المشكلات اليومية بين الزوجين نتيجة طبيعية في كثير من الأحيان إلى عدم قدرة الزوجين أو أحدهما نقل الفكرة كما يجب ، بسبب قصور في فهم كيفية التعامل مع صاحبه .
من المفترض في الزوج عدم الغضب عند بذائه ملاحظة أو اقتراحاً إلى زوجته ، فوصول الرسالة من الزوج الغاضب تكون مشوشة وتفهمها الزوجة خلاف قصد الزوج بسبب خوفها وعدم تركيزها ، كما نفترض في الرسالة التي نوجهها إلى الأشخاص أن تكون كلماتها خالية من التجريح والسب في شخصية المتلقي خاصة إذا كان هذا المتلقي صغيراً أو امرأة .
انظر إلى الأدب الرباني حينما خاطب موسى وهارون عليهما السلام لدعوة طاغية مصر فرعون ، قال تعالى : " فقولا له قولاً لينا لعله يتذكر أو يخشى "
فالله يأمر موسى عليه السلام أن بلين القول مع فرعون ، فكيف بزوجتك المسلمة صاحبة المشاعر الحساسة والعاطفة الجياشة .
ثم أمر مهم ننساه هو أن المتعلم الذي يتلقى التوجيهات ( كالزوجة ) لن يعير هذه الرسالة أذناً صاغية إذا كان الملقي ( الزوج ) متكبراً يرى نفسه في مستوى أرفع ، فالتواضع خلق محمود يجب التحلي به من الجميع المستقبل والمرسل .
لن تسعوا الناس بأموالكم ولكن تسعوهم بحسن خلقكم ، فعلى الزوجين أن يودعا في رصيد كل منهما حساباً جارياً من الكلمات الجميلة والأخلاق الحسنة والتعامل الطيب ليستطيعا الاستفادة منه متى شاءا ، فجرب أخي الزوج عند دخولك البيت أن تبتسم في وجه زوجتك ثم تلقي السلام وتسألها عن حالها ثم تمدحها في لباسها وتثني على جمالها ، ماذا ستكون ردة فعلها ؟!
وإليك أخي وأختي القارئة بعض النقاط التي يمكن أن تطبقها مع أي أحد للوصول إلى السعادة في حياتك العامة وظيفية أو أسرية أو اجتماعية :
- جامل الناس وتجنب الغضب وتوجيه النقد لهم في الأمور الدنيوية .
- تواضع واحترم شخصية من تتعامل معه حتى وإن كان مقصراً في عمله أو سلوكه ، فالتقصير لا يبرر احتقار شخصيته أو تسفيه أفكاره أو تهميشه .
- ليكن لك رصيد من المدح والتشجيع عند الآخرين لتستفيد منه متى أردت فالكل سيتعامل معك بالمثل .
- لا تدخل في التفصيلات إذ أنها تكبر الجزئيات وتصبح المشكلة الصغيرة مشاكل كبيرة .
- كن مستمعاً جيداً ولا تقاطع محدثك وإياك أن تهون من مشكلة محدثك فالله خلق لك أذنين ولساناً واحداً فاستمع أكثر مما تتكلم ، وأظهر الاهتمام بما تسمعه وتحدث بما يهمهم .
- استغن عما في أيدي الناس يحبك الناس .
- ابتسم في وجوه الناس ونادهم بأحب الأسماء إليهم ، أبو فلان ، ...
- لا تقل لأحد : إنك مخطئ أو كلامك غير صحيح أو إنك تبالغ فيما تقول .
بل اعرض بضاعتك وموضوعك بطريقة إقناعية حتى يكتشف خطأه وتذكر أن أي مسألة لها طرق كثيرة للحل .
- ابتعد عن الأنانية في التفكير ودع الشخص الآخر يشعر أن ما طرحته من أفكار ونتائج هي فكرته محاولاً أن ترى الأشياء من وجهة نظر الشخص لتستميله إلى ما تريد .
- أظهر الاهتمام بالآخرين واحترم آراءهم .
- لا تغضب زوجتك وإن حصل الغضب فلا يستمر ، فغضب الزوجة يؤثر على نفسية الرجل ويجعله قلقاً لا يحتمل الآخرين .
وأخيراً فإن ما قلناه آنفاً قد لا ينطبق على الأمور الشرعية كإنكار المنكرات فلا يمكن أن أجامل شخصاً يقترف معصية كالغيبة والنميمة وإن فعلت فأنا مداهن ، ولا يمكن أن أجلس مع شخص مبتدع فضلا عن أصغيه سمعي وأحترم رأيه ولكن ، في المقابل ، حسن التعامل مع المسلمين بالأخلاق التي أمر بها الشارع مطلب ديني يحتم علينا فعله واحتساب الأجر فيه.
وأخيراً فإن ما قلناه آنفاً قد لا ينطبق على الأمور الشرعية كإنكار المنكرات فلا يمكن أن أجامل شخصاً يقترف معصية كالغيبة والنميمة وإن فعلت فأنا مداهن ، ولا يمكن أن أجلس مع شخص مبتدع فضلا عن أصغيه سمعي وأحترم رأيه ولكن ، في المقابل ، حسن التعامل مع المسلمين بالأخلاق التي أمر بها الشارع مطلب ديني يحتم علينا فعله واحتساب الأجر فيه.
◽️◽️
روابي إبراهيم المبرز
📚 مجلة الأسرة العدد (١٢٣) جمادى الآخرة ١٤٢٤ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق