الصفحات

الثلاثاء، 17 مايو 2016

رؤيا فيها رؤى حسنة : كأنها على فرس وعليها ثياب بيض


رؤيا فيها رؤى حسنة

كأنها على فرس وعليها ثياب بيض


تقول هذه الأخت في رسالتها التي سطرتها بيدها وقد قمت باختصارها لطولها مع المحافظة على بنية القصة الأساسية ..

حيث تقول : لقد كنت أسمع بها وأراها رمزاً رائعاً .. بل إنني وضعتها لهدفاً أتمنى أن أصل إليه ..
أتدرون ما هي .. إنها ( الشهادة ) .. 

القتل في ساحة المعركة .. عندما كنت أرى صور القتلى الذين نحسبهم بإذن الله شهداء ..
كان داخلي يضج بالأفكار والخيالات والدعوات والابتهالات ..

 أتذكر ذات مرة عندما كنت في المرحلة الثانوية كنت مع إحدى الزميلات نتحدث
ولعلكم تعرفون ما يؤرق بنات هذه المرحلة فكنا نتحدث عن فتى الأحلام ..
فلما جاء دوري قلت لزميلتي سأتكلم بشرط ألا تخبري أحداً بذلك .. وألا تضحكي علي ساخرة ..
 قالت أحاول .. 
قلت أتمنى أن أتزوج شهيداً .. 
صرخت ضاحكة ثم قالت : أتريدين الخلاص منه قبل مجيئه! ..

 كانت نفسي والله الذي لا إله إلا هو تًتوّق دائماً إلى الجهاد والمعارك والشهادة على الرغم من كوني من أسرة صارمة نوع ما .. في وسط لا يشبع هذه التوجهات ولعله يراها من إضاعة الوقت أو التزمّت إلا أن هاجس هذه الأمور كان يعيش بداخلي ..

قلبّت نظري في كثير من أشرطة الجهاد .. لا أخفيكم سراً أن الأمر جداً شاسع بين الحقيقة والصورة ..
في الحقيقة خوف وظلام جوع وعطش برد وصقيع رصاص وقنابل وألغام أسر وتعذيب وتشويه .. هذا طريح وهذا جريح ..
أما في الصورة فالأمر على خلاف ذلك .. مشاهد ومقاطع وحصيلة القتلى كذا والجرحى كذا ثم ينتهي كل شيء ..

ومع ذلك كانت النفس وما زالت تتمنى الجهاد .. تحركها القارئ بصوته الرنان وهو يتلو قول الله تعالى ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ

والآخر أتأمل قوله وهو يترنّم :

هذي بساتين الجنان تزينت = للخاطبين فأين من يرتاد

والآخر حين ينشد أمام صديقته المقتول :

فإن لم نلتقي في الأرض يوما = وفرق بيننا كأس المنونِ
فموعدنا غداً في دار خلدٍ = بها يحي الحنون مع الحنونِ

هل أحسستم الآن بمعنى ما أتكلم عنه .. وهل أدركتم نوع الشعور الذي اجتاح نفسي .. تعالوا الآن لأحدثكم عن شيء في نظري ، قد يساوي حجم ما ذكرت .. وتعب ما أسلفت .. ومشقة ما وصفت .. ولذة ما تخيلت .. وعاقبة ما تعلمون وقد علمتم ..

إن الحياة كلها ساحة للجهاد .. إن حياتنا كلها هي ميدان القتال .. أليس كذلك .. أو ليس أعدائنا كثر ..

إبليس والدنيا ونفسي والهوى = ما حيلتي وكلهم أعدائي

تعالوا معي لنعيش بروح المجاهد ونفسه ، بل لنكن هو بشحمه ولحمه .. مع إطلالة كل فجرٍ نعمل كما يعمل المجاهد .. نغتسل .. نتحنط .. نخرج ونضع في أذهاننا أننا قد لا نعود .. 
دعونا ننقل كل أمور حياتنا إلى ساحات الجهاد حتى مصطلحاتنا وكلماتنا .. 

أردت أن أقوم بعمل دعوي قوبلت بالرفض! .. هذا جبل اعترض طريقي كيف سأتجاوزه؟! .. أقفز فوقه باستخدام طائرة أو أحاول صعوده وإن شق .. عدتي فوق ظهري .. حمل ثقيل .. لكن سوف أصعد .. نعم بإذن الله سوف أصعد ..
أردت أن أقوم بعمل .. قوبلت بردة فعل معاكسة! .. هذه رصاصة موجهة .. كيف أتقيها؟! ..
إن كان بإمكاني لأضرب يدها قبل أن ترميني فعلت .. وإن لم لأخفض رأسي قليلاً.. كيف .. أتجاوز .. أصفح .. أبلعها ..

أردنا أن نشن حملة في الطائرات لتوزيع بعض المعونات الروحية الضرورية .. قوبلنا بالدبابات المضادة للطائرات .. رُفضت الفكرة .. جلسنا .. لا يأس .. لنحاول أن نتصدى للقنابل ونتجاوز ذلك .. إن لم نفعل ذلك لنخفف قليلاً من سرعة الطيران حتى نعرف من أين نقذف .. إن لم يحصل ذلك لنغير اتجاه الطائرات بدل أن يكون باتجاه العاصمة فليكن إلى أهم المدن أو إحداها .. الغرض أن تتحقق الطائرات هدفها وتوصل حمولتها إلى من ينتظرها بل وفي أشد التعطش لها ..

منذ دخلنا هذه الجبهة والقذائف تنهال علينا والرصاصات موجهة إلينا .. والذي نفوس الخلائق بيده أن هذا لن يضعف هممنا بل على العكس من ذلك .. كلما زادت زدنا .. ثم إن مما يدفع هممنا اليقين بتلك المعاملة التي نحن نطبق بنودها .. معاملة مع رب كريم .. يُدخل في السهم الواحد الثلاثة إلى الجنة .. إن هذا يدفعنا أن نكون جميعاً جنود جبهة واحدة .. كلنا نهبُّ يداً واحدة .. ومن يتخلف عنا لن نقول له إلا ما علمنا عليه إلا خيرا ولكننا سنذكره بأن الله فضل المجاهدين على القاعدين درجة .. 

لن نغتر يوماً بكثرتهم بإذن الله .. حين يُنادى يا خيل الله اركبي .. حي على الجهاد .. هي إلى العمل .. هيا إلى طلب العلم .. هيا إلى التناصح .. هيا إلى العمل الدعوي .. سنهب كلنا سنهب حتى لو كانت بيد إحدانا ما تتزود به .. ستأكل ثم تأكل أخرى ثم تنظر إليها وتقول : إنها لحياة طويلة إن بقيت حتى آكلها .. وترمي بها ثم تمضي ..

أأضل أكتب أم فهمتم ما أعني .. إنها لذة العيش باحتساب .. لذة الجهاد والمجاهدة .. اللذة التي تقود إلى لذة أروع .. ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا.. 

إلى أن تقول في نهاية قصتها :
ما زال قلمي يريد التدفق ليتحدث عن الجهاد .. ولكن حان الآن وقت العمل فلعلّي أعود إليكم يا من عشتم معي حقيقة .. أعود مرة أخرى قريباً لأنقل لكم بعض ما يجري في الساحات أي في ساحات الوغى ..

انتهت قصتها .. وفقها الله تعالى


قلت ( الكلام للمحاضر الشيخ خالد الصقعبي ) .. بقي أن تعلموا أيها الأخوة والأخوات .. أن هذه الفتاة ليست بطالبة في كلية شرعية بل هي طالبة في كلية علمية .. بل تعيش مع ذلك في بيت يعج بالملاهي والمنكرات .. ولكن رؤيا فيها رؤى حسنة فقد رُؤيت كأنها على فرس وعليها ثياب بيض فعبّرها أحد الذين يجيدون تعبير الرؤى فقال هذه يُكتب لها الشهادة بإذن الله وإن لم تطأ رجلها أرض الجهاد ..
لا أقول ذلك فتنة لصاحبة القصة .. بل أقول لها الأعمال بالخواتيم .. وصدق النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال "من سأل الله الشهادة بصدق بلّغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه"

ألا تعجبون من فهم هذه الفتاة للجهاد .. في وقت غابت عن كثير من الناس معاني الجهاد وحقيقة الجهاد ..

◽️◽️

‏📼 من شريط ( المرأة والوجه الآخر )
للشيخ الصقعبي

 تحرير : حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق