الصفحات

الثلاثاء، 3 أبريل 2018

اللهم اشرح قلب أبي وأمي للصلاة



موقف وقصة معبرة ذكرها الشيخ إبراهيم بن مبارك بوبشيت:

فهذا شاب ألهمه الله السداد ووفقه للصواب وشرح الله قلبه للإيمان بعدما خرجت كلمات صادقة من معلمه الذي حثه وزملائه على الصلاة وعظمتها ومكانتها من الشريعة

فشهد الصلاة وحافظ عليها

وابتلي بوالدين لا يحافظان عليها !!

حتى بدأت الأم تخاف عليه أثناء خروجه للصلاة عموماً وصلاة الفجر خصوصاً، بل كانت تحاول أن تثنيه عن الصلاة ولكنها غرست في قلبه وروحه

وحاول الأب أن يخفف عنها المعاناة حيث قال لها لا تحلي همه : إنها هبة من هبات الصغار.

وتمر الأيام ولم يتحقق ما رجاه الأب

وفي صباح يوم الجمعة لم تسمع الأم أي حس بدخول الابن وقدومه من صلاة الفجر!
قامت فزعة ذهبت إلى غرفته وعند الباب سمعت صوتاً مدوياً يحرك المشاعر، فتحت الباب وإذا بها ترى منظراً عجيباً

يا ترى ما هذا المنظر الذي شاهدته الأم؟

الابن يفع يديه إلى السماء ويردد بلسان ضارع يدعو ويلتجأ إلى الله ويقول [يا رب يا رب اهدِ قلب أبي وأمي للصلاة ..
.. يا رب .. يا رب .. اهدِ قلب أبي وأمي للصلاة]

وقفت الأم وقد تملكها شعور غريب عندما سمعت هذا الدعاء .. اللهم اهدِ قلب أبي وأمي للصلاة .. ذهبت للأب تخبره الخبر وتقول : ثم وانظر واسمع ما يفعل الولد.

ظن الأب أن الابن أحرق نفسه أو يريد إزهاق روحه!!

جاء الأب بنومه وإرضاء لطلب زوجته فقط.
ولما قرب من الغرفة سمع همسات مشوبة بكلمات تحرك المشاعر
فتح باب الغرفة رأى الولد يصلي وليس هذا فحسب بل يدعو الله تعالى ويكرر هذا الدعاء..
اللهم اشرح قلب أبي وأمي للصلاة..

وعندما رأت الأم هذا المنظر الذي أثر فيها سالت منها الدمعة وتحركت منها الهمة وزالت الظلمة فهبت واحتضنت ولدها الصغير.

عند ذلك تحرك إيمان الأب فتبعه دمعات العين وأجهش بالبكاء فاجتمع فيه النور وشرح الله قلبه بتلك الكلمات
فما تمالك الأب نفسه وهو يسمع هذا الدعاء من ابنه الصغير فقام واحتضن ابنه الصغير وضمه إليه ضمة فكانت ساعة الإقبال على الله تعالى ، والأب يقول قد أجاب الله دعاءك يا ولدي .

من تلك اللحظة والأب لم يترك الصلاة في جماعة

والأم أصبحت صديقة مصلاها فسبحان الذي هداهم وبالخير حباهم..

قال الله تعالى ﴿فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا

إنه الدعاء .. سهام الليل تقرع أبواب السماء
فإذا جاء النهار بضيائه باتت آثارها وظهرت ثمارها ، 

إنه قرع الباب فالصخر لا يتفتت مرة واحدة
فلا بد من قرعه مراراً

فهنيئاً لك أيها الابن هذه الهمة التي توصل للقمة
وهنيئاً لك أيها المعلم الأجر والثواب.

وهنيئاً لك أيها القارئ أنك سمعت هذه القصة..

وحرس الله تلك اليدين الصغيرتين ، 
اللتين تحملان هم الدعوة إلى الله تعالى 
حيث أمزجت فيها الطفولة بالرجولة والحب والهم، فأين همتنا من همة هذا الصغير؟

وكم يا ترى بذلنا مع أسرنا وذوينا؟
فأسأل الله السلامة والعافية !!

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق