الاثنين، 25 يونيو 2018

لا تنس دعوتك في سفرك



لا يشك مسلم في أهمية الدعوة إلى الله تعالى في السفر كالحضر، فالمؤمن الصادق يحمل قضيته معه، لا ينساها، ولا يغفل عنها.

وربما يكون سفره في الأمصار على مدى الأعصار سبباً عظيماً لنشر الخير للغير، والتأثير في الخلق، ودعوتهم إلى ربهم.

فبالسفر تزداد خبرته، وتصقل موهبته، وتنمو معرفته بالناس وطبائعهم وأحوالهم وواقعهم ووقائعهم

فيقف على موطن الخلل عندهم، ويسبر أغوار مجتمعهم، ليلمس بيده مكامن النقص ومواطن الكمال

فهو كالنحلة الطيبة، لا تقع إلا على الطيبات وتنتج الطيبات
وكالنور في الفجر حيثما سطع أشرقت به البلاد واستيقظت منه العباد!


فمن الوسائل المفيدة في الدعوة إلى الله تعالى في السفر :


إلقاء المواعظ القصيرة في المساجد المطروقة، فحالما أدركته الصلاة ألقى كلمة قصيرة ومؤثرة، وهي بذرة مباركة تلقى في قلوب المستمعين، وستنبت بإذن الله ولو بعد حين!

وأنا أعرف أحد حفاظ كتاب الله تعالى وهو من الدعاة المباركين، كانت سبب هدايته من بعد غوايته وسقوطه في براثن المخدرات والفجور والفواحش والغناء وترك الصلوات وغيرها من الطامات كلمة قصيرة من شيخ مبارك سمعها منه في سفر، فهل من معتبر؟


نشر الكتب والأشرطة والمطويات في كل مكان يكون فيه، في المساجد، والمنتزهات، والفنادق، والاستراحات، والمهم أن تترك خلفك ما يذكر بك، وما يكون سبباً في هداية غيرك، وستقطف بإذن الله من هذه الثمرة اليانعة، في يوم الحصاد، عندما تقف بين يدي مولاك في يوم المعاد.


الحرص على الخلق الطيب، والمعاملة الحسنة، والابتسامة الصادقة، واللمسات الحانية، والكلمات الرقيقة، والكرم الفياض، والعفو والصفح، وغيرها من الأمور التي جاء الإسلام بها ورغّب فيها، وحث عليها، وقد تؤثر بفعلك أكثر من قولك، فانتبه!


الوقوف مع أهل الأزمات على مدى الطرقات، فإن رأيت من خذلته مركبته وقفت معه، فأصلحتها من عطب إذا علمت السبب أو أوصلته إلى مبتغاه، أو على أقلَّ تقدير أمنته من خوفه، ونصرته حال ضعفه، ثم وهبته هدية دعوية أو كلمة رقيقة، أزالت همّه، وأذهبت غمّه، فكم لها من الأثر! والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.


نشر المجلات الإسلامية المباركة في الاستراحات، والشقق المفروشة، ومحلات الحلاقة، وأماكن الانتظار، لتكون بديلاً لذلك السم الزعاف من المطبوعات السيئة المنتشرة في أكثر البلدان.


توزيع النشرات التعريفية بالمؤسسات الخيرية؛ الإغاثية والدعوية، والدال على الخير كفاعله.


زيارة العلماء والدعاة وطلاب العلم في المدن المزارة، والتعرف عليهم، والوقوف على أحوالهم وأعمالهم، والتنسيق معه للاستفادة منهم، وكذلك زيارة المؤسسات الخيرية للوقوف على احتياجاتها، والمساهمة في نصرتها.


تعليم الأهل أحكام السفر، وتطبيقها عليهم.


تذكير الأهل بالدعاء للمسلمين، وتنبيههم أن دعاء المسافر مستجاب، فترفع همة الأهل، ليشعروا بهموم المسلمين.


دراسة المنكرات التي يقف عليها المسافر، ورصدها، لتقديمها للدعاة والعلماء والمصلحين، ليقوموا بواجب الإصلاح، كلّ بحسبه، ومن موقعه.


تفقد أحوال المساجد، والتعرف على ما ينقص فيها، ومحاولة توفير احتياجاتها، ولو لم يكن إلا توفير المصاحف، فكم في ذلك من خير!


ولن يعدم المؤمن الطريقة الصحيحة في الدعوة إلى الله تعالى في السفر، فعلى قدر صدقه مع ربه، واهتمامه بدينه، وحرصه على نشر الخير للناس، يُفتح عليه من ربّه، وتأتيه الوسائل والسبل التي لم تكن له على بال، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.

◽️◽️

📚 مجلة معرض وسائل الدعوة

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

أَعْطِ زوجتك في العيد: زهرة


مجتمع العيد

أَعْطِ زوجتك في العيد: زهرة


هبة التهامي : لماذا تعوّدنا أن يكون حديث العشق والمحبين غير حديث الأزواج؟!

الأصل أن يكون العشق حلالاً بين زوجين، أو أن يفضي عشق القلب للسعي؛ كي يتحقّق القرب من الحبيب في الحلال.


بمناسبة العيد..

نتحدث في "عندما يأتي المساء" هذه المرة عن أحد مظاهر التعبير عن العشق الحلال في ظل السكن والمودة والرحمة.

واخترنا أن نتحدث عن لغة الزهور، وأحدث ما كُتب عن ذلك كتاب: "سيم العشق والعشاق" للكاتب/ أحمد حسن الطماوي.


الزهور سيم العشاق

لعبت الزهور دورًا كبيرًا في حياة العشاق، فحملت خطراتهم وأسرارهم، ونقلت أخبارهم وأفكارهم واتخذوها سيمًا (علامة) فيما بينهم، وقد كانت الزهور من بين سيم المحبين أو علامتهم التي يتعارفون بواسطتها.

اقترن الحب منذ عصور قديمة بمظاهر الطبيعة الجميلة، وصارت المرأة في عرف العشاق كالروضة الزاهية، أو كالزهرة اليانعة، وكم شبه الشعراء الخدود بالورود، وتثنّى القدود بتمايل الغصون، ورفيف الشعر برفيف أوراق الزهر، وعمر السعادة في العشق بقصر حياة الورد.. إلى آخر ما يعرف قرَّاء الغزل من شعر المغرمين، فلا جرم أن اقترنت المرأة بالزهور والنور، والرقة والجمال، وشعر حسان بن ثابت – رضي الله عنه - "بانت سعاد" الذي ألقاه بين يدي الرسول – صلى الله عليه وسلم - فخلع عليه بردته معروف مشهور.

ولم يكتف العشاق بذلك، وإنما جعلوا الزهرة رسولاً إلى المرأة لتعرف مراد محبها منها، فصارت رمزًا أو لغة أو لحنًا، تنقل أذواقهم وأشواقهم، وتظل هكذا في رحلة ذهاب وإياب لنقل المشاعر، والتعبير عن المقاصد والخواطر.

ولكن لماذا توسع العشاق في استخدام النبات للتعبير عن الطوايا والنيات، هل لجمال فيه فقط؟!، هناك آراء وحكايات منها: أن النبات يعشق كالإنسان، ويتألم ويتبرم ويصل ويفرح مثل الآدميين. ومن هذا في الأثر قصص لطيفة منها قصة عن نخلة كان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يتردد عليها، فلما غاب عنها كان يسمع لها أنينًا، فلما وضع عليها يده سكنت، وغيرها من الروايات التي تتحدث عن النبات ككائن يشعر ويحس.


لغة الزهور

وسيم العشَّاق مع الزهر غالبًا ما يتمثل في زهرة أو ثمرة، أو فرع شجرة، أو جذع نبات، يحمله العاشق شحنة عاطفية دافئة، ويبعث به إلى من يهوى فيعالج نفسه المنطوية، وينمي شوقه الفاتر، ويخرج القلب مع تلقي الرسالة من عذاباته، ويسترسل مع إشراقة الزهور، وينساب منتشيًا ولو إلى حين.

وسيم الزهر تعبر عن مفهوم ذاتي للحب أو لحالة فيه، وليس عن مفهوم موضوعي بحت، ذلك أن المحب يسقط على زهرة معينة معنى ما، أو يحدد لها لغة رمزية تقولها صمتًا، وقد يرى غيره في هذه الزهرة عينها شيئًا مختلفًا، بل تفاوتت رمزية الزهور من ثقافة لأخرى، بل داخل الثقافة الواحدة من منطقة لأخرى ومن زمن لآخر.

ونحن إذا تلفتنا إلى أحاسيس العشاق، وأملينا النظر في سيمهم ألفينا لغة الزهور ملأى بصور التعبير المختلفة التي تمثل معاني الهوى، وغليان العواطف، وعدم استقرارها على حال، كما تعبر عن فرحة المغرمين بالرسائل التي تبشر بقرب المزار ونعيم السعادة فيه، فالزهرة في سيم العشاق تبكي عنهم، وتعلن الأسى، وتظهر الحرقة والجوى، وتبرد القلوب، أو تزيدها حرارة وتوهجًا، وتُعرب عند أهل المجون والفجورعن حالهم، أو تنطق بالطهارة والعفاف عند أصحابهما، أو تحمل معاني الغيرة والشك.

ولا ريب أن نفوس العشاق ليست من رتبة واحدة، أو نبع واحد، فمنهم من يطلب الخطر والمغامرة والشهوة، ومنهم من يتطلع إلى حياة جياشة مع أفئدة حساسة ومُهَج لَهْفى، ومن يهفو إلى فردوس نقي تتعانق فيه الأرواح، ومن يدلف إلى ممالك الخيال وعوالم الأطياف تُغْرِه الأحلام.

وسيم العشق أو لغة الزهور حافلة بكل هذا، معبرة عن مختلف الميول والرغبات، وتتمثل فيها ألوان من الصبابات، ففي مجال الغزل والتشبيب نجد العاشق يقدم لمن يهوى "الزنبق الملون"، ليقول له: "عيونك بديعة" أو "الحناء" أي "صفاتك حسنة". وفي مجال نشوة الحب والسعادة فيه، وإظهار الأشواق، وتجسيم الإحساسات، وإعلان الطرب، والاهتزاز من الفرح يبعث المحب "بزنبق الحقل" أي "حياتي لك"، وفي مجال الوفاء، وصدق الوداد، ودوام الذكر، وعدم التحول، والقدرة على تحمل الصعاب مهما تكاثرت، يرسل العاشق زهر "الديسم" ويعني: حبي لك لا يعتريه الذبول، أو فرع من شجرة خروب خضراء أي وداد وحب يدومان لبعد القبر.

ولأن العاشق يخشى الرقباء والعذَّال؛ فإنه يكثر من رسائل التحذير حتى لا يشهر به، وتصير سيرته مضغة في أفواه السُمَّار، ويستخدم زهورًا لتحمل المرسل إليه على الاحتياط ومن هذا "زهور الحناء" أي إياك أن تفعل، أو "حشيشة الدينار" وتعني أن القوم يراقبوننا، أو "الخطمية الشمالية" والمراد منها أن ينظر المحب في الأمر قبل الوقوع به، وجوز الطيب: "اجتماع منتظر".

ويحمل الزهور ما يدور بخلد العشاق حتى الظن والاتهام، والمحب بطبيعته حساس مرتاب؛ ومن ثم اتخذ المغرمون من الزهور ما يعبر عن هذه الحالة، فإذا أرسل واحد لمن يهوى "بابيروس" فكأنه يقول له: قلبك ميال لكل من تنظر إليه، أو "بخور مريم" أي أن هناك ريبة تداخله، وقد يتنامى هذا الشعور في طواياه فيرسل بزهرة "البطم" ليتهم حبيبة بأن قلبه يخلو من الحب.

وفي لغة الزهر ما يعرب عن نفور العاشق من المسرات الخطرة والسعادة الهمجية، والشراهة، والتوحش والشراسة وفي هذا تستخدم زهور البنفسج الأصفر.

وقد يطلقون على النبات الواحد وأنواعه وأجزائه عدة ملاحن لتكون أوسع تعبيرًا، وأدق دلالة على ما في نفوسهم، فالزنبق الأبيض يعني "حسن طبيعي"، والزنبق الأحمر يعني احتراق العاشق في العشق، والزنبق الأصفر يعني الكذب والغش.

ومن الزهور والنباتات التي تقترب من دلالاتها "زهرة ندى الشمس"، وتعني: أنتظرك في الصباح الباكر. وزهرة "ورود عرائس" وتعنى المحبة السعيدة، والسيم هنا يشير إلى الحالة فبين العرس والمحبة السعيدة رابطة وثيقة، وزهرة الفل رمز اللطف والظرف، والسيم هنا وصف للمحبوب، ولا يمكن أن نفرق بين الفل واللطف، وثمر "الفلفل" يعني أحرقت قلبي، وفي هذه السيم صلة بين الفلفل الحراق، واحتراق القلب بالحب، وشجر "الصبر" ويعني الحزن، وفي هذا السيم ملاءمة بين الصبر والحزن، لأن الإنسان يصبر على مكروه وهو في حالة حزن وألم، ونبات الشوك رمز للصعوبة والخشونة، وكلها من المعاني الملائمة للشوك، وهناك ألفاظ أخرى موافقة إلى حد كبير للمعاني التي خلعوها عليها.

ومن هنا يمكن القول: إن قِسمًا من سيمهم مستلهم من هذه الزهور والنباتات التي يتراسل بها العشاق، وعلى من يتسلم هذه الرسائل النباتية أن يفهم المراد ويعرف السيم، ولا يعني ما أوردناه أن شخصًا آخر لو رأى رسولاً بين حبيبين يحمل شيئاً يفهم منه ما شرحناه، أنه سيم بينهما يفهمه المرسل منه والمرسل إليه، ويخفى على حامله ومشاهده، ولكن ما نود قوله إن ما ذكرناه هنا من زهور العشاق ومعانيه مستساغ ومفهوم لما بين الزهرة والدلالة من تقارب، والظاهر أنه بمرور الزمن أضفى المحبون هذه المعاني الغربية على الزهور والنباتات؛ لتمثيل رواياتهم الغرامية في الحياة دون معرفة أسرارهم.

فالنرجس مثلاً، يمثل الاعتبار والوقار، ومما ينسب إلى كسرى: "إني لأستحي أن أغازل من أحب بمجلس فيه النرجس"، وربما يرجع هذا إلى حياء النرجس وعدم تبرجه كما يقول ابن لؤلؤ:

والنرجس الغض اعتراه الحيا ... فغض طرفا فيه أسقام

أو كما يقول غيره:
يغض من فرط الحياء طرفه ... ما أحسن الغض من النرجس


لذلك فهو رمز الاعتبار، ولكن ذلك إحساس شعراء دون شعراء، فغيرهم يرى أن النرجس فتَّان يزهو بفتنته، ويتيه ويتحدى غيره، ومن هذا قول أمين الدين جوبان:

فحدق النرجس يزهو به ... وقال حقًّا. قلت ذا أو مزاح
بل أنت بالطول تحامقت يا ... مقصوف عمر بالدعاوى القباح
فقال غصن البان من تيهه ... ما هذه إلا عيون وقاح

فها هو النرجس على وقار وحياء عند قوم، وعند غيرهم يزهو بحسنه، ويختال بجماله، ويبرز من خدره، ويتصدى لغيره من الزهور التي تنافسه ويشتجر معها.

ومن هنا يمكن القول إن هذه المعاني الملتصقة بالزهور ليست إلا إسقاطات شعراء أو أناس عاديين أو عشاق يعبرون عن ذواتهم وأذواقهم وفقًا لأحوالهم النفسية، وطبقًا لأمزجتهم الشخصية، وما إطلاق المعاني على كثير من الزهور إلا لون من ألوان ممارسة الإنسان لطقوسه مع الطبيعة.

وهناك زهور ارتبطت بمعانٍ ودلالات، وجاءت الأقوال فيها متقاربة أو متشابهة مع ما أطلقه أهل العشق عليها، ومن هذه الزهور "شقائق النعمان" التي ترمز للحسن البراق في سيم العشاق. فإذا أهدى معجب إلى غيره "شقيقًا" فكأنه يقول له محاسنك براقة، وهذا السيم عند المحبين نجد مثيلاً له عند الشعراء الذين تغزلوا في شقائق النعمان. فالعلاء بن أيبك الدمشقي يقول عنها إنها ".. ذات توقد..".

ويصفه ظافر الحداد بقوله:
وللشقائق جمر في جوانبه ... بقية الفحم لم يستره باللهب


فها هي أقوال كثيرة تؤكد على أن الشقيق جانب متعدد ملتهب يروق سناؤه، وكل هذا لا يخرج عن تمثيله للحسن البارق أو السناء اللامع كناية عن الجمال الأخاذ.

ومع أن كل هذه الأوصاف تتفق تمامًا مع رمزه في سيم العشق الذي أشرنا إليه، فإن بعض الشعراء المحبين لا يرغبون في أن يهدى إليهم من أحبابهم ذلك لأنهم يتشاءمون منه لأن نصف اسمه "شقاء" على حد تعبير أحدهم:

لا يحب الشقائقا ... كل من كان عاشقا
إن نصف اسمه شقاء ... إذا فهمت ناطقا

ولكن يبقى التوافق بين معنى المحبين وأوصاف الشقيق وهو الحسن البراق. وزهر الرمان أو الجلنار كما يذكره بعض الشعراء (والجلنار لفظ فارسي) من الزهور الأخرى التي وافقت أوصافها المعنى الذي قصده المحبون في سيمهم وعند الشعراء في وصفهم هذه الزهرة الجميلة ما يداني ذلك أو يقترب منه كثيرًا، فأبو حنيفة الدينوري يصف نوار الرمان الأصفر الذي يعلوه ورق أحمر مشرق بأنه أرق بشرة من الحرير، ويقول عنه ابن وكيع التنيسي إنه بهي ضرامه يتوقد، ويميد في غصون خضراء.

ومما هو قريب جدًا من الواقع ما نطالعه عن معشوقة أهدت إلى عاشقها تفاحة فأنشد:

تفاحة من عند تفاحة ... قريبة العهد بكفيها
أحبب بها تفاحة أشبهت ... حمرتها حمرة خديها

وإذا كان في إهداء التفاحة ودّ ظاهر، فإن لم يخف على العاشق اختيار معشوقته التفاحة لتهديها إليه لما في التفاح من حمرة تشبه حمرة الخدود.

أما إذا قال شاعر:
أهدت إليه بنفسجا يسليه ... تنبيه أن بنفسها تفديه
فارتاح بعد صبابة وكآبة ... ورجا لحسن الظن أن تدنيه

فإن هذا لا يمثل الواقع في شيء، وقول العاشق إن البنفسج "رسول اليمن والإقبال، أو البشير بتحقيق الآمال"، فإنه من باب حسن الظن كما قال الشاعر وكما يذهب المغرمون، وليس من باب تمثيل الحقيقة في عمومها، فالبنفسج في ذاته لا يحمل في طيات أوراقه هذا المعين، ولا يعرف عنه هذا إلا بالاتفاق والممارسة.

ولا نعيب على العاشقين الإغراب والغموض في سيمهم، من فإن السيم ليس من كنهه أو من غاياته أن يمثل الواقع أو يأخذ دلالاته منه، وليس في أصله أن يكون واضحًا، فهو موضوع للتعمية والتمويه ليخفى على غير المقصودين بالخطاب.

منتقى

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


الأزواج وفرحة العيد


الأزواج وفرحة العيد ( ١ من ٢ )

العيد مناسبة لطيفة كريمة تعود فيها البسمة إلى الشفاه والفرحة إلى القلوب، ويتجلى فيها كرم الضيافة وخشوع النفوس واطمئنانها بالشكر والحمد والثناء والتكبير وذكر الله تعالى وتقديم الأضاحي وصلة الرحم وإسعاد الفقراء والأقارب والأطفال..

كيف تقضي الأسر فرصة العيد، وكيف يشعر الأزواج والزوجات بالعيد وهل هو مناسبة لتجديد الود والحياة، كما هو في حقيقته وكما كان في الماضي، هذه القضايا هي موضوع تحقيقنا لهذا العدد.


من خلال لقاءات سريعة بعدد كبير من الأزواج والزوجات يعبرون بحرية وعفوية عن العيد وفرحته .. وكانت هذه اللقاءات :


وجود زوجي أفضل هدية
تهاني الساير تحدثت عن العيد وفرحته وبهجته وكيفية استمتاعها هي وزوجها والأولاد بالعيد وذلك بأداء صلاة العيد ومعايدة الأطفال وفرحة الخروج مع الأطفال إلى الأماكن الترفيهية، وقالت إن أفضل الأماكن المحببة التي تود قضاء العيد فيها مع زوجها والأولاد هي المقاهي الشعبية ويوم البحار.

وقد عبرت تهاني عن الهدية التي تقدمها لزوجها في العيد وهي وجودها الدائم معه وبالمقابل فقد عبرت تهاني عما يكنه قلبها من حب واحترام لزوجها باعتبار أنّ أفضل هدية يقدمها زوجها هي وجوده معها وقضاء العيد معاً.


الكلمة الحلوة
فاطمة الفيلكاوي : أما فاطمة فرأت أن أهم متعة لها ولزوجها هي إمتاع أبنائهما بالعيد وذلك بالخروج إلى الملاهي والأماكن الترفيهية وشراء الألعاب لهم ، وبعد ذلك تبدأ متعتهما هي وزوجها وذلك بالخروج إلى الأماكن العامة حيث عبرت بأنها من الأماكن المفضلة لها في العيد.

وتسترسل فاطمة قائلة إن أفضل هدية تقدمها لزوجها في العيد هي الكلمة الحلوة في الصباح الباكر وهي تعبير عن شعور متبادل مع زوجها.

أما عن المواقف السعيدة فهي كثيرة فيكفيها سعادة ضحكة أطفالها وسعادتهم.


اجتماع الأهل
لطيفة المزيدي : تقول إن استمتاعها بالعيد هي وزوجها يكون باجتماع الأهل والأطفال معاً وقالت إنها لا تفضل الخروج إلى الأماكن المزدحمة وإنما تفضل الخروج إلى المطاعم أو المشي على البحر.

أما عن الهدية التي تقدمها لزوجها في العيد فتقول:
معاملتي الحلوة معه وجلوسنا معاً، وإذا توفرت الهدية يكون سعيداً أكثر وأكثر وكذلك هي.

أما عن المواقف السعيدة في العيد فتقول العيد كله فرحة، وإذا مرَّ العيد بسلام وفرحة أشعر بالسعادة.


عيدية ١٠٠ دينار .. ولكن
أم عبد الرحمن فتقول : أقضي العيد بمفردي أنا وأولادي، حيث إن زوجي كل عيد يسافر فتكون فرحتي ناقصة، لكن كل همي أن أسعد أولادي وأذهب بهم إلى الملاهي والأماكن الترفيهية لإضفاء البهجة عليهم من السعادة، وأخصص لهم يوماً للغداء في أحد المطاعم.

أما الهدية التي تقدمها لزوجها في العيد فهي كلمة ( كل عام وأنت بخير ) ، أما زوجها فقد قدم لها عيدية مقدارها ١٠٠ دينار.

والموقف السعيد الذي أضفى على الأسرة البهجة فهو زواج أبن أختها.


تغيير شامل
منال الغانم تقول : إن استمتاعها بالعيد هي وزوجها يكون بزيادة الأهل والأقارب، ونظراً لازدحام الأماكن الخارجية فهي تفضل الاستمتاع بمشاهدة التلفزيون داخل المنزل.

أما عن الهدية التي تقدمها لزوجها في العيد، فهى إضفاء جو غير الجو المعتاد حيث تقوم بتغيير ديكورات البيت ولاسيما غرفة المعيشة – وعمل فطور بشكل مختلف وإلباس الأولاد ملابس العيد وتعليمهم كيف يقومون بمعايدة والدهم، أما هديته لي فهي أن يكون متفرغاً لي وللأولاد ونفسيته مرتفعة فيكفي أن يكون تفكيره خالياً من مسؤوليات العمل.

أما الموقف السعيد فقد كان في أول يوم العيد حيث كان الغداء في بيت أهله فقد كانت لحظات سعيدة ومرحة حيث كان تجمع الأهل.


زيارة المطاعم
أم صقر تقول : إن متعتها بالعيد هي وزوجها تكون بزيارة الأهل وأخذ الأطفال إلى الأماكن الترفيهية.

أما عن أفضل الأماكن التي تود الذهاب إليها فهي المطاعم.

وتقول عن الهدية التي تقدمها لزوجها في العيد هي الكلمة الحلوة والمعايدة الإسلامية ( كل عام وأنت بخير وعيدك مبارك ) وتغيير ديكورات غرفة النوم وعمل طبق حلو من يدها.

ومن المواقف السعيدة التي مرت في العيد اجتماع الأهل وكان ذلك من اللحظات الجميلة التي لا تنسى.


الأزواج وفرحة العيد ( ٢ من ٢ )


سعادة الأطفال
أم عبد الله تقول : إن العيد كان خالياً من أي متعة بالنسبة لها لوجود الازدحام في الخارج

لكن تقول أن متعتها الحقيقية هي سعادة أطفالها باعتبار أن العيد لهم.

- أما الأماكن المحببة لها هي وزوجها فهي المطاعم.

- وتقول إن هدية يقدمها زوجي لي في العيد هي الكلمة الحلوة، حيث قالت إن عطاء زوجها متواصل في العيد وغير العيد، أما عن أفضل هدية تقدمها لزوجها في العيد فهى كلمة ( كل عام وأنت بخير ) وتقول إن سعادة الأطفال هي سعادتها وسعادة زوجها.


صلة الرحم
أم محمد تقول : إن استمتاعها بالعيد يكون بإمتاع أولادها والخروج إلى السينما والأماكن الترفيهية.

وأفضل هدية يقدمها زوجي لي وأقدمها له فهى الكلمة الحلوة والمعايدة في الصباح، وتقول إن زيارة الأهل وصلة الرحم هي من المواقف السعيدة في العيد.


العيد سعيد
جيهان محمد تقول : إن قضاء الوقت مع الأهل والأولاد والزيارات هي متعة العيد.

- فمن الأماكن المحببة لها هي أماكن ألعاب الأطفال.

- وأفضل هدية تقدمها لزوجها هي كلمة ( كل سنة وأنت طيب )، أما عن هدية الزوج لها فهي الملابس، وتقول إن أيام العيد كلها مواقف سعيدة وجميلة.


ساعة عيد
يوسف على تحدث عن تمتعه بالعيد مع زوجته وذلك بالزيارات والخروج مع الأولاد إلى الملاهي الترفيهية،

ويسترسل يوسف بالقول إن أفضل هدية أقدمها لزوجتي في العيد هي زيارة عمتها، خاصة وإنها تسكن خارج البلاد،

أما أفضل هدية تقدمها زوجته له فهى حرصها على إيقاظه للصلاة.

وعن الموقف السعيد يقول قدمت لي زوجتي هدية (ساعة ) فكانت مفاجأة بالنسبة لي مما أشعرني بالسعادة.


بسمة الأطفال
فهد المجرن يقول : إن زيارة الأهل والأقارب ورؤية البسمة على وجوه الأطفال بشكل عام وفرحة الطفل هي المتعة الحقيقية والتي تسعدني.

وعن الأماكن المحببة والتي يذهبون إليها في العيد، يقول : نذهب إلى مزرعتنا مع الأهل، ونقيم يومين هناك مما نشعر معه بالتغيير في الحياة ويضفي علينا السعادة ونذهب إلى الأماكن الترفيهية لإسعاد الأولاد.

- أما عن أفضل هدية تقدمها زوجتي في العيد فهى المعايدة الإسلامية والتحية في الصباح والهدية التي أقدمها لها عيدية مقدارها ( ٤٠ دينار ) .

أما عن المواقف السعيدة فهي معايدة الأهل وتناول إفطار يوم العيد معاً حيث تجتمع العائلة كلها الكبير والصغير مما يشعرنا بالسعادة.


أول مهنئ
عيسى جاسم يقول : زيارة الأهل والخروج من البيت والفسحة هي متعة العيد.

إنني أول من يهنئ زوجتي بالعيد وهذه أفضل هدية أقدمها لها على أني أحرص دائماً أن يكون بيننا هدية رمزية، وهذا الشعور متبادل.

- وقد عبر عيسى عن حبه واحترامه لزوجته بأن أيامه معها كلها أعياد وسعادة وهناء.


اللقاء الأسري
أبو خالد : يقول إن أخذ الأطفال للفسحة وزيارة الأهل هي من أساسيات متعة العيد، ويقول إن هناك العديد من الأماكن المحببة له ولزوجته وأولاده.

- وأما أفضل هدية تقدمها زوجتي لي في العيد فهى الأكلة المفضلة لي وهي الحلو، أما أفضل هدية أقدمها لزوجتي فهى تحية العيد.
ويقول إن التجمع العائلي الذي يضم الزوجة والأولاد والجدة هو الموقف السعيد في العيد.


محلات ترفيهية
عدنان البكر يقول : إن زيارة الأهل والأصدقاء والمعارف والخروج مع الأطفال هي فرحة العيد ومتعتها.

أما الأماكن المحببة في العيد فهى تناول طعام الغداء والعشاء خارج البيت مع الأولاد، والذهاب إلى محلات ألعاب الأطفال الترفيهية ويوم البحار، أما الهدية التي يقدمها لزوجته في العيد فهى الملابس والذهب، أما الهدية التي تقدمها زوجته له فهى ميدالية أو ساعة.

المواقف السعيدة هي الزيارات وصلة الرحم.


شكر للزوجة
أبو محمد يقول : إن استمتاعه بالعيد برفقة الأولاد إلى الأماكن الترفيهية.

- أما عن الأماكن المحببة له هو وزوجته فهى الفنادق.

- أما أفضل هدية أقدمها لزوجتي فهي : الكلمة الحلوة وشكرها على العمل الذي أنجزته قبل العيد.

- أما أفضل هدية قدمتها زوجتي لي في العيد فهى تغيير ديكورات المنزل مما أضفى جواً مختلفاً عن أي يوم عادي، والحدث السعيد هو أن ابنته رزقت بطفل جميل في العيد، وكان هذا هو الحدث السعيد الذي أسعده كثيراً.

- وعن الهدية التي يقدمها لزوجته وتقدمها له فهى المعايدة الإسلامية..


مع الزوجات
فتوح بورسلي تحدثت عن تمتعها بالعيد هي وزوجها وذلك بزيارة الأهل والخروج مع الأطفال إلى الأماكن الترفيهية وأخيراً الجلوس بمفردها بعيداً عن الأولاد..

أما عن الأماكن المحببة تقول : الأماكن الترفيهية لإسعاد أولادهما أولاً، في جو هادئ رومانسي.

الكلمة الحلوة وتهيئة الجو المناسب هما أفضل هدية قدمتها لزوجها في العيد، أما المعاملة الطيبة والابتسامة فهى الهدية التي أنتظرها كل عيد من زوجي، وتقول إن سهرتها هي وزوجها بمفردها هو الحدث السعيد الذي تذكره.


وردة لزوجتي
أما علي جمعة فقد بدأ حديثه بالقول : زيارة الأهل هي متعتي أنا وزوجتي في العيد وتبادل تحية العيد معهم، أما عن الأماكن المحببة التي يود الذهاب إليها هو وزوجته فهي المطاعم، والهدية التي يقدمها لزوجته في العيد هي الورد والزهور، والهدية التي ينتظرها من زوجته فهى أكلة طيبة من يدها، وتكلم على جمعة عن الحدث السعيد حيث اعتبر شفاء جدته من المرض من الأحداث السعيدة في العيد.


الحب والود
آمال محمود محمد تقول : لا أحب الأماكن المزدحمة وإنما أرغب في الذهاب إلى الأماكن الهادئة والمطاعم أو الحدائق مع زوجي والأولاد.

لا توجد هدية معينة أقدمها لزوجي سوى كلمة تقدير واحترام وإخلاص له، وأنا أيضاً لا أنتظر منه أي هدية أكثر من تبادل كلمات الحب والود فيما بيننا فهى أسمى ما تكون.
زوجة ابني رزقت بمولودة أسمتها باسمي فهذا حدث سعيد أشعرني بالبهجة والسرور.

منتقى

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


الأحد، 24 يونيو 2018

( عيدكم مبارك ) العلاقات الزوجية في العيد


عيدكم مبارك

بمناسبة حلول عيد الأضحي المبارك يسر مجلة الفرحة أن تتقدم بأجمل التهاني والتبريكات إلى جميع الأزواج وإلى المقبلين على الزواج ،
راجية لهم دوام السعادة والسرور والطمأنينة، سائلة المولى عز وجل أن يعيد هذه المناسبة على الجميع بالخير واليمن والبركات.


العلاقات الزوجية في العيد

• العيد فرصة مناسبة لتجديد أواصر المحبة والتواصل بين الأزواج والأهل والأقارب، وتبديد الأحزان بالفرحة والسعادة وطمس معالم سوء الفهم والخلافات بين الجميع. 

• ولا شك أن مثل هذه المناسبة تؤكد المعاني الرائعة للعيد السعيد وتجسيدها لتغسل النفوس، وتصقلها لاستقبال مرحلة جديدة مليئة بالحب والعطف والحنان بين الزوجين والتواصل من جديد مع الأهل والأقارب لينعم الجميع بفرحة العيد.

• من هذه المعاني : التضحية وفي قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام أكبر المعاني في التضحية ،والإيثار وذكر الله، وإشاعة الخير والمحبة وصلة الرحم.

• تأجيل الخلافات والمشاكل والهموم ومحاولة قلعها من تربة الحب وزرع أشتال السعادة والسرور في مثل هذه الأيام المباركة.

• ليلتق الأزواج على الطاعة وليغمروا أنفسهم بالسعادة الخالية من الشوائب والوساوس والأنانية وليقدم كل منهما الهدايا ونحر الخلاف والشقاق.

• قضاء وقت ممتع مع الأطفال في المنتزهات والأماكن الترفيهية والمسلية وزيادة الأهل لإعادة البهجة للحياة، واستثمار معاني العيد السامية.


العيد فرحة

تعتبر أيام العيد فرصة كبيرة فيما بين الأزواج لتحقيق قسط كبير من مشاعر الحب والألفة والتفاهم ونبذ الخلافات.

فالأسرة هي الركيزة الأساسية في قوة المجتمع واستقراره وإظهاره متماسكاً مطمئناً، حيث يجتمع شمل الأسرة في أيام الأعياد لتقديم التهاني وتوزيع الهدايا والعيديات فيما بينهم وتنشط العلاقات العائلية، ويحاول كل فرد في الأسرة أن يضفي على الأسرة جواً من الفرحة والمودة والرحمة.

فإذا كان على الرجل كلفة بالرعاية وتحمل تبعات الأسرة المادية، والمسؤول عنها مسؤولية مباشرة، فالمرأة تعتبر سكناً للزوج، وشريكة لآماله وآلامه وهوى قلبه، وبها تستقر الحياة وهى مكلفة برعاية الأبناء وتهيئة الأسباب والوسائل التي تجعل البيت مبعثاً للهدوء والاستقرار.


مجال رحب واستثمار جيد

فأيام العيد مجال رحب واستثمار جيد لنشر بذور المحبة والاستقرار والأمن النفسي بين الزوجين، ومن خلال الرحلات إلى الأماكن العامة والترفيهية للترويح عن الأسرة، نرى الأطفال يلعبون ويمرحون، يلتفون حول آبائهم وأمهاتهم فرحين مسرورين يشاركونهم فرحة العيد، فنرى الأماكن السياحية والترفيهية مكتظة بآلاف الأسر مع أبنائهم يشاركونهم في اللهو والمرح، مما يكون له الأثر الطيب على نفسية هؤلاء الأبناء، وبالتالي يستعيد الأزواج ذكريات الماضي ويحاولون بشكل أو بآخر استثمار تلك الأوقات لنبذ الخلافات وقضاء أيام مرحة ملؤها الحب والحنان.


البعد عن التوتر

التقت الفرحة مع إحدى العائلات التي تصحب أطفالها لقضاء أوقات مرحة في المدينة الترفيهية، وقال الزوج أن هذه الأيام فرصة طيبة لقضاء وقت كبير بين أفراد عائلتي نظراً لارتباطي بأعمال كثيرة، واليوم هي فرصة طيبة للبعد عن التوتر والقلق وحتى لا تشعر زوجتي وأبنائي بأنني منحرف عنهم، وهي مناسبة طيبة للهروب من مشاكل العمل والاهتمام بشؤون أسرتي فيكون الحديث بيننا إيجابياً، فمعظم الرجال يعاني في حياته من ضغوط مختلفة في العمل أو المنزل أيضاً ولكن الحكمة هي أن يخرج الزوج من دائرة الضغوط وخاصة في المناسبات السعيدة.


الغياب عن المنزل

وقالت الزوجة: في الحقيقة أن زوجي يغيب كثيراً عن المنزل إلا أنني أعرف جيداً أن تأخيره بسبب كثرة أعماله، ولكنه في أحيان كثيرة وخاصة في المناسبات يترك لنا كثيراً من الوقت يقضيه معي ومع أولاده، فأنا على ثقة كبيرة بزوجي وأنه بالرغم من مشاغله الكثيرة لا يهمل منزله ولا يعاملني بسلبية، وإنما روحه إيجابية في جميع الأحوال، وعندما تتاح له الفرصة يصطحب كل أفراد الأسرة لقضاء أوقات طيبة، فهو إنسان صادق في عواطفه ومشاعره ويشاركنا في حل مشاكل البيت كبيرها وصغيرها، وإن كنت سعيدة اليوم لوجوده لفترة طويلة بيننا، حيث إنه متفرغ طيلة أيام العيد لقضائه مع أسرته وهذا شيء طيب، وأتمنى أن تكون كل الأيام أعياداً حتى تظل هذه الفرحة وابتسامة الأطفال ولعبهم ومرحهم دائمة، إلا أن الظروف هي التي تحكم على زوجي أن يبقى خارج المنزل لفترات ليست بقليلة، ولكن صدق العاطفة والمشاعر كفيل بإذابة أي جليد يتكون بين الزوجين وخاصة في المناسبات.


التواصل والتراحم

وقال أحد الأزواج إن المناسبات السعيدة والأعياد تزيد من التواصل والتراحم وصفاء النفوس فإذا كان هناك بعض الشوائب العالقة في علاقتي الزوجية، فإننا نجد في هذه الأيام مجالاً رحباً لنبذها والقضاء عليها، من خلال تجمع كل أفراد الأسرة لقضاء أوقات سعيدة خارج المنزل، وفي أماكن ترفيهية حيث يلعب الأطفال ويلهون من حولنا، ونحن نتناقش ونتحاور في أمور حياتنا لكي تسير سفينة الحياة بلا عوائق ..

وإذا كان بعض الأمور في حاجة للمزيد من الوقت إلا أن الصفاء العاطفي والعائلي موجود، وليس هناك بيت يخلو من بعض الأمور التي تعكر صفو حياته، ولكن العبرة هي بالإنسان الذي يتحكم في هذا الأمر ويحاول بشكل أو بآخرالقاء عليه، أن يغتنم فرصة المناسبات ويناقش هذه المشاكل التي غالباً ما يتقبل الطرفان حلها، وينتهى الأمر بكلمة طيبة، في هذه المناسبة كل عام وأنتم بخير.


الأطفال والعيد

وفي الإطار نفسه التقت الفرحة مع بعض الأطفال، وأمام بعض محلات لعب الأطفال، وقال الأطفال إن سعادتنا غامرة ونحن نستقبل العيد ونلعب ونلهو وحولنا آباؤنا وأمهاتنا فقليلاً جداً ما تجتمع الأسرة إلا فغي هذه المناسبات التي تجمعنا، وتلبي طلباتنا مؤكدين على أنه في الإجازات العادية ( عطلة نهاية الأسبوع ) فإن والدتهم هي التي تصحبهم إلى الأماكن الترفيهية أحياناً وبعد إلحاح كبير مما ينغص فرحتهم بقضاء الوقت، ولكن شيء أحسن من لا شيء.

وقالوا : إن مناسبة الأعياد ننتظرها بفارغ الصبر لكي نرى أهلنا تجمعوا معنا وحولنا وبادلونا فرحتنا ...

الجميع يلهو ويلعب في سعادة غامرة وهم ينظرون بطرف أعينهم إلى آبائهم وأمهاتهم وهم ينتظرونهم بين لعبة وأخرى ويتجولون معهم، مما أدخل السرور إلى نفوسهم متمنين أن تكون كل أيام السنة أعياداً ..

◽️◽️

📚 مجلة الفرحة العدد (١٩) إبريل

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »


قصيدة مرثية لأحد أبناء الشيخ سلمان العودة



 عند عودة ( آل البقيشي ) من مكة إلى بريدة ليلة العيد عام ١٤١٦ هـ بعد أن صاموا شهر رمضان في مكة حدث لهم حادث بين ظلم وعفيف ، ذهب كلهم ضحيته وهم ثمانية أشخاص : محمد ووالدته وزوجته وأبنائه الخمسة .. وكان من ضمن هؤلاء الموتى أحد أولاد فضيلة الشيخ سلمان العودة حفظه الله:


ويح الحوادث رعبها متمادي ... كم ألهبت نيرانها بفؤادي

ألمٌ على ألم وخوف جاثم ... من بطشها وجحيمها الوقاد

فتكت بنا قطعت نياط قلوبنا ... وتكرُّ هائجة بلا ميعاد

هبّت عواصفها وجُنّ جنونها ... وكأنها موكولة بحصاد

يا ليتها لما تشنّ هجومها ... لتحلّ بالأنذال والأوغاد

لكنها عجباً لها لا تنتقي ... إلاّ ذوي الأفضال والأمجاد

كم أيتمت طفلاً وكم فجعت أباً ... كم أحزنت أماً على أولاد

وحليلةٍ تشتاق رؤية زوجها ... فعدا عليه من الحوادث عاد

كم مزقت من أهل بيتٍ بعدما ... كانوا بأحلى عيشة ووداد

سُحّي ، دموعك يا عيون لحادث ... هزّ المشاعر في جميع بلادي

أوّاه من هول المصاب وما بنا ... من حرقة الأحشاء والأكباد

عافت لذيذ النوم عين محبكم ... وسرت رهينة دمعة وسهاد

وبدى النهار بضوئه وضيائه ... في ناظريّ كمثل لون مرادي

صبراً بريدة للفجيعة واعلمي ... أن البلاء مزية العبّاد

لا يُبتلى إلاّ التقي ليرتقي ... لمنازل الفردوس والإسعاد

إن فاز واجتاز البلاء بهمةٍ ... ومحبة وتعلقٍ بالهادي

صبراً بريدة يا أجمل مدينةٍ ... بالدين والعلماء والزهّاد

فالأرض تُسقى من معينك سلسلاً ... فيه الدواء لكل قلب صادي

عجباً كأن الموت أفعمَ غيرة ... من مجدك الميمون ذوي الأوتاد

فعدى عليك ليبتليك وما درى ... أن البلاء بداية الميلاد

بتّي مولّهة الفؤاد كئيبةً ... والناس في فرح وفي أعياد

لبسوا الجديد من الثياب لعيدهم ... ولبست يوم العيد ثوب حداد

صلّوا صلاة العيد ثم تفرقوا ... للأنس والأفراح كالمعتاد

وبقيت أنتِ على الصيام من الأسى ... تبكين من حُملوا على الأعواد

أسفي على "آل البقيشي" كلما ... صدح المغرد أو ترنم شاد

أسفي على بيت المكارم كلما ... نادى إلى فرض الصلاة مناد

أسفي على البيت الذي شهدوا له ... بديانة وبعفةٍ ورشاد

يبكي القصيم من المصاب مردداً ... واحسرتاه لعدتي وعتادي

صبراً جميلاً يا محب فإنهم ... ساروا من الدنيا لخير معاد

صاموا وقاموا طاعة ومحبة ... لله واشتاقوا لأطيب نادي

فاختارهم ربي فهيأ عيدهم ... في جنة المأوى وخير مراد

ما ظنكم أهل القصيم بمؤمنٍ ... يمسي بضيفة أجود الأجواد

قال الصيام أنا الذي أجزي به ... فجزى أحبته بأفضل زاد

نالوا على أجر الصيام شهادة ... أمِنوا بها من هول يوم تناد

ومضوا إلى ركب المحبة والرضى ... وكأنما كانوا على ميعاد

وازّينت لهم الجنان ورحّبت ... والحور في طرب وفي إنشاد

أهلاً بركبٍ سار في مرضاته ... فجراه للظل الظليل الحادي

لك يا قصيم عزائنا ودعائنا ... وحميت من ألم ومن أنكاد

هذا الطريق وسوف نمضي كلنا ... لمصارع الآباء والأجداد

لن ينفع الإنسان إلا ما أتى ... من طاعة وهداية وجهاد

من عاش في خِدَع الأماني غافلاً ... في غير ما عمل ولا استعداد

أو عاش يلهو بالحياة وزيفها ... فالموت للأحياء بالمرصاد

أسلمت للباري رضيت بحكمه ... وله بذلت مشاعري وقيادي

ذاك العظيم ومالك الملك الذي ... رفع السماء بدون أي عماد

ذاك الذي تهفو القلوب لذكره ... وهو الكريم ومطمع القُصّاد

فاصبر على قدر الإله وحكمه ... هو صاحب الإصدار والإيراد

واضرع إليه كي تفوز بعفوه ... فهو الغفور مجيب كل منادي


بقلم ناصر الزهراني .. قال هذه القصيدة علماً بأنه لا يعرف أسرة ( آل البقيشي )
لا يعرف هذه الأسرة إلا بالصلاح والاستقامة ..
١٠ / ١٠ / ١٤١٦ هـ

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »