الثلاثاء، 14 فبراير 2017

الـفـضائيـــات وتأثيـرها على مجتمعنـا | بحث كامل وتقارير (٧/٧)

٨٧ ـ ستار أكاديمي والفوضى الأخلاقية

تناقل الناس كلمة (لا تخافوا.. العرب مشغولون في ستار أكاديمي).

يعزونها لشارون بعد جريمة قتل أحمد ياسين والدكتور عبد العزيز الرنتيسي؛ وتوجيه سؤال: آلا تخاف أن يرد عليك العرب!!.

ادع القارئة للتفكير المليء بهذه الكلمة فسواء هي حقيقة أم من صنع الشارع العربي فهي واقع مرّ.. نعم مرّ..
لماذا؟..
لأننا لم نرق بأنفسنا لنكون فاعلين.. أو مؤثرين.. حينما ترى الواحدة ما يغري قلبها وتشعر معه بالضعف والذل. تقول ماذا أفعل.. والعرب لم يتفقوا حتى على مكان انعقاد القمة؟.. ماذا أفعل وأنا مكتوفة الأيدي.. فلا تبرعي يصل لأخواني المسلمين هناك.. ولا أستطيع أن أعبر عن مشاعر رفضي للعدوان اليهودي.. لا في مسيرات سلمية ولا غيرها. فكتاباتي لا تنشر.. وصوتي لا يسمع.. و .. و..

أقول لكِ أخيتي.. هل يكفي ذلك مبرراً لأنسى أمتي ومستقبلي، وأغرق في أهوائي وشهواتي.. وأستقبل كل خطط اليهود، وأنا مغمضة عيني.. ما دامت خططهم تحمل لي بعض المتعة والتسلية.. بالضبط كقنابلهم التي يرمونها على أشكال لعب للأطفال، فإذا حملوها انفجرت مخلفة قتل أو تشويه حاملها ومن حوله..

هكذا بالضبط برامجهم، وما (ستار أكاديمي) و(بيج براذر) إلا نماذج، فهي بحق فكرة يهودية (مبدعة) في تغييب الشارع العربي وخاصة الشباب، وإشغاله بهذا الفكر الكفيل بأن يشغل الناس عما يخططه اليهود في هذه اللحظة الحاسمة.. فهو برنامج يسرق أوقات الناس وأموالهم وإحساسهم ويقتل مبادئهم وقيمهم ويشيع بينهم الفوضى الأخلاقية، فيصبح لا هم لهم سوى التشجيع لشخصية فنية.. ويذكي التنافس والقومية.. إضافة إلى الداء العضال أساس الفساد وهو قتل الغيرة واستحسان المنكر. فالفتاة التي تجلس مع والديها عند (ستار أكاديمي) ويشاركانها التصويت، ومتابعة الأحداث، ويتقبلان شخصيات البرنامج على أنهم أبطال ستجد تناقضاً حينما ترى ذلك قد حُرَّم عليها ممارسته،، فما الذي يمنع من أن تقلد هؤلاء وتصادق من تشاء وتهاتف من تشاء..

فيا دعاة الرذيلة كفوا عن تسويق هذا العفن أما كفاكم المنافذ التي فتحت لكم في كل قناة؟ ومجلة؟ وصحيفة؟ تستقبلكم وتستقبل غثاءكم بصدر رحب؟ 

وأيها التجار توقفوا عن دعم هذا العفن فهو تجارة فاسدة وربا تحاربون به الله ورسوله..

ويا فتياتنا أغلقن أنوفكن لا يزكمها هذا العفن فمثل طهركن وصفائكن تعكره مثل هذه الأكدار وتؤذيه..

وللمسؤولين عن شركة الاتصالات لابد أن تتعاملوا مع هذا العفن كما تتعاملون مع خطوط الصداقة فإنهما سواء..

علمائنا الأفاضل بارك الله فيكم على نصيحتكم وفتواكم ولكن بقي مناصحة المسؤولين وأنتم لابد فاعلون وهكذا نحسبكم قوامين بأمر الله فبارك الله فيكم..

بقلم د. رقية المحارب
📚 مجلة حياة العدد (٤٨) ربيع ثاني ١٤٢٥ هـ


٨٨ ـ التائبة شادية
(أموال الدنيا لو اجتمعت لا تغريني)


حوار: شيماء حسن

اتخذت قرار الابتعاد عن التمثيل أثناء ذهابها لتأدية العمرة مع والدها، وأكدت أن رحلة العمرة تلك قد غيرت مجرى حياتها، وأن أحد لم يتدخل في قرار اعتزالها الذي تم بمحض إرادتها.

شعورها أثناء قرارها بارتداء الحجاب والاعتزال كان رائعاً قالت
(كنت أطلبه من الله دائماً حتى جاء موعد قيامي بأداء العمرة مع والدي وبمجرد دخولي إلى الحرم المكي ورأيت الكعبة الشريفة فلم أتمالك نفسي من الدموع والبكاء المستمر شعرت وقتها أنني أقترب أكثر من الله فكان القرار بأن أسلك طريق الهداية وأعتزل وأبتعد عن طريق الفن).

وفيما إذا كانت تشاهد برامج التلفزيون، قالت شادية:
(لا أشاهدها لأن لا وقت لي لمشاهدتها خاصة وأن التضرع إلى الله يأخذ كل وقتي إلى جانب أن التلفزيون في منزلنا يعمل باستمرار لكننا لا نحب مشاهدته لأسباب انشغالنا المستمر بالعمل أو الدراسة أو العبادة.
وقالت إنها في شهر رمضان لا تشاهد كذلك التلفزيون (نكرس كل الوقت للصلاة ودروس العلم في المسجد والعبادة والأذكار ونعطي كل ما نملك من وقت وجهد خاصة لصلاة التراويح).

وعن علاقتها بالدعاة والواعظين قالت:
(هذه علاقة دينية بين العبد وربه ولا أقول شيئا أكثر من ذلك لأن علاقتي بربي جيدة والحمد لله إلى جانب أنني لا أحب الحديث كثيراً عن علاقتي بهؤلاء الدعاة أو الواعظين لأنني أجد أنها علاقة تثير الأقاويل إلى جانب أن هؤلاء الدعاة كان لهم دور كبير في اتجاه بعض الفنانين خاصة وبعض الأشخاص عامة إلى طريق النور والإيمان فهم أكبر من أن يتحدث عنهم أي شخص).

كما أكدت (شادية) أنه جاءتها عدة عروض للعودة إلى الفن:
(عرضت عليَّ مبالغ طائلة لكني رفضت والسبب هو اقتناعي التام بالاعتزال والتفرغ للعبادة إلى جانب أن أموال الدنيا لا تغنيني عن دقيقة واحدة في قرب الله).

وعن حياتها الخاصة الآن وكيف تعيشها قالت
(أن أجمل الأوقات هي التي أقضيها في طاعة الله، وأنني نادمة على كل لحظة قضيتها في حياتي دون تقربي من الله خاصة تلك الفترة التي عشت فيها حياة الشهرة والأضواء .. لم أستجيب لصوت أمي الطيبة رحمها الله وهي تحاول جاهدة إثنائي عن ذلك الطريق وكم كنت أرجو أن تسعد أمي رحمها الله بتوبتي وتفرح لما أصبحت فيه من نور.

وعن نيتها في الظهور كواعظة قالت
(أنا لم أصل إلى هذه المرحلة بعد أنا مبلغة فقط من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطيع فبلسانه فإن لم يستطيع فبقلبه وهذا أضعف الإيمان، وهذا ما أفعله الآن في محيط العائلة والجيران والأصدقاء.

وعن كيفية قضاء يومها الآن قالت أن يومها يبدأ مع صلاة الفجر ثم تتلوا الأذكار وتصلي الضحى بعدها تذهب لحضور بعض الندوات ودروس القرآن وقالت أن صديقاتها يحببن سماع القرآن بصوتها لذلك هي تحرص على أن تكون معهن، كما أنها تمارس هوايتها المفضلة وهي الإطلاع وتهتم بشؤون البيت وتصل أرحامها.

وفي الختام وجهت شادية نصيحة للفنانات قائلة: (التقرب لله خير وأبقى من أي شيء آخر وعليكم بالتفكير ملياً في كل ما تفعلونه لأنكم ستحاسبون عليه).

📚 مجلة شهد الفتيات العدد (١٩) ذو القعدة ١٤٢٦ هـ


٨٩ ـ في بيتي نفايات الغرب!

الصلاح والتقوى وأن يكون بيتي خالياً من المنكرات، وكنت دائماً أتمنى إعلاماً هادفاً متميزاً يناسب الأسرة المسلمة الصالحة، سمعنا بظهور القناة المباركة والمتميزة، وفرحت بها لأنها تناسب الطفل والمرأة والرجل.

تتميز هذه القناة بتوفرها عبر اشتراك منفرد حتى لا يختلط الحابل بالنابل، وهذا مما أثلج صدري، لكن زوجي –هداه الله- لم يرق له الاشتراك الخارجي بالقناة بحجة أنه مرتفع الثمن، مع أنه ينفق الآلاف على أشياء لا أهمية لها، ولكن شياطين الإنس أقنعوه أن يقتني الطبق العادي بربع ثمن اشتراك القناة، ويقوم بإلغاء جميع القنوات ما عدا هذه القناة كما فعل بعض الناس.

عندما دخل هذا الشيطان بيتنا بدأت أراقب زوجي، فكل يوم يظهر لي قناة جديدة، هذه فيها الأخبار المميزة وهذه شبه دينية، وهذه سيكون فيها البرنامج الفلاني، حتى أصبح بيتنا يستقبل قمامة الغرب واليهود، ومن حذا حذوهم، وترك زوجي وأولادي متابعة تلك القناة النبيلة وذلك لإغراء تلك القنوات الهابطة، وأصبح مثل ملهى ليلي أو مرقص شرقي.

بعد ظهور قناة الأطفال المميزة أصبح أطفالي يرون قنوات الأطفال الهابطة وليس لي حول ولا قوة لأردعهم، والأب المسؤول هو من يبدأ بالمشاهدة معهم ويقول لي: دعي عنك التشدد والغلو، فهذه مجرد برامج أطفال بريئة! إذن فما بال برامج الكبار؟ هل هي أيضاً بريئة؟ وهل الموسيقى عند برامج الأطفال والعناق والحب والغزل في الرسوم المتحركة والعري والرقص، هل هذا بريء؟ قال لي مرة: سأدخل قناة الأطفال بطريقة الشفرات، قلت له: إذا كنت تريد قناة أطفال ملتزمة فلتلتزم أنت بصفات المؤمنين وتترك هذا الغش والتدليس الذي حذر منه أصحاب القناة، والذي لا يرضي الله قبل ذلك، فلنزل هذا (الدش) ثم نشترك بهذه القناة من جديد، لأننا بذلك نساعد أهل الخير وندعم الإسلام، ونتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الإثم والعدوان.

أم صالح – البكيرية
📚 مجلة الأسرة العدد (١٧٨) محرم ١٤٢٩ هـ


٩٠ ـ بين (قتامة) الأخبار و(أناقة) المذيعات
(المكياج التلفازي) ضرورة لجذب عين المشاهد


عرف الناس منذ القدم بمختلف مشاربهم وحضاراتهم فنون (المكياج) التي تقتحم خرائط الأجسام قصد إضفاء الجمال على الأجساد والوجوه سواء من النساء أو الرجال، وقد بات ذلك الفن دعامة أساسية من دعائم الإطلالة الخاصة بالمذيعين والمذيعات في كثير من القنوات التلفازية.

إلا أن (المبالغة) في المكياج دفعت بأحد رؤوساء جمهوريات آسيا الوسطى إلى انتقاد المذيعين والمذيعات في التلفاز الرسمي، معتبراً أنه لم يعد يفرق بين المذيع والمذيعة بحسب تعبيره، وكذلك دفعت الرغبة في تحسين صورة تلفاز رسمي عربي بوزير الإعلام إلى الاستعانة بخبراء أجانب لتحسين هيئة المذيعين والمذيعات على أمل أن يزداد إقبال المشاهدين على تلك المحطة.


يرى المذيع يوسف الهـوتي (مقدم أخبار في قناة العربية) أن المكياج التلفازي بات أمراً أساسياً ليحصل المذيع على الإطلالة المناسبة له، ويقول: (بالنسبة لي أستخدم ألوان خاصة بي تظهرني بلوني الطبيعي أمام (الكاميرا)، واستخدام المذيع للمكياج بشكل عام محدود جداً مقارنة بالمذيعات).

أما سهير مرتضى (مذيعة أخبار في قناة العربية)، فتؤكد على ضرورة اتباع تعليمات خبير التجميل في وضع المكياج، (لأن تلك التعليمات تهدف في الدرجة الأولى إلى إخفاء عيوب الوجه البارزة وتحقيق إطلالة جميلة ومريحة أمام الكاميرا).

في حين تفضل سهير القيسي (مذيعة أخبار في قناة العربية) الألوان الفاتحة في مكياجها الخاص أمام الشاشة الصغيرة بقولها: (هناك مسألة غاية في الأهمية بالنسبة للمذيع والمذيعة هي الشعور بالرضا النفسي عن المظهر، مما يكسب الأريحية في التعامل مع "الكاميرا" وجمهور التلفاز).

وتعتبر مي الشربيني (مذيعة في قناة العربية) أن نوع البرنامج التلفازي هو الذي يفرض نوع (المكياج) الخاص بالمذيعة، (فنشرات الأخبار والبرامج السياسية تتطلب (مكياجاً) بسيطاً غير متكلف بحيث لا يشغل المشاهد بتأمل تفاصيل (مكياج) المذيعة عن تتبع تفاصيل الحدث، أما في البرامج الاستعراضية كبرامج الأغاني مثلاً فيشكل المكياج الثقيل للمذيعة جزءاً ضرورياً من العرض وفقاً لطبيعة هذه البرامج الاستعراضية).

وبسؤال مي عن مدى تأييدها كإعلامية إمكانية الاستعانة بخبراء تجميل أجانب، قالت: (صناعة مستحضرات التجميل في الغرب تشهد تقدماً متفوقاً علينا في الوطن العربي، كما أن خبراء التجميل في الغرب لديهم خبرة خاصة في إظهار الوجه بشكل طبيعي أمام (الكاميرا)، وتبعاً لذلك لا ضرر في الاستعانة بهم لو كانت هناك ضرورة).

أما نادين سابا (مذيعة النشرة الجوية في قناة إم بي سي) فلا تحبذ (المكياج) الثقيل، لكنها تقول: (أضطر في بعض المرات إلى وضع (مكياج) ثقيل نوعاً ما كي تتضح ملامح وجهي، كون عملي كمذيعة أحوال جوية لا يتطلب اقترابي من (الكاميرا) كما هو الحال بالنسبة للمذيعة الإخبارية مثلاً).

ولا ترى نادين أن هناك مبالغة لو استخدمت بعض المذيعات –ولو كان في نشرات الأخبار- مكياجاً واضحاً، (طبيعتنا –نحن العرب- حب الجمال، و(المكياج) بالنسبة للمرأة العربية يشكل أهمية أكثر من المرأة في الغرب).

ويستغرب الأستاذ طارق العاص (مذيع أخبار في قناة إم بي سي) من الألوان الكثيرة التي تستخدمها كثير من المذيعات في بعض الفضائيات العربية بما في ذلك مذيعات الأخبار، إذ يقول: (أحسب نفسي في بعض الأحيان أنني أتابع أحد البرامج الاستعراضية وليس نشرة للأخبار، مبالغة بعض المذيعات إن لم تكن في المكياج فتجده في الأزياء أو طريقة تصفيف الشعر كأنها على موعد مع حفلة مهمة، وكل ذلك يلقى كثيراً من انتقادات المشاهد، خاصة مذيعة الأخبار التي تقوم بسرد تفاصيل الأحداث التي تتضمن أنباء عن قتل أو تدمير أو كوارث بيئية، في حين يتسم (مكياج) المذيعات في القنوات الإخبارية الغربية بالطبيعي والمقبول).

من جانب آخر أكدت (كارولين سيدي) – خبيرة تجميل- أن للمكياج التلفازي مميزات تختلف عن أدوات المكياج العادية فهو مكياج يتوجب أن يكون قوياً يتلاءم مع الإضاءة الساطعة (ففي (المكياج) التلفازي نميل إلى استخدام الألوان الترابية كاللون البني مثلاً لأن بعض الألوان تظهر على الوجه بصورة غير ملائمة تحت الإضاءة).

وأشارت (كارولين) إلى أهمية أن يتميز المكياج الخاص بمذيع أو مذيعة الأخبار بالبساطة وعدم المبالغة، (غير أن بعضهم يقحم أهواءه الشخصية في اختيار نوع (المكياج) الخاص به، وهنا تأتي مهمة خبير التجميل الحقيقية فيبين للمذيع أو المذيعة الألوان التي تلائمه وتتناسب مع لون البشرة والملامح وقوة الإضاءة).

وتؤكد (كارولين) ضرورة التعاون بين فني الإضاءة وخبير التجميل، (لأن المكياج قد يفشل أحياناً في إخفاء بعض عيوب الوجه التي تظهرها الإضاءة، فيلم خبير التجميل بملاحظات الأخير، ويقوم بإجراء التعديلات المطلوبة على المذيعة أو المذيع).

أما المخرج طوني أبو جودة، فيعتبر أن الهدف الأساس من استعمال (المكياج) بالنسبة للمذيع والمذيعة هو تهيئة الوجه والحصول في النهاية على صورة مرضية ومريحة لعين المشاهد، (فوجه المذيعة أو المذيع بلا مكياج وتحت إضاءة قوية يغدو باهتاً للغاية أمام (الكاميرا)، ولذلك لابد من استخدام مكياج قوي ولكن بمواصفات خاصة تلائم خصائص الشاشة الصغيرة وتنسجم معها الإضاءة، أي أن الهدف من (المكياج التلفازي) هو التصحيح بالدرجة الأولى وليس التجميل).

ريم حنيني - دبي
📚 المجلة العربية العدد (٣٤) شوال ١٤٢٦ هـ


٩١ ـ الباحثون عن الذات المفقودة

قبل فترة تم إجراء استفتاء كبير على آلاف الشباب والشابات في دولة عربية حول الشخصية التي تمثل القدوة بالنسبة لهم.. وقد ظهرت النتائج معلنة بخجل.. أن أكثر شخصية اعتبرها الشباب والشابات قدوتهم كانت .. راقصة استعراضية..!

توقفت برهة عند الخبر.. حاولت أن أتأكد من المكتوب.. لكنها الحقيقة.

نعم.. إنها مثلهم الأعلى وقدوتهم التي يطمحون لتقليدها..

وقبل فترة كنت – مع مديرة التحرير – في زيارة لأحد المعاهد لإلقاء محاضرة حول مشاكل الفتيات، وفي نهاية المحاضرة.. وصلتنا ورقة صغيرة على استحياء.. تقول فيها صاحبتها أنها مخطوبة.. لكنها ترفض الزواج.. لأنها معجبة بمطرب شاب وتحلم بالزواج منه..!!

شعرت بتعاطف كبير مع هذه الفتاة المسكينة.. لأن حالتها تجاوزت الإعجاب الطبيعي ووصلت للإعجاب المرضي.. فهي ستغير مسار حياتها من أجل حلم بعيد.

وهكذا تماماً شعرت حين رأيت صورة بعض الفتيات.. وهن يصحن رافعات عليها عبارات الحب والإعجاب.. في حفل شارك فيه المطرب نفسه.

تعاطفت معهن من كل قلبي..

لأني موقنة أنهن ضحايا الفراغ الروحي.. وفراغ الوقت.. وجفاف الأهل.. وفوق هذا .. ضحايا انعدام الهدف في الحياة..

الإنسان حين يعيش بلا فكرة ولا هدف يصبح.. فارغاً.. هشاً.. ضائعاً.. فاقداً لذاته.. 
وبالتالي.. حزيناً من الداخل.. وهذا ما يثير في نفسي الشفقة تجاه هؤلاء..
لقد حرموا الهدف .. والهمة والشعور بعزة المسلم وفخره.. وحماسه لدينه.
ذلك الشعور المشتعل بالحماس والنشاط والرغبة في خدمة هذا الدين.
الشعور الذي يمنحك السعادة والرضا عن النفس والاعتزاز بها.

يعتقد الكثيرون أن الفنانين هم أشخاص عظماء سعداء.. ولا يعلمون مقدار الحزن والضياع الذي يعيشونه.. لأنهم لم يمتلكوا الهدف الذي يستحق أن يعيشوا من أجله..

ملكة أغاني الروك بريتني سبيرز تم تصويرها قبل أسابيع تتناول كميات كبيرة من الأقراص المنحفة في مطار لوس أنجلوس.. وقد كاد أن يغمى عليها عدة مرات بسبب حميتها القاسية.. لأن الرشاقة في مفهومها هي وسيلة الحفاظ على الشهرة.

والممثل الأمريكي جولي ديب ثائر هوليوود يقولها بصدق: (لم يكن لدي يوماً إحساس الهدف والسلام الداخلي).. وحين سئل عن طريقة تربية طفليه قال: ( أريد أن يحظيا بأسهل طريقة ممكنة للعيش، وأن يكونا أقرب للحقيقة، فلا أريد أن يكبرا في هوليوود، أو أن يفكرا في المال.. أريدهما أن يربيا حصان البوني الصغير، وأن يشاهدا الزهور وهي تتفتح على التلال، أي حياة بسيطة وجميلة).

لقد بقي جوني ديب يشعر بالتعاسة لسنوات طويلة رغم أنه قد توفرت لديه كل أسباب الرفاهية.. لكنه أدمن الخمر والمخدرات لفترة من حياته.. وكان يقول دائماً أنه لا يعرف لأي هدف يعيش في هذه الحياة!

هذه التعاسة أدت بالكثير من المشهورين للإصابة بالأمراض النفسية.. وأحياناً قادتهم لدخول المصحات العقلية.. وكما يقول مارلون براندو: (الفائدة الأساسية التي حققها لي التمثيل هي المال الذي يؤمن لي كلفة العلاج النفسي).. ويكمل: (عشت بؤساً كبيراً في حياتي بسبب شهرتي وثرائي).. وكانت عقدة حياته التي سببت له القلق والمرض النفسي هو ذات السؤال الذي أفاق غيره: (لماذا أعيش؟).. حتى مات وهو لم يعرف بعد لماذا يعيش؟

سبحان الله.. كم هو الفرق شاسع بين الإنسان الذي يحوي في جسده روحاً ذات همة.. تتطلع للمعالي.. وبين الإنسان الذي لا يحوي جسده سوى الخواء والفراغ وسفاسف الأمور.

الذي يحمل في جوانبه هدفاً سامياً تجده دائماً باحثاً عن النجاح لتحقيق هدفه.. أما الفارغ الذي لا يعرف لأي هدف يعيش فيدور في مكانه، ويتعلق بالآخر بكل استجداء بحثاً عن ذاته المفقودة..
فأي الصنفين أنتِ يا ترى؟

بقلم / نوف الحزامي
📚 مجلة حياة العدد (٥٣) رمضان ١٤٢٥ هـ


٩٢ ـ وما خفي كان أعظم

تناقلت بعض وسائل الإعلام والكثير من مواقع الإنترنت خبر قيام مدير قناة إعلامية جديدة – وهو شخصية إعلامية معروفة- بالاعتداء بالضرب على مذيعة تعمل في القناة بسبب رفضها خلع حجابها أو تغيير لونه،

وقد شكّل انتشار هذا الخبر صدمة لبعض دعاة التنوير والليبرالية- الذين ينتمي إليهم مدير القناة-
فسارع أحدهم للتبرؤ ممن يلبس عباءة التنوير ويخفي داخله أخلاق الجاهلية، وهو بهذا يحاول عزل هذا التصرف عن سياقه العام وتحويله إلى تصرف فردي طائش من شخص يخالف ظاهره باطنه، في الوقت الذي لم يَدَعْ فيه هذا الكاتب أيّ زلة أو حتى اجتهاد شرعي مقبول لعالم أو داعية إلا وضخّمها وصوّرها على أنها خلل منهجي عام، وسياق مجتمعي، وانحراف فكري متوغل في المجتمع ويحتاج إلى استئصال.

غير أن الحقيقة التي تكشفها هذه الحادثة أنّ ما يحدث وراء كواليس الإعلام أعظم بكثير مما يظهر، وأنّ المتشدقين بحقوق الإنسان واحترام الحريات، هم أول من يطأون عليها بأقدامهم، فهي في نظرهم ليست إلا كلمات قليلة تحفظ وتردد (لزوم الشغل).

ولعل هذه الحادثة تشرح وتفسر موقف هؤلاء الليبراليين وقنواتهم من الحجاب والعفة في مجتمعاتنا، فرغم ادّعائِهم الحرية ومناداتهم بها، إلا أنهم ضد الحجاب وضد العفة والفضيلة، فالفضائيات التي يملكونها أو يتحدثون من خلالها لا تفتأ تحارب الحجاب والفضيلة وتسخر منها ومن أهلها وتروّج للفساد والرذيلة، وتبرز أصحابها على أنهم نجوم المجتمع وأبطاله وقدواته.

📚 مجلة الأسرة العدد (١٨٥) شعبان ١٤٢٩ هـ


٩٣ ـ التلفزيون والحياة الأسرية

إن الخوف لا يأتي دائماً من الأعداء فحسب بل قد يأتي من أقرب شيء للإنسان، قد يأتيه من نفسه عندما تكيفه تبعاً لرغباتها وتستذله، بل قد تستعبده، يقول الشاعر:

أطعت مطامعي فاستعبدتني = ولو أني قنعت لكنت حراً

يروي أحد كتاب الأعمدة في نيوزويك الأمريكية قصته مع التلفاز فيقول: 
حين أغلقت التلفزيون للمرة الأخيرة منذ عام مضى ظن الأصدقاء والناصحون في المجمع السكني بأني لن أمكث طويلاً من دونه كيف لا وقد أدمنت حقيقة مشاهدة القنوات التلفزيونية ولم تكن عروقي تهدأ إلا بالتزود بثلاثين إلى خمس وثلاثين ساعة مشاهدة أسبوعية وكانت جرعة زوجتي مماثلة أما أطفالنا الثلاثة فكانوا يستمعون إلى التلفزيون أكثر مما يستمعون إلينا!! والآن وبعد مرور سنة من إخراس هذا الجهاز تعيش عائلتنا بأمن واستقرار وهدوء أعصاب لقد كان ذلك القرار من القرارات الحاسمة في حياتنا الزوجية ومن أكثرها حكمة وتعقلاً لقد توفر لنا الوقت لنتحدث مع أطفالنا وتبادل الأفكار والسير إلى المكتبة المجاورة وقراءة الكتب والصحف والمجلات وتناول العشاء مع الأسرة .. إن الذي كان يحدث خلال تلك السنوات الماضية من مشاهدة التلفزيون بقنواته المتعددة لم يكن إدماناً فحسب بل كان نوعاً من التكيف مع غريب في بيتنا.

هذه شهادة رجل إعلام يعيش صناعة الإعلام في المجتمع الأمريكي ويعي أبعادها وهي بلا شك تحمل قيم ذلك المجتمع وفكره وثقافته، واهتماماته.
ومع ذلك يرى هذا الصحفي أن التلفزيون الأمريكي غريب يرهب الناس وينشر الذعر والفزع ويغرس في الناشئة بذور الرذيلة والفساد الأخلاقي مما قد يؤدي إلى انهيار المجتمع بانهيار الحياة الأسرية.

فماذا نقول عن حالنا مع إعلام القنوات الفضائية الذي لم نشارك في صناعة ثقافته وكافة مخرجاته الإعلامية الغريبة وتأثيراته السلبية على قيمنا الإسلامية، وعلى كل قيم الخير التي تقرها الفطر السليمة، ولذلك نرى العقلاء من أبناء الحضارة الغربية يشمئزون من ثقافة تلك القنوات الفضائية،لأنها تضحي بقيم الخير والفضيلة في سبيل الترويج للإعلان التجاري، 
ويتأكد لنا حجم الخطر على أبنائنا، إذا عرفنا أن أغلبية سكان مجتمعنا من الناشئة، وأن هناك دارسات علمية أثبتت أن الأطفال يقبلون على مشاهدة البرامج الخاصة بنسبة ٩٠% وذلك لأن التلفاز يجذبهم من خلال حاستي السمع والبصر في آن معاً من خلال الصوت والصورة والحركة والألوان، بالإضافة إلى أن معدل جلوس الطفل الغربي أمام التلفاز يفوق جلوس الطفل الأمريكي والأوروبي بسبب عدم توفر البدائل المتاحة لأطفالنا.

فهل لنا أن نحرر أنفسنا وأبناءنا من الغزو الإعلامي والثقافي الأمريكي الذي تحمله القنوات الفضائية الأجنبية وتردده القنوات العربية بوعي وبلا وعي وهدفه احتلال عقول أبنائنا وذلك بلا شك أنكى من احتلال القلاع والحصون. إن تقنية وسائل الإعلام الحديثة سهلت الاتصال بنا ونظراً لأن الحضارة الغربية المادية أكثر إحساساً بأهمية تقنيات الاتصال والإعلام من عالمنا الإسلامي وأكثر صناعة للإعلام والمعلومات منا، ولذلك فإن خطر الإعلام الوافد على أمتنا أكثر وأكثر، وواجب وسائل الإعلام في بلاد المسلمين حماية أمن الأمة الفكري والثقافي من هجمة الإعلام الغربي الشرسة.

كما أن الإنسان والأسرة المسلمة عليها واجب هي أيضاً تجاه أبنائها، فهل لنا ونحن أمة (اقرأ بسم ربك الذي خلق) أن نستثير الدوافع للقراءة في نفوس أبنائنا كقراءة القرآن الكريم والسنة المطهرة والكتب النافعة لنجنب أبناءنا الوله بالبرامج التلفازية الهابطة الغريبة عن فكرنا وقيمنا. وندفعهم لينهلوا من ينابيع أمتنا يوم كانت صانعة الفكر والثقافة، ألسنا أحق بالحرص على استثمار أوقاتنا في كل نافع من ذلك الصحفي الأمريكي ألسنا أحق بالسلامة والأمن منه؟ لماذا لا نبدأ بالبحث عن البديل لثقافة القنوات الفضائية الهابطة؟ لماذا لا نبدأ بالممكن كغرس حب القراءة في قلوب الناشئة منذ نعومة أظفارهم حتى يغدو الكتاب صديقهم الصدوق كما عبر عن ذلك الشاعر العربي:

كتابي فيه بستاني وروحي = ومنه سمير نفسي والنديم
يجالسني وكل الناس حرب = ويسليني إذا عرت الهموم
يحيي لي تصفح صفحتيه = كرام الناس إن فقد الكريم
إذا اعوجت علي طريق قومي = فلي فيه طريق مستقيم

د. سعيد بن علي بن ثابت
📚 مجلة حياة العدد (٤٦) صفر ١٤٢٥ هـ

◽️◽️

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق