تسللت نسائم الصباح الأولى حيث يكون.. عانقت محياه فتفتحت عيناه..
ذكر خالقه بهدوء.. التفت ناحيتها.. إنها ترقد بهدوءٍ تام، ابتسم.. ثم اتجه حيث تكون طفلته فهي أيضاً نائمة احتضنها بدفء الأبوة وقَبّلَ جبينها الطاهر.
عانقت قطرات الماء قسمات وجهه..
تأمل تشتتها في المرآة كل قطرةٍ لها بريق وكل بريقٍ يزرع بين حناياه أملا..
تنهد بهدوء وأخذ يتأمل قسمات وجهه، مُحيا يحمل معاني الحنان أجمع ونظرةٌ تحوي ألغاز وأسرار ومكامن حرقةٍ تسكنه..
أخذ يتجول في أنحاء منزله
استلقى على الأريكة وتنهد بقوة
سيلٌ من الأفكار داعبه أغمض عينيه واستسلم لعقله فأخذ يتجول به بين وريقات حياته..
بالأمس تقدمتُ لها طالباً القرب منها أحداثُ كثيرةٌ وعراقيل داهمتني ورغم ذلك ظفرت بالقرب منها
أخذتها من أيام الآنسات كي تكون سيدةً حنونة لمملكتي وأكون السيد الحنون أيضا
تتابعت الأيام كنتُ السيد الزوج العاشق المحب الحنون قدمت لها الفؤاد على أطباقٍ من ذهب مزيناً بزخارف ماسية تعني العطاء والوئام
قدمت لها درر الهمس الحاني ودفء العبارات
ورغم ذلك لم تكن سوى وادياً يأخذ من السماء عطائها لترتشفه أرض جمودها وبرودها القاتلين ثم يعود الوادي جافاً تسقيه السماء بلا كلل ولا ملل
أثقلت غيوم سمائها بالنقاء والود والدفء منتظراً إياها أن تجود ببضع قطرات لأرضي تسقيها.. ترويها.. تزرعها.. تعتني بها
ولكن كل ذلك لم يحدث
كانت تعتبر نفسها مجرد زوجة يجب أن تطبخ لي وتطلب مني ما ينقص حاجة عشنا الصغير
وأنا لا يعدو كوني زوجاً آتي بالنقص وأذهب بها لذاك القصر حيث زواج قرينتها أو ذاك المنزل حيث اجتماع صويحباتها..!!
تتابعت الأيام كنتُ السيد الزوج العاشق المحب الحنون قدمت لها الفؤاد على أطباقٍ من ذهب مزيناً بزخارف ماسية تعني العطاء والوئام
قدمت لها درر الهمس الحاني ودفء العبارات
ورغم ذلك لم تكن سوى وادياً يأخذ من السماء عطائها لترتشفه أرض جمودها وبرودها القاتلين ثم يعود الوادي جافاً تسقيه السماء بلا كلل ولا ملل
أثقلت غيوم سمائها بالنقاء والود والدفء منتظراً إياها أن تجود ببضع قطرات لأرضي تسقيها.. ترويها.. تزرعها.. تعتني بها
ولكن كل ذلك لم يحدث
كانت تعتبر نفسها مجرد زوجة يجب أن تطبخ لي وتطلب مني ما ينقص حاجة عشنا الصغير
وأنا لا يعدو كوني زوجاً آتي بالنقص وأذهب بها لذاك القصر حيث زواج قرينتها أو ذاك المنزل حيث اجتماع صويحباتها..!!
عجبا
ألم تعيَ يوما أن الرجل بحاجةٍ لهمسٍ صادقٍ من حبيبته وزوجته وأم أطفاله كي تعمي أنظاره عن غيرها؟
ألم تعيَ يوما أنها سيدةُ لقصرٍ حق لها المحافظة على أركانه من السقوط وزواياه من تكتل الغبار وبيوت العنكبوت كي لا يكون مهجورا
ألم تعي يوما أنها جنة القصر وناره سعادته وشقاه؟
يا ترى أي قلبٍ يسكنها وأي أحاسيس تلك التي تقبع داخلها..؟؟!!
حرقةٌ أحس بها حد الاختناق أراد أن يتحدث أن يصرخ كفاكِ برودا كفاكِ جمودا كفاكِ إهمالاً لمشاعري وأحاسيسي
سيدة القصر وملكته أنت سر القصيد وإلهامه كنت فلم الجفاء لزوجٍ همس لك بالحب والوفاء
سيدة القصر وملكته أنت سر القصيد وإلهامه كنت فلم الجفاء لزوجٍ همس لك بالحب والوفاء
لِمَ..؟؟!!
لم يجد حلاً لتساؤلاته..؟؟!!
أحس بدموعٍ حارقة تداعب جوهرة عيناه بانتظار أن يفتتح جفنيه كي تنهمر على الخدين شلالا
تمالك نفسه أطلق زفرة حادة ألقى معها هموم وأشجان تسكنه
حاول أن يستعيد هدوءه ولكن عبثاً فالحرقة اشتعلت كي تكون ناراً تتأجج في الفؤاد
حَمِد مولاه بصوتٍ أشبه ما يكون بالهمس أحس بارتياح نسبي سمح لعيناه بمعانقة ما حوله رأى أوراق تعتلي منضدةً بجانبه تناولها بهدوء وكتب :
تمالك نفسه أطلق زفرة حادة ألقى معها هموم وأشجان تسكنه
حاول أن يستعيد هدوءه ولكن عبثاً فالحرقة اشتعلت كي تكون ناراً تتأجج في الفؤاد
حَمِد مولاه بصوتٍ أشبه ما يكون بالهمس أحس بارتياح نسبي سمح لعيناه بمعانقة ما حوله رأى أوراق تعتلي منضدةً بجانبه تناولها بهدوء وكتب :
أميرتي
فاتنتي
لن أسطر قصائد العشق ككل مرة ولن أنسج أحرف الحب خواطرَ كل ما سأكتبه بضعة أحرف تترجم ما يسكن مكامن من يسمونه زوجاً لكِ
عزيزتي
أجزم أن حواء بفطرتها عاطفية ودوده أقسم أنها تملك بين حناياها حنانا يغرق وطناً من الرجال أقسم بأنها تعلم وتعي أن الزوج كالطفل بين نعومة راحتيها بحاجةٍ لدفئها وعطاء مشاعرها وأحاسيسها فقط لتهمس.. لتبوح بصمت وإن شائت فلتوكل المهمة لعينيها كي تتحدث بصدق وسيقع بين كفيها رهينةً لحبها سينتشلها من الأرض ويضعها تاجاً على رأسه لا يفكر سوى بها وبقلبها وحبها وحنانها وسيجود بأعظم مما جادت به فقط لتتحدث ولتبادله حبه كما يبادلها الاحترام
سيدة مملكتي
كان لكِ صدق العطاء من زوجك جودي على وطنه المهجور أيضا
زوجتي
أحبك
ولأجل صدق أحاسيسي وبراءة طفلتنا بهدوءٍ تأملي أحرفي
((حواء الحنونة.. بصدق مشاعركِ سيكون آدمكِ لكِ وحدكِ دون سواكِ))
((حواء الحنونة.. بصدق مشاعركِ سيكون آدمكِ لكِ وحدكِ دون سواكِ))
سقطت دمعةٌ حارقة أسفل ورقته كانت كتوقيع أنهى به رسالته
ترك الورقة كما هي
خرج إلى باحة منزله وأخذ يسير بهدوء باحثاً عن شيءٍ يجهله
أحس بالبرد يجري بأوصاله
عاد وارتدى معطفه وقبل أن يخرج تأمل ورقته ووضع بجانبها زهرة قطفها من حديقة المنزل وهمس:
وإن ارتديت عشرات المعاطف لن أشعر بالدفء..!!
رفقاً بي وبأوصالي سيدتي
وخرج..
* * *
كان يوما رائعاً بكل تفاصيله..
لا عجب..
بعد تعب دام تسعة أشهر..
رزقت بـ طفلٍ كما تمنت وزوجها..
وها هي ترقبه..
هو يقبل جبين طفله الصغير..
وطفلتهم بجانبه ترقب ابتسامة والدها الحنون وبراءة أخيها الصغير..
أخذت تتأمل ملامح زوجها..
وبراءة طفليها..
غمرتها سعادة من نوع آخر تلاشت بها كل آلام وضعها .. هي سعادة حواء حين ترى الحب والحميمية تلف بيتها .. جالت بخيالها حيث الأيام الخوالي .. حيث الأمس وما قبل الأمس واليوم.. وما قبل سويعات .. أدركت كم تحولت ملامح زوجها للنقيض تماما .. سنين وسقف واحد يضمهم.. ولكنها لم ترى يوما سعادة تحوي زوجها كما تراها اليوم ...!
غرقت في عينيه علّها تعرف السبب .. ودون سابق إنذار .. تذكرت حين أتى زوجها يبارك لها بـ المولود .. تذكرت حنو همسه ورقة عباراته .. تذكرت مدى سعادتها حين قدم لها التهاني من درر همسه ..
وأحست بـ ألم في فؤادها لـ الذكرى .. ببساطه .. أدركت أن رقة عباراته كان لها وقعها وهي سر سعادتها اليوم ..
أدركت كمـ هي غافلة كل تلك السنوات..
وأحست بأحاسيسها تضطرب .. ليست المرة الأولى التي تستمع بها لعباراته الحنونه ...!
ولكنها المرة الأولى التي تشعر بمدى وقع العبارات على أحاسيسها ..
أدركت اليوم أنها أخطأت بحق عاطفته .. هو زوجها ومن حقه أن تحتضن عاطفته بعاطفتها وعباراتها التي تنسيه الدنيا بـ أكملها ..
أدركت أن من حق الزوجية بينهما .. همسة ترسلها له بين الحين والآخر تنسيه بها تعب الحياة وتقلبات الأوضاع!
أدركت اليوم كم هي مخطئة في حق أحاسيسه ومشاعره ..
لا تعلمـ كم مضى من الوقت وهي بينهم جسد.. وروحها غارقة في عينيه .. ولكنها عادت لواقعها على صوت ضحكاتهم .. بادلتهم الإبتسامة وهي ترى شقاوة طفلتها والمرح البادي على محيا زوجها وهدوء ملامح صغيرهمـ النائم.. تمنت للحظة أن تدوم هذهـ اللحظات..
تمنت أن لا يعود الحزن يكسي ملامحه.
أصبح فؤادها يخفق بشدة .. ومع كل خفقة كانت تتردد همسة إعتذار لزوجها..
أدركت أن سر سعادته هو الحب والحميمية التي شعر بها اليوم.. تماما كما شعرت بها هي ..
أدركت أنها وحدها سر سعادته وشقاه ..
وأدركت أن قلب آدم أسيرٌ لـ همس حواء.. كما هو قلب حواء أسير لهمس آدم..
أدركت أن حواء بحنانها وصدق مشاعرها سيكون آدمها لها وحدها..
وبلحظة امتنان شعرت بروحها تتحدث لروح زوجها.. بأسمى عبارات الاعتذار والندم.. وقطعت على نفسها عهداً أن سعادة اليوم ستدوم بإذن المولى .. ووفاءً لقلبه.. ستكون الزوجة والأم والأخت والحبيبة ..
فقط كي تحافظ على بسمة زوجها وسعادته وراحة قلبه .. وكي يكبر الصغار في جو من الألفة والترابط والمودة والحب ..
همست بصوت مسموعـ لزوجها ..
(( دامت سعادتك يا سعدي وهناي وفرحي وراحتي .. ))
وابتسمت له بخجل وحب وهمست بعيون دامعة..
(( أعدك سيد قلبي.. سيكون ميلاد طفلنا مقرونا بميلاد سعادتنا الأبدية.. أحبك ))
* * *
لـ آدم ..
لا تبحث عن الحب خارج حدود مملكتك..
فـ الحب المثالي ستجدهـ لدى سيدة القصر فقط ...!
لـ حواء..
هو سيدك .. جنتك ونارك .. أحوى مشاعره بعاطفتك ..
تشبثي بحبه حتى آخر نفس..
فسعادتكما بين راحتيك..!
* * *
همسة أخيرة:
(( المجاملة في الحب.. تجلب الحب! ))
◽️◽️
حفصة السبع
📚 مجلة حياة العدد (٩٢) ذو الحجة ١٤٢٨ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق