أو قبلها، هل أحسست يوماً بالإحباط؟ أنك جربت جميع الوسائل الموصلة لإتمام أمر، ثم صدمتِ بتهاويه على أرض الواقع..؟!
إذن.. هذي هي خطوتكِ الأولى (الواثقة) نحو النجاح..
يقول ونستون تشرشل (النجاح هو القدرة على الانتقال من فشل إلى فشل دون أن تفقد حماسك)
وبقراءة بسيطة في تاريخ الناجحين، ستكتشفين عاملاً مشتركاً بينهم، هو الفشل..!
فأيٌ منهم، لم يصل ما وصله من النجاح إلا بعد محاولات فاشلة.. ربما أودت به للوصول إلى نتيجة ناجحة، وربما مهدت طريقاً لآخرين حتى يتمّوا طريق النجاح الذي توصل إلى بداياته..
تعالي لنقرأ في حكاية أديسون.. مخترع الكهرباء.. الذي صُنف أنه (غير طبيعي).. فلم يتم تعليمه إلا في المنزل..
طفلٌ غير عادي.. يمتلك أماً غير عادية أيضاً..!
امرأة حاربت الفشل، في كونه متأخراً و(فاشلاً).. فتولت تعليمه منزلياً.. ودعمته معنوياً..
وعندما وصل سنه الخامسة عشرة، كان قد فقد السمع تدريجياً، وفي يومٍ من الأيام.. اشتد الألم على أمه في إحدى الليالي وقرر الطبيب أنها تحتاج إلى جراحة ولكن عليها الانتظار للصباح، وعندما أخبره أديسون أنها لا تستطيع تحمل الألم حتى الصباح.. قال: (وماذا أستطيع أن أفعل؟ أحتاج إلى إضاءة.!)
وسطر توماس في مفكرته... لا بد من إيجاد وسيلة للحصول على الضوء ليلاً أقوى من ضوء الشموع، فأجرى آلاف التجارب الفاشلة قبل الحصول على مصباح حقيقي ... وكان تعليقه في كل مرة ... هذا عظيم .. ولم يتوقف ولم يمل، ولم يحبط، حتى أن بعضهم نهره قائلاً: (لقد فشلت ٩٩٩٩ مرة، أنت فاشل عالمي! لماذا لا تتوقف عن هذه التجارب الفاشلة؟) ليجيئه ردّه: (الفاشلون هم أناس لم يعرفوا كم كانوا قريبين من النجاح حين توقفوا!)
إلبرت إينشتاين.. لم يتحدث إلا بعد وصوله سن الرابعة.! ولم يقرأ حتى السابعة، ووصفه معلمه بأنه متخلف عقلياً، لكنه أثبت للعالم اليوم.. خلاف ما قيل عنه.. ولم تأخره تلك المعوّقات.
وبعيداً عن كل هؤلاء.. تأملي في نجاح الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.. وستكفيك الحكاية..!
فرجلٌ أمّي.. قاد أمّة، وبدأ بث رسالةٍ كاملة في مجتمعٍ متعصب.. ورغم كل الإحباطات.. وعروض الآخرين عليه أن يتوقف.. أبى إلا أن يتمّ ما خرج لأجله صلى الله عليه وسلم.. رغم كل تخذيل.. ورغم كل ناعق مُحبط..
لا يوجد في الحياة رجل فاشل، وإنما يوجد هناك رجل بدأ في القاع.. وبقي فيه.!
فقبل أن تُمكّني شعور اليأس من تملككِ، تذكري أنك على بُعد خطوة فقط من النجاح.! فالدنيا تجارب.. وفشلنا في مرة، يعلمنا النجاح في المرة الأخرى..
ألقي نظرة على مرات فشلكِ السابقة.. تُرى، لو مرّت عليكِ الآن .. هل ستتصرفين في تلك المواقف بنفس تصرفكِ يوم أخفقتِ؟ وهل ستجربين نفس وسائلك..؟
بالتأكيد لا .. فتجاربكِ علمتكِ.. وفشلكِ في السابقة، علمك معنا النجاح في التي ستواجهينها عما قريب.. لا توجد أخطاء في الحياة، فقط هي تجارب، والتجارب غير الناجحة وإن فسرتها على أنها فشل أو إخفاق.. إنما هي (خبرات) تعلمنا كيف نكون أفضل، وأقوى..
الفرق الوحيد .. هو بين أن تستسلمي .. وبين أن تقهري الظروف والمُحبّطات.. وتنجحي..!
◽️◽️
📚 مجلة حياة العدد (٩٦) ربيع ثاني ١٤٢٩ هـ
✍ تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق