صدق أو لا تصدق
أزواج يدفعون زوجاتهم
للســــــــفور!
أمام عينيه. . خرجت بكامل زينتها. . لا ترتدي حجابها. . لم
يكترث. . . ولم يحرك ساكناً. . بل أبدى زهواً بجمالها الأخاذ. . وأناقتها
التي تأخذ بالألباب وتجعلها محط أنظار الجميع!!
بدأت تدرك خطأها الجسيم. . ومخالفتها الصارخة لمبدأ إسلامي وأخلاقي
عظيم. . وأفصحت له عن رغبتها في صيانة نفسها ((بالحجاب)). . أظهر
ضيقه وتبرمه!!
وطلب منها ((بتبجح)) عدم ارتدائه. . مؤكداً أنه يخفي جمالها. .
ويجعلها تبدو أكبر سناً وأقل أناقة! وحرضها على ((طرحه)) بكل السبل،
حتى وصل به الأمر إلى تهديدها بالزواج بأخرى!
هذا النموذج من الأزواج – للأسف – ما زال موجوداً في مجتمعاتنا
الإسلامية. . ينظر إلى الحجاب على أنه. . . تخلف ورجعية، ويرى في
التبرج تقدماً ومدنية!
أساليب عديدة يتبعها هؤلاء الأزواج، لدفع زوجاتهم إلى ((السفور))،
الزوجات كثيراً ما يرضخن لذلك حرصاً على استمرار الحياة الزوجية بينهم.
هناء طوبار – جدة
(( وفاء)) فتاة جميلة متدينة، تلتزم الزي الإسلامي، عقد قرانها على معيد في إحدى الكليات العملية أحبته وتعلقت به، واتفقا على إتمام الزواج، بعد انتهاء دراستها الجامعية، وبدآ معاً الإعداد لذلك.
ولكنها لاحظت ضيقه من حجابها، واقتصر اعتراضه في البداية على تلميحات، كانت تتغاضى عنها بل تعتبرها ((مزحاً)).
ولكن لم يكتف بذلك، بل صرح لها برغبته في خلع حجابها أثناء خروجها معه، وأصر على ذلك حينما تلقيا دعوة للعشاء في منزل أحد أقاربه، ولكنها استغربت مطلبه وأصرت على عدم الإذعان له، فرفض اصطحابها معه، وخرج من منزل عائلتها مهدداً، بعدم عودته مرة أخرى.
وبالفعل تغيب عن موعد زيارته المقبلة، واعتقدت بداية أنها مجرد وسيلة ضغط، ولكن تكرر غيابه، وصارحت والدها بمطلبه ورغبتها في عدم إتمام الزواج، بالرغم من اقتراب موعد زفافها، وأعلنتها صراحة للجميع! هذا الرجل لن يصلح زوجاً لي، بكت كثيراً وتألمت لسوء حظها، فقد أصبحت ((مطلقة))، ولكن لم تمر إلا شهور وارتبطت بآخر، رضي منها حسن تمسكها بدينها، بل حثها على المزيد.
حجابها (( مخجل)) !!
* عواطف لم تكن أقل التزاماً من وفاء، حتى عقد قرانها على خالد وكان يعمل طبيباً.
- اعترض أهلها على ارتباطها به، بعد أن لاحظوا عدم تدينه، ولكنهم لمسوا موافقتها، فكان لها ما أرادت.
وبدأ التغيير يطرأ على حجابها، فلم تعد ملابسها فضفاضة، وخلعت خمارها واكتفت ((بإيشارب)) صغير، في محاولة لإرضائه وتم زواجهما. وبعد شهور قليلة عرف الخلاف طريقه إليهما، وظهر التفاوت واضحاً في الأفكار والقيم، لاحظت تهربه من اصطحابها في زياراته، وكأنه يستشعر خجلاً من مظهرها، مؤكداً أن مثلها يجب بقاؤه في المنزل فقط، ازدادت حدة الخلاف، وتدهورت علاقتهما حتى انتهت بالانفصال.
* تجربة أخرى عايشتها إيمان. فقد اضطرتها ظروف عمل زوجها إلى الانتقال إلى بلد آخر، وامتدت إقامتهما أربع سنوات، لم ينجبا خلالها، وبدأ القلق والشك يساورها، فهي تخشى أن يفكر في الزواج من غيرها، وبالفعل اكتشفت علاقته بأخرى، وتأكدت أنه يستعد للارتباط بها، فحزمت حقائبها وعادت إلى بلدها، وفوجئ الجميع وهم يستقبلونها بأنها خلعت ((حجابها)).
* ولم تكن ((نوف – ع )) أسعد حظاً منها فبعد اكتمال فرحتها بالزفاف، طارت لقضاء شهر العسل بصحبة زوجها، في إحدى الدول الأوروبية، على عادة كثير من الأسر الموسرة، وهناك لاحظت على حد قولها أن زوجها ((عينه زايغة))، مما أفسد عليها فرحتها، واعتقدت أن خلع الحجاب ومسايرة من حولها، سيغير طباعه، إنها لا تقل جمالاً وأناقة عنهن، وبعد عودتهما بشهور قليلة فاجأها بزوجة ((ثانية))!
أما (( ندى – ف)) فأمرها يبدو مختلفاً، فالرفض لحجابها يأتي من ((حماتها)) التي تقطن معها، وزوجها يبارك رأي أمه،
تصف ندى موقفها فتقول: حجابي كاد يبدو أمراً شاذاً في عائلتهم، فأخواته وزوجات إخوته متبرجات، حتى حماتي رغم كبر سنها، إلا أن اهتمامها بزينتها أثناء خروجها من البيت يفوق الشابات، ومع ذلك لم ألتفت لمعارضتهم، ولكن زوجي استمر في اعتراضه، مبرراً موقفه بأن الحجاب يخفي ثلاثة أرباع جمالي!!
ولكن بعد إنجابي لطفلي الأول، تغير موقفه والآن إذا ظهرت خصلة من شعري عن غير عمد، يغضب ويثور وتصبح مشكلة.
* طبيعة عمل زوجي تحتم عليه السفر الدائم إلى الخارج، والبيئة التي نشأ فيها غير ملتزمة، فزوجات إخوته السبع وأخته غير محجبات، هذه المبررات تراها ((فدوى أ.ز)) وراء رفض زوجها لحجابها، وتروي الأسلوب الذي اتبعته معه لتعديل اتجاهاته وآرائه قائلة: نصحتني أستاذتي بسد الثغرات الموجودة في حياتي، فلم أعد أخرج من البيت إلا للضرورة القصوى، تفرغت تماماً لرعاية زوجي وأولادي، أقابل ثورته وغضبه بكل هدوء واتزان، أطيعه في كل ما يأمرني به، واظبت على قراءة القرآن والكتب الدينية وحضور المحاضرات والندوات، وحرصت على نقل كل ما أسمعه وأقرأه إليه.
ولم أنس الدعاء المستمر له في صلاتي طالبة له الهداية. بدأ يستشعر التغييرات التي طرأت عليّ، وبعد مناقشات هادئة استغرقت ثلاثة أيام، وافق على حجابي.
وتنصح فدوى كل زوجة تسعى لإقناع زوجها بالحجاب، بمحاولة تعديل سلوكها أولاً، والالتزام بجميع التكاليف الإسلامية، ومراعاة بيتها وأولادها والقيام بمسؤوليتها كاملة كزوجة وأم.
وتحث الأزواج على الخوف من الله، والغيرة على زوجاتهم ومحارمهم وقراءة كتاب الله والتمعن في أحكامه، وإدراك حجم مسؤوليتهم أمام المولى عز وجل.
رعونة وحماقة
رسم الإسلام لنا المنهج القويم، القائم على الفضيلة وحسن الخلق، لحماية المجتمع من المفاسد والفتن التي تعصف بالرجال والنساء.
وشرع وسائل عديدة لتحقيق هذا الغرض منها – كما يحدثنا د. جمال الدين عطوة أستاذ الفقه المشارك بكلية التربية للبنات بجدة – حجاب المرأة الذي يحافظ على كيانها وشخصيتها وعفتها، ويصون عرضها من عبث العابثين، ويحميها من أي مكروه تتعرض له.
وهو بذلك لا يحجر على حريتها الشخصية أو يقلل من كيانها وذاتها، ولله الحمد نلمس في زمننا تحولاً كبيراً للمرأة المسلمة، أبعدها عن السفور، وأدخلها في إطار الاحتشام والاحترام.
ولكن يعكر هذا الصفو من وقت لآخر، بعض صيحات السوء، ممن احتسبوا في عداد الرجال وليسوا منهم، فلا يرضيهم أن تكون نساؤهم على حشمة، يحظين بالاحترام والتقدير.
وإنما يعجبهم أن تكون سلعة مبتذلة يراها القاصي والداني، بارزة مفاتنها، بادياً حسنها، تلتهمها العيون الشرهة، وتلوكها ألسنة حداد.
هؤلاء الرجال أبوا على أنفسهم إلا أن يتجنبوا النهج الإسلامي القويم، في المحافظة على كرامة المرأة، فأمروا نساءهم بالسفور ليتباهوا بحسنهن وجمالهن، غير عابئين بما تتعرض له المرأة من إهانات، أو عبارات جارحة.
وبعدوا عن التدين الحق، وأغمضوا أعينهم عن كل سوء تتعرض له نساؤهم.
وأقول لهؤلاء: ماذا تفعل لو أن حسن جمال امرأتك جذب بعض الأشقياء، فاختطفوها منك، ونالوا منها مأربهم، فإن أخذت نقاومهم ربما أصابوك بسوء، وإن وقفت مكتوف الأيدي متفرجاً، فلست برجل تستأهل أن تكون زوجاً، لهذه المسكينة التي جنيت عليها، برعونتك وحماقتك، أليس في نهج الإسلام ما يغنيك عن كل هذا.
لباقة الإقناع
وعن موقف هؤلاء الزوجات تجاه أزواجهن المخالفين لأمر الله ورسوله وكتابه
يشير د. جمال إلى أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وينصح كل زوجة بمحاولة إقناع زوجها بأن التحجب صون بكرامتها وعفافها.
وقدرتها على حسن الحديث، لها أثر كبير في إقناع الآخرين.
وعلى الزوجة ألا تجعل مناقشتها لزوجها حادة حامية، مدفوعة بحماس وانفعال جامح، يتغلب فيه ارتفاع الصوت، على العقل والتفاهم، فإن لم يقتنع بكلامها، ويرجع عن غيه، ويعود إلى رشده، فلتعلم أنه وأمثاله لا خير فيهم، ولا فائدة ترجى منهم.
وأنه لا يحبها لذاتها، وإنما حبه لها أساسه الشهوة والرغبة، وبفتورهما يزول الحب، وتتغير النفس، والذي يرتبط بزوجة فقط لأمر عارض كالحسن والجمال، فإن تلك الزوجة لا تأمن على نفسها معه، فهو لا يرجو منها إلا لحظات يحقق فيها مآربه، ويرضي طمع نفسه في اللذة والرغبة.
معايير مدمرة
ويناشد د. جمال الفتيات وأوليائهن بالتمهل والتأني في اختيار شريك الحياة، فيجب أن يكون المعيار في ذلك حسن تدينه، ولين طبعه، ولا يكون مجرد غناه أو وسامته أو مركزه الاجتماعي فكل ذلك قد يكون أموراً مدمرة للحياة الزوجية، مضيعة لفضائلها. والرجل التقي لا خوف على المرأة معه. فإن أحبها أكرمها وأحسن عشرتها تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن كرهها لم يظلمها وسرحها بالمعروف.
فلتتمهل كل فتاة عند اختيار شريك حياتها، ولا تتسرع في اختيار الرجل الذي يطغى بريقه على مخبره. فمما يؤسف له أننا نبحث عن حلول للمشكلات بعد وقوعها واستفحالها، ولو التزمنا المنهج القويم، وسرنا عليه لكان فيه الخير في ديننا ودنيانا.
فلتتمسك كل زوجة بحجابها وتحافظ على حشمتها ووقارها، رضي زوجها أم أبى.
◽️◽️
📚 مجلة الأسرة العدد ٨٩ / شعبان ١٤٢١ هـ
📚 مجلة الأسرة العدد ٨٩ / شعبان ١٤٢١ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق