الصفحات

الجمعة، 1 يونيو 2018

علاقتي بأستاذ الجامعة!



علاقتي بأستاذ الجامعة!


الدكتور يسأل . . اضربي مثالاً لـ ( كم ) الخبرية؟
الطالبة تُجيب . . ( كم أنا مشتاقة إليك ) !


حياة.. تكشف أسرار العلاقة بين طالبات وأساتذة في الجامعة!
علاقات تنتهي بالزواج . . وأخرى بنهايات مأساوية


التعليم فن راق، وهدف سامٍ، ورفع رايته الأنبياء، وتسلسل مَن بعدهم في ذات المنهج؛ لرفع الجهل،
وتنوير العقول.. إلا أن الأمر يحتاج مهارة خاصة وأسلوب حكيم في التعامل.. وبالذات حين يكون
التعليم للفتاة لما تتميز به من رقة العاطفة ونعومة المشاعر.. فعلى مر العصور وإلى اليوم يقوم
الأساتذة بدور هام في تعليم الفتيات ولهم باع كبير في تخريج أستاذات وطالبات علم وفتيات نافعات
لأنفسهن ومجتمعهن.. ولما كان هذا الدور بتلك الأهمية احتاج الأمر إلى طريقة سامية في التعامل بين
الطالبة وأستاذها تتطلب وعي من جهة الأستاذ وانتباه من جهة الطالبة، فالأصل التعامل الواعي بين
الطرفين لشرف الدور الذي يقومان به، ولكن.. في بعض الحالات قد تأخذ منحى آخر.. وتسلك طريقاً
وعراً.. وهذا بالذات ما سنبسط الحديث عنه في هذه الصفحات.. نفتتحها بهذه القصة..

" اعتقدت بأنه يحبني ويبادلني نفس الشعور.
هكذا ابتدأت (منى.ح) في السنة الثالثة الجامعية حديثها: " لقد شدني اهتمامه بي عندما كان يسأل عني منذ بدء المحاضرة - صحيح أني كنت متفوقة جداً - إلا أن هذا لم يكن سبباً كافياً في نظري لاهتمامه الشديد بي.. وعندما أتغيب أنتظر باحتراق انتهاء الدوام لأسال زميلاتي عما قاله الأستاذ حينما سأل عني ولم يجدني، أما عندما تأتي المحاضرة الأخرى ويسأل عن صحتي باهتمام، ويحاول أن يشرح الدرس الماضي باختصار من أجلي أنا فقط!!.. أكاد أطير فرحاً ويتملكني شعور بالحياء الشديد وكأنه تقدم لخطبتي أمام الطالبات... كنت أتلعثم حين أحدثه.. أشعر أنه يحاول تشجيعي. وكنت شبه موقنة أنه سيتقدم لخطبتي يوما ما.. وأنا أنتظر هذا اليوم بلهفة... وقد صدف مرة أن كان عندي بحث في مادته فأعطاني رقم هاتفه - تصوروا!! - فجلست أتأمل هذا الكنز الذي وقع بين يدي.. وتسرب إلي شعور أن أتصل وأقفل الهاتف فقط لأسمع صوته!!

كان اليوم الذي يحاضر فيه عندنا أجمل يوم في الأسبوع!!.. أكون فيه في حالة نفسيه متفائلة مرحة وفي قمة سعادتي.. حتى من حولي من الطالبات ينتبهن لشعوري.. وأنا أحدث نفسي أنني سأرتبط به يوماً فيزول تعجبهن!! هل تصدقين أنني كنت أغار حين يمتدح طالبة أخرى؟!!.. أما في البيت فحالي عجيب!! (سرحان) وخيالات.. فكرت في كل شيء.. في خطبتي.. زواجي.. حتى السكن الذي سأعيش فيه وحفلة عرسي.. كل شيء خطر لي.. إلا شيء واحد.. أن لا يرتبط بي!!..

فجأة، انتقل إلى جامعة أخرى لسبب أجهله؛ إلا أن الذي تأكدت منه أنني كنت أعيش على الوهم!!.. فلم يسأل ولم يتصل.. مرّ شهر.. اثنين، ثم انتهت السَّنة وقلبي يحترق ألماً.. لا أدري، لماذا كان يعاملني هكذا؟! هل كان يريد اللعب بعواطفي؟!!.. لقد خطبت في نهاية هذه السّنة، وأرسلت له بطاقة الدعوة لأشعره أنَّي لم أكن يوماً أفكر فيه وإنني أعيش حياتي فقط بعيداً عن هذه الأحاسيس العمياء..

واصطدمت مشاعرها بوهم الواقع.. لماذا يا ترى؟!! .. هل لأنها نسيت حدود العلاقة الحقيقية بينها وبين أستاذها أم أن هناك أسباباً أخرى نجهلها ؟؟؟

كما أن هذه الطالبة.. ليست هي الوحيدة التي مرت بمثل هذه التجربة، بل إن هناك طالبات غيرها جلسن خلف المقاعد الجامعيَّة.. واختلفت التفاصيل بين طالبة وأخرى..

كشف ذلك كله حقائق ومشاهدات رصدناها في هذا التحقيق؛ لذا فلنستمع لأول قطرات الغيث - على ألسنة الأساتذة والطالبات - قبل أن تصبح القطرات سيلاً.

(كواليس) . . مقاعد الجامعة

والله عيب!! . .
تقول (ص. خ).. في الجامعة التي تدرس فيها أختي أستاذ معروف على مستوى بنات الجامعة ويقولون أنَّ أسلوبه جذاب وشكله جميل؛ لذلك ترين الطَّالبات - هداهن الله - يحاولن الحديث معه بشكل مستمر؛ بأيَّ حجَّة و بأيَّ وسيلة يمكنهم الوصول إليه عبرها (كهاتف مكتبه.. مثلاً).

معلَّم . . لا أكثر!!
(منيرة محمد) .. أذكر لك إحدى زميلاتي في القاعة، والتي تتمتع مع الكل بتفوقها وأدبها، وما كان يعجبني فيها هو أنها لا تحدث الأستاذ إلا إذا استشكل عليها شيء فتسأله باحترام.. فهو بالنسبة لها مجرد أستاذ و أب يوجَّه ويربي؛ ليس كبعض البنات - عفا الله عنهن- تمسك الجهاز ساعة دخولها المحاضرة ولا تطلقه من بين يديها إلى أن تنتهي المحاضرة دون أن تتيح الفرصة لبقية البنات بأخذ حقهم من المداخلة أو السؤال.

كم أنا مشتاقة إليك!!
أما ( نوره ناصر) فتحكي لنا ما شاهدته أمام عينيها حين طلب الأستاذ - من إحدى الزميلات في القاعة - مثال على (كم الخبرية)، فأجابته وبدون تردد: " كم أنا مشتاقة إليك " !!!.. الجملة صحيحة نحوياً، لكنها ليست كذلك شرعيّاً وخلقيّاً و... و...

حلم الزواج به . .
تذكر (منال عبد الرحمن).. الجملة التي سمعتها من زميلتها حين جذبتها كلمات الأستاذ العفويَّة (أخواتي الفاضلات.. أخواتي المحترمات).. فقالت لي: (أتمنى أن أكون زوجته.. لو الرابعة)!!.

(يا حظها!! . . الدكتور يمدحها)
(ديما بدر).. كثيراً ما كنا نسمع الدكتور يردد في محاضراته اسم إحدى طالباته المتفوَّقات بقوله لمن تخطئ من البنات - في نفس القسم أو بقيَّة الأقسام - (لماذا لا تجيبين مثل: فلانة الفلان؟) باسمها..
ولا زال هذا الأستاذ يذكرها حتى وقت قريب بأدبها واحترامها واجتهادها عند الجميع بعدما انتقلت إلى السنة الثانية.

الشكل . . شي ثاني !!
وتحدثنا (عهود عبد الله).. لا لن أنسى ذلك الموقف ما حييت؛ وبصراحة كان شكل بعض البنات مضحكاً جداً؛ لأنَّهم صدموا بشكل الأستاذ الذي كان يحادثهم بقمَّة الاحترام لدرجة أنّه لم يكن يسمح بظهور صورته على الشاشة أمام الطالبات – اللاتي أُعجبن بصوته من أوَّل محاضرة - حين رأين صورته في إحدى التحقيقات الصحفيَّة.. واكتفين المسكينات بالتعليق على دهشتهن (الصوت شيّ والشكل شيّ ثاني)!!!.

لازلنا ندعوا له . .
(سارا محمد).. كان عندنا أستاذ في الحديث بدرجة أستاذ مشارك، كان أباً حانياً، ومعلماً مربياً.. تعلمت منه كيف أتعامل مع الظروف، وتعلمنا من سيرته صبره على طلب العلم وثباته عند الأزمات، لقد كان بحق أستاذ وشيخ وأب.. بهرنا بعلمه وتواضعه وصبره علينا.. كان يعاملنا كبنياتٍ له؛ ينصح ويوجه.. لذا بكينا عندما ودعنا.. ولا زلنا نلهج له بالدعاء والثناء عليه..

من تشبه . . هذه الصورة ؟!!
وقالت (منيرة صالح) : جلست بقربي إحدى زميلاتي في القاعة - أثناء المحاضرة – وكانت ترسم طوال المحاضرة والأستاذ يتحدث - طبعاً الشاشة كانت مفتوحة – وفور انتهائه هممت بالخروج وإذ بها تسألني بعدما أرتني ما رسمته: (من تشبه هذه الصُّورة التي رسمتها، والحق يقال لم أعرف لأني لم أهتم و أدقَّق جيَّداً ؛ لكنها فاجأتني بقولها: ( ألا تشبه شكل الأستاذ).

(بحوث) معطرة !!
يذكر أحد الأساتذة أن بعض الفتيات يسلمنه البحوث معطرة!! وملوَّنة بشكل غريب، بل أن بعضهن يغلفنها بشرائط مطرزة أو شيفون أو أنواع الزينات الأخرى، و(الأغلفة) الفاخرة!! وكأنها بطاقة دعوة وليست بحثاً في المادة!!

رفع من معنويَّاتي . .
(بثينة عبد العزيز) تقول.. لا يمكن أن أنسى أستاذي؛ فقد كان لي ولزميلاتي نعم المربي والمعلَّم، استمتعنا بعلمه.. وتشجعنا بكلماته التي كان يرفع بها من معنويَّاتي، واستنرنا بتوجيهاته نحو المنهج الصَّحيح لمسيرة حياتنا، ولا أريد أن أهضم حق البقيّة، حيث كان هناك أساتذة آخرون قدموا لنا النصح والإرشاد من عدة نواحي ( الدينيّة ، والعلميّة ، و... إلخ).

متى الزَّواج ؟!!
وذكر أحدهم أنه قد قدمت له إحداهن باقة ورد معبَّرة عن إعجابها به!!.. وفي نهاية مطاف الاستشارات والإكثار من سؤاله بخصوص مواد علميَّة خاصة بها؛ سألته: (متى الزَّواج؟!!) (حيث كانت تظن أنه يحبّها) لأنّه كان متعاوناً ولطيفاً في أسلوبه ودعمه المعنوي معها!!..

سمع عنها . . فتزوجها . .
تذكر لنا (هـ.ع) كيف تزوجت قريبتها الأستاذ.. حيث قالت: " سمع العميد عن تفوقها وحسن تعاملها مع الجميع، فخطبها وكانت زوجته الثانية.. كأيّ رجل يخطب الفتاة لدينها وخلقها لمجرد أن سمعتها حسنة عند الجميع؛ خارج المجتمع الجامعي ".

* *

خواطر أستاذ كفيف . .
أدخل عبر البوابة.... أسير قليلاً.. أضرب بعصاي الأرض هنا وهناك... أتلمس طريقي بين البنات... وهنا عند البوابة تحديداً.. تزكم أنفي أنواع العطور... وتختلط فيه أشكال الأطياب.. وتحشر في أذني ضحكات وصرخات وتراكض.. وكأن الذي أمامهم صنم لا يتألم أو يشعر..
تسرع إلي إحداهن وتمسك بطرف عصاي لتقودني إلى غرفتي، وربما اصطدمت بي هذه أو تلك – وأنا في طريقي – أو سمعت تعليقات وهمسات..
وحين يبدأ الدرس.. يحاول البعض إلغاء وجودي حين تتحدث مع زميلتها بكل راحة بينما الأخرى تتوسد طاولتها في نوم عميق... أو تدس رأسها في كتاب مادة أخرى تراجع امتحاناً أو تحل واجباً...
هل لابدَّ من وجود مشرفة معي حتى ينضبط الفصل؟!
ألا يوجد احترام متبادل بيننا، أو حتى تقدير لرجل في عمر آبائكن..
كل هذا يؤلمني ويحز في خاطري... بناتي.. أنا لا أرضى منكن ما يغضب الله.. فاحذرن من ذلك، واتقين الله فيّ.


* *



كيف أتعامل مع أستاذي . . عبر الشبكة؟

هناك عدَّة طرق للتَّعامل الأمثل مع
الأستاذ مهما كان تخصصه وهي أن أتعامل
معه كأيّ رجل فاضل:

* أسلم عليه وأحترمه كمربًّ قدير له فضل عليّ

* أسأل عما أحتاج إليه فقط دون الخروج عن موضوع الدرس، إلا إذا كان سؤالاً علمياً في تخصصه.

* أتحدث إليه بصوتي الطبيعي دون تكلف أو ترخيم (فقد تلفتين إليك النظر دون شعور منك).

* أجيب على قدر السؤال فقط، و لا أسهب في الحديث في ما لا داعي له.

* لا داعي لأسلوب الترجي والاستعطاف الذي تقوم به بعض الفتيات لتأخير امتحان أو تقليل كميته، فهي تتجاوز الحدود وكأنها (تكاسر) بائعاً في محل - مع تسليمنا بخطأ هذا الأسلوب - فأستاذ له كلمته وقدره.

* الضحك والمزاح مع الرجل (أستاذ كان أو غيره) ليس من خصال الفتاة الواعية المؤدبة بل هو محذور شرعي، ولو احتاج الأمر وذكر الأستاذ طرفة فأبعدي الميكرفون عن فمك.

* لا تنسي... مع الوقت... أن الأستاذ الذي تحدثينه وتعودت على الكلام معه لا زال غريباً عنك.. إنه أستاذك وحسب، وليس هناك أي علاقة أخرى تربطك به.


رأي
حاورنا (د. سميّّة الرّومي – كليَّة الآداب / قسم اللغة العربيَّة وآدابها) وسألناها عن رأيها
حول علاقة الطالبة بأستاذها.. فقالت:
" في رأيي أن الأستاذ الجامعي إذا كان عضواً من النساء فإنها أقدر على إيصال المادَّة العلميَّة للطالبة؛ فمن البديهي أن الاتصال المباشر في التلقي يساعد على التركيز ولفت الانتباه، كما أن التعليم الناجح لا يكتفي بالتلقين بل إنه يهتم بالجانب التَّربوي. والأستاذة تستطيع التَّوجيه ورسم القدوة الحسنة من خلال تعاملها مع الطالبات، والطالبة تستطيع الرجوع للأستاذة بيسر وسهولة من أجل استشكال المادة أو السؤال عما غمض منها أو للمساعدة في البحث، وعند مقارنة نتائج الطالبات ومستواهن العلمي.. نلاحظ أنَّه كلما كان تدريس الدفعة معتمداً على أعضاء من النساء كان مستواهن العلمي أعلى منه إذا ما كان التَّدريس من قبل أعضاء من الرجال، وهذا ليس لفقر في المادة العلميَّة عندهم، ولكن يرجع إلى مقدرة الأستاذة على ضبط المحاضرة وملاحظة الطَّالبات ومتابعتهن عن قرب.
كما نلاحظ أن هناك اهتماماً واجتهاداً من قبل المهتمَّين لتوفير أعضاء من النساء، ويمكن سدّ النقص الحالي في أعضاء الهيئة التعليمية بالطرق التالية:
* إسناد المواد الإضافيَّة إلى معيدات، أو حاصلات على درجة (بكالوريوس) بتقدير ممتاز، وبالتالي تفريغ الأعضاء للمواد الأساسيَّة.
* توفير الأجواء المناسبة لأعضاء هيئة التدريس من أجل الحصول على درجات علميَّة متقدَّمة لسد النقص وذلك بإعفائهن مثلاً من الأعمال الإداريَّة التي تستنفذ طاقتهن وتعيق مسيرة الأبحاث لديهن.


صوت البنات

آراء من هنا وهناك*

يجب أن تكون المشرفة متواجدة طوال فترة المحاضرة، لسببين: إيقاف مهزلة تضييع الدرس في الأحاديث الجانبية التي تزعج الأخريات.. و الحدّ من استرسال بعض الفتيات في الحديث مع الأستاذ والتعليق فيما لا يخدم الدرس أو العكس.. (ميّ محمد ٢٠ سنة)

* أرى أن معاملة الأستاذ الرقيقة جداً وتساهله في الكلمات، والظهور بمظهر الشاعري، هو الذي يفتح الباب للطالبة في التمادي في الوهم بالحب والزواج.. (خولة.ج ٢٢ سنة)

* دائما أتساءل عن العدد الكبير من الخريجات والحاصلات على مستويات علمية كالماجستير والدكتوراه، أين هن ولماذا لا نكتفي بهن لتدريسنا؟! (هناء علي ٢١ سنة)

* وتقول (صفاء عمر) : ما نريده من الأستاذة.. هو أن تبني الأنفس بشيء من العبر والفكاهة والقلب الحنون، وتفيدنا في الحياة؛ لا أن تلقي المناهج فقط. وما نلاحظه جميعاً أن الطالبات ينقسمن إلى:
١ ـ مجدّة.. محترمة.. تضع حدوداً بينها وبين أستاذها؛ فهو أستاذ وأب وموجَّه.
٢ ـ غير مبالية.. مهمَّتها دخول القاعة والخروج منها فقط.
٣ ـ جريئة.. تدقق وتطيل النظر إلى وجه الأستاذ (ملامح وجهه، لبسه، حديثه، و... إلخ).. ثم تقارن وأثناء تدقيقها هذا تجد ما يوافق هواها فيتعلَّق قلبها به؛ والعين هي من تجر المصائب.. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم - بما معناه - : ( الأولى لك والثانية عليك).. ومن أسباب هذه الجرأة كثرة الركون إلى(الدَّش) حتى تبلد الإحساس لدينا.

* *

للأساتذة كلمة :

وللأساتذة دور هام معنا في هذا التَّحقيق..
لذا سنترك لهم المجال من خلال رأيهم وخبرتهم في التَّعامل مع الطالبات؛
فأبدوا رأيهم حول ما طرحناه عليهم.. قائلين:

* رأي (أ. عادل المكينزي – جامعة الملك سعود / قسم الإعلام):
" عادة تقوم علاقة بين الأستاذ والطالب أو الطالبة على أساس الاحترام وتقبل كل منهم للدور الذي يقوم به الآخر. فالعملية التعليمية تقتضي أن يلقي الأستاذ المحاضرة وبعدها يفتح باب المناقشة والاستفسار مع الطلاب للتعرف على مدى فهمهم المادة ولفتح باب الحوار وإثراء المعلومة.. كما أن لكل عضو هيئة تدريس أوقات مكتبية يلتقي به الطلاب أو تتصل به الطالبات للاستفسار عن معلومة أو مناقشة قضية ذات مساس بالمنهج، وهذا حق من حقوق الطالبات.. ولعلي أشير إلى أصناف الطالبات في تعاملاتهن واتصالاتهن وهن على ثلاث أصناف:

الأول: وهن الأكثرية، فإن مشاركتهن محدودة في المحاضرات، وغيرها، ولا نعلم بحضورهن إلا إذا طرح الأستاذ أسئلة وطلبها بعينها للمشاركة.

الثاني: وهن يحاولن أن يشعرن المحاضر بالاهتمام وتسجيل موقف لدى أستاذ المادة وذلك من خلال "السواليف" التي تتطرق إلى مواضيع في حقيقتها ليست ذات علاقة بالمادة، وهؤلاء نلحظ ضعف اهتمامهن بالمادة ومحاولاتهن تعويض ذلك من خلال "العلاقات" أكثر من تركيزهن على الاستذكار، وانصرافهن عن المنهج إلى الضغط على الدكتور من خلال الرجاء بمراعاة ظروفهن الشخصية!! والطلب المتكرر بحذف جزء من المنهج، وهنا تكمن مشكلة هذه الفئة بأنها تلجأ أحياناً إلى الشكليات في الحديث أو حتى عندما تقدم البحث المطلوب تجدينه هزيلاً من ناحية المضمون إلا أنه في منتهى الفخامة بشكله الخارجي.

الثالث: وهن قلة من الطالبات الجادات اللواتي لديهن تطلع لاستيعاب المادة والإفادة من المعلومة وتوظيفها في الواقع، وغالبا يكون حديثهن محدد في النقطة التي يسألن عنها، ونلحظ الاهتمام والجد والجهد المبذول من هذا النوع من الطالبات، فالبحث ليس فيه ذاك التزيين المبالغ فيه كما في الفئة الثانية، ويبدو الجهد العلمي والعمل المنظم وبالطبع فإن مؤشر الدرجات الشهرية والانضباط في الحضور عنصر مساعد في فرز تلك الأنواع من الطالبات، ولا أنسى الدور الذي تقوم به المشرفة من خلال متابعة حضور وانضباط الطالبات فهي عين وأذن الدكتور في القاعة.

أما على صعيد أساتذة المواد فإن الأمر يختلف في أسلوب الاستجابة ومتى كان لدى أستاذ المادة معايير واضحة أسهم ذلك في تلافي أي مضايقات قد تحدث، وهنا يجب أن نقرر أن الإنسان بشر وغير منزه عن الخطأ، والطَّالبة والأستاذ قد تنشأ بينهما علاقة (استلطاف) إذا ترك لعواطفه أن تقوده. فالطالبة تريد النجاح والأستاذ لديه السُّلطة؛ لذا فإنني أذكر أن زميلا قد تواصل مع طالبة وقد (أعجبت به) وهنا بدأ في مبادلتها كلمات الإطراء.. واستمرت العلاقة في هذه الحدود، ولكن الطَّالبة لم يعجبها ذلك واستمرت بالاتصال مما تسبب بمشكلة عائلية كادت تعصف بعائلة الدكتور لولا لطف الله ثم حكمة الزوجة التي تعاملت مع الموضوع دون تصعيد. وأعرف أحد الزملاء الذي تزوج إحدى طالباته، بل وتكررت تلك الحادثة مع العديد من الأساتذة!!..

* أما د. محمد الحضيف (إعلامي وأكاديمي سابق) فقد قال:
" يحكم التعامل بين الطالبة والأستاذ الجامعي؛ معايير دينيَّة فصلت في طبيعة العلاقة بين المرأة والرجل (غير المحرم)، وأعراف اجتماعيَّة انبثقت من الثقافة المجتمعية السائدة، بالإضافة إلى معايير أخلاقيَّة ؛ يكون فيها الأستاذ الجامعي ملزماً بها وأميناً على التقيّد بها من منطلق دوره الأكاديمي.
والطَّالبة (المثاليَّة) - لا يوجد مثالي في عالمنا المعاصر - هي التي تحرص أن تجعل علاقتها بأستاذها محكومة بتلك المعايير؛ فتخاف ربها وتراقبه، وتحافظ على سمعة أهلها فلا تنزلق في علاقات تتجاوز حدود البيئة العلميَّة التي أوجدت تفاعلاً بينها وبين رجلٍ ليس محرماً لها
تبقى مسؤولية الأستاذ الجامعي في ذلك كله كبيرة، إضافة إلى دوره الأخلاقي؛ الذي يحمله أمانة الدور الذي يقوم به أكاديمياً، وحقّ النَّاس عليه في مجتمع مسلم محافظ؛ أن لا يجترئ على سمعتهم بدفع المرأة؛ قصداً أو من غير قصد إلى نوع من العلاقة المرفوضة اجتماعيّاً.

وعن الطالبة التي تتجاوز حدود العلاقة الطبيعيّة.. قال:
تحتاج عبارة (تتجاوز الحدود) إلى تعريف أكثر؛ فلدى كل إنسان الرغبة في أن يلفت الأنظار إلى نفسه، وقد يكون بحاجة إلى ذلك. في هذه الحالة يمكن التَّعامل مع كل حالة بشكل فردي. والمطلوب من الأستاذ في الجامعة أن يرشد السلوك الذي قد يبدر من الطالبة بما يخدم العمليَّة التربويَّة والعمليّة التعليميَّة، لا أن يعمد إلى (قمعه). فموقف متسامح يعقبه توجيه لطيف، يترك آثاراً غير عاديَّة على العلاقة بين الدكتور وطالبته؛ من حيث احترامها له وتقبلها لنصحه وتوجيهه.
إن الأستاذ في الجامعة مطالب بأن يحسن الظن ابتداءً في أي تصرف قد يصدر من الطالبة، كنتيجة حتميَّة للتَّفاعل بين رجل وامرأة؛ في منتدى علمي (هو.. الجامعة). إن اللغة تحمل معانٍ كثيرة، ليس بالضَّرورة أن يكون أحدها ما قد فهمناه من حديث (الآخر)، أو (الأخرى) التي نتحدث معها. أحياناً قد تكون خلفيتنا الثقافيّة هي التي (تفسَّر) لنا سلوك الآخرين، ودون أن يكون ذلك هو حقيقة ما يقصدونه.
لا شك أن هناك تفاوتاً كبيراً في طريقة تعامل الطالبات مع الأساتذة، ويعود ذلك بالدرجة الأولى للطريقة التي ينتهجها الدكتور في تعامله مع الطالبات، وأسلوب تقديمه للمادة
يحدث أحياناً أن تسيء الطالبة فهم الأستاذ، على أساس من بيئتها الثقافية، وعلى أساس من الطريقة التي اعتاد فيها الدكتور أن يتحدث، ويقدم محاضراته. لاحظت كذلك أنَّ المشاكل والهموم التي تواجهها الطالبة تؤثر بشكل كبير في طريقة تعاملها مع الأستاذ، وهو ما وضحته في مقال نشرته في موقع (لها - أون لاين).
ولا أجد رسالة يمكن أن أبعث بها للطالبة التي تجد نفسها في علاقة تفاعل غير مباشر مع رجل هو(أستاذها)، إلا أن أقول: ترينه أمامك عالم غامض، مليء بالمشاكل والالتزامات الاجتماعيَّة.. ونقص البشر، فلا تبني عليه آمالاً كثيرة.. وحذار فقد تجدين نفسك رميت كل أوراقك على طاولة (مقامر).. مرّ صدفة، وسيغادر في أي لحظة.. (كاسباً) أو (خاسراً) !!.




* أ. عائض بن سعد الدوسري (جامعة الملك سعود – قسم الثقافة الإسلاميَّة)
ويطلعنا على واقع تجربته.. من خلال رأيه الذي قال فيه: " إني أعتقد أن المرأة هي أنسب موجه ومعلم لأختها المرأة، فالمرأة أقرب وأعرف بالمرأة من الرجل، ولذا فهي أجدر بتعليم الفتاة وتربيتها وتهذيب أخلاقها، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره - كما يقول أهل الأصول – ولا شك أن تصور المرأة لمشاكل وحاجيات أختها أدق وأكبر من تصور الرجل، ولذا فحكمها ومعالجتها أصوب وأشمل وأدق.

ويكمل حديثه، حول كيفيَّة التعامل مع الطالبة.. قائلاً:
الحقيقة أن الأستاذ الناجح هو من يستطيع أن يميز بين الأسئلة الحقيقية والأسئلة المفتعلة من قبل الطالبة أو الطالب، ومن ثم يصل إلى معرفة الحاجة من وراء هذا السؤال أو الاتصال، هل هو نابع من استثارة علمية حقيقية؟ إذا كان كذلك، فدور الأستاذ يتمثل في إشباع النهم العلمي لدى الطالبة، وتزويدها بأسماء المراجع التي تمكنها من متابعة هذا الإشباع.
أما إذا كان السؤال مجرد افتعال من قبل الطالبة لأمور أخرى، مثل التعلق العاطفي بالأستاذ، أو مجرد الإعجاب، أو حب الحديث معه، أو لفت انتباه الأستاذ لأجل الدرجات أو لأمر لآخر، إذا كان كذلك فإني أعلم أن هذه الطالبة لديها حاجة تريد أن تشبعها، تماماً كالحاجة العلمية، ومن المعلوم أن دور الأستاذ الجامعي لا يقتصر على التعليم فقط، بل على ما هو أهم، بل هو الجسر الحقيقي للتعليم، ألا وهو التربية والتوجيه.



وعن حدود العلاقة بينهما . . قال: في اعتقادي أن حدود العلاقة الطبيعية والحقيقيَّة بين الطالبة والأستاذ باختصار.. هي(العلم) ما دامت داخل دائرة المادة والعلم والتعلم، أما إذا خرجت عن تلك الدائرة، فهنا تبقى المسألة في حدود دوائر مختلفة المستويات، فالدائرة الأولى هي ما ذكرناه سابقاً (دائرة التعليم والتعلم)، تليها(الدائرة التربوية) وهي أوسع بقليل من الأولى؛ وفيها يمكن أن يوجه الأستاذ لطالباته النصح والإرشاد التربوي السلوكي، ويعالج فيها بعض المظاهر السيئة وبعض أشكال الخلل التي قد تقع فيها الطالبة، مع الاستماع إلى الطالبات في بعض الصعوبات التربوية التي يتعرضن لها أثناء التعليم. وما عداه يعتبر خروجاً عن العلاقة الطبيعية؛ والخروج هنا أنواع منه (خروج طفيف) ومنه (خروج غير لائق) لا بالأستاذ ولا الطالبة؛ كالحديث الشخصي الذي لا علاقة له بالتعلم، والمديح المفرط بين الطرفين (الشخصي)، وما بعد ذلك يعد خروجاً في دائرة المحرمات الشرعية!!..
ودور الأستاذ - المربي الناجح - هو تقويم وترشيد هذا التَّصرف، وتحويله من حب لفت انتباه الأستاذ لذاته إلى حب التألق والتميز في جانب الفضيلة والأدب والدين والعلم؛ فهذه الطالبة لديها طاقة هائلة تريد أن تعبر عنها من خلال لفت انتباه أستاذها، وهذه الطاقة إذا أحكم غلقها أو كبحت فإنها حتماً ستنفجر إلى غير الأستاذ والأقرباء، والواجب الديني والتربوي والتعليمي يحتم على الأستاذ احتواء هذه الطاقة بلباقة وذكاء، وتوجيهها من الذاتية و(الشخصنة)، إلى ما هو أطهر وأرقى؛ وهو التَّدين و.. وصناعة الذات من خلال ذلك.

* *

لدي رسالة مهمَّة . . أود أقول عبرها أنني أكرر من منبر(مجلة حياة للفتيات) ما قلته كثيراً. أنَّني أفتخر بالفتاة السعودية، وأفتخر بها لا من باب الجاهلية، بل من باب الدراية والتجربة والتدريس، هي فتاة لا كالفتيات، هي وريثة منبع الرسالة، وهي أم الفاتحين، وأخت العظماء، ولذلك يجب أن تعيد النظر في حالها وفي نفسها، هل ما عليه هي اليوم يتوافق مع عظمتها ومكانتها الحقيقية؟!!
إن التعلم والتربية الصالحة هي طريق الفتاة نحو مكانتها الحقيقية، ولتعلم الطالبة أنها أهل لهذه المكانة، ولا تلتفت لمن يحقرها أو يهمش دورها، أو يسطح اهتماماتها في الأشياء السطحية أو التافهة.
وأذكر قصة حصلت لي شخصياً، حيث كنت أطرح على الطالبات جملة من القضايا التعليمية، والتربوية، والاجتماعية، والثقافية، وأدع مجالاً لحرية الطالبة في الاختيار ومعالجة ما تشاء من هذه القضايا، فكنت أذهل جداً.. جداً من عمق طرح الطالبات، وأتعجَّب من هذه العقليَّة الفذَّة والرَّاسخة في العلم، والقوة في المعالجة؛ حتى أني اصطحبت معي - ذات مرة - جملة من بحوث الطالبات إلى مجلس علميّ أكاديميّ، حضر فيه ثلة من كبار الأساتذة؛ من خارج المملكة وداخلها، وعرضت بعض هذه البحوث على بعض هؤلاء، فمما قالوه عن بعض هذه البحوث: إنها تستحق وبلا مجاملة درجة الماجستير!!
باختصار رسالتي هي.. أن تتذكر الفتاة مكانتها الحقيقية، وأنها اليوم بحاجة ماسة لتحقيق هذه المكانة التي لا يستحقها سواها".

* *

استطلعنا آراء الفتيات في الرياض وجدة والمنطقة الشرقيَّة حول جوانب التحقيق.. فكانت النتائج كما يلي:

١/ أي المحاضرات تفضلين:

الأستاذ ـــــــــــ> ٦١.٥٣%

الأستاذة ـــــــــــ> ٣٤.٦١%

بحسب جاذبيَّة المحاضرة ـــــــــــ> ٣.٨٤%


لم تفضل البنات محاضرة الأستاذ للاستفادة العلميَّة فقط،
بل كان وراء هذا الاختيار أسباب ذكرنها، وبمنتهى الصراحة.. وهي:

* محاضرته تخلو من قيود الأستاذة – على حدّ تعبير إحداهن – كـ (الإصغاء الإجباري، والنظر إلى الأمام، والجلوس بطريقة معينة)؛ فتجد الواحدة فرصتها في مضغ العلك – مثلاً – أو لبس المخالف، أو الاستغراق في النوم أو أخذ قسط من الراحة إذا كانت المحاضرة مملَّة، أو الأكل)..

* لا يراقبنا مباشرةً.. وبالتالي لا يلزمنا بالمشاركة، كما أنه لا يعلم إن كنت أتابع محاضرته أم لا.

* لا يستطيع رؤيتنا فلا نخرج عند الإجابة.

* أكثر انفتاحاً وتفهُّماً لوضع الطالبة وظروفها، ولا يفرَّق بين طالبة وأخرى في التعامل ويحترمها، أكثر من الأستاذة التي تحكم على المظهر فقط.

* يملك أسلوباً يحفَّز به الطالبة على التحدي والبحث بحرية وراحة أكثر، لكن الأستاذة أسلوبها مدرسي.

* يشرح بضمير، وهو أكثر جديّة؛ ولا يضيع وقتا كثيراً من محاضراته.

* مستواه الثقافي وكفاءته وإيصال المعلومة أفضل بكثير من الأستاذة.

* أكثر عدلاً واحتراماً للطالبة.. وتعامله أكثر إيجابيَّة فهو يُشعرنا بأهميّة أنفسنا ولا يهمَّشها.

* لا يحاول غالباً وضع العراقيل التي تحول دون تفوق الطالبة ولا يتعامل معها بنديّة..

* محاضرته أكثر سهولة وفهماً.


وتؤكد هذه الأسباب النَّسب التالية حول إمكانيَّة المشاركة..

٢/ في أي المحاضرتين تكثر مشاركتك:

الأستاذ ـــــــــــ> ٣٤.٦٩%

الأستاذة ـــــــــــ> ٥١.٠٢%

بحسب جاذبيَّة المحاضرة ـــــــــــ> ١٢.٢٤%

لا أشارك ـــــــــــ> ٢.٠٤%


٣/ إلى من تلجئين عند الاستشارة وطلب العون:

الأستاذ ـــــــــــ> ٤٠.٩%

الأستاذة ـــــــــــ> ٥٦.٨١%

من يمتلك التخصص والخبرة ـــــــــــ> ١٥.٩%

لا أجد تشجيعاً ـــــــــــ> ٢.٧٢%


٤/ نوع تعاملك مع الأستاذ:

الاحترام ـــــــــــ> ٨٣.٣٣%

بحسب أسلوب الأستاذ ـــــــــــ> ١٢.٥%

مقطوع.. وعلى ورقة الامتحان فقط ـــــــــــ> ٤.١٦%


٥/ يزعجك التصرُّف غير اللائق ممن تكثر الحديث مع الأستاذ لداعٍ ولغير داعٍ:

نعم ـــــــــــ> ٨٥.٧١%

لا ـــــــــــ> ١٤.٢٨%


* *

زواج الطالبة من أستاذها!!
 الأستاذ مربًّ قبل أن يكون مدرساً، يحن على بناته ويوجههن لمصلحتهن، ولكن أحيانا تتغيَّر العلاقة قليلاً.. قليلاً؛ حتى تأخذ منحى آخر لتنتقل إلى إعجاب، فزواج.. وقد انتشرت هذه الظاهرة وراجت.. حتى صارت أمراً معروفاً وغير مستغرب.. وليس حديثنا عن الزيجات التي وقعت.. لكن السُّؤال هنا: (كم فتاة تعلق قلبها بأستاذ وتمنت الزواج به كما سمعت عن فلانة؟!) وعندها يبدأ التعلق المؤلم لتعيش ترقب هذا الأمل، وتتخيل هذا الارتباط، حتى يشغلها عن حياتها، تقتات الوهم وتتعلق بخيط الأمل..

ومن جهة أخرى.. كم أستاذ تعلق قلبه بإحداهن.. وتاه فؤاده هنا وهناك.. بين أصوات البنات وأساليب حديثهن الأخاذة..؟!! وخطر له الزواج من هذه أو تلك لعله يسكن ما اعتمل في قلبه؛ من إعجاب شديد بصوت أو أسلوب يفتقر له في بيته؟!.. لقد تكرر كثيراً وفي جامعات مختلفة.. سؤال الأساتذة عن بعض الطالبات بغرض الزواج، بل إن بعضهم يسألها مباشرة: هل أنت مرتبطة؟! إني أرغب الزواج منك!!
نتساءل: عن مشاعر هذه الفتاة في تلك اللحظة بل.. في تلك الأيام.. هي وكل من سمع بقصتها ممن هم في قاعتها؟!!

ونعود فنقول: نحن لا نعمَّم أبداً فالأصل هو العلاقة الطبيعية بين المربي وتلميذاته؛ كالأب وبناته.. والأخ وأخواته ولكل قاعدةٍ شواذ.. وهذا قليل لكنه أخذ في التنامي..

وقبل أن تغوص فتاتنا في بحر العاطفة نضع أمامها بعض الاستفهامات لتتأملها قليلاً...

* من المعروف أن الكثير من الناس يكون تعاملهم مع الآخرين غاية في الرقة واللباقة، والأسلوب الساحر، ولكنه مع زوجته وأولاده على النقيض تماما، فهل تضمنين حياته الخاصة؟ وطريقة تعامله مع أهل بيته؟

* الملاحظ أنه عند اختلاف الجنسين، يكون التعامل بينهما بلطف وكثير من الرقة واللباقة – مهما بلغت درجتهما العلمية – وأنت تلاحظين الفرق بين تعامل الكثير من الأستاذات معك وتعامل الأساتذة، بينما الشباب يشكون من قسوة بعض الأساتذة عليهم وربما نفس الذين تعجبين بطريقة تعاملهم.. هل لاحظت الفرق؟

* تخيلي نفسك وقد تزوجت هذا الشخص، فمن يضمن لك أنه لن تأتي فتاة مثلك لتتعلق به، وتفوز بقلبه كما فعلت أنت ولنفس المبرر؟

وهناك نقطة مهمة يجب أن نفهمها: وهي أن الإنسان من حيث هو آدمي قلبه معرض لتداخل العواطف والأحاسيس، فقد يعجب بطريقة شخص أو أسلوب كلامه أو حتى شكله وهذا وارد لا غبار فيه... وكل الناس معرضون لهذا.. ولكن الإشكال.. حين يخرج من حجرات القلب ليتجه إلى ممرات أخرى كالتعبير عن الإعجاب الشديد والهيام والتفكير لأوقات طويلة فيه.. أو التعرض له بالأسئلة بغرض خفي.. إلخ

وأخيراً.... يجب ألا ننسى أن هذا الإنسان.. أستاذ وحسب، وأنه قد مر به مئات الطالبات وسيمر عليه أخريات، وأننا لا نمثل له إلا رقماً أو اسماً في أحد الكشوف.. وسوف ينسى أسماءنا كما نسي غيرنا، فليكن هذا الفصل فصل دراسي عابر سنمر به ونتعداه إلى ما بعده، ونخرج منه كما دخلناه بقلوب نظيفة ومشاعر مسترخية...

◽️◽️

📚 مجلة حياة العدد ٣٥ ربيع الأول ١٤٢٤ هـ

تابعي ..
🔗 سنة أولى .. جامعة / الاختلاط للمرة الأولى ... كيف تتعاملين معه ؟

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق