الحمد لله الذي بلّغنا رمضان ونحن نتقلب في نعمه الجمّة الكثيرة .. في نعم لا تعدّ ولا تحصى ، والتي منها على سبيل المثال : نعمة البصر التي يستعملها كثير من أمة محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر الفضيل فيما حرّم الله ، فتراه ينظر بها إلى المسلسلات والتمثيليات والساقطين والساقطات ، ولم يعلم بأن الله هو من يُحرك بصره في رأسه .. ترى هل هذا هو شكر النعمة ؟! وهل هذه الحال كانت حال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا سيما في شهر رمضان ؟! ، والذي نفسي بيده لم يكن هذا أبداً حالهم بل كانوا يشكرون الله تعالى بطاعته واجتناب عصيانه ليلاً ونهاراً سراً وعلانية في سرائهم وضرائهم .
يقول محمد إقبال مفتخراً بذلك الجبل :
كنا جبالاً في الجبال وربما ** سرنا على موج البحار بحارا
لم تنس أفريقيا ولا صحراؤها ** سجداتنا والأرض تقذف نارا
كنا نرى الأصنام من ذهب ** فنهدمها ونهدم فوقها الكفارا
نعم .. لقد شرفنا ذلك الجيل أيّما تشريف ورفع رؤوسنا فوق السماء بين الأمم في نصرته للإسلام ، فأذل الله به الكفر وأهله ومؤيديه ، فسقطت فارس والروم في أقل من خمس وعشرين سنة بينما لم نستطع نحن استرداد فلسطين إلى الآن منذ أكثر من خمسين سنة !
فشتان بين السماوة والسماء وبين الثرى والثريا .
فكيف لو رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه مانحن فيه فيه من غفلة وإعراض عن الله؟ أتدرون ماذا سيفعل؟ سيأخذنا بالدّرة على بكرة أبينا واحداً تلو الآخر .
لو عاد فينا أبو حفص لأنكرنا ** وقال لستم بأحفاد الميامينا
فما نحن فيه الآن ذل لدرجة أن الرجل بينهزم أمام مسلسل أو فيلم ساقط أو حتى سيجارة هو دليل كبير على ضعف أيماننا وصلتنا بالله .
فلنقف مع أنفسنا وقفة محاسبة صادقة نعرف من خلالها ذنوبنا وعيوبنا وتقصيرنا في ديننا ، ولنعلم علم اليقين أن سبب ذلنا وتخلفنا في ديننا ودنيانا وتفرقنا وضياعنا هو أن الله ضيعنا لما أضعناه.
◽️◽️
أسامة الغامدي - أرض الحرمين
📚 مجلة السمو العدد ١٢ رمضان ١٤٢٣ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق