزوجت علي بثالثة ورابعة.
أم أشجان
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق