أنا فتاة ناضجة .. التزمت وله الحمد قبل عدة سنوات بعد أن عصيت الله كثيراً ولازمت الذنوب، إلا أن الذنب الذي ما زال يلاحقني هو تبرجي وسفوري فكلما تذكرت ذلك خنقتني العبرة وتمنيت الموت .. كم أغويت وكم فتنت .. وتحصل لي أشياء أظنها عقاب من ربي ليريني عظم ذنبي .. وأفكر كثيراً فيما إذا كان ربي لا يزال غاضباً عليّ .. فتسيطر عليّ مشاعر الألم والذنب في كثير من الأحيان فهل ما أشعر به شيء طبيعي رغم السنوات؟ وهل يغفر لي ربي؟
كما تأتيني تخيلات بأن الكل يعلم بما كنت عليه في الماضي فيعتريني الخجل .. أتمنى منكم كلمات ناصحة أجد بها ضالتي..
أيتها الفتاة الناضجة .. اقرئي هذه الآية: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُم مَّغْفِرَةٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾
ثم تمعني في أقوال بعض السلف إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ، ويعمل الحسنة فيدخل بها النار.
قالوا كيف؟
قال: يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفاً منه مشفقاً وجلاً باكياً نادماً مستحياً من ربه – تعالى – ناكس الرأس بين يديه فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما يترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد حتى ليكون ذلك الذنب سبباً في خوله الجنة..
أرأيتي! فحولي هذا الشعور إلى طاقة عملية لأن الحسنات يذهبن السيئات وحثي الخطى نحو الخير .. وكلما بكيت وحزنت تذكري رحمة الله وعظمته واذكري الله ليطمئن قلبك به وانظري لرحمة الله واستشعريها في حياتك كيف أخذ الله بيدك من المعصية والضلال إلى التوبة والهداية رحمةً بك.
أما ما يحدث لك من أمور تعتقدين أنها عقاب فهي اختبار من الله وامتحان وتكفير للذنوب بإذن الله فاصبري وكان الله في عونك. ولقد سمعت كلمة أعجبتني وأهديها لك وهي .. من أحبه الله ابتلاه ..
أما بخصوص شعورك أن الجميع يعلم بماضيك فهي من وساوس الشيطان فلا تلتفتي لها فهو حاقد وحاسد ولا يريد لأي أحد أن يدخل الجنة، وهي مجرد مشاعر تتهيأ لك، فلا تلتفتي وسيري بدربك الجميل وأكثري من الاستغفار وذكر الله وقراءة المعوذات وتكرارها ثلاثاً بعد صلاتي الفجر والمغرب مع قراءة آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة فيخنس الشيطان .. وتذكري أن هذا زمن القابضين على الجمر أسأل الله أن يثبتنا وإياك ويجعلنا من السابقين.
◽️◽️
📚 مجلة حياة العدد (٤٥)
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق