عرضت إحدى القنوات الفضائية مشاهد لليهود في أرض فلسطين يعذبون أهلنا نساء، ورجالاً بطريقة مؤلمة، وبوحشية تنم عن حقد دفين، ويقودون الشباب منهم إلى السجن، ويسحبون بعضهم على الأرض
وفي الوقت نفسه عرضت قناة أخرى مشاهد يتراقص فيها الرجال بطريقة مخجلة
بين هذين المنظرين كانت القصيدة :
علام نشعّل الدنيا قصيدا = ونحرق بين أضلعنا الوريدا
ويبكي يومُنا ألماً وقهراً = ويضحك خصمنا طرباً وعيدا
ونشرب حرفنا غصصاً ودمعاً = ويأبى حرفُنا أن يستزيدا
منانا في هوانٍ مستفيضٍ = ترنمْ يا هوان فلن تبيدا
تحف بنا النوائب والمآسي = ويطوينا الأذى بيداً وبيدا
وتسبقنا الدموع إلى الحنايا = وتمطرنا الخطوب أسىً مديدا
ونشكو للجوامد كلَّ همًّ = وما نلقى منىً إلا الصدودا
كأنا قد خُلقنا للرزايا = كُسينا من مغازلها جلودا
كأنا قد لقينا العمر خصماً = فكان الحزنُ صاحبنا الوحيدا
ونسأل عن أمانينا بشجوٍ = كأنا أتعسُ الدنيا جدودا
فمن أفنى ثغور السعد فينا = ومن غال البلابل والنشيدا
ومن أغرى بمجلسنا نحيباً = ومن أبكى بسفرتنا الثريدا
كأنا بالنحيب نعيد مجداً = كأنا بالبكاء نقيم عودا
كأنا بالتشكي قد بلغنا = وأوفينا المواثق والعهودا
كأنا بالتوجع قد هتفنا = لنجلي من مُقَدَّسنا يهودا
تغنوا يا بني قومي غناء = يداعب صوتُه العذبُ البليدا
فهاتِ الناي واضرب كل دفًّ = وسيّلْ في مواجعنا الجليدا
وناغ من المشاعر كلَّ ركنٍ = وحرَّك في دواخلنا الجمودا
لأن حياتنا في كل لهوٍ = لأن الليل يألفنا عبيدا
لأن جمالنا في أن نغني = وننسى أن في يدنا القيودا
وننسى أن مسجدنا جريحٌ = وأن أخاً لنا طعناً أبيدا
وأن نساء أمتنا سبايا = وأن شبابنا للسجن قيدا
فإنا لن نضيع إذا جهلنا = لأن لنا عن الباغي حدودا
فتلك ضُلوعنا أوتارُ عودٍ = نهزُّ له المناكب والقدودا
وأم القوم قيثارٌ تدلى = تهدهدُ بين أضلعِنا الوليدا
سيهربُ كلُّ من يغزو حِمانا = إذا كانت معازفنا شهودا
ستأتينا الفتوح إذا طربنا = وألهبْنا الحناجر والخدودا
نايف رشدان / جريدة الرياض
نايف رشدان / جريدة الرياض
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق